ما ملامح اعجاز القرآن السؤال السابع. ما ملامح اعجاز القرآن؟ قال السيد محمد رشيد في تقديمه لكتاب اعجاز القرآن لاديب الاسلام مصطفى صادق الرافعي عن فضلي واهميتي اعجاز القرآن فالكلام في وجوه اعجاز القرآن واجب شرعا. وهو من فروض الكفاية. وقد تكلم فيه المفسرون وبلغاء الادباء والمتأنق، وقال الرازي عن تقدم معجزة القرآن على غيرها من معجزات الانبياء وذلك اثناء تفسيره قوله تعالى اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم قال القرآن معجزة اتم من كل معجزة تقدمتها لوجوه. احدها ان تلك المعجزات وجدت وما دامت فان قلب العصا ثعبانا واحياء الميت لم يبق لنا منه اثر. فلو لم واحد يؤمن بكتب الله ويكذب بوجود هذه الاشياء. لا يمكن اثباتها معه بدون الكتاب. واما القرآن فهو باق. لو انكره واحد فنقول له فاتي باية من مثله. الثاني هو ان قلب العصا ثعبا من كان في مكان واحد ولم يره من لم يكن في ذلك المكان. واما القرآن فقد وصل الى المشرق والمغرب. وسمعه احد. الثالث هو ان غير هذه المعجزة. الكافر المعاند يقول عنها انه سحر عمل بدواء والقرآن لا يمكن هذا القول فيه. واليك بعض وجوه اعجاز القرآن على سبيل المثال لا الحصر. فهذا القرآن كما جاء فيه لا تنقضي عجائبه. واحد الاخبار بالغيب القرآن جملة من اخبار الغيب. تجعل من اعجاز القرآن اعجازا عظيما. الغيب ثلاثة اقسام. اما ان يتعلق بماض او حاضر او مستقبل. واليك بعض هذه الاخبار نذكرها للاثبات لا للحصر. من اخبار الغيب الماضية اخبر القرآن عن خلق السماوات والارض عن خلق ادم عن قصة ابليس لعنه الله. ثم اخبر عن قصص الانبياء السابقين والامم الماضية وجه الغيب فيها ماذا؟ ان النبي صلى الله عليه وسلم كان رجلا اميا لا يعرف القراءة والكتابة فلم يعرف عنه انه قرأ في كتب اهل الكتاب او تلقى الدرس عن احد منهم فمن الذي اخبره بذلك الا رب العالمين؟ اخبار الغيب الحاظر هذا هو القسم الثاني من اخباره بالغيب. اية كثيرة في القرآن كشفت احداثا لم يحضرها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخبره بها احد اصحابه. الاجتهاد هذا من المنافقين والكافرين كانوا يتنادون بما بينهم. اخفضوا اصواتكم حتى لا يسمعكم اله محمد. وقد وصف الله المنافقين بقوله يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبأهم بما في قلوبهم فقد كان المنافقون يقولون القول فيما بينهم ثم يقولون عسى الله الا يفشي علينا هذا وذلك لما شاهدوا من اخبار الغيب التي جاءت في القرآن تفضحهم وتفضح امثالهم. القسم الثالث من اخبار الغيب الغيب المستقبلي. ايات القرآن مليئة بالاخبار عن اخبار الغيب التي رأها الصحابة تتحقق امام اعينهم. وانما نشير هنا لبعض الايات في هذا الشأن قال الله تعالى والله يعصمك من الناس فقد ظل النبي صلى الله عليه وسلم يحرس من قبل اصحابه حتى نزلت هذه الاية. فاخرج الرسول صلى الله عليه وسلم سلم رأسه من القبة فقال لهم يا ايها الناس انصرفوا. فقد عصمني الله قال تعالى في سورة القمر سيهزم الجمع ويولون الدبر. وقد تحقق هذا راه الصحابة اعينهم. عمر بن الخطاب لما نزلت سيهزم الجمع ويوالون الدبر. قال كنت لا ادري. اي جمع يهزم؟ فلما ما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في درعه ويقول سيهزم الجمع ويولون الدبر اي سيهزم كفار مكة ويولون الادبار وقد كان. وقال تعالى لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين قلقين رؤوسكم ومقصرين تأكد الله دخول المسلمين للمسجد الحرام بالقسم. وباللام وبنون التوكيد. ثلاث تأكيدات في هذه الاية حدث ما اراد الله. دخل المسلمون مكة فاتحين. وكلمة ان شاء الله في الاية ليست للتعليق. يعني ليست ربما سيدخلون. الذي يكون فيه الانسان مترددا بين حصول الشيء وعدمه بل معنى المشيئة ان دخول المسجد الحرام ليس بقدرة المسلمين. ولا بقوتهم وانما مشيئة الله عز وجل ليس الا مشيئة الله. وقال تعالى الف لام ميم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون وقد غلب الروم الفرس بعد ذلك بسبع سنين. وجاءت بعض ايات القرآن لتتوعد نفرا من الكفار منهم ثلاثة باعيانهم بدخول النار. ومع هذا لم يفكروا في ان يسلموا او يتوبوا. علم الله ان هذا غير حاصل منهم ولو على سبيل التظاهر لانه وحده سبحانه يعلم الغيب. من هؤلاء الثلاثة؟ الاول. قال تعالى عن الوليد بن المغيرة ذرني ومن خلقت وحيدا الى ان قال ساصليه سقم الثاني قال عن ابي جهل ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى؟ الى ان قال امرا نبيه كلا لا تطعه واسجد واقترب الثالث قال عن ابي لهب تبت يدا ابي لهب وتب فلو لم يكن القرآن وحيا من عند علام الغيوب. لما صح ما اخبر به القرآن. ولو امن واحد من هؤلاء الكفار ولو تظاهر بهذا كذبا لانطفأت شعلة الاسلام وشك الناس في القرآن وقامت الحجج عليه. واي معجزة اظهر واقهر واعظم من هذا التحدي امر لا يكلف صاحبه سوى كلمة يقولها بلسانه معلنا ايمانه ليثبت خطأ القرآن ثم لا يقولها لا يقدر على التفوه بها الا يدل هذا على اعجاز القرآن؟ ومن اخبار القرآن بالغيب ما تحقق وما زال في كل يوم تحترق. قال سبحانه قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يعمل بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثل ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وقوله تعالى ان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله كلهم صادقين. فان لم تفعلوا ولن تفعلن فاتقوا النار التي وخذوها الناس والحجارة اعدت للكافرين هذا ليس تحديا فحسب بل تحد مع اخبار مسبق بانهم لن يفعلوا. وما زال هذا التحدي جاريا الى اليوم ولا يزال الخبر الغيبي متحققا ليفحم القول