بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. الصفة الخامسة عشر من النفاق الحركي حب اشاعة الفاحشة في المؤمنين. قال تعالى امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة. نزلت هذه الاية بمناسبة ترويج المنافقين اشاعة وهمية. وقد بين الله ان دافعهم من وراء نشر هذه الاشاعة هو حبهم لاشاعة الفاحشة في المؤمنين. ومن الذي هذه الاتهامات. انها ابنة الصديق الناشئة في حجر الاسلام من اول يوم. وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومع هذا ترمى في دينها وامانتها وعفتها وشرفها. فاي تسفل وانحطاط بلغه هؤلاء المنافقون. ولذا لم يتمالك ابو ابو بكر رضي الله عنه نفسه حتى قال ما اعلم اهل بيت من العرب دخل عليهم ما دخل على ال ابي بكر. والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية حين لا نعبد الله فيقال لنا في الاسلام والفاحشة في الاية هي الزنا وتشيع اي تفشوا وتظهر قد توعد الله بالعذاب مجرد من احب شيوع الفاحشة في المجتمع. فكيف بمن تولى اشاعتها واذا اعدها بنفسه. واذا كانت الاية نزلت في عائشة رضي الله عنها الا ان العبرة فيها بعموم اللفظ. فتتناول كل من احب شيوع الفاحشة في المجتمع ويستوي في هذا من تكلم بهذا حسدا للمؤمنين او بغضا لهم او لحبه الفاحشة وتملكها من قلبه. شيوع اخبار الفواحش والاتهامات الباطلة في المجتمع المؤمن مفسدة اخلاقية عظيمة. لان انتشار الحديث حول وقوع الفواحش في الامة في فواقع خبرها على الاسماع فيتسلل الى القلوب التهاون بها والاستخفاف بوقوعها فلا تلبث القلوب المريضة ان تسعى لاقترافها بعد ان اصبحت متداولة على السنة الناس وزال استقباحها من القلوب واصبح الناس اجرأ عليها. هؤلاء الذين توعدهم الله بالعذاب الاليم هم الذين ييسرون اسباب الفاحشة ويسهلون سبلها ويرغبون الناس فيها. هؤلاء يرعاهم ميزانيات هائلة وامكانات ضخمة ونظام عالمي اصبح كقرية واحدة تنشر سمومها وشرورها وادواتهم المحلية هم ملاك القنوات التي تبعث الشرور وتنشر الفجور او اصحاب صحف ومجلات انشروا الصور العاريات والوان المحرمات وعاملون في ميدان الاعلام تأثيرهم كالسهام. كل هؤلاء داخلون في هذا الباب ان هدفا اساسيا للمنافقين هو تحطيم رموز المجتمع المسلم. وهز ثقة افراده في قدواته. وهل هناك اطهر من عائشة ام المؤمنين فاذا اتهمت بافظع ذنب. فماذا تبقى للمسلمين من قدوات ليقتدوا بها؟ حين تعجز القوة المادية اهل الباطل عن النيل من هذه الرموز فليس امام العدو الا شن الحرب المعنوية لتشويهها وتحطيمها. وما فشلت فيه القوة الخشنة فلتقم به القوة الناعمة. ولو ظلت هذه الفرية في صفوف المنافقين لما شكلت خطرا لكن تناقل افراد المجتمع المسلم لها على غفلة منهم فجعلها تسري سريان النار في الهشيم. وحينها تشكل خطرا كبيرا وتبدأ في لاحداث التدمير. صورتان متناثرتان. لكن ما موقف الصف المسلم من هذه الاشاعة؟ هذا ايضا اختبار من الله. يختبر به التقوى عباده. يقول الاستاذ منير الغضبان رحمه الله امامنا في حادثة الافك صورتان متنافرتان لاتباع الهوى. والتبرأ منه وهما صورتان لاختين مسلمتين شقيقتين. الاولى زينب بنت جحش رضي الله عنها. الثانية لاختها حنة بنت جحش. اورد المخرزي عن زينب هذا الحوار بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت حاشا سمعي وبصري ما علمت عليها الا خيرا اي ما علمت على عائشة الا خيرا. وان تستطيع درة ان تكتم هواها فلا تمضي في الاشاعة يدل على المستوى الذي بلغته هذه المرأة المسلمة والافق العالي الذي ارتقت عليه. هذا ما دعا عائشة رضي الله عنها ان تبرأ ساحة من ولوغها في هذه الفدية فقالت رضي الله عنها ما كان احد يسامني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الا زينب بنت جحش نعم وضعتها في موقعها الصحيح من طبيعة المنافسة مع عائشة. لكنها مع ذلك لم تجد حرجا من الثناء عليها في هذا فقالت اما زينب فقد عصمها الله بدينها فلم تقل شيئا. اما الموقف الثاني موقف اختها حمنة التي فقط في الاشاعة تنقلها من بيت الى بيت ولا يقف شيء في وجهها وذلك ثأرا لاختها زينب فتقول عائشة رضي الله وعنها اما اختها حمنة فاشاعت من ذلك ما اشاعت تضادني لاختها فهلكت. اخي كن مثل زينب بنت جحش للاشاعة محاصرا ولا تكن مثل حنة للاشاعة ناشغا