بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. الدواء الثاني للنفاق. كثرة ذكر الله. قال رضي الله عنه من اكثر ذكر الله برئ من النفاق. من اكثر ذكر الله برئ من النفاق. فمن خاف من النفاق فليكثر من ذكر الله وكلما زاد ذكرك لله زاد بعدك عن صفات المنافقين. يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا. فكثرة الذكر ستؤدي حتما لتأثير الذكر على القلب. قال ابو حامد الغزالي ومن اكثر من في شيء وان كان تكلفا احبه. فكذلك اول الذكر متكلف الى ان يثمر الانس بالمذكور والحب له ثم يمتنع الصبر عنه اخرا. وهذا معنى قول بعضهم كابدت القرآن عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة. ولا التنعيم الا من الانس والحب ولا يصدر الانس الا من المداومة على المكابدة والتكلف مدة طويلة حتى يصير تكلف طبعا انتهى كلامه رحمه الله. الذكر ليس مجرد ترديد الفاظ وكلمات فان الذكرى كاسمه ضد النسيان وكثرة ذكرك لربك ستؤدي الى تذكره عند لحظات الضعف والغضب ووقت المعصية فيردعك الذكر عن السقوط في الذنب. وحتى لو سخطت فسترجع الى ربك تائبا بلا تأخير لتستدرك التقصير. لكن كيف يكتب العبد عند الله من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات. الذكر الكثير هو الذي يزين كل مكان ويعطر كل ارض يحل بها وهي وصية ابي مسلم الخولاني حين اتاه رجل وقال له اوصني يا ابا مسلم. فقال اذكر الله تحت كل شجرة وحجر. قال زدني. قال اذكر الله حتى يحسبك الناس من ذكر الله مجنونا فكان ابو مسلم يكثر ذكر الله فرآه رجل يذكر الله فقال امجنون صاحبكم هذا؟ فسمعه ابو مسلم فقال ليس هذا بالجنون يا ابن اخي. ولكن هذا دواء الجنون الذكر الكثير هو الذي يشغل لسانك حتى اثناء اعمالك الدنيوية وعاداتك اليومية واوقاتك البينية. قال اسحاق بن هانم تعشيت مرة انا وابو عبدالله وقرابة لنا فجعلنا نتكلم وهو يأكل وجعل يمسح عند لقمة بيده بالمنديل جعل يقول عند كل لقمة الحمد لله وبسم الله ثم قال لي اكل وحمد خير من اكل وصمت. ومن هنا قال مجاهد لا يكون رجل من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضجعا. الذكر الكثير هو الذي لا يقعدك عن ظرف ولو كان شديد الوطأة. وهل اشد وطأة من الجهاد؟ قال محمد بن كعب القرضي. لو رخص لاحد في ترك الذكر لرخص لزكريا عليه السلام. قال تعالى الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا واذكر ربك كثيرا ولو رخص لاحد في ترك الذكر لرخص للذين يقاتلون في سبيل الله. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا اذكروا الله كثيرا. الذكر الكثير هو ان تقوم الليل مصليا مع زوجتك. تعينها وتعينك. قال صلى الله عليه وسلم من بقضاء من الليل وايقظ امرأته فصلى يا ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات. الذكر الكثير هو ان تنسب فضل ذكرك لربك لا لنفسك وتعلم انه لولا الله لما ذكرته ولا اطعته ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى انكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء. ومن هنا قال ابو عثمان الحيري الذكر الكثير ان تذكر في ذكرك له انك لا تصل الى ذكره الا به وبفضله. واخيرا الذكر الكثير ان تحافظ على الاذكار المأثورة. وقد سئل الامام ابو عمرو ابن الصلاح عن القدر الذي يصير به العبد من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات فقال اذا واظب على الاذكار المأثورة المثبتة صباحا ومساء. وفي الاوقات والاحوال المختلفة ليلا ونهارا وهي مبينة في كتاب عمل يومي والليلة كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات