بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. دواء الحرص على الدنيا. ثانيا ملعونة هذه الدنيا الا. في الحديث ان الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله وما والاه وعالما او متعلما. ولان دنيا في اغلب الاحيان تبعد عن الله وتلهي عن الاخرة. ولذا فعلى العبد الا يأبه لها الا من جانب هذه الجوانب الاربعة. وبدأ بذكر الله عز وجل لانه اشرف الاعمال ثم قال وما ولاه اي وما ادناه الله منه واحبه. والولي القرب والدنو. والمعنى الدنيا ملعون ما فيها الا ذكر الله وما قربه من الطاعات الموصلة لمرضاة الله ومحبته. ثم قال وعالما متعلما وهو ان يتعلم العبد العلم النافع له في دنياه او اخرته مما ينفعه ولا يضره او يضره احدا من الخلق. وقلبه صلى الله عليه وسلم ملعون ما فيها. فالملعون فيها هو ما شغل عن الله وابعد عنه لا ما قرب اليه وادنى. فان الدنيا التي تقربك من ربك هي بلا شك محمودة كما اشار اليه قوله الا ذكر الله وما والاه وعالما او متعلما. فكل ما لم يقربك من الله ملعون. كل دنيا تصرف عن الاخرة ملعونة كل لذة دنيوية تلهيك عن شراء الاخرة ملعونة. المدح الوحيد الذي تستحقه هذه الدنيا انها مزرعة الاخرة وفيها ندفع ثمن الجنة. كما قال ذلك علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه الدنيا دار صدق لمن صدقها ودعو نجاة لمن فهم عنها ودار غنى لمن تزود منها ومهبط وحي الله ومصلى ملائكته ومسجد انبيائه ومتجر اوليائه ربحوا فيها الرحمة واكتسبوا فيها الجنة