بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. صلى الله عليه وسلم. النفاق السلوكي. هذا النوع النفاق يشمل على خمسة صفات او سمات. اذا حدث كذب اذا وعد اخلف اذا اؤتمن خان اذا خاصم فجر اذا عاهد غدر. اليوم مع اذا وعد اخلف. قال الله تعالى ومنهم من عاهد ان الله لان اتانا من فضله لن تصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما اتهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون. فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون قال الامام الرازي ظاهر الاية يدل على ان نقض العهد وخلف الوعد يورث النفاق فيجب على المسلم ان ان يبالغ في الاحتراز عنه. فاذا عاهد الله في امر فليجتهد في الوفاء به. هذه الاية شاهد الصحابة واقعتها عيانا وشاهدوا نظيرها هي التي جعلتهم يفهمون النفاق على انه اثر لتصرفات معينة. كثيرا ما يكون صاحبها لم يتوقع نتائجها وليس النفاق قرارا يتخذه المرء. اي ان الانسان قد يقوم باقوال او افعال فيها مصادمة لكتاب الله تقوده للنفاق وهو لا يعلم وليس بالضرورة ان يكون النفاق ارادة واعية. فالحذر الحذر من الاثام والذنوب ان منها ما يذهب بالدين ويورث صاحبه عقوبة تمتد الى يوم الدين. ولذا حرص الصحابة غاية الحرص على الوفاء بالوعد. فلما حضر عبد الله ابن عمرو الوفاة قال خطب الي ابنتي رجل من قريش وقد كان مني اليه شبيه بالوعد. فوالله لا فالقى الله عز وجل بثلث النفاق اشهدوا اني قد زوجتها اياه. فعد اخلاف الوعد ثلث النفاق طاف ان يلقى الله به. اخلاف الوعد لون من الوان الكذب. اذا كان في عزم صاحبه حين وعد الا يفي بوعده. قال ابن رجب في هذا النوع اي من خلف الوعد ان يعد ومن نيته الا يفي بوعده. وهذا اشر الخلف. ولو قال افعل كذا ان شاء الله ومن نيته الا يفعل كان كذبا وخلفا قاله الاوزاعي. وقد قيل للامام احمد بما تعرف الكذابين يا امام؟ فقال بالمواعيد او بخلف المواعيد. اما لو كان العبد عازما على الوفاء ثم طرأ عليه ما عنه فليس بكاذب. الوعد قيد قيد به العبد نفسه. فان فعل فلا بد من الوفاء. ولذا قيل راني لا ينفكان من كذب. كثرة المواعيد وشدة الاعتذار. انواع خلف الوعد. خلف الوعد مع الابناء تأخروا في اعادة الكتب المستعارة والمماطلة في سداد الدين والتأخر او التخلف عن المواعيد. يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله يقول لك الرجل الموعد صباحا صباحا في اي ساعة من الصباح. في السادسة تابعة في الثامنة انك مضطر الى الانتظار هذه الساعات كلها. الوعد بين الصلاتين وبين الصلاتين اكثر من ساعتين الوعد بعد العشاء. اهذه مواعيد؟ هذه مهازل وسخريات لقوم لا عمل لهم ولا قيمة اوقاتهم ولا مبالاة لهم بكرامتهم. هذه مواعيدنا في ولائمنا وحفلاتنا وفي اجتماعاتنا الفردية العامة ويقول رحمه الله اليس عجيبا انصار اسم الوعد الشرقي علما على الوعود الكاذبة واسم الوعد علما على الوعد الصادق من علم الغربيين هذه الفضائل الا نحن من اين قبسوا هذه الانوار التي سطعت بها حضارتهم؟ الم ياخذوا منا من هنا ايام الحروب الصليبية. ومن هناك من الاندلس بعد ذلك. وهل في الدنيا دين الا هذا الدين الشرقي يجعل للعبادات موعدا لا تصح العبادة الا فيها. وان اخلفه المتعبد دقيقة واحدة بطلت العبادة. فلماذا يبطل نصوم وان افطر الصائم قبل المغرب بخمس دقائق. اليس لتعليمه الدقة والضبط والوفاء بالوعد؟ لماذا تبطل الصلاة وان صليت قبل الوقت بخمس دقائق. والحج لماذا؟ يبطل الحج ان وصل الحاج الى عرفات بعد يوم اليس لان الحاج قد اخلف الموعد؟ اجتماع خمس دقائق. كنت اعمل مع شركة انجليزية وكان مديرنا الانجليزي الشاب يعقد لنا في بداية مشروع من المشروعات اجتماعا قصيرا جدا. هل تعلمون مدة هذا الاجتماع اليومي انها خمس دقائق. نعم بالحروف خمس دقائق. ونستعرض في هذا الاجتماع اي اخبار طارئة او عاجلة اما فرص التأخر عن هذا الاجتماع؟ ان التأخر عنه خمس دقائق معناه التخلف عن الاجتماع بالكلية. والتأخر عنه بمقدار دقيقتين معناه تضييع ما يقارب من نصف الاجتماع. وكان درسا بليغا نتعلمه في الوفاء بالوعد من غير مسلم ومما يعينك على الوفاء بوعودك ان تقلل من وعودك ما استطعت. وصدق توماس بن حين قال ابطأ الناس في قطع الوعود احرصهم على الوفاء بها. العاقل يبطل ويبطئ في اعطاء الوعود لعلمه ان كلمته ستلزمه. وان الوفاء بها شاق ويحتاج الى جهد. والاسلم له الا يبذل وعدا شقوا عليه انفاذها. مما يعينك على التقليل من خلف وعدك ان تمتلك الشجاعة لتخون لا ان خشيت عدم القدرة على الوفاء فلا يدفعك للوعد احراج او سيف حياء. واذا قلت عن شيء نعم فاتمه فان نعم دين على الحر واجب والا فقل لا تسترح وترح بها لان لا يظن الناس انك كاذب. مما يعينك ايضا على الوفاء بوعودك ان تتذكر ما وعدت به فلا تنساه وان كنت كثير النسيان. فلتتخذ صاحبا او وسيلة تذكرك بوعود فان ضعف الذاكرة عائق كثيف عن الوفاء بالوعد. وقد قال الله تعالى في قصة اكل ادم عليه السلام من الشجرة ولقد الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما