ما فضل القرآن؟ السؤال الرابع؟ ما فضل القرآن؟ اسمع هذه الاية من سورة الحجر. ولقد اتيناك سبعا ام من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منه. كأن الله يقول لنبيه ولقد اتيناك عظيما خطيرا. فلا تتطلع الى غيره من متاع الدنيا. والرسالة هنا من اوتي القرآن ثم ان احدا من خلق الله خيرا منه فقد استرخص سلعة الله. الله تعالى قال ممتنا على عباده في كتابه اولم يكفي انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم؟ ولذا عظمت نعمة على عبد اغناه بفهم كتابه والتلذذ بخطابه عن الافتقار لغيره. واليك بعض عمل القرآن في قلوب بني الانسان. واحد. تثبيت القلوب القرآن سبب تثبيت القلب. لكن ليس اي قلب بل حتى قلب النبي صلى الله عليه وسلم في امس الحاجة الى فما بالك بقلبك؟ قال تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ايه ده؟ واحدة كذلك لنثبت به فؤادك. نثبت به فؤادك. لماذا كافرون كانوا يقولون هلا نزل عليه القرآن مرة واحدة بدلا من نزول هذا القرآن مفرقا فاخبر الله انه انزله متفرقا. لماذا حكمة وهي تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم. ولكي يزيده بصيرة. ذلك انه يأتيه الوحي متجددا عند كل امر فيثبته على الحق ويرشده للصواب في هذه المسألة. فكان هذا ازيد في بصيرته واقوى لقلبه معنى لنثبت به فؤادك اي استشراف ان النبي صلى الله عليه وسلم سيتعرض لمنغصات كثيرة. وهذه المنغصات يحتاج كل واحد منها الى ربط على قلبك. الى طمأنة لك. فيأتي الوحي القرآني مرتبا على حسب ما تقتضيه الاحداث ليقوم بهذا الدور العظيم. وينير امامك الصراط المستقيم. هذا الدور ليس سمع نبينا صلى الله عليه وسلم فحسب. بل قلوبنا احوج الى هذا التثبيت من رسول الله المعصوم صلى الله عليه وسلم اثنان القرآن سبب الهداية. عن ابي شريح الخزاعي قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم قال ابشروا ابشروا اليس تشهدون ان لا اله الا الله واني رسول الله؟ قالوا نعم قال فان هذا القرآن سبب. طرفه بيد الله بيد الله. وطرفه بايديكم تمسكوا به. فانكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده ابدا وهذه بشرى عظيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. تقول اننا ما دمنا متمسكين بطرف هذا الحبل هو القرآن فانه لا ضلال ولا هلاك عليه. والخشية كل الخشية والخوف فكل الخوف والحذر كل الحذر من ان يفلت هذا الحبل من ايدينا. فنضيع ونضل ونهلك. القرآن اذا سبب الهداية الاساسي وهجره سبب الضلال الاساسي. هجره قراءة او تدبرا سبب الاساسي ولذا فالقرآن سبب النجاة في الدنيا والاخرة وعدم الهلاك. وهو ما يعني ان غياب القرآن عن واقع الامة ساؤدي حتما الى الضلال والتخبط ثم الهلاك. انظر حولك. انظر حولك لترى تحقق القاعدة والقانون الذي لا يتخلف. وتزداد الحاجة الى هداية القرآن خاصة عند انتشار الالتباس بين الناس بين الحق والباطل وعند فساد الزمان عند علو المنافقين عند غياب المصلحين عند انتشار الشبهات. لهذا قال الامام ابن ابي الدنيا اذا التبست عليك الطرق واشتبهت عليك الامور وصرت في حيرة من امرك وضاق بها صدرك. ماذا تفعل عندها؟ فارجع الى القرآن الذي لا حيرة فيه. فقف على دلائله في الترغيب والترهيب. والوعد والوعيد والتشويق. والى ما ندب الله اليه المؤمنين من الطاعة وترك المعصية فانك تخرج من حيرتك. وترجع عن جهالتك وتأنس بعد وحدتك وتقواه بعد ضعفك. ما اجمل استدلال ابن عباس رضي الله عنه بالقرآن. حين قال تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة ثم قرأ هذه الاية فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضلوا ولا يشقى ان هذا القرآن كما اخبر الله تعالى يهدي للتي هي اقوم. وذلك في كل المجالات مجال العقيدة والايمان مجال الاسرة والعلاقات الاجتماعية بين بدء الانسان. مجال الاقتصاد والتعاملات المالية مجال السياسة والعلاقات الدولية مجال الحكم وادارة الدول. هذه الاية يهدي للتي هي اقوم تتجاوز حدود الزمان والمكان. وتتجاوز كل الانظمة والقوانين التي كانت قائمة قبل ذلك او التي ستقوم بعد ذلك الى قيام الساعة. حين نفقد هداية القرآن نظل نتخبط بين تجارب البشر ومحاولات الصواب والخطأ. والله اعلم بمصلحة الانسان من نفسه وارحم به من نفسه التي بين جنبيه وخالق الانسان اولى من غيره بهداية الانسان. ثلاثة ثلاثة القرآن شفاء لما في الصدور. ولم يقل دواء لما في الصدور. لان الدواء قد تتناوله ولا تجد اثره لفقدان شرط او وجود مانع. اما القرآن فيحدث الاثر المطلوب مباشرة وهو الشفاء. لكن ما الذي في الصدور في الصدور طبقات غليظة من الران من اثر الذنوب. في الصدور اكوام من الاحزان من هول في الصدور شهوات تفور وشبهات تفور وكل هذا وغيره دواءه فتح المصحف. فاذا الصدور وجدت النفس نشاطا الى اعمال الابرار. وانقادت للامر الرباني دون تلكؤ او اعتذار. وتعلقت بالاخرة واستهانت بحطام الدنيا وامتلأت بحمل هم انوار الدين الى ربوع العالمين. هذا هو شفاء الصدور