ما ملامح اعجاز القرآن ثلاثة ثلاثة الاعجاز التدبري يؤكد الامام الزركشي ثقل الكلام الالهي وعمق القرآنية بقوله لو اعطي العبد بكل حرف من القرآن الف فهم لم يبلغ نهاية ما اودعه الله في اية من كتابه. لانه كلام الله وكلامه صفته. وكما انه ليس لله نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه وانما يفهم كل بمقدار ما يفتح عليه. ومما وصفوا به القرآن انه لا تنقضي عجائبه. لذا يظهر ومن معانيه كل عصر ما يبهر العقول. ولا تزال التفاسير التي تخرجها المطابع كل يوم تستخرج من كنوز القرآن ما يدهش العقول ويأسر القلوب. اربعة سورة حفظه وعدم الملل من قراءته يقول مصطفى صادق الرافعي اديب الاسلام الفذ. قد يسر الله تعالى حفظ القرآن وان الصبي ليحفظ منه كثيرا بقليل من الجهد ولو حاول حفظ غيره من العلوم لقضى في ذلك اضعاف ما يقضيه في حفظ القرآن لو كنت تريد مثلا حفظ القصائد والاشعار او حفظ المتون وترديدها. فلابد ان يسري اليك الملل. اما عند ترديد القرآن فلا خوف من الملل مطلقا. فانه لا يمل على كثرة ترداده لمن النية وقد عد الامام الماوردي هذا من اعجاز القرآن فقال ومن اعجازه ان تلاوته تختص بخمسة بواعث عليه لا توجد في عينه. احدها هشاشة مخرجه والثاني بات دورا ونقي. والثالث سلاسة نظم. والرابع حسن قبوله. والخامس ان قارئه لا يكل وسامعه لا يمل وهذا في غيره من الكلام معدوم. قال من اعجاز القرآن تيسيره على جميع الالسنة حتى حفظه الاعجمي الابكم. ودار به لسان القبطي مين قال كده ولا يحفظ غيره من الكتب كحفظه. ولا تجري به السنة البكم كجريها فيه. وما ذاك الا بخصائص الهية فضله بها على سائر قلوبهم. وانت ترى من لا يتكلم العربية يحفظ القرآن ويرتله ويجوده دون ان يعلم معناه فاذا نطق بكلام اخر غير القرآن لم يستطع ان يسترسل فيه. ولم تفهم منه كلمة واحدة. وهذا والله من اعجاز القرآن ومن تيسيره للحفظ والقراءة. قال ربنا اربع مرات في سورة القمر. ولقد يسرنا القرآن ذكري فهل من مدكر وامر عجيب ان الكتاب المقدس الذي يؤمن به الملايين من البشر اليوم لا يوجد احد على وجه الارض يحفظه عن ظهر قلب. في حين انك تجد الملايين يحفظون القرآن ويستظهرونه عن ظهر قلب وانك لتجد اليوم اطفالا صغارا في مقاطع لهم على الشبكة العنكبوتية واليوتيوب يحفظون القرآن عن ظهر قلب. ومن اعجب العجائب ان تجد منهم من يطلب منه ان يقرأ الاية رقم كذا في سورة كذا فيبادرك بها على الفور. وهذا والله من اعجاب الحفظ القرآني الذي لا تجده في غير القرآن. وصدق من وصف كتاب الله فقال تزداد منه على هذه ثقة وكل قول على الترداد مملول. وكما قال الشاطبي قديما وان كتاب الله اوثق شافع واغنى غناء واهبا متفضلا وخير جليس لا يمل جليسه وترداده ويزداد فيه تجملا. بل ان الانكباب على تلاوة القرآن يزيده حلاوة. وترديده يوجب له محبة وتلاوة. وغيره من الكلام ولو بلغ في الحسن والبلاغة ما بلغ يمل مع كثرة الترديد ويعادى اذا اعيد. كتاب الله يا اخوة يستلذ به في الخلوات ويستأنس بتلاوته في الشدائد والازمات. وغيره من الكتب ليس فيه شيء من هذا. والسلامة من الملل والسآمة هي حكم على من صدق الله واخلص النية. والحق ما شهدت به الاعداء. لما اشتهر العرب بالفصاحة والبلاغة كانت اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم هي القرآن. فهذا الوليد بن المغيرة احد سذاة قريش وكان يقال له ريحانة وكانت قريش تقول والله لان صبأ الوليد لتصبأن قريش كلها. ومع هذا لما سمع بعض ايات القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الى قريش فقال لها فوالله ما فيكم رجل اعلم بالاشعار مني ولا برجزه ولا بقصيدة مني ولا باشعار الجن مني. والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا. والله ان لقوله الذي يقول لحلاوة. وان عليه لطلاوة. وانه لمثمر اعلاه مغدق اسفله وانه ليعلو وما يعلو وانه ليحطم ما تحته. والحلاوة هي اللذة العظيمة يدركها من له فطرة سليمة والطلاوة الحسن الفائق. وقول الوليد وان اسفله لمغدق هو وصف رائع للقرآن. فهو من الغدق والغدق كثرة الماء. تلويحا بغزارة معانيه رغم قلة حروفه ومبانيه. وقوله وان اعلاه اثمر اشارة الى غزارة نفعه وزيادة رفعه بما فيه من عظيم الفوائد وعميم العوائد. فقال له ابو جهل والله لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. قال فدعني حتى افكر فيه. فلما فكر قال هذا سحر يؤثر نزل في قول الله تعالى ذرني ومن خلقت وحيدا فنزل فيه قول الله تعالى انه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس فبصر ثم ادبر واستكبر فقال ان هذا الا سحر يؤثر