بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. الصفة الثالثة عشرة من النفاق الحركي في وعد الله. امراض القلوب وخبايا الصدور لا تظهر الا عند الشدائد والمحن. الازمات وحدها هي التي تخرج خبث المنافقين هذا واضحا في قوله تعالى على لسان المنافقين واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا. قال قال المنافقون يوم الاحزاب حين رأوا الاحزاب قد اكتنبوهم من كل جانب. فكانوا في شك وريبة من امر الله. قالوا ان محمدا كما يعدنا فتح فارس والروم وقد حصرنا ها هنا حتى ما يستطيع يبرز احدنا لحاجته. فانزل الله تعالى واذ يقول والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا. خلق الله المحن لتستنطق السنة الخلق فالمؤمنون ينجحون في الامتحان بقولهم هذا ما وعدنا الله ورسوله. والمنافقون يسقطون بعد ان ان يخرج الله ما في قلوبهم على السنتهم ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا. وجد المنافقون في هذا الكرب المزلزل فرصة للكشف عن خبيئة نفوسهم وهم امنون من اللون يوم الكتاب واهتبلوها فرصة لتوحيد المؤمنين وتخذيلهم وبث الشك والريبة في وعد الله ورسوله وهم مطمئنون انه لن يؤاخذهم احد بما يقولون. فالواقع يصدق ما ذهبوا اليه. والهول ازاح الستر الرقيق من التجمل وروع نفوسهم ترويعا لا يثبت له ايمانهم المهلهل. فجهروا بحقيقة ما يشعرون به دون تزيين او تمثيل وامثال هؤلاء المنافقين والمرجفين قائمون في كل جماعة ومجتمع. وموقفهم في الشدائد هو موقف اخوانهم هؤلاء فهم نموذج مكرر في الاجيال والجماعات على مدار الزمان. اين هؤلاء من يقين ربعي بن دخل على رستم وقد زينوا بالنمارق المذهبة والزرابي والحرير واظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة والزينة العظيمة وعليه تاجه وغير ذلك من الامتعة الثمينة. وقد جلس على سرير من ذهب. ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد واقبل وعليه سلاحه ودرعه على رأسه فقالوا له ضع سلاحك فقال اني لم اتك وانما جئتكم حيث دعوتموني فان تركتموني هكذا والا رجعت. فقال رستم. اذا فاقبل يتوكأ على روحه فوق النمارق فخرق عامتها فقالوا له ما جاء بكم؟ قال الله اح ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد الى عبادة الله ومن ضيق الدنيا الى ساعتها ومن جور الاديان الى عدل الاسلام فارسلنا بدينه الى خلقه لندعوهم اليه. فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه. ومن ابى قاتلناه ابدا. حتى نفضي الى موعود الله قالوا وما موعود الله؟ قال الجنة لمن مات على قتال من ابى والظفر لمن اخي كن ربعي ابن عامر في يقينه ولا تكن ابن سلول في ارتيابه