بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. دواء الحرص على دنيا ثالثا الاخرة هي دار القرار. قال تعالى وان الاخرة هي دار القرار. لانها الحياة الباقية ولا زوال لها فهي دار الاستقرار. استقرت الجنة باهلها واستقرت النار باهلها. والنعمة الحقيقية هي نعمة الاخرة لماذا؟ لانها وحدها الباقية. وما سواها زائل. ولذا قال ربنا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواب خير من ماذا؟ خير من كل شيء. ولذا يصحبها الفرح الحقيقي. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. واذا استقر هذا المعنى في القلب لم يغرق في حب الدنيا. بل اخذ منها القدر الذي يكفيه ولا يرضيه. ولان لم نطلع على الغيب ولا ندري ما يحدث كل يوم في هذا الكون من احداث خفية عجيبة ويسمعها كل الخلائق الا الانس والجن فان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبرنا بها لنرى بعينيه ما لم نرى بابصارنا ونزداد يقينا بالغيب الذي اختبرنا الله بالايمان به. ومن هذا ما جاء في الحديث ما طلعت شمس قط الا بعث منبتيها ملكان يناديان يسمعان اهل الارض الا الثقلين. يا ايها الناس هلموا الى ربكم فانما قل وكفى خير مما كثر والهى. ولا ابت شمس قط الا بعث بجنبتيها ملك كان يناديان يسمعان اهل الارض الا الثقلين. اللهم اعط منفقا خلفا واعطي ممسكا مالا تلف في كل يوم منذ خلق الله هذه الدنيا. ينادي هذان الملكان هلموا اقبلوا الى الى ربكم تصدقوا ولا تبخلوا. فانما قل من المال وكفى صاحبه بعد اخراج صدقته خير مما كثر والهاه عن الصدقة وفعل الخير. ولذا لما اوتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه باموال كسرى صاح في المسلمين قائلا ما فتح الله هذا على قوم الا سفكوا دماءهم وقطعوا ارحامهم. اللهم انا لا الا ان نفرح بما زينت لنا. اللهم انك منعت هذا رسولك اكراما منك له. وفتحته علي لتبتليني اللهم سلطني على هلكته في الحق واعصمني من فتنته. ان شعور الخوف من الاستدراج بهذا المال هو وحده الذي يخمج وثورة الطغيان الذي يصاحب امتلاك المال. كان هذا الخوف والحذر مسيطرا على الصحابة رضوان الله عليهم. فكانوا يتهمون انفسهم وهم غير متهمين ويخافون وهم اول الحذرين فعن ارفجة الثقفي استقرأت ابن مسعود رضي الله عنه سبح اسم ربك الاعلى. فلما بلغ بل تؤثرون الحياة الدنيا ترك القراءة واقبل على اصحابه وقال اثرنا الدنيا على الاخرة فسكت القوم فقال اثرنا الدنيا لانا رأينا زينتها ونساءها وطعامها وشرابها وزويت عنا الاخرة اخترنا هذا العاجل وتركنا الاجل وهذا منه على وجه التواضع والهضم لا على وجه الحقيقة