بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. دواء النفاق الدعاء. ايها الخائف من النفاق. انت امن من النفاق باذن الله فالخوف هنا امان. ومن علامات خوفك من النفاق دعاؤك بان يعافيك الله منها. فعن انس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو يقول اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة واعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والسمعة والرياء واعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسيء الاسقام. هذا الحديث يحتوي على ثلاث وعشرين استعاذة جامعة شاملة كافية واقية من الممكن ان نقسمها الى ثلاث مجموعات كما يلي. المجموعة الاولى الافات التي تنال من عزيمة القلب وتوهنه. العجز الكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة. والمجموعة الثانية الامراض القلبية المهلكة ومن ضمنها النفاق الفقر والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والسمعة والرياء. والمجموعة الثالثة الامراض البدنية وقد صلى الله عليه وسلم بوصف شامل حواها جميعا فقال وسيئ الاسقام. ومن الدعاء المأثور الذي يحمي قلبك كذلك ما ارشد اليه النبي النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر حين قال الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل. وسأدلك على شيء اذا فعلته اذهب عنك صغار الشرك وكباره. تقول اللهم اني اعوذ بك من ان اشرك بك شيئا وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم. تقولها ثلاث مرات ومن الدعاء المأثور كذلك. الذي يحميك اكثر دعاء ردده رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد كان اكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فقيل له في ذلك فقال انه ليس ادمي الا وقلبه بين اصبعين من اصابع الله فمن اقام ومن شاء ازاغ. وقد روى هذا الحديث ام سلمة ورواه انس وروته ام المؤمنين عائشة. ورواه قواس بن سمعان وكل هؤلاء روى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من هذا الدعاء مما يدل على انه صلى الله عليه وسلم خير الدعاء به وكان لسانه رطبا بهذه الكلمات وهو المعصوم من الخطأ والمبرأ من الزلل. فكيف بمن دونه يخافون ويقتدون. وقد اكثر الصحابة رضوان الله عليهم من التعوذ من النفاق. مع انهم خير القرون بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم فقد سمع جبير ابن نفير ابا الدرداء رضي الله عنه وهو في اخر صلاته وقد فرغ من التشهد من النفاق فاكثر التعوذ منه. فقال جبير متعجبا وما لك يا ابا الدرداء انت والنفاق؟ فقال دعنا عنك دعنا عنك فوالله ان الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الواحدة فيخلع منه. قال الامام الذهبي معلقا واما النفاق الاكبر وان كان الرجل يعلم من نفسه انه مسلم فعليه ان يتعوذ بالله من النفاق والشرك فانه لا يدري بما يختم له فربما اصبح مؤمنا وامسى كافرا نعوذ بوجه الله الكريم من ذلك. كيف تدعو؟ لكن ما احساس قلبك عند الدعاء والاستعاذة من النفاق. هذا ما اخبرنا به خبير النفاق حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. حين تنبأ بهذا زمان فقال ليأتين على الناس زمان لا ينجوا فيه الا من دعا بدعاء كدعاء الغريق. وتعليقا على كلامه. هل رأيت يوما غريقا اوشك على الموت وهو يدعو ايتعلق قلبه بغير النجاة؟ هل تسمع تسارع ضربات قلبه؟ وهي تتلهف وعلى نفس هواء يستنشقه انها الروح التي لابد ان تسري فيك اذا اردت النجاة في زمن الغربة. والثبات في عصر الفتن والهداية عند شيوع الضلال وما جاوز حذيفة الحقيقة حين وصف الفتن بهذا الوصف فقال ما الخمر صرفا باذهب دخول الرجال من الفتنة