السؤال السادس. ما معنى هيمنة القرآن على الكتب السابقة قال الله تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه معنى مهيمنا عليه. يعني شاهدا على ما قبله من الكتب مصدقا لها. يعني ايه مصدقا لها؟ يعني يصدق ما فيها من صحيح وينفي ما وقع فيها من تحريف فما شهد له القرآن بالصدق فهو المقبول. وما رده القرآن فهو باطل. يحكم القرآن اذا على الكتب السابقة بالاقرار او النسخ. فصارت له الهيمنة على ما سبقه من الكتب من كل الوجوه. اصل الهيمنة في اللغة مهيمنة هو الحفظ والارتقاء. يقال اذا رقب الرجل الشيء وحفظه وشهده قد هيمن فلان علي. ولذا يسمى الحاكم على الناس المهيمن القائم بامورهم يسمى المهيمن. ولفظ مهيمن اصله مؤيمن بالهمزة. ثم قلبت هذه الهمزة هاء لقرب بمخرجها كما تقلب في عرقت الماء فيقال هرقت الماء. ويقال ماء مهراق والاصل ماء مراق. قال الفخر الرازي في سبب حماية القرآن على غيره من الكتب قال انما كان القرآن مهيمنا على الكتب لانه الكتاب الذي لا يصير منسوخني البتة ولا يتطرق اليه التبديل والتحريف على ما قال الله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون الكتب اذا تنسخ والقرآن لا ينسخ. لان القرآن مهيمن ستجد مثلا ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى الصحابة عن قراءة في كتب اهل الكتاب بان القرآن مهيمن عليها. فما الداعي لقراءتها؟ هذا الحديث رواه جابر بن عبدالله. ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب اصابه من بعض اهل الكتاب. فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فغضب. ثم قال ا متهوكون اانتم كما تهوكت اليهود والنصارى. لقد جئتكم بها بيضاء نقية. ولو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي متهوكون يعني ايه متهوكون؟ يعني متحيرون في دينكم حتى تأخذوا العلم من غير كتابكم كما تهوكت اليهود والنصارى وتحيروا حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم واتبعوا اهواءهم واهواء احبارهم ورهبانهم. ولهذا كان ابن عباس يتساءل متعجبا كيف اتسألون اهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم احدث. تقرأونه محضا لم اي لم يشبه اي تزوير او تحريف. وقد حدثكم يحدثكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ان اهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بايديهم الكتاب قالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا. الا ينهاكم ما جاءكم من من العلم عن مسألتهم لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي انزل عليكم. وذهب الى ان المسلمين المطالعين لكتب اهل الكتاب قسما. القسم الاول العامي ومن ليس عنده علم. وهذا الايمان لا يجوز له النظر في شيء من كتب اهل الكتاب حتى لا يفتن بما ادخل فيها من باطل. القسم الثاني الراسخ في العلم وهذا يجوز له النظر في التوراة والانجيل. ولا سيما عند الحاجة الى الرد على المخالفين واصحاب وهات