بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين اما بعد فيقول المصنف رحمه الله تعالى باب الامر بالاعتصام بحبل الله وترك التفرق عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم الهمنا الصواب واهدنا وسددنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد قال رحمه الله تعالى باب الامر بالاعتصام بحبل الله وترك التفرق الاعتصام بحبل الله عز وجل اي دينه القويم الذي نزل به كتابه وجاءت به سنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته قال الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فالوصية بالاعتصام هي وصية بالاعتصام بحبل الله هذا الذي جاء به كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ان يكون اعتصام الناس بحبل الله بحبل متين الذي هو دين الله عز وجل وهذا الاعتصام هو الذي يجمعهم هو الذي يؤلف بين قلوبهم وهو الذي به تصلح ذات تصلح ذات بينهم وهو الذي به يدرأ عنهم السرور والفساد والفتن وهو الذي به نجاتهم يوم يلقون الله عز وجل وهو الذي به فوزهم بعلي الدرجات ورفيع الرتب به نيل المصالح كلها الدينية والدنيوية قال الامر بالاعتصام بحبل الله وترك التفرق والتفرق هو نتيجة حتمية لترك الاعتصام بحبل الله فاذا لم يعتصم بحبل الله تفرق الناس لان الذي يجمعهم هو حبل الله دينه هو الذي يؤلف بينهم فبدونه يتفرقون ويكونون سدر مدر لا يجمعهم ولا يؤلف بينهم ولا يلموا شتاتهم الا ان يعتصموا بحبل الله سبحانه وتعالى قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا هذا تقديم بين يدي ذكر امور عظيمة يرضى لكم ثلاثا يكره لكم ثلاثا ذكر عددها اولا تنبيها حسن ظبطها ومعرفتها وهذا من هديه عليه الصلاة والسلام في احاديث كثيرة يقدم ذكر ارقام تجمع ما سيذكره عليه الصلاة والسلام من وصايا يأتي هذا في احاديث كثيرة وهذه طريقة نافعة في التعليم يحسن بالمعلم ان يسلكها. اذا دخل في اول الدرس يحدد ما يسمى بالعناصر التي تجمع الموضوع كله ثم يدخل المتلقي وهو ملم او عارف بالموضوع واطرافه وعدد عناصره فهذه طريقة نافعة جدا و مهمة وقد جاءت في القرآن جاءت في القرآن في سورة النور قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا ليستأذنكم الذين لم يبلغوا الحلم منكم ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء فذكر ثلاث مرات هذه تضبط تضبط المعدود وهي طريقة تكثر في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهي نافعة غاية النفع في التعليم قال يرظى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيه اثبات المحبة والكره صفتان لله الايمان بصفات الله جل وعلا على النهج القويم نهج اهل السنة له اثره المبارك على العبد في استقامة حاله وصلاح سلوكه بخلاف المناهج التي سلكت مسلك التعطيل والتأويل والتحريف فان من جنايتها العظيمة على الناس اضافة الى المفسدة التي تكون بتعطيل الصفات تعطيل الاثر المترتب عليها تعطيل الاثر المترتب عليها فالمؤمن يؤمن بان الله يرضى ويسخط ويحب ويبغض وهذه صفات الله وايمانه بهذه الصفات لله عز وجل يحمله على تجنب ما يسخط الله والاجتهاد في لتحصيل ما ينال به رضاه جل في علاه قال ان الله يرظى لكم ثلاثا اي ثلاث خصال ويكره لكم ثلاثا اي ثلاث خصال ثم ذكرها عليه الصلاة والسلام قال فيرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا الثلاثة التي هنا قيل العبادة وواحدة وترك الشرك والثالث الاعتصام وعدم التفرق وقيل العبادة وترك الشرك هذه واحدة والاعتصام واحدة وترك التفرق هذه الثالثة لكن جاء الحديث في الموطأ للامام مالك والمسند للامام احمد بذكر الثالثة بذكر الثالثة قال فيرضى لكم ثلاثا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم وان تناصحوا من ولاه الله امركم فهذه ثلاث يرضاها لكم رب العالمين يرضاها لعباده يحب من عباده ان يحافظ عليها ان يكونوا من اهلها اذا كان الله جل وعلا سبحانه يرظى لنا هذه الثلاث هل يصلح ان يكون في قلب مسلم شيء نحو هذه الثلاث هل يصلح ان يكون في قلب مسلم شيء نحو هذه الثلاث يجد فيها او بعضها يجد في نفسه منها شيء لا تقبل نفسه عليها هذا مقام مهم في في في من مقامات الايمان لان هذا الحديث يجمع الدين ويجمع ما ينتظم به ايضا الدين تصلح به حال الناس ولهذا جاء في حديث اخر جمع النبي في هذه الثلاث عليه الصلاة والسلام في خطبة جامعة له في خطبة جامعة الا بمسجد الخيف في حجة الوداع وكما تعلمون خطبه في حجة الوداع خطب مودع لها شأن عظيم جدا مما قال لما دعا عليه الصلاة والسلام لمن اعتنى بالسنة بنظارة الوجه نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فحفظها ثم اداها لما ذكر هذه الدعوة ذكر هذه الخصال الثلاث قال ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم كيف يغل قلب المسلم عليها؟ والله يرضاها لعباده كيف يكون هذا؟ قال ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم اخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الامر ولزوم جماعة المسلمين نفس الثلاث المذكورات هنا فخصال رظيه الله لعباده اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الله رضيها لعباده واحبها لعباده لا يمكن ان ان ان يغل قلب المسلم او يجد في نفسه شيء تجاه هذه الخصال بل قلبه فيها سليم غاية السلامة مقبل عليها غاية الاقبال لانها لانها خصال يرضاها رب العالمين ويحبها سبحانه وتعالى لعباده. الاولى اصل الاصول واساس الدين ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا هذا مقتضى شهادة ان لا اله الا الله ان يفرج سبحانه وتعالى بالعبادة وان يخلص الدين له جل وعلا ان تعبدوه اي موحدين مخلصين له الدين ولا تشركوا به شيئا شيئا اي اي شيء من الشرك لا قليل ولا كثير. لا دقيق ولا جليل ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا جمع بين النفي والاثبات وهما ركنا التوحيد لا اله الا الله ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. هذا الاصل الاول الثاني ان تعتصموا بحبل الله جميعا وهذا مقتضى شهادة ان محمدا رسول الله النوع ان يعتصم بالدين الذي بعث به وجاء به صلوات الله وسلامه عليه وان نستمسك بهذا الدين الذي به السعادة البشرية وصلاح الناس وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا تعتصم بحبل الله اي تستمسك بهذا الدين القرآن والسنة كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام. تعتصم بحبل الله تستمسكوا بهذا الدين ان تستمسكوا بهذا الدين وتحافظوا عليه وتلازموه ولا تفرقوا احذروا من الفرقة والشتات هذه ثلاث هذه الثانية. الثالثة قالوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم ان تناصحوا من ولاه الله امركم اي ان تكون معاملتكم مع ولي الامر قائمة على النصح لا على الغش قائمة على النصح برا كان ولي الامر او فاجرا صالحا او غير صالح تكون المعاملة قائمة على النصح لعن الغش هذه خصال ثلاث يرضاها الله سبحانه وتعالى لعباده ويحب منهم ان يفعلوها واخبر نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر ان هذه الثلاث لا يغل عليها قلب امرئ مسلم لا يغل لا يجد منها اي شيء لا يستنكف لا يستكبر قال وان تناصحوا من ولاه الله امركم ويكره لكم قيل وقال يعني الخوظ في اخبار الناس واحوالهم وتصرفاتهم مما لا فائدة فيه ولا يعني الانسان ومن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه وكثير من المجالس قائمة على ذلك قيل وقال قيل يعني يقال كذا وكذا ثم يروي اخبارا من احاديث الناس وقال اي قال فلان وهكذا يروي اخبار تمضي الحياة وحاصل ما عند الانسان قيل وقال مثل ما قال المتكلم الاول لم نستفد من جمعنا طول عمرنا سوى ان جمعنا قيل وقال فهذا فهذا ظياع الاوقات فيما لا فائدة فيه بل بما فيه المظرة على الانسان قال وكثرة السؤال وهذا يتناول السؤال عما لم يقع والسؤال عما لا تدعو الحاجة اليه اما لا تدعو الحاجة اليهم من المسائل وكثرة السؤال بهذه الطريقة هي فرع عن انفناء النفس عن العمل وعدم اقبالها على العمل فتشتغل بمسائل مما لا يعني لا يعني المسلم امرها ومسائل لم تقع ومسائل لا تدعو الحاجة اليها حاصل ذلك شغل الاوقات وتفويت فرصة الانتفاع والعمل قال والثالثة اظاءة المال وذلك بصرف المال في غير وجوهه الشرعية فهذا تضيع للمال نهى الله سبحانه وتعالى عنه وكرهه جل وعلا لعباده جمع هذا الحديث العظيم ثلاث خصال مباركة عظيمة يحبها الله ويرضاها لعباده اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنا الله انه يرظاها للعبادة حثا للعباد على العناية بها وذكر خصالا ثلاثة يكرهها الله سبحانه وتعالى لعبادة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم تحذيرا للامة من هذه الخصال وذما لها. نعم قال رحمه الله تعالى باب رد المحدثات من الامور عن سعد ابن ابراهيم قال سألت القاسم بن محمد عن رجل له ثلاث مساكن فاوصى بثلث كل من فاوصى بثلث كل مسكن منها قال يجمع ذلك كله في مسكن واحد ثم قال اخبرتني عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد قال باب رد المحدثات من الامور. رد المحدثات من الامور اي ان المحدثات من الامور مردودة على صاحبها مردودة على صاحبها وان صلحت نيته وطاب قصده فان العمل لا يتقبله الله سبحانه وتعالى من العامل الا بشرطين ان يكون خالصا لله وان يكون موافقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا افتقد العمل الاخلاص ردا واذا افتقد المتابعة رد فلا يقبل الا بالاخلاص والمتابعة لا يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة سنة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه رد المحدثات من الامور اي عدم قبولها من العامل وان كثرت وتنوعت وان كان مخلصا فيها يبتغي بها وجه الله يبتغي بها نصرة دين الله عز وجل فان مردودة عليه اذا لم تكن موافقة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم لان النبي عليه الصلاة والسلام ثبت عنه انه قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد هنا لطيفة مهمة جدا ننتبه لها ايراد الامام مسلم رحمه الله هذا الحديث في كتاب الامارة ارادة لهذا الحديث في كتاب الامارة بوب له برد المحدثات من الامور هذا فيه تنبيه الى ان ما يتعلق بهذا الباب قد ينشأ فيه بل نشأ ينشأ فيه بين الناس اعمال يريدون بها نصرة دين الله ويريدون بها الخير ويريدون بها صلاح الامة ويريدون بها نفع العباد ويريدون بها زوال السرور لكن المسلك الذي سلكوه غير شرعي غير شرعي فلا يشفع لهم ارادتهم في عملهم ذاك الخير بان يقبل منهم لا يقبله الله حتى وان كانوا ارادوا به صلاح الامة صلاح العباد ازالة المنكر الى اخر ذلك لا يقبله الله منهم ولا يدخل في صالح عملهم بل يدخل في سيء العمل لان البدعة ترد ويعاقب عليها المرء ولهذا ينشأ في في الناس في هذا الباب الباب الذي يتعلق بالامارة حقوق الراعي والاحاديث الكثيرة التي مرت في ظبط هذه الامور من خرج عن هذه الاحاديث وجاء باراء محدثة يزعم ان بها صلاح الناس وزوال الشرور عمله مردود حتى وان كان قصده حسنا ونيته صالحة ومراده طيبا يرد العمل لا يقبل عمله مردود ولهذا كل هذه المسالك التي تنشأ في الناس مسالك الخوارج ومن لفهم التي يزعمون انها انهم يريدون بها اصلاح اعمالهم لا تدخل في صالح اعمالهم لا تدخل في صالح عملهم لان عملهم ليس على هدي ليس على طريق ليس على جادة فهو مردود حتى لو كانت نية الانسان صالحة قصده طيبا مردود العمل لا يقبل الله سبحانه وتعالى الا العمل الذي مبني على هدي على سنة ولهذا اصحاب هذه المسالك الذين يعنيهم بهذا الحديث ويعنون بهذه الترجمة رد المحدثات اصحاب هذه المسالك احاديث الاحاديث الباب هذه لا يعولون عليها ولا يسمعونها الناس اصلا ولا يسمعونها الناس اصلا واذا تحدث متحدث بهذه الاحاديث زجروه وشنعوا عليه وقالوا ما هو وقت هذه الاحاديث فمثل هذه الطرائق كلها مردودة على اهلها غير مقبولة منهم لانها اعمال غير قائمة على هدي على صراط مستقيم اورد هذا الحديث عن سعد ابن ابراهيم قال سألت القاسم ابن محمد عن رجل له ثلاث مساكن ثلاث بيوت فاوصى بثلث كل مسكن منها اوصى بثلث كل مسكن منها هل يجمع ذلك السؤال هو هذا كما في بعض روايات الحديث هل يجمع هذا في مسكن واحد هل تجمع في مسكن واحد لما تجمع في مسكن واحد يكون ماذا انفع للورثة يصفي لهم بيتين ليس فيها ثلث لكن بالطريقة هذي قد يكون فيه شيء من الا شيء من المضرة عليهم كل بيت فيه ثلث يضعف تصرفهم في البيت فسئل هل يجمع ذلك في مسكن واحد قال يجمع ذلك كله يجمع ذلك كله في مسكن واحد يجمع ذلك كله في مسكن واحد اخبرتني عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد كل عمل ليس عليه امر النبي عليه الصلاة والسلام فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه هو اورد الامام مسلم اورد هذا الحديث بهذا السياق من اجل هذه من اجل هذه اللفظة في الحديث حديث النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه وهذا اللفظ انفرد به مسلم وفي الصحيحين جاء الحديث بلفظ من احدث في امر من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد فيتناول الحديث بلفظيه من احدث ومن جاء وجد عملا محدثا فعمل به. وان لم يكن هو الذي احدثه. فكل هؤلاء مردود عملهم عليهم غير مقبول منهم وهذه المسألة التي جاءت في في الحديث والسيق لاجلها قال قال يجمع ذلك قال القاسم بن محمد رحمه الله يجمع ذلك كله في مسكن واحد واحتج بهذا الحديث ولعل مراده كما ذكر اهل العلم ان تغيير الوصية ان هذه وصية وحدد كل بيت يكون منه ثلث ان تغيير الوصية الى ما هو احب الى الله وانفع للورثة جائز انفع للناس انفع للناس جائز واستدل بالحديث قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد لكن يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله اكثر العلماء على خلاف قول القاسم هذا اكثر العلماء على خلاف قول القاسم هذا وان وصية الموصي لا تجمع ويتبع لفظه لا تجمع ويتبع لفظه لكن المراد هنا هو هذا الحديث قول النبي عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وايرادهم في هذا الباب ايراده في هذا الباب في غاية الاهمية لان المحدثات التي اهلكت الناس المحدثات الافكار المحدثة التي اهلكت الناس وعصفت بهم كلها امور ما انزل الله بها من سلطان وليست من دين الله وان زعم من احدثها انه يريد يريد بها ماذا اصلاح المجتمعات والمجتمعات لا يمكن ان تصلح الا بالهدي مثل ما قال الامام مالك لن يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها نعم قال رحمه الله تعالى باب في الذي يأمر بالمعروف ولا يفعله عن اسامة ابن زيد رضي الله عنهما انه قال قيل له الا تدخل على عثمان فتكلمه فقال اترون اني لا اكلمه الا اسمعكم والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون ان افتح امرا لا احب ان اكون اول من فتحه ولا اقول لاحد يكون علي اميرا انه خير الناس بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بالرجل يؤتى بالرجل يوم القيامة. فيلقى في النار فتندلق فتندلق اقطاب فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع اليه اهل النار فيقولون يا فلان مالك الم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول بلى كنت امرا بالمعروف ولا اتيه. وانهى عن المنكر واتيه قال باب في الذي يأمر بالمعروف ولا يفعله هذه الترجمة ساقها في التحذير ممن كانت هذه حاله يأمر الناس المعروف ولا يفعل معروف وينهى الناس عن منكر ويأتي هو المنكر وفي القرآن الثلاث ايات عظيمة في هذا الباب يجب على كل من اشتغل بالدعوة ان يجعلها نصب عليه الاولى قول الله عز وجل اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون والثانية قول الله عز وجل فيما ذكره عن نبيه شعيب عليه السلام وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه والثالثة في اول سورة الصف قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون فهذه ثلاث ايات عظيمة ينبغي على كل مسلم ان يجعلها نصب عينيه ومن يشتغل بالدعوة يجب ان يجعلها نصب عينيه عندما يأمر يبادر الى ما يأمر به وعندما ينهى ايضا يتجنب هذا الذي نهى عنه وفي هذه الترجمة حديث آآ عظيم فيه الوعيد الشديد لمن كانت هذه صفته يأمر ولا يفعل وينهى ويفعل ينهى عن المنكر ويفعل المنكر قال عن اسامة بن زيد رضي الله عنه عنهما قال قيل قال قيل له الا تدخل على عثمان فتكلمه الا تدخل على عثمان فتكلمه قيل تكلمه في احد قرابته ممن ولاه عثمان ولوحظ عليه شيء من الملاحظات وارادوا ان يعزله وانه لا يصلح ان يكون في هذا المكان فقيل الا تدخل فتكلمه فتكلمه في ذلك فقال رضي الله عنه آآ اترون اني لا اكلمه الا اسمعكم هل تريدون ذلك؟ يعني هل هذا مرادكم؟ اني لا اكلمه الا بمسمع اجمعكم واكلمه وانتم تسمعون هل هذا الذي تريدون وهل هذه النصيحة قال اترون ان لا اكلمه الا اسمعكم والله لقد كلمت فيما بيني وبينه هذا هذه النصيحة هذه النصيحة حتى كل واحد منا كل واحد منا عندما يخطئ هل يحب ان ينصح على ما لا السلطان نفس الامر كل واحد منا ما يحب اذا حصل منه خطأ ان يأتي واحد على ملأ ويقول يا فلان انت مخطي في كذا حتى لو قيل له على ملأ نفسه تضعف عن قبول تلك نصيحة لكن اذا جاءه سرا ولاطفه في الخطاب كان للنصيحة وقعها ولهذا جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال من كانت له حاجة لذي سلطان فلا يبده علانية لا يناصحه علانية تكون نصيحة سرا وهذا اوقع في القلوب وهذا كل واحد يعلمه من نفسه ان النصيحة اذا اسديت اليه سرا اوقع في قلبه وانفع له قال والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون ان افتح امرا لا احب ان اقول من ان اكون اول من فتحه ما هو هذا الامر المجاهرة بالانكار المجاهرة الانكار على الولاة انكار على الملأ. يقول ما اريد ان اكون اول واحد فتح هذا الباب على الامة هذا يفيد ان المعروف من ذاك الوقت قبله النصيحة كلها ماذا السر ولا يقول ولا ولا اريد يعني ما يذكر احد قبله فعل فلا يريد ان يفتح هذا الباب لا يريد ان يفتح هذا الباب على الامة يكون اول من كان منه ذلك ولا اقول لاحد يكون علي اميرا انه خير الناس ايضا انا في الوقت نفسه ما اناصح علنا و ولا ايظا امدح بالباطل مداهنة او نحو ذلك امدح بالباطل ما افعل ذلك لا اقول لاحد يكون علي اميرا انه خير الناس بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بالرجل يوم القيامة يعني اخاف عقوبة الله ان ان امدح واقول ما ما لا اعتقد مداهنة ما افعل ذلك يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه احشاؤه امعاؤه تندلق تخرج تندلق اي تخرج سريعا فيدور بها اي النار كما يدور الحمار بالرحى وذكر الحمار هنا ايضا في تقبيح لهذا العامل الذي هذه هذا صنيع فيجتمع اليه اهل النار فيقولون يا فلان ما لك ما قصتك؟ ما خبرك الم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ نحن نعرف كتاب المعروف وتنهى عن المنكر. ما ما خبرك قال بلى كنت امر بالمعروف ولا اتيه وانهى عن المنكر واتيه وهذا وعيد شديد لمن كانت هذه حاله يأمر بالمعروف ولا يأتيه ينهى عن المنكر ويأتيه وبهذا ختم هذا الكتاب كتاب كتاب الامارة وما فيه من فوائد عظيمة مهمة الغاية لكن اريد ان اختم اه فائدة عظيمة جدا في التطبيق العملي لهذه الاحاديث لان بعض الناس ممن ابتلي ببعض الاهواء من يراه يحث الناس على هذه الاحاديث يا يصفه بصفات ليست فيه ويسن عليه بامور ليست فيه من مداهنة واشياء من هذا القبيل فلما ننظر في في سير السلف وعنهم جاء نقول كثيرة جدا في في تطبيق هذا المنهج لكن ساروي لكم قصة عظيمة نافعة نختم بها كتاب الامارة وهي نافعة للغاية الامام احمد في ازمنة الولاة الثلاثة المأمون والمعتصم الواثق في هذه الازمنة الثلاثة المأمون والمعتصم والواثق في هذه الازمنة الثلاثة اوذي اذى شديد من الولاة الحبس وظرب شديد وتهديد بالقتل ومنع من التحديث لا يحدث الناس وحصل منه اذى شديد حصل منهم تجاهه اذى شديد. كيف كان موقفه مع هذه الاحاديث وهذه حاله هذه حاله مع هؤلاء الولاة الثلاثة كيف كان آآ عملوا بهذا الحديث. انظر هذه القصة ما اعجبها لان الامام احمد جاءه نفر من علماء بغداد من فقهاء بغداد وشاوروه في ترك الرضا بامرة الواثق وسلطانه الذي اظهر القول بخلق القرآن ودعا اليه وامر بتدريسه للصبيان في الكتاتيب وقرب من القضاة وغيرهم من قال به وعزل وابعد من خالفه فانكر الامام احمد ذلك انكر عليهم يعني نزع اليد واكثر من نهيهم عن ذلك وقال لا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشق عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ولا دماء المسلمين معكم. انظروا في عاقبة امركم ولا تعجلوا ولا تعجلوا او صام بهذه الوصية اسمع القصة كاملة يرويها حنبل ابن اسحاق ابن حنبل يكون الامام احمد عمه ابن اخي الامام احمد يروي هذه القصة وهو كان حاضر لها. يقول لما اظهر الواثق هذه المقالة وظرب عليها وحبس جاء نفر الى ابي عبدالله من من فقهاء اهل بغداد فيهم بكر ابن عبد الله وابراهيم بن علي وفضل ابن عاصم وغيرهم فاتوا ابا عبدالله وسألوا ان يدخلوا عليه استأذنوا في الدخول فاستأذنت لهم استأذن لهم حنبل فدخلوا عليه فقالوا له يا ابا عبد الله ان الامر قد فشى وتفاقم وهذا الرجل يفعل ويفعل وقد اظهر ما اظهر يعني من المخالفات ونحن نخافه على اكثر من هذا. نخاف ان يزيد ايضا الامر وذكروا له ان ابن ابي دؤاد مضى على ان يأمر المعلمين بتعليم الصبيان في الكتاب مع القرآن ان القرآن كذا وكذا القرآن مخلوق فقال ما ابو عبدالله وماذا تريدون ماذا تريدون قالوا اتيناك نشاورك فيما نريد قال فما تريدون قالوا لا نرضى بامرته ولا بسلطانه ننزع اليد من الطاعة نعلن نزع اليد من الطاعة هذا حصل منه وحصل منه وحصل منه ننزع اليد من هذا الذي نريد قال فناظرهم ابو عبد الله ساعة حتى قال لهم وانا حاضرهم ارأيتم ان لم يبقى لكم هذا الامر ما حصلتم نتيجة اليس قد سرتم من ذلك الى المكروه عليكم بالنكرة بقلوبكم عليكم بالنكرة بقلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشكوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ولا دماء المسلمين معكم انظروا في عاقبة امركم ولا تعجلوا واصبروا واصبروا حتى يستريح بر او ويستراح من فاجر. اصبروا ودار بينهم في ذلك كلام كثير لم احفظه. والامام يعظهم وينصحهم ويذكر لهم الاحاديث واحتج عليهم ابو عبد الله بهذا فقال بعضهم انا نخاف على اولادنا اذا ظهر هذا لم يعرفوا غيره ويمحى الاسلام ويدرس يذهب الاسلام نخاف نحن على اولادنا اسمع ماذا قال قال كلا ان الله عز وجل ناصر دينه ان الله عز وجل ناصر دينه وان هذا الامر له رب ينصره ان هذا الامر له رب ينصره وان الاسلام عزيز منيع وان الاسلام عزيز منيع لكن انتم لا تدخلون مدخل غير شرعي هذا هذا حاصل قوله لا تدخلوا مدخلا غير شرعي مدخلا لم يأذن لكم به الله هل استجابوا او لم يستجيبوا قال فخرجوا من عند ابي عبد الله ولم يجبهم الى شيء مما عزموا عليه اكثر من النهي عن ذلك والاحتجاج عليهم بالسمع والطاعة يعني احاديث السمع والطاعة حتى يفرج الله عن الامة فلم يقبلوا منه لم يقبلوا منه ليس هذه فقط فلما خرجوا قال لي بعضهم امضي معنا يعني عند الباب بعد النصيحة العظيمة التي نصحهم بها الامام احمد عند باب بيت الامام احمد يستحثون اه ابن اخي احمد ان يصحبهم فيما ارادوا لان قلوبهم اشربت ذلك الامر قال امضي معنا الى منزل فلان رجل سموه سموه حتى نواعده لامن لامر نريده ارادوا ان يمشي معهم فذكرت ذلك لابي ابي ابوه اسحاق فذكرت ذلك لابي فقال لي ابي لا تذهب واعتل عليهم اعتذر فاني لا امن ان يغمسوك معهم فيكون لابي عبدالله في ذلك ذكر يعني ما معنى في ذلك ذكر يعني معهم اه ابن اخي الامام احمد فيكون له ذكر في في هذا الشيء الذي هم سيفعلونه فاعتللت عليهم ولم امضي معهم. فلما انصرفوا دخلت انا وابي على ابي عبد الله على احمد قال ابو عبدالله لابي يا ابا يوسف هؤلاء هؤلاء قوم قد اشرب قلوبهم يعني هذا الامر تسربت تسربته قلوبهم. ما يخرج منها فيما احسب ما يخرج منها فيما احسب فنسأل الله السلامة هكذا يقول الامام احمد فنسأل الله السلامة. ما لنا ولهذه الافة ما لنا ولهذه الافة وما احب لاحد ان يفعل هذا فقلت يا فقلت له يا ابا عبدالله وهذا عندك صواب قال لا هذا خلاف الاثار التي امرنا فيها بالصبر ثم قال ابو عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ضربك فاصبر وان حرمك فاصبر وان وليت امره فاصبر لاحظ ان ضربك فاصبر هو نفسه في تلك الازمنة ضرب وحبس واوذي ويعمل بالحديث ما تردد حصل له نفسه احمد رحمه الله ظرب شديد حتى كاد يموت من الضرب حتى ان المعتصم خاف قاف خوف شديد يعني الامام احمد دخل في يعني في في في شدة مرض من الضرب كاد ان يموت فكان فكان المعتصم خاف ان يموت الامام احمد بسبب انه تسبب في في ضربه ذلك الضرب. ولما قيل انه شفي فرح المعتصم ضرب ضرب شديد وهو الذي يقول ان ضربك جاء فاصبر هذا صاحب سنة يحكم السنة يحكم السنة ويعظمها. قال وان ضرب فاصل وان حرمك فاصبر وقال ابو عبد الله بن مسعود كذا وذكر ابو عبد الله كلاما لم احفظه يعني ذكر نصوص كثيرة في الباب قال حنبل ما نتيجة اولئك ماذا حصل منهم قال حنبل فمضى القوم فكان من امرهم انهم لم يحمدوا فعلوا شيء لم يحمدوا عليه. ماذا حصل؟ ولم ينالوا ما ارادوا اختفوا من السلطان وهربوا واخذ بعضهم فحبس ومات بعضهم في الحبس ومات بعضهم في الحبس وهذه النتيجة هي التي تتكرر عبر التاريخ عندما يخالف المرء هذه الاحاديث التي بين ايدينا احاديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يحفظنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يولي على المسلمين خيارهم وان يصرف عنهم شرارهم وان يصلح احوال المسلمين اينما كانوا وان يهدينا اجمعين اليه صراطا مستقيما وان يوفقنا للزوم سنة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين