بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما بعد ما زلنا نتحدث حول صفات المنافقين النفاق الحركي الصفة الخامسة من هذا النفاق وهي التماس عيب المؤمنين. هذه الصفة جاءت في سورة التوبة قال الله تعالى الذين يلمزون المتطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب اليم. ما معنى اللمس؟ اللمس العيب والوقوع في الناس. وقيل اللمس هو العيب في الوجه. يعني امامك والهمز والعيب بالغيب يعني من ورائك. قوله تعالى يلمزون بصيغة المضارع يدل على الاستمرار والاعتياد من هؤلاء المنافقين اللمز اصبح ديدنا وسلوكا معتادا عند هؤلاء فكأنهم يتلذذون به ويفرحون. ليست مرة او مرتين وانما عادة مستمرة. اتفهم ان الانسان ممكن يعيب حد شايف فيه عيب واضح او تقصير ظاهر. اما ان الواحد يعيب انسان عشان بيقدم طاعة هذا من اعجب العجب. وهو ما تكلم هذه الاية. الامام مجاهد بيقول في سبب نزول الاية ديت ان عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وارضاه كان عنده ثمانية الاف دينار. فجاء باربعة الاف دينار صدقة. وجه واحد فقير من الانصار بصاع تمر اذى عليه ليله كله. يعني قعد طول الليل يقطف في التمر دوت فلما اصبح جاء به الى النبي صلى الله عليه وسلم. اتنين جم واحد غني جدا سيدنا عوف اربعة الاف دينار صدقة والتاني جايب صاع من تمر حاجة قليلة فقال رجل من المنافقين ان عبدالرحمن بن عوف لعظيم الرياء. منافق تاني قال ايه؟ ان الله غني عن صائعي هذا. فانزل الله تعالى الذين يلمزون المطوعين من من في الصدقات في عبدالرحمن بن عوف والذين لا يجدون الا جودهم في حب الصاع. نزلت هذه الاية في هذين الصحابيين الجليلين. هذه ابرز صفات المنافقين. من ابرز صفات المنافقين ان هو لا احد من ذمهم ولمزهم. لا المتصدقون يسلمون ولا الممسكون. لا المكثرون ولا المقلون. فيتهمون المؤمنين ايدياتهم. كل مؤمن عنده مرائي. لا يفعل ما يفعل من خير ابتغاء وجه الله. بل هدفه السمعة والشهرة. ومن ظاهر الشك واتهام النوايا ده اصلا منظار غير موضوعي. فضلا عن انه ضد ما امر الله به. الله سبحانه وتعالى امر ان نحكم على الظاهر والله يتولى السرائر لكن المنافق نفسه المريضة بتمتلئ بهذا الداء. والانسان اللي بيطلب عيوب الناس غالبا بتكون نفسه مليانة عيوب. علي بن عبدالله احد الصالحين كان فيقول ما احسب احدا تفرغ لعيب الناس الا من غفلة غفلها عن نفسه. سيدنا محمد ابن سيرين رحمه الله كان يقول نفس الرأي كان يقول محمد كنا نحدث ان اكثر الناس خطايا مين؟ افرغهم لذكر خطايا الناس. هذا جاء في وصف هؤلاء يمشون يمشون في الناس يبغون العيوب لمن لا عيب فيه لكي يستشرف العطب ان يعلم الخير يخفوه وان علموا شرا اذاعوا وان لم يعلموا كذبة هم كالذباب لا يقعوا الا على الجرح. اين هؤلاء المنافقين؟ من احوال المؤمنين الذين يرى احدهم العيب الصريح في غيره فيغض الطرف عنه ويستر على اخيه. اسمعوا سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه دعي الى كقوم اجتمعوا على ريبة لهم بيعملوا حاجة غلط شكلهم كده من بعيد بيعملوا حاجة غلط. فانطلق ليأخذهم فتفرقوا قبل ان يبلغهم دشوا هربوا فاعتق عثمان رقبة شكرا الا يكون جرى على يديه خزي مسلم هذه نفسية المؤمن انه يحب لغيره الستر لا الفضيحة. ولهذا نوصي ونقول اخي كن عثماني ولا تكن فضائحية. جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته