بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. النفاق الاجتماعي لدراسة هذا اللون من اتفاق نحتاجه لالقاء نظرة عميقة على جانب من جوانب علم النفس. وهو ما يتعلق بالسلوك الجمعي او سيكولوجيا الحشد لخصه جوستاف لوبون في قوله قد يكون الانسان الفرد مثقفا ومتحضرا ولكن وسط الجموع يصبح بربريا امر مخيف حقا يجعل الفرد يفقد استقلاله بين الناس. ويتعامل وسط الحشد بشخصية جديدة مختلفة. ويجعله يسلك سلوكا ان يندموا عليه بعد صحوته. ولكن السلوك الجمعي ليس صفة حتمية لكل افراد المجموعة. بل يمكن ان يتميز عنهم فرد بسلوكه ومبادئه لكن هذا التميز لا يبدو ملحوظا وسط الحشد. وهي حالة تساهم في الاطاحة بالموانع والنواهي التي تضبط سلوك الفرد. كما ان اهى تخلق المبررات التي تجعل الفرد مسايرا للجماعة ولو كانت على خطأ. فاذا اضيف للسلوك الجمعي قوة سلطة تفرضه كان التحرر منه شديد الصعوبة. ومع هذه التجربة النفسية المثيرة والشهيرة. اختبار مليجرام اختبار ميليجرام من اشهر اختبارات علم النفس الاجتماعي. الذي يعني بدراسة مدى الانصياع للسلطة. مليجرام صاحب التجربة عام الف وتسعمائة وثلاثة وستين. الهدف من الدراسة هو قياس مدى استعداد المشاركين لطاعة سلطة تأمر بتنفيذ ما يتناقض مع ضمائرهم. اراد مللي جرام من الاختبار ان يجيب على السؤال التالي كيف تخلى الجنود الذين نفذوا الهولوكوست عن انسانيتهم كيف قاموا بهذه الجريمة البشعة؟ وهل يمكن ان الامر اليوم؟ تم جمع المشاركين من خلال اعلان نشر في جريدة ان يطلبوا افرادا للمشاركة في دراسة تجريها جامعة ييل. المشاركون رجال ما بين العشرين الى الخمسين عاما ينتمون هنا الى مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية قبل الدخول في غرفة الاختبار يتقدم المشرف من المشارك والممثل ويخبرهما ان الاختبار يستهدف قياس اثر العقاب في التعلم. وهذا امر غير صحيح. التجربة في واقع الامر تهدف الى قياس مدى انصياع شاركي لاوامر المشرف لكن اخفاء حقيقة الهدف ضروري لنجاح التجربة. المشارك هو من تم اختياره ليؤدي دور المختبر ويقوم بسؤال الممثل اسئلة ويرسل اليه شحنات كهربائية عند الخطأ. الممثل او المتعلم يتلقى اسئلة يتظاهر بالالم والصراخ عند تلقي الشحنات الكهربائية غير الحقيقية. المشرف هو من يوجه المشاركة مهما تألم الممثل. المشرف يلح على المشارك للاستمرار في اداء دوره في الاختبار رغم ما يسببه ذلك من الم ناتج عن اعاقات كهربائية تصيب الممثل لكن واقع الامر انه لا توجد اي صعقات. الممثل يتظاهر بانه يتعرض للصعق. لكن ليس هناك كهرباء. كثير من المشاركين استمروا في اداء ادوارهم في الاختبار رغم التوسلات التي يقوم بها الممثل. يقول مللي جرام قمت باجراء اختبار بسيط لقياس كمية الالم التي يمكن لشخص عدين ان يسببها لشخص اخر تنفيذا لامر صدر عن عالم يشرف على اختبار سلطة مجردة تتعارض مع مبدأ عدم ايذاء الاخرين وهو ما يفترض انه احد اشد اخلاقياتنا صرامة هذا المبدأ وتلك السلطة يلتقيان في تحد سافر على صدى صرخات الضحية الممثل وتفوز السلطة في هذا التحدي مما يمكن لنا تصوره. جلس المشارك في غرفة اخرى امامه على الطاولة جهاز الصدمات الكهربائية وله عدد من المفاتيح يشير الى شدة محددة للتيار. التدرج من ثلاثين حتى اربعمائة وخمسين فولت. يقدم المشرف للمشارك ورقة تحوي على الاسئلة اذا اخطأ الاختيار فان على المشارك ان يقول له بانه اخطأ ويخبره بشدة الصاقة التالية. ثم يضغط على الزر بالصعقة الكهربائية المناسبة بعد عدة زيادات يبدأ الممثل او المتعلم بالضرب على الجدار الفاصل بينهما ويشتكي من الوضع الصحي لقلبه. عند هذه النقطة عبر عدد من المشاركين عن رغبتهم في ايقاف تجربة وتفقد وضع المتعلم. وحينها وجه المشرف سلسلة متتابعة من التنبيهات وفق التسلسل الاتي. الاول الرجاء الاستمرار. الثاني الاختبار يتطلب منك ان تستمر استمر رجاء الثالث من الضروري ان تستمر. الرابع ليس لديك خيار. يجب عليك تمرار. كم تظن سيكون عدد الذين يتابعون حتى النهاية؟ فيما لو استمر المشرف في حثهم على ذلك. تم توجيه نفس اهل القرابة اربعين محللا نفسيا. ليتنبأوا بسلوك مجموعة مشاركين افتراضيين. وقد توقع المحللون المشاركون ان اكثر بقليل من واحد في الالف سيصلون الى اعلى شدة على جهاز الصعق. لكن الواقع ان خمسين في المئة من تاركين اطاعوا اوامر المشرف بشكل كامل. كان هذه التجربة صادمة للامريكان. بعض الناس يفترضون ان الذين الى النهاية ساديون. لكنه تحليل سذج. اذ لابد من اخذ المحيط والبيئة التي تم فيها السلوك بعين الاعتبار نسبة كبيرة من الناس مستعدون لتنفيذ ما يؤمرون به دون اخذ طبيعة الامر بعين الاعتبار. وبدون حدود يفرضها ضمير ما دامت الاوامر صادرة عن سلطة شرعية. اذا تمكن في هذا الاختبار مشرف مجهول من ان يوجه الاوامر لمجموعة من من البالغين لقهر رجل في الخمسين من عمره واخضاعه لصعقات كهربائية مؤلمة رغم احتجاجاته ومرضه لا يسعنا الا ان نتسائل عما تستطيع الحكومات بما لها من سلطات اوسع بكثير ان تأمر به. مليجرام نتائج تجربته تشرح كيف انه وبامكان اي مواطن عادي ان يسبب الاما لاشخاص قد لا يعرفهم لسبب بسيط انه يتلقى الامر من المسؤول عن فما نحن الا موظفون اتباع مسيرون وانها تتعلق باحساس عميق بالواجب نحو السلطة متأصل فينا جميعا. فنحن مدربون منذ الولادة على ان الطاعة للسلطة صواب. وان عدم الطاعة خطأ. وان استجابتنا هي رد فعل وليست ثمرة التفكير والتروي لذلك فهي تأتي بشكل انسيابي وتلقائي. ان اسلوب تقسيم العمل ينجح بشكل كبير في عمليات التعذيب والابادة المنظمة وهو ما يخفف الشعور بالمسئولية عند الافراد. ويضمن المزيد من التعاون من قبلهم ويؤدي الى تنفيذ المهام على امثل وجه