بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. مرحبا بكم في هذه السلسلة المباركة لا تنافق. ما زلنا نتحدث عن النفاق السلوكي او الاخلاقي. والحقيقة النهاردة هنتكلم عن امر هام جدا وهو انه هل وقوع هذه الصفات الخمسة تحدث كذب اذا وعد اخلف اذا اؤتمن خان اذا خاصم فجر اذا عاهد غدر. هل كل من يقع في هذه الصفات هو منافق حقا؟ الحقيقة في اراء كثيرة خمس اراء تقريبا في هذا الامر. الاول قال انه يشترط عدم التوبة من هذه الخصال. يعني يقع الانسان في الكذب وفي الغدر وفي ديانة وفي الفجور في الخصومة وفي هذه الافات دون ان يتوب منها. عشان كده لما واحد قدم المكة من البصرة قال يا عطاء سمعت الحسن يقول من كان فيه ثلاث خصال لم اتحرج ان اقول انه منافق قال اذا رجعت الى الحسن فقل له ما رأيك في بني يعقوب اخوة يوسف اتحدثوا كذبوا ووعدوا فاخلفوا واؤتمنوا فخانوا. او كانوا منافقين؟ فلما قال للحسن ذلك سر به وقال جزاك الله خيرا قد سم قال لاصحابه اذا سمعتم مني حديثا فاصنعوا مثلما صنع اخوكم حدثوا به العلماء فما كان صوابا فحسن وما كان غير ذلك ردوا عليه جواب اخوة يوسف لم يصروا على هذه الخطيئة بل تابوا. وسألوا الله المغفرة وسألوا اباهم ان يستغفر لهم. يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين رحنا له من يوسف فلن تتمكن منه هذه الصفة. يبقى ده اول شرط اه اذا لم يتب الانسان من هذه الصفات وهذه الخصال يكون منافقا. الرأي التاني من الرأي خمسة يقول ان هذا نفاق نفاق العمل لا نفاق الكفر. وده الحقيقة اللي يؤيده قول سيدنا عمر حذيفة هل تعلم شيئا من النفاق لم يقصد بذلك نفاق الكفر وانما نفاق العمل وهذا الرأي رواه الامام القرطبي والحافظ ابن حجر. يبقى النفاق بيتجزأ ويتقسم ويتفاوت مش كله درجة واحدة. الرأي الثالث ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر هذا على سبيل الانذار تحذير ان يعتاد هذه الخصلة. اي مسلم من المسلمين شفقة ان تفضي به الى النفاق وليس معنى هذا ان كل واحد عامل خصلة من دي يبقى منافق وعشان كده الحديس يقول لك ان تجارهم الفجار وان اكثر منافقي امتي قراؤها هذا على سبيل تحذير والترهيب التحذير والترهيب حتى لا يقع تجار في الحلف الكاذبة التي تجعلهم من وحتى لا يقع القراء او حفاظ القرآن في السمعة والرياء التي تجعلهم فيهم خصلة من المنافقين. الرأي الرابع ان هذا الامر لمن كان له عادة ان يحافظ على هذه الخصال. الحديث محمول على من غلبت عليه هذه الخصال واتخذها عادة. عشان كده قالوا انه مشعرة اذا حدث كذب مشعرة بتحقق الوقوع. مما يدل على ان هذه هي عادتهم. وما قالش مسلا مفعول به بتاع حدث ايه؟ يعني مش حدث مثلا فلانا وحدث فلانا عشان يقول لك لا ده كل ما بيحدث بيكذب كل ما بيعد بيخلف كل ما يخاصم بيفجر كل ما يعاهد بيغدر والرأي الخامس ان هذه الاحاديث جاءت في نفر معين من المنافقين. سيدنا اسماعيل بن جبير سئل عن هذا الحديث فضحك سعيد وقال فاهمني ما اهمك اتيت ابن عمر وابن عباس فقصصت عليهما فضحكا فقال اهمنا والله يا ابن اخي ذلك فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم فضحك فقال وما ولهن اما قولي اذا حدث كذب فذلك ما لكم ولهن اما قولي اذا حدث كذب فذلك فيما انزل الله عليه والله يشهد ان المنافقين لكاذبون اما اذا وعد اخلف فذلك في قوله فاعقبهم نفاقا في قلوبهم. واما اذا اؤتمن خان فذلك فيما انزل الله تعالى انا اعرضنا الامانة على السماوات والارض ده رأيي ان هو جت في بعض صفات المنافقين في رواية انما اختصت بهن المنافقين انتم من ذلك برآء. ذكر الحديث بطول القاضي عياض وقال لهذا صار كثير من التابعين والائمة. الخمس اراء دي لا تبعدنا ان احنا نقول ان صاحب الخسارة الخمسة دي واقع في النفاق الاصغر. والنفاق الاصغر ده مع الاصرار والاستمرار يؤدي الى اتفاق الاكبر. كما ان المعاصي بريد الكفر. احنا مش بنقول الكلام ده عشان نهون الموضوع. احنا بنقول الكلام دوت عشان نشوف اراء العلماء. ونحذر ان احنا تقع في مقدمات الذنب التي تؤدي منها والعياذ بالله في النهاية الى ان خصلة واحدة ممكن تجري في الانسان الى دائرة النفاق من حيث لا يشعر. ويتمنى الانسان المصر المعصية والمقيم عليها ممكن يسلب الايمان عند الموت لا يستطيع ان يشهد ان لا اله الا الله وينظر بشهادة التوحيد عند الموت كذلك يخشى على من اصر على ان يخسر النفاق ان يسلب ايمانه فيصير منافقا خالصا. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يقينا واياكم يعني تبعات هذا الامر وان يطهرنا وينقينا من رفاقي ومن خصاله وصفاته. جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته