بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. كيف قاوم الاسلام العقل الجمعي؟ رابعا انما الطاعة في المعروف. قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية. واستعمل عليهم رجلا من الانصار وامرهم ان يسمعوا له ويطيعوا فاغضبوه في شيء. فقال اجمعوا لي حطبا فجمعوا له. ثم قال انقدوا نارا فاوقدوه ثم قال الم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تسمعوا لي وتطيعوا؟ قالوا بلى. قال فادخلوها. فنظر بعضهم الى بعض فقالوا انما فررنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرارا من النار فكانوا كذلك وسكن غضبه وطفئ النار فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لو دخلوها ما خرجوا منها. انما الطاعة في قيد الله الطاعة بالمعروف وقوى الله قلوب عباده لمواجهة الانحراف وعدم السير مع الباطل. قال ابن القيم كان قوله صلى الله عليه وسلم ما خرجوا منها ابدا ولم يزالوا فيها مع كونهم لو فعلوا ذلك لم يفعلوه الا ظنا منهم انه من الطاعة الواجبة عليهم وكانوا متأولين. والجواب عن هذا ان دخولهم اياها معصية في نفس الامر. وكان الواجب عليهم الا يبادروا وان يتثبتوا حتى يعلموا هل ذلك طاعة لله ورسوله ام لا؟ فاقدموا على الهجوم والاقتحام من غير تثبت ولا نظر فكانت عقوبتهم انهم لم يزالوا فيها. وفي الحديث دليل على ان من اطاع ولاة الامر في معصية الله كان عاصيا وان ذلك لا يمهد له عذرا عند الله. بل اثم المعصية لاحق به. وان كان لولاة الامر الطاعة وعلى هذا يدل هذا الحديث. ولذا كان من دقة التعبير القرآني ان قال اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي اولي الامر منكم وذلك للاشارة الى ان طاعة ولاة الامور انما تجب تبعا وليس استقلالا فهي تبع لطاعة الله ورسوله اي انه يسمع لهم ويطاع لهم في حدود ما هو معروف ولا يسمع لهم ويطاع في المعصية. العبد المأمور. اوتي سليمان بن عبدالملك برجل حروري. طائفة من الطوائف المنحرفة. فقال ال سليمان قال هذا الرجل لسليمان يا فاسق ابن الفاسق. قال سليمان علي بعمر بن عبدالعزيز فلما اتاه عمر عاود سليمان الحريري السباق فقال له ما تقول؟ قال الحروري وماذا اقول يا فاسق ابن الفاسق. قال سليمان لعمر يا ابا حفص ما ترى عليه؟ فسكت عمر فقال عزمت عليك لتخبرني ماذا ترى عليه؟ فقال عمر بن عبدالعزيز ارى ان تشتمه كما شتمك. فامر به سليمان بالحروري فضربت عنقه وقام سليمان وخرج عمر فتبعه خالد بن الريان صاحب حرس سليمان قائد الحرس. فقال يا ابا حفص تقول لامير المؤمنين ما ارى الا ان تشتمه كما شتمك. والله لقد كنت متوقعا ان يأمرني بضرب عنقك. قال عمر لو امرك فعلت؟ قال اي والله لو امرني لفعلت. فلما افضت الخلافة الى عمر جاء خالد بن الريان وقام مقام وكان قبل ذلك على حرس الوليدي وعبد الملك. فنظر اليه عمر فقال يا خالد ضع هذا السيف عنه اللهم اني قد وضعت لك خالد بن الريان. اللهم لا ترفعه ابدا ثم نظر عمر بن عبدالعزيز في وجوه الحرس عمرو بن المهاجر الانصاري. فقال والله انك لتعلم يا عمرو انه ما بيني وبينك قرابة الا الاسلام. ولكن اني قد سمعتك تكثر تلاوة القرآن ورأيتك تصلي في موضع تظن ان لا يراك احد فيه. فرأيتك تحسن الصلاة خذ هذا السيف قد وليتك حرسي