بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما زلنا مع النفاق الحركي صفة السابعة من صفات المنافقين التي يحذر كل مؤمن ان يتصف بها. هذه الصفة هي فرح المنافق لمعاصي المؤمنين. المنافقون يفرحون بمصائب المؤمنين الدنيوية لكن ايضا يفرحون بمصائب المؤمنين الايمانية وهي وقوع في المعاصي. ولهذا قال الله عن المنافقين ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء. اي ود المنافقون لو نافق الناس وجميعا ليستوفوا العاقبة. طبعا الكلام في هذه الاية بيتكلم عن المنافقين النفاق الاكبر. عشان كده التعبير القرآني قال ودوا لو تكفرون كما كفروا. ما قالش ودوا لو تنافقون كما نافقوا لان النفاق في هذه الحالة يستر وراءه الكفر. فجاء التعبير القرآني ليفضح الكفر ستر خلف النفاق. لكن برضك الاية بتسري على ايه؟ على اصحاب النفاق الفسق اللي هم الخارجين عن طاعة الله سبحانه وتعالى. المتسمين بالمسلمين لكنهم خالفوا امر الله وخرجوا عما اراد الله. تمكن الفسق في قلوبهم وبارزوا الله بالعصيان تسري عليهم هذه الاية. المنافقين دول لم يكتفوا بما هم عليه من الغواية والضلال لأ ده عايزين ينشروا الكلام ده في من حولهم بحيث تصبح الارض كلها فسقا وفجورا ونفاقا وحينها يسرحون ويمرحون كيف شاءوا. وهذا منتهى الغلو في الضلال الا يكتفوا بضلالهم حتى يسعوا الى اضلال غيرهم. سيدنا عثمان بن نقل عنه الامام ابن تيمية قوله ودت الزانية لو زنا النساء كلهن. فاصحاب النفاق الفسق دوت لا يقع لهم قرار عندهم غيرة على الفسق. نفسهم الناس كلها تبقى فسقة. اما ان هم خايفين ان حد يتميز عنهم بالخير. او يحسدون الصالحين على او جهل جهل بالدين وجهل بعاقبة المعصية تلاقي مسلا واحد فيهم يشوف واحد ملتزم ويبدأ يلتزم بدينه فيقول له انت بتشدني كده ليه؟ ليه التشدد؟ وليه التعصب ده؟ مش محتاج تعمل كل الكلام دوت عشان تدخل الجنة. الموضوع ابسط من كده بكتير. فيثبت المؤمن عن فعل الخير وعن المعروف هذا المنافق سواء كان نفاق كفري او نفاق فسقي مختلف تماما عن نفسية المؤمن. المؤمن مش بيحصل لمعصيته بس ده بيحزن على معصية غيره ويتألم لتقصير غيره. شوفوا القصة الجميلة اللي حصلت مع ابراهيم النخعي التابعي كان اعور تلميذه اسمه سليمان ابن مهران وكان اعمش. اعمش يعني ايه؟ يا ضعيف البصر. روى ابن الجوزي ان هم الاتنين كانوا ماشيين في سكة من سكك الكوفة عايزين يروحوا المسجد. فقال ابراهيم لتلميذه سليمان. يا سليمان قال لبيك قال هل لك ان تأخذ في خلال طرقات الكوفة حتى لا نمر بسفهائها فينظرون الى الاعور والاعمش فيغتابوننا ويأثمون. هيمشوا الناس يبصوا علينا يقولوا لنا شفت عمر اللي ماشي جنب الاعمش ده اتلم فلان على فلان اعور واعمش وتبقى غيبة. ويقع في الاثم. فقال يا ابا عمران وما يكفي ان يؤجر ويأثمون. طب ما ناخد كده حسنات. ما هو اللي بيغتبك ده بيهدي اليك من حسناته. فقال له ابراهيم النافعي يا سبحان الله! بل نسلم ويسلمون خير من ان نؤجر ويأثمون. شوفوا النفوس الطاهرة النقية العالية السانية. حريص المسلم يسلم مش عايز يوقع المسلم في معصية لا يهمه ان ينجو بنفسه فقط بل ان يأخذ بيد غيره. لا يريد ان يحبس المعروف او الخير عنده وحده بل يريد ان ينال هذا الخير من حوله من المسلمين. سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه نفس الكلام مر عليه رجل فسلم عليه. فقال سيدنا عمر وعليك السلام ثم سأل عمر الرجل كيف انت؟ فقال الرجل احمد الله اليك. فقال سيدنا عمر بن الخطاب كلمة جميلة. قال هذا الذي اردت منك انا عايزك تاخد حسنة انا عايزك تنطق بحمد الله فتنال اجرا في ثقل ميزانك عند الله. هذا الذي اردت منك اردت ان تحمد الله فتؤجر. يبقى المؤمن عكس المنافق تماما. ده انت مش بس بتحزن على معصية غيرك ده انت بتدله على الطاعة وتسهل له الطاعة وتمهد له الطريق الى الطاعة كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وابراهيم النخعي كن عمر والنخاعي هاديا منقذا ولا تكن مثل المنافقين مضلا مهلكا. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يقينا واياكم النفاق وصفات النفاق. وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته