ما واجبنا؟ نحو القرآن من تدبر الرسول وتأثره. عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال للنبي صلى الله عليه وسلم اقرأ علي يا علي قلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل. قال نعم. اقرأ اقرأ اقرأ قال نعم فقرأت سورة النساء حتى اتيت الى هذه الاية فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا كعلى هؤلاء شهيدا قال حسبك الان فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان. لكن لماذا بكى النبي صلى الله عليه وسلم حين بلغ ابن مسعود قول الله تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا واحد بكى صلى الله عليه وسلم لشدة خشيته من موقفه غدا بين يدي ربه. وهذا ناجم من عظيم علمه ومعرفته بربه. فاكثر الناس معرفة بالله اكثرهم خشية له. قال الامام النووي عن البكاء عند قراءة القرآن وهو صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين. فكيف اذا كان الباقي اعظم العارفين وسيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم والله اني لاعلمكم بالله عز وجل واخشى السبب الثاني بكى صلى الله عليه وسلم برقة قلبه وكيف لا وقد طهر الله تعالى قلبه ونزع من صدره الشيطان وملأه نورا وايمانا. كلما رق القلب واصطفى كانت دمعة العين اليه اقرب. قال ابن القيم محذرا ما ضرب عبد بعقوبة اعظم من قسوة القلب والبعد عن الله. خلقت النار لاذابة القلوب القاسية ابعد القلوب من الله القلب القاسي. واذا قسى القلب قحطت العين. ثالثا بكى صلى الله عليه وسلم. شفقة بامته ومن فرط رحمته بها. لعلمه بتقصيرهم وخوفه عليهم. لا سيما انه هو الشاهد والشافع قال ابن حجر في الفتح والذي يظهر انه بكى رحمة لامته. لانه علم انه لابد ان يشهد عليهم بعملهم. وعملهم قد لا يكون قيمة فقد يفضي الى تعذيبهم. رابعا بكى صلى الله عليه وسلم ليسن سنة لامته من بعده. يقرأون القرآن يتأثرون ويبكون كما بكى رسولهم صلى الله عليه وسلم. خامسا بكى صلى الله عليه وسلم استشعارا لعظم الامانة التي اؤتمن عليها وشعوره العظيم بالمسؤولية. فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين قال ابن عباس يسأل الله الناس عما اجابوا المرسلين. ويسأل المرسلين عما بلغوا. فكأن جاءه من خوف التقصير في تبليغ الرسالة. حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم. واخيرا بكى صلى الله عليه وسلم والشافع المشفع فالاحرى بالمشفوع له ان يطيل البكاء. ويستعد بالعمل الصالح لروعة يوم الجزاء واخيرا ذم غير المتدبرين. ذم النبي صلى الله عليه وسلم غير المتدبرين انه سيخرج اناس من امته يقرأون القرآن بغير تدبر. فقال صلى الله عليه وسلم سيخرج اقوام من امتي يشرب القرآن كشربهم اللبن. قال المنوي في شرح الحديث اي يسلقونه بالسنتهم من غير في تدبر لمعانيه. ولا تأمل في احكامه. بل يمر على السنتهم كما يمر اللبن المشروب عليها بسرعة ماذا غرز القرآن في قلوب قارئيه؟ ماذا افاد من قرأه دون تدبر معانيه؟ قال رجل لابن المبارك قرأت البارحة القرآن في ركعة فقال اعرف رجلا لم يزل البارحة يكرر. الهاكم التكاثر الصبح ما قدر ان يتجاوزها. يعني بذلك نفسه