بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. دواء الحرص على الدنيا خامسا علامة كان حزن النبي وفرحه؟ هل فرح النبي صلى الله عليه وسلم يوما لدنيا اصابها؟ لقد كان النبي صلى الله عليه يفرح بنزول سورة من القرآن. يفرح باسلام رجال عظام انتشلهم من براثن الكفر. يفرح بفتوحات المسلمين وانتصاراتهم يفرح بتوبة احد اصحابه. كفرحه بتوبة كعب بن ما لك رضي الله عنه مثلا. وعلى ما كان حزنه؟ حزنه على نفس تفلتت منه الى النار. او على اعراض امته. او عصيان احد لامره او امر الله خوفا عليه من عذاب وكان هذا سمت الانبياء كل الانبياء. قال القرطبي ولا يسر نبي بامر دنيا. وانما سر بما من امر الاخرة والدين. ولهذا كان من اجمل حكم ابن عطاء التي تصحح وجهة المشاعر القلبية قوله متى كنت اذا اعطيت بسطك العطاء واذا منعت قبضك المنع فاستدل بذلك على ثبوت طفوليتك وعدم صدقك في وديتك. رأى ابن عطاء ان الجاذع عند الشدة والسعيد سعادة تامة بالنعمة طفلا وانه غير كامل العبودية. لماذا؟ لان الدنيا خداعة. كم من اناس كثرت اموالهم فتكاثرت معها همومهم وفي المقابل كم من اناس ضاقت ارزاقهم واتسعت بالرضا نفوسهم. وسبب اخر ان السعادة محلها القلب ولا قال لاحد على القلب الا الله. ولذا قال تعالى وانه هو اضحك وابكى. اي الله وحده هو الذي اضحك كان مشاعر السرور الى القلب وابكى بادخال مشاعر الاسى والغموم اليه. وليست الاسباب الظاهرة الا جندا تحت سلطان الله يسخرها لما يريد. وهذا ما يجعلك تفاجأ بالخير والسرور. ينبعث مما تظنه سبب الكآبة والشرور. ويجعلك تفاجأ بالضيق والهموم منبعثا مما تتوهمه سببا للسعادة والسرور. وصدق الله القائل في كتابه وعسى ان ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم. والله يعلم وانتم لا تعلمون