ما واجبنا؟ نحو القرآن الواجب الثاني. تحسين الصوت بالقراءة. روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يتغنى بالقرآن وعند الحاكم والدارمي حسنوا القرآن باصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا وبين النبي صلى الله عليه وسلم لنا الضابط في معرفة حسن الصوت. فقد روى ابن ماجة عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من احسن الناس صوتا بالقرآن الذي اذا سمعته يقرأ رأيت انه يخشى الله ومع هذا فقد جاء الخبر بذم الصوت الحسن اذا لم يكن معه تدبر ولا فقه. فقال صلى الله عليه وسلم بالاعمال ستة امارة السفهاء وكثرة الشرط وبيع الحكم واستخفافا بالدم وقطيعة الرحم نشوى يتخذون القرآن مزامير يقدمون احدهم ليغنيهم وان كان اقل ونشوا جمع ناشئ يريد جماعة احداث السن ووصفهم بانهم يقدمون احدهم ليغنيهم اي في الصلاة التذاذ بصوته لا اقبالا على تدبر معاني القرآن. ولذا قال وان كان اقلهم فقها او انه منهي عن تقدم عين الافقه وفي الحديث دليل على ان حسن الصوت لا اعتبار به في الامامة اذا غاب معه الفقه والتقوى. واعلم ان بالمبادرة بالاعمال لهذه الامور لانها ان حدثت تعسر معها فعل الخير. او كان وقوعها سببا لعدم قبول الاعمال ولانه يحال بين المرء وبين ما يريده من الخير بسبب هذه الاعمال كعقوبة من الله للعباد. الواجب الثالث تدارس القرآن. من اجمع الاحاديث التي عرض الثواب من اجتمع لتلاوة القرآن وتدارسه حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في منع الذهب وكلمة قوم في الحديث نكرة. لماذا؟ لانه قال اي قوم اجتمعوا على تلاوة القرآن كان لهم هذا الفضل العظيم عظيم. الذي ذكره كاملا غير منقوص. فلم يشترط فيهم ان يكونوا علماء. او اصحاب درجات عالية ومقامات سامية واما قوله في بيت من بيوت الله فليس قيدا حقيقيا. وانما قيد اغلبي. اي في الاغلب. فقد جاءت الاحاديث الاخرى بدون ذكر المسجد ومنها ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله فيه الا حفتهم الملائكة وتغشتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله في من عنده. فالتقييد اذا بالتلاوة في المسجد لانه الاغلب. ويتدارسونه بينهم وهذا شامل لكل ما يتعلق بالقرآن من التعلم والتعليم والتجويد والتفسير واستكشاف معانيه ثم رتب النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتماع لتلاوة القرآن ومدارسته اربعة الوان من الثواب. كلها اروع من الاخر اولا نزلت عليهم السكينة. ما السكينة؟ السكينة طمأنينة القلب. وهي اصل الراحة الروحية. ودواء الاضطراب النفسية وما اعظم اهمية السكينة اليوم في عالم يموج بكل انواع الاضطرابات والخوف من المجهول والقلق من المستقبل. ثانيا وغشيتهم الرحمة. ولا يستعمل لفظ غشي الا اذا شمل المغشي من جنين اجزائه. قال الشيخ شهاب الدين بن فرج والمعنى في هذا؟ فيما ارى ان غشيان الرحمة يكون بحيث يستوعب كل ذنب تقدم ان شاء الله. يعني يبشر هذا الذي جلس هذا المجلس بانه لن يقوم من مجلسه هذا الا وقد غفر الله له كل ذنوبه. ابشر. ابشر اذا بوابل الرحمات يمحوه كل ذنب ويغفر كل خطيئة وهو ما ينتظرك بعد كل جلسة مدارسة قرآنية مهما كانت قصيرة. هذا وعد الله وبهذا بشر رسوله ثالثا وحفتهم الملائكة تحيط بهم الملائكة من كل جانب. كأن الملائكة اقتربت منهم اقترابا حتى لم تدع بينهم فرجة يمكن ان يتسلل منها الشيطان. ورابعا وذكرهم الله فيمن عنده. وهذا يقتضيه ان يذكرهم الله جعل عند الانبياء وكرام الملائكة ويحتمل ان يكون ذكر ثناء وتشريف. او ذكرى مباهاة كما باهى الله الملائكة باهل عرفة فكيف لا يشتد حرص الواحد منا على ذبح واحد من هذه الارباح. فضلا عن مجموعها. قد اجتمعت كلها في عمل واحد سهل يسير. فالتحقوا يا اخوة بحلقات تحفيظ القرآن. وتدبر القرآن. والحقوا بها وبناتكم واجعلوها في المساجد والبيوت واستبشروا بهذا الفضل العظيم. الواجب الرابع التعظيم. اب ان هذا القرآن كان رسالة من امير. او خطابا من رئيس او حتى وزير كيف كنت ستتلقاه؟ فكيف وهو خطاب رب العالمين؟ كيف استقبالك له وهو الخطاب الذي يحوي سر نجاتك الابدي ومفتاح فوزك بالنعيم السرمدي. ومن هنا قال الامام شرف الدين النووي اجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن عزيزي على الاطلاق وتنزيهه وصيانته. لكن ما ملامح تعظيم القرآن تعظيم القرآن الاتي. تعظيم المصحف وتكريمه. وقراءته على طهارة. ورفعه عن الارض وتقبيله فقد كان عكرمة ابن ابي جهل رضي الله عنه يضع المصحف على وجهه ويقول كتاب ربي ربي ومن تعظيمه عدم وضع اي شيء فوقه. او الاحتفاظ بورقة بين صفحاته. ومن تعظيمه الانصات لمن يقرأه. واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون ومن تعظيمه تكريم حامل القرآن واجلاله. قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه. واكرام ذي السلطان المقسط اكرام حامل القرآن من علامات تعظيم القرآن. وحامل القرآن الغالي فيه هو المتجاوز للحد. بالتكلف والتنطع في قراءته او تفسير معانيه. وحامل القرآن الجافي عنه الذي يهمله ويهجره. فالغالي والجافي ذو الذال الغالي صاحب افراط والجادي صاحب تفريط. وليس هذا حال حامل القرآن بحق. والذي امرنا الله بتكريمه