بذور النفاق. الحرص على الدنيا. الحرص على الدنيا. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. ان شدة الحرص على المال قفل يضعه الشيطان على بوابة اليقين في القلب وان حرص العبد بذرة لا تذبل في قلبه ابدا. وقد صح عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يهرم ابن ادم وتشب معه خصلتان. الحرص على المال والحرص على العمر والمراد ان ابن ادم يضعف جسمه مع الكبر لكن قلبه يبقى كقلب الشاب من حيث قوة حب بالمال وحب الحياة فيكون معنى قوله تشب اي التقوى. فكأنه كلما كبر ضعف فيه كل شيء الا ما حب المال والحياة فانهما يزدادان قوة. كان من المنتظر من الشيخ ان تكون اماله اخروية. لدنو اجله اقتراب موته وان يقل حرصه على الدنيا لضعف بدنه. فلم يبقى له الا ترقب ملك الموت. لكن ذلك لا يحدث عند الاكثر لاحظ في الحديث اقتران الحرص على المال بالحرص على الحياة. فهما توأمان وفي الرضاعة اخوات وكلما زاد الحرص على المال زادت هموم القلب وتشتته واستعبد العبد لغيره تنازل عن دينه لتحصيل دنياه. واضطر للسكوت عن الباطل. وهذا ما لمحه ابن الجوزي. فقال في احدى مشاهداته من لم ينقع الطمع من الناس من شيئين لم يقدر على الانكار. احدهما من لطف ينالونه به. والثاني عن رضاهم عنه وثنائهم عليه ان الحرص فطرة مغروسة في قلب الانسان. وهذه الفطرة ان لم يصاحبها تهذيب ستجرف العبد نحو الحرام وتدفع به الى الطغيان. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لو كان لابن ادم واد من مال لابتغى اليه فانية ولو كان له واديان لابتغى لهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب ويتوب الله على من تاب ومن هنا قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه منهمان لا يشفعان. صاحب العلم وصاحب الدنيا. ولا يستويان اما صاحب العلم فيزداد رضا للرحمن. واما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان ثم قرأ. قول الله تعالى كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى. ان طموح الفرد الطاغي قد يكون اكبر من مؤهلاته وقدراته او قد يمتلك الامكانات والقدرات لكن يقدر الله له غير ما اراد فيدفعه ذلك الى سلوك طريق الكذب او النفاق. ماذا اذا عن حرص ابناء الاخرة؟ هذا الحرص على الدنيا اقبل ما يكون في ابناء الاخرة. قال مطرف ان اقبح الرغبة في الدنيا ان تطلب بعمل الاخرة. وقال فضيل ابن عياض لان اكل الدنيا بالطبل والمزمار احب الي من ان اكلها بديني. العالم الذي يحرص على الدنيا قد يبيع دينه عند اول مفترق طرق. ويحلل الحرام لغيره طمعا في عطاياه وهداياه. ويظهر والتزهد يريد به جمع الدنيا والاستيلاء على المناصب وكنز الدولار والدينار. قال ما لك بن بس قال لي ربيعة الرأي وكان استاذ ما لك. يا ما لك من السفلة؟ قال من اكل بدينه فقال له فمن سفلة السفلة؟ قال من اصلح دنيا غيره بفساد دينه. عجبت اعد الضلالة بالهدى ومن يشتري دنياه بالدين اعجب واعجب من هذين من باع دينه بدنيا سواه فهو من ذيل اعجب. عقوبة هذا العالم شديدة. لانه ارتكب جرما عظيما. وتسبب في ضلالك كثير من الخلق. قال الحسن عقوبة العلماء موت القلب. وموت القلب طلب بعمل الاخرة