بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. بذور النفاق اولا الخوف. شعور الفرد بالخوف من ان يخسر ما له او وظيفته او مكانته الاجتماعية او حياته. هذا من اهم دوافع النفاق الاجتماعي والسياسي. وقد يكون خوفه هذا من صاحب السلطة الاعلى وفق الهرم السلطوي فيستشعر العظمة في الاخرين ويرى ان نفاقهم ومداهنتهم ضرورة اجتماعية. علاج الخوف. علاج الخوف في امرين. اولا الايمان بالقدر ثانيا خوف المسائلة غدا. الايمان بالقدر لقي عطاء بن ابي رباح الوليد ابن عبادة ابن الصامت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله ما كانت وصية ابيك عند الموت؟ قال دعاني ابي فقال لي يا بني اتق الله واعلم انك لن تتقي الله حتى تؤمن بالله وتؤمن بالقدر كله خيره وشره. فان مت على غير هذا دخلت النار اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم فقال اكتب. فقال ربي ما اكتب؟ قال اكتب القدر. ما كان وما هو كائن الى الابد. وفي رواية اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة. فجرى القلم في تلك الساعة بما كان بما هو كائن الى الابد. يا بني انا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات على غير هذا فليس مني فلم الخوف اذا؟ وكل شيء قد فرغ الله من قضائه من الاف السنين وقد رفعت الاقلام وجفت الصحف. لقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين الخوف والايمان بالقدر ربطا وثيقا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا لا يمنعن احدكم رهبة الناس ان يقول بحق اذا رآه او شهده فانه لا يقرب من اجل ولا يباعد من رزق ان يقول بحق او يذكر وقوله صلى الله عليه وسلم ان يقول بحق ان يتكلم وقوله ان يقول بحق اي يتكلم بالحق ولا يسكت عنه فقال ابو سعيد الخدري راوي الحديث وددت اني لم اكن سمعته. قال احمد عبدالرحمن البنا يريد ابو سعيد الخدري انه ولو لم يسمع هذا الحديث كان احب اليه لعدم تكليفه بمقتضاه لمشقة العمل به. اما وقد سمعه فالعمل به لازمة. ولذا قالوا ابو عبدالرحمن العمري الزاهد ان من غفلتك عن نفسك اعراضك عن الله بان ترى ما يسخطه فتجاوزه ولا تأمر ولا تنهى خوفا من المخلوق. ثانيا خوف المسائلة غدا. غدا يسائلنا الله وعن خوفنا من الناس اكثر من خوفنا منه. غدا يحاسبنا على السكوت عند وجوب الكلام. وعلى الذي فعلناه حين شاعت المنكرات وانتشرت الاثام وان خوف المسائلة من الله غدا كفيل بان ينفي الخوف من البشر اليوم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله الله تعالى لا يسأل العبد يوم القيامة حتى يسأله ما منعك اذا رأيت المنكر ان تنكره. فاذا لقن الله العبد حجته قال يا رب رجوتك وفرقت من الناس ان الخوف من سقوط المنزلة وتغير رأي الناس فينا قد يطغى على خوفنا من الله ويبتلع مهابة الله من قلوبنا. فنتعلم النفاق والجبن وان الطوفة الحقيقية لا ينبغي ان يكون الا من الله وحده. ومن هنا قال ابو عمرو الدمشقي حقيقة الخوف الا تخاف مع الله احدا. ومن خاف من الله الله وحده كافأه ربه اعظم مكافأة. وحماه مما يضره ويكاد الامر ان يكون قانونا وضعه الفضيل بن عياض حين قال ان خفت الله لم يضرك احد. وان خفت غير الله لن ينفعك احد