بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. كيف قد تعامل الاسلام مع العقل الجمعي. اولا تعذيب الله لمن عذب عباده. كيف هذب الاسلام النفس البشرية؟ كي لا تقع فريسة لهذه هي الظاهرة النفسية المخيفة العقل الجمعي السير مع القطيع. كيف قاوم الاسلام الظلم ومنع انسياق الانسان مع الظالم خوفا منه او طمعا فيما لديه. النفس البشرية تميل للقوي ولو كان على باطل. خوفا من بطشه. او طمعا فيما لديه او اعجابا بسطوته. ولذا قال الامام ابن تيمية وغالب الخلق لا ينقادون للحق الا بالقهر. ولذا كان عام في مكة هو العام الذي دخل الناس فيه في دين الله افواجا. وكانت مواجهة الردة التي ضربت انحاء الجزيرة العربية بجيوش ابي بكر هي الحل الفعال. هذه الطبيعة البشرية جعلت من الضروري ان يكون عند النفس كوابح. تمنعها من الانسياق مع الباطل القوي ولذا كثرت المواقف النبوية والاحاديث التي ترسخ في النفس الا تنساق مع المجموع في حالة الخطأ. وتدعم في النفس البشرية مراقبة الله والخوف منه ومن عقابه. ولو تتبعتها في كتب الاحاديث والسنن لضاقت بها دفة الكتاب ولكني اورد بعضا منها هنا. اولا تعذيب الله لمن عذب عباده. عن ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال كنت اضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي. اعلم ابا مسعود فلم افهم الصوت من الغضب. فلما دنا من اذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا هو يقول اعلم ابا مسعود اعلم ابا مسعود فسقط فالصوت من يدي من هيبته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم ابا مسعود ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام فقلت هو حر لوجه الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما لو لم تفعل لمستك النار اشهد الا اضرب مملوكا ابدا. فانظر اخي الكريم الى شدة غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى لا ام يميز ابو مسعود صوته وما يغضب رسول الله يغضب الله تعالى. فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو وصلة الارض بالسماء وهو المخلوق الوحيد الذي اطلعه الله على ما في الغيب من ثواب وعقاب. وغضبته صلى الله عليه وسلم لا تكونوا الا لله. ولذا اشتد غضبه على الظلم الواقع امامه. ومع ثورة غضبه كان صلى الله عليه وسلم تكلم حيصا على تعليل هذا الغضب وتوضيح سببه ليكون امره ادعى للانصياع والاتباع. وفي هذا رحمة بالغة منه صلى الله عليه وسلم بامته. فقال صلى الله عليه وسلم اعلم ابا مسعود ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام ايحذر ايها الظالم من انتقام الله من عباده الظالمين ولا تحملك قوتك على ظلم الضعفاء. فتتعدى حدود الله بايذائهم بغيا وعدوانا. وكما تتمنى ان يعفو الله عنك فاعفوا انت عن الناس. واذكر حلم الله عليك رغبتك كرر اخطائك وتوالي سيئاتك. ولو عاملك الله بمثل ما تعامل به خلقه لاهلكك منذ زمن. واعلم ان ثمن عفو الله هو عفوك عن الناس وان عقوبتك ان عذبت خلق الله ان يعذبك الله جزاء وفاقا في الحديث ان الله يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا. وقول النبي صلى الله عليه وسلم بان الله اقدر على ابي مسعود ليس لافادة الحكم النظري بان الله قادر فهذا معلوم للجميع. لكنه لكي ينزل ابو مسعود هذا القول موضع التنفيذ على الفور بالعفو عن الغلام مع احتمال تقصيره في المستقبل. سقط الصوت من يد ابي مسعود خوفا وهيبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجاب لامره على الفور. وان لم يصرح رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة له بالامر بعتق الغلام وبادر ابومسعود باصلاح خطئه والتكفير عن ذنبه بفعله قبل قوله. كفارته بالفعل هو ان اعتق هذا الغلام وفي حديث من ضرب غلاما له حدا لم يأته او لطمه فان كفارته ان يعتقه. وكفارته بالقول هو تعهده وحليفه الا يضرب مملوكا بعده. ان الحديث واضح وضوح الشمس. وهو ان الله للظالم بالمرصاد فان لم يتب في الدنيا ويتحلل من المظلوم فان العقوبة ستلاحقه يوم القيامة ولا عذاب الاخرة اشد وابقى واخزى وان خوف العبد من الله هو وحده الذي يحتوي الخوف من الظالم. ويمنع العبد من التمادي في الظلم او طاعة الظالم. وقد روى البخاري في الادب المفرد ما يفيد القصاص الالهي الحتمي من كل من عبدا بغير حق. فقال صلى الله عليه وسلم من ضرب بسوط ظلما اقتص منه يوم القيامة