بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. خطورة عدم العمل بالعلم. ولعل من اشهر نماذج التقصير في العمل بالعلم والتي تكاد تطال كل مسلم والعمل بشهادة التوحيد. وما ذكرتها هنا الا كمثال قال الله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ومعلوم ان قيمة الشهادة متعلقة بقيمة الشاهد. فكلما عظم قدر الشاهد عظمت الشهادة. فلو قلت ان فلانا من اعلم الناس فلا شك ان شهادتك ستكون اعظم قدرا واشد مصداقية لو كنت عالما يشهد لك الجميع بالتميز في مجالك فكيف لو كان الشاهد هو الله رب العالمين. الشهادة ثلاثة اركان. شاهد ومشهود به وهو ما عاينه الشاهد وهي الاقرار عن حضور وعلم وليست مجرد تكلم بكلام. قال ابن القيم فتضمنت هذه الاية اجل شهادة واعظم واعدلها واصدقها من اجل شاهد باجل مشهود. الشاهد الاول هو الله جل جلاله. فهي شهادة نفسه لنفسه. وهنا مسألة ثابتة. من ادعى امرا فلم ينازع فيه ثبت له. ولم يعلن احد انه نازع الله تعالى الا في الوهيته فثبتت له الالوهية. قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. قال ابن عباس في تفسيرها يريد منازعة وقتالا كما يفعل ملوك الدنيا. ولما كان هذا غير موجود فعلم يقينا ان لا اله الا الله ذكر ابن القيم في كلام له قيم ان شهادة الله لنفسه بالوحدانية تتضمن مراتب اربعة. علم الله سبحانه وتكلمه به واعلامه واخباره خلقه به وامرهم والزامهم به. الشاهد الثاني الملائكة الذين شهدوا هذا الموقف وحضروا شهادة الله لنفسه. فهم اصحاب شهود ومعاينة. فعلمهم بالتوحيد ليس حاصلا من النظر في الادلة كسائر البشر وانما علمهم به حاصل من التجلي الالهي. وهو اقوى العلوم واصدقها. فاذا قدمهم الله في الذكر وللعلم والشاهد الثالث هم اولو العلم. وهذه الشهادة قائمة على الدلائل. وعلى رأس اولي العلم الانبياء. وهي رؤية بصائر لا ابصار كما رأت الملائكة. ومطلوب منك ان تكون انت الشاهد الرابع. فتنطق كلمة التوحيد لا اله الا الله عن يقين ومعاينة لا عن ظن وريبة فلا بد من حضور قلبك ومعاينته ومشاهدته وليس مجرد نطق لسانك بقول لا اله الا الله. مطلوب ان تكون الشهادة حقيقية. فتعمل بها لا ان تنطق بها فحسب وشهادتك هنا تابعة لشهادة الله وملائكته والعلماء. فترددها بلسانك بعد ان يمتلئ بها قلبك. ويدور في فلكها وجدانك لا اله الا الله ولا صلاح للقلوب حتى تفرد المحبوب بالمحبة والخوف والرجاء والسؤال ركن الشهادة نفي واثبات. النفي لا اله وبراءة من الطواغيت حجرا كان او بشرا او معنى او وثنا او عادة جاهلية او قانونا يخالف شرع الله والاثبات الا الله هو توحيد الله بكل معاني الطاعة والعبودية والخضوع. ومعناها النظري الا نافع ولا ضارة الا الله ولا معزة ولا مذلة الا الله ولا معطي ولا الا الله ومعناها العملي لجأت الى الله وتوكلت واعتمدت على الله ولم اخف ولم ارجو الا الله. قد عرف قديما معنى كلمة التوحيد. ولذا حاربوا النبي صلى الله عليه وسلم وابوا ان تذل السنتهم بها وهي كذبة. لانهم يعلمون انها عقد يحتاج الى وفاء ولابد من العمل بها. وسيترتب عليها تغييرات جذرية في حياتهم والاقتصادية وفي اخلاقهم وعاداتهم. ومن ثم سيكون تغيير تام للمجتمع. وبقي ان نعلم اليوم ما العرب بالامس ثم نعمل بما علمناه