بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. الوقاية من النفاق. العلم. امر الله واوجبه قبل العمل. قال سبحانه فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وقد الامام البخاري لهذه الاية بقوله باب العلم قبل القول والعمل. وذلك ان الله امر نبيه بامرين بالعلم ثم العمل وبدأ بالعلم فقال فاعلم انه لا اله الا الله ثم اعقبه بالعمل واستغفر لذنبك. فذلك دليل على ان ان مرتبة العلم مقدمة على مرتبة العمل وان العلم شرط في صحة العمل. وقد مر بنا ان حذيفة كان يسأل النبي صلى الله وسلم عن الشر مخافة ان يناله. فمن فقد العلم وقع في فخ النفاق دون ان يشعر. وعلى المرء ان يتعلم ما هي صفات لا ثقيل. وما هي احوالهم حتى لا يلحق بهم فيحبط عمله ويهدم ما بناه. وما اصدق قول عمر بن عبدالعزيز من عبد الله بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح. والعلم هنا ينصرف للعلم بصفات واحوال اهل النفاق فان الجهل بها جعل الكثيرين يقعون في خصال النفاق وهم لا يشعرون. ويؤاخون اهل النفاق وهم لا يعلمون ويوالون رؤوسه وهم فرحون. وهذا مشاهد لان الجهل يتنوع ويتفاوت في الدرجات. والخليل ابن احمد سبق وان رأى هذا فاشار اليه قائلا الرجال اربعة. رجل يدري ويدري انه يدري فذلك عالم فاتبعوه. ورجل لا يدري ويدري انه لا يدري. فذلك جاهل فعلموه ورجل يدري ولا يدري انه يدري فذلك غافل فنبهوه ورجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري فذلك ماءق فاحذروه. والمائق هو الهالك حمقا وغباوة