بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحرص على الرئاسة. قال شداد ابن اوس وقد تسجل بثوب النور ثم بكى وبكى فقال له قائل ما يبكيك يا ابا يعلى؟ قال ان اخوف ما اخاف عليكم الخفية والرياء الظاهر انكم لن تؤتوا الا من قبل رؤوسكم. انكم لن تؤتوا الا من قبل رؤوسكم انكم لن تؤتوا الا من قبل رؤوسكم. الذين ان امروا بخير اطيعوا وان امروا بشر اطيعوا. وقد قيل لابي داوود السجستاني ما الشهوة الخفية؟ قال حب الرئاسة. وهي شهوة خفية لانها تخفى على الناس. وقد تخفى كذلك على صاحبها حتى قيل اخر ما يخرج من رؤوس الصديقين حب الرئاسة. فهي الداء الدفين. ومن اخطر باك الشياطين. قال الامام الزهري ما رأينا الزهد في شيء اقل منه في الرياسة. نرى الرجل يزهد في المطعم والمشي والمال فاذا نزع الرياسة حام عليها وعاد. ومن اراد ان يختبر حبه للرئاسة فلينظر الى حاله اذا منه ترك موقعه او المسؤولية المناطة به والعودة للخلف. وليتأمل حجم الغصة والمرارة التي يعاني منها في مثل هذا الموقف تماما كحال الرضيع الذي يستلذ بالرضاعة ثم يغتم بالفطام. وصدق صلى الله عليه وسلم حين قال انكم ستحرصون على الامارة. وانها ستكون ندامة وحسرة يوم القيامة. فنعم المرضعة وبئس فاطمة لكن ما مظاهر حب الرئاسة؟ كثيرة هي منها الا يعمل الا اذا تصدر. فان لم يتصدر لم يبذل شيئا ولم ينفع غيره ولو برأي او مشورة. وتمنى فشل كل عمل لم يكن في صدارته. منها ان يعيب الناس ميزه بالكمال ويكره ان يذكر الناس احدا عنده بخير. قال الامام احمد لسفيان حب الرياسة اعجب الى الرجل من الذهب والفضة. ومن احب الرياسة طلب عيوب الناس او عاب الناس. ومنها الا يدل على من هو افضل منه في الدين او العلم ويحجب فضائل الاخرين. ويكتم اخبارهم كي لا يستدل الناس عليهم. فيتركونه ويذهبون اليهم ومنها ان يحزن اذا سلبت منه الرئاسة. ولو اعطيت لمن هو اكفأ منه وافضل