بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. مرحبا بكم في حلقة جديدة من لا تنافق النفاق الحركي الصفة العاشرة في هذا النفاق فرح المنافقين بعصيان رب العالمين. المنافقون اذا سمعوا ان سرية من سرايا او جيشا من المسلمين وقع فيهم القتل او الجراح فرحوا بسلامة ابدانهم. ولو كان ذلك على حساب دينهم وينسبون هذه لفطنتهم وسداد رأيهم. واخذهم للحيطة والحذر. ثم ينصرفون مسرورين من جهتين. من جهة ان اصاب المسلمين ذلك الضرر ومن جهة انهم قد سلموا من هذا الضرر. الشاعر بيقول ايه؟ بيقول ابني ان من الرجال بهيمة في صورة الرجل السميع المبصر فطن بكل مصيبة في ما له فاذا اصيب بدينه لم يشعر. لا يشعر بمصيبة الدين وهذا من علامة موت القلب وشدة الجهل ان يفرح بالذنب ولا يندم عليه. وهذا من اخطر اثار الذنوب. ان تميت القلوب فلا يعود صاحبها بمصيبة الدين لان قلبه قد مات. مصيبة الدين هي اعظم المصائب. بل هي المصيبة الواحدة التي صورها القرآن على لسان المؤمنين يوم القيامة وقال الذين امنوا ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة. لكن الحقيقة لا يعاين ولا يشعر بهذه الخسارة في الدنيا الا اهل الايمان. اهل العصيان لا يعرفون قيمة هذه الخسارة الا وهم على ابواب جهنم هذا القول الذي يقوله المؤمنون ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يردده المؤمنون على مسامع الظالمين. ليه ليه بيقولوا الكلام ده قدامهم عشان يزداد الظالمون يوم القيامة عذابا فوق العذاب. عذاب التبكيت والحسرة وقوة ان الخاسرين والتعريف بالالف واللام معنى انه ليس هناك خاسر الا هؤلاء. ومعناها انهم الاكملون في الخسران فلا خسران يشبه خسرانه. سبحان الله! في الدنيا خسارة المؤمن للمال او ايذاء الفاجر للمؤمن وظلم الفاجر يعني المؤمن ليس خسارة حقيقية لكن الخسارة حقيقية ان يقاد العبد الى النار وقد غلت يداه الى عنقه لا يستطيع فكاكا. اهل النار وهم يحشرون الى النار على انواع واصناف. منهم من اعماه الله بالكليات. فلا يرى شيئا مما امامه حتى يصلى النار يوم القيامة على وجوههم عميا عميا. ومنهم من؟ فريق اخر يبصر النار. لكن اغمض عينيه من شدة الخوف فلا يستطيع ان يفتح نظره في النار. والله تعالى يقول مهضعين يعني مسرعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء. مقنعين آآ قنع عديد من الكلمات اللي لها معنيين عكس بعض. قنع بمعنى رفع رأسه او قنع بمعنى طأطأ رأسه. والصورتان مجتمعتان قد خافضوا رؤوسهم من الذل او رفعوها من الرعب ليتطلعوا الى ما ينتظرهم من عذاب النار. وكيف لا وهو يوم الفزع الاكبر وهو يوم الصاعقة لا يرتد اليهم طرفهم. تبقى عيونهم مفتوحة. لا تطرف مفتوحة رغما عنهم ليحدقوا النظر الى نار جهنم. وافئدة حل فيها الهواء من شدة الرعب والخوف والهم والغم بعد ان كانت امتلأت في الدنيا بالمال والبنين وحب الزوجة وفارق الراتب والترقيات بدلا من فرح هذا المنافق بعصيانه يكون حزن المؤمن على عصيانه. الحزن بتاع المؤمن يستمر مع المؤمن حتى يقلب هذا الحزن الى فرحة عن طريق طاعة. يكفر عن الذنب بطاعة. يمحو السيئة بحسنة يطهر قلبه الذي عصى طاعة لله عز وجل تنقلب احزانه الى افراح من امثال هؤلاء المؤمنين سيدنا ابو حذيفة ابن عتبة ابن ربيعة. ابوه عتبة ابن ربيعة. وهو من سادة الكفر الذين قتلوا يوم بدر. لكن هو كان مسلم ابو حذيفة ده كان مسلم. خشيم او هشام اسمه هشام او هشيم ابن عودة ابن ربيعة والكنية بتاعته ابو حذيفة. يوم بدر النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة اني عرفت ان ناسا من بني هاشم وغيرهم اخرجوا كرها لا حاجة لهم بقتالنا. فمن لقي منكم احدا من بني هاشم فلا ومن لقي ابا البختري بن هشام فلا يقتله. ومن لقي العباس بن عبدالمطلب فلا يقتله. فانما اخرج مستكرها. قال ابو حذيفة ابن عتبة تقتل اباؤنا واخواننا وعشائرنا ويترك العباس والله لان لقيته لالجمنه بالسيف. فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يا ابا حفص كان اول مرة النبي صلى الله عليه وسلم يكني سيدنا عمر بابي حفص ايضرب وجه عم رسول الله بالسيف؟ فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فاضرب عنقه فوالله لقد نافق. فكان ابو حذيفة يقول والله ما امنوا من تلك الكلمة التي قلت اللي هي ايه؟ اللي هي والله لالجمنه بالسيف ولا ازال منها خائفا الا ان يكفرها الله تعالى عني بشيء فقتل رضي الله عنه وارضاه يوم اليمامة سنة اتناشر من الهجرة. شوفوا بقى الانسان المؤمن يحزن لمعصيته. بل يسعى في تكفيرها بطاعة ومحو هذا الذنب بحسنة عكس المنافق الذي يفرح بعصيانه لله سبحانه وتعالى. ولذلك نقول كن ابا حذيفة على ذنبك نادما ولا تكن به سعيدا هائلا. جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته