بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. الصفة السادسة عشرة من النفاق الحركي. عدم الشوق للغزو والجهاد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق. تحديث النفس بالغزو بان يقول العبد في نفسه يا ليتني كنت غازيا. اي من لم يتمنى ولم يتشوف ولم يرغب فيه. وذكر مسلم في صحيحه بعد اخراج الحديث قولا عبد الله بن المبارك فنرى ان ذلك كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال القرطبي مفسرا كلام ابن المبارك يعني حيث كان الجهاد واجبا حمله على النفاق الحقيقي ويحتمل ان يحمل ويحمل على جميع الازمان. ويكون معناه ان كل من كان كذلك هو اشبه بالمنافقين وان لم يكن كافرا. وحمل الحديث على العموم اولى. اذ لا دليل على تخصيصه. فان هذا من عاش الشهادة ومتمني الموت في سبيل الله. وهو الرابح ولو مات على فراشه. فان الصدق مركب القول لبلوغ اعظم الامال ومن نوى شيئا من عمل الخير اصيب عليه ولو لم يتيسر له بحال من الاحوال. وذلك مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسلم من طلب الشهادة صادقا اعطيها ولو لم تسبح. وقد رأى العلماء ان من قتل شهيدا بعد دعائه بالشهادة فقد نال شرف الشهادة والدعاء. ويعطى اجرا زائدا على من قتل شهيدا ولم يسأل الله الشهادة قبل موته. والمثال على هذا الصدق صحابي جليل اسمه عبدالله ابن ثابت رضي الله عنه. ما رض قبيل غزوة بدر فلم يشهدها. ثم مات جراء مرضه فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على ابنته وهي تبكي بعد موته وتقول والله ان كنا لنرجو ان تكون وفاته قتلى شهادة في سبيل الله فانه قد كان قضى جهازه. اي جهز نفسه للجهاد. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قد اوقع اجره على قدر نيته. اخي كن عبد الله بن ثابت صادقا ولا تكن في الجهاد زاهدا