ما ملامح اعجاز القرآن؟ اثنان الاعجاز التأثيري او التغيير. هذا وجه اعجاز قرآني لا يكاد يذكر ولا يعرفه الا القليل من الناس. وهو تأثير القرآن على القلوب والنفوس فانك لا تسمع كلاما غير القرآن شعرا او نثرا يصل منه الى القلوب ما يصل من القرآن. حتى في السيرة كم من عدو لرسول الله اقبل يريد وقتل النبي صلى الله عليه وسلم فلما سمع القرآن تحول عن رأيه ودخل في دينه. ولا عجب القرآن يؤثر في الجماد. الا يؤثر في قلوب العباد. قال تعالى لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا. من بخشية الله قال ابن جرير لو انزلنا هذا القرآن على جبل وهو حجر. لرأيته يا محمد خاشعا. يقول متذللا متصدعا من خشية الله على قساوته. حذرا من الا يؤدي حق الله المفترض عليه في تعظيم القرآن وقد انزل على ابن ادم وهو بحقه مستخف. وعنه عما فيه من العبر والذكر معرض. كان لم يسمعها كأن في اذنيه واقرأ. اخي قراءتك لكتاب قد تغير حياتك. فكيف بقراءتك لكتاب لا لقد اثر هذا القرآن تأثيرا بالغا في قلوب قادة الكافرين وعتات المجرمين لولا انهم كانوا من المعايدين روى ابن اسحاق في سيرته عن الامام الزهري قال حدثت ان ابا جهل وابا سفيان والاخنس ابن شريق خرجوا ليلة يسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالليل في بيته. فاخذ كل منهم مجلسا ليستمع منه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى اذا اصبحوا وطلع الفجر تفرقوا. فجمعهم الطريق فتلاوموا. وقال بعضهم لبعض لا تعودوا. فلو رآكم بعض بعض سفهائكم لاوقعتم في نفسه شيئا ثم انصرفوا. حتى اذا كان الليلة الثانية عاد كل رجل منهم الى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى اذا طلع الفجر تفرقوا. فجمعهم الطريق. فقال بعضهم لبعض مثلما قال اول مرة. ثم انصرف حتى اذا كانت الليلة الثالثة اخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى اذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقالوا لا نبرح حتى نتعاهد الا نعود. فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا فلما اصبحوا قام الاخنس بن شريق فاخذ عصاه ثم خرج حتى اتى ابا سفيان في بيته فقال ارمي يا ابا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال يا ابا ثعلبة والله لقد سمعت اشياء اعرفها واعرف ما يراد منها وسمعت اشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد منها. فقال الاخبث انا والذي حلفت به كذلك. ثم خرج من عنده حتى اتى ابا جهل فدخل عليه بيته. فقال يا ابا الحكم فما رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال ماذا سمعت؟ تنازعنا نحن وبنو عبدي منافذ الشرف اطعموا فاطعمنا وحملوا فحملنا واعطوا فاعطينا حتى اذا تجافينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء. فمتى ندرك هذه؟ فوالله لا نؤمن به ابدا ولا نصدقه. وهذا يدل على تلذذ العرب لسماع القرآن استجابة لفطرتهم. وعلى اثر بعصبية الجاهلية في عدم الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم. ان كلمات القرآن تؤثر غاية التأثير في القلوب تسلب العقول ثم بعد ذلك تقود عقول اصحابها الى الصراط المستقيم. وتشفي القلب السقيم. قال ابن الجوزي تلاوة القرآن تعمل في امراض الفؤاد ما يعمله العسل في علل الاجساد. ولذا فالقرآن قوة تأثيرية هائلة وطاقة تغييرية كبرى وليس مجال التأثير هو قلب العبد الذي قرأه فحسب بل ان العالم باسره يتغير بالقرآن لو صدق اهل القرآن. قال محمد الاقبال اقول لكم ما اؤمن به وادينه انه ليس بكتاب فحسب انه اكثر من ذلك. اذا دخل في القلب تغير الانسان. واذا تغير الانسان تغير العادة انه كتاب حي خالد ناطق انه يحتوي على حدود الشعوب والامم ومصير الانسانية