ما واجبنا؟ نحو القرآن الفضل هاتان هزيل نعيم في الحياة ومكرمات وفي الى الخلد المصير وفي الاخرى الى الخلد المصير الارواح نور تنال به السعادة والسرور الى درب الهدى وللجنات يوصل من يسير الواجب الخامس. الفهم. في مناهجه الدراسية اذا عرض لك ما لا تفهمه. ماذا تفعل لا تلجأ لزميل لك لتستفهم منه ما جهلته؟ الا ترجع الى استاذ المادة لتراجعه فيما غمض عليك؟ الا تفعل هذا خاصة قبل الامتحانات حتى تجتازها بنجاح. فلماذا لا يكون هذا حالنا مع كتاب الله؟ قال شيخ الاسلام ابن تيمية فالعادة تبدأ ان يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرقون. فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ان عدم فهم نصوص القرآنية مع اظهار احترامها شيء اثار استغراب اديب الفقهاء علي الطنطاوي. في كتابه فصول اسلامية. فقال فهل ينفع القاضي ان يقرأ القانون مجودا ثم لا يفهمه ولا يحكم به. واذا تلقى الضابط ترقية القيادة. هل ينجيك من المحاكمة العسكرية ان يضعها على رأسه ويقبلها ويترنم بها. ولا يحاول ان يدرك مضمونها بل لو رأيتم قعد يقرأ جريدة حتى اتمها كلها. بالعنوانها الى اخر اعلان فيها. فسألتموه ما هي اخبارها قال والله ما ادري لم احاول ان اتفهم معناها. فماذا تقولون فيه؟ اما تنكرونه وتنكرون عليه؟ فكيف اتنكرون على من يعكف على المصحف حتى يختم الختمة وقد خرج منها بمثل ما دخل فيها. ما فهم من معانيها شيء فمن اين جاءت هذه المصيبة؟ واي عدو من اعداء الله استطاع ان يلعب هذه اللعبة فيحرم من قرآنهم وهو بين ايديهم. وفي كل بيت نسخ منه وهو يتلى دائما في كل مكان. يحرمه منه وهو في ايديهم وهو ملء انظارهم واسماعهم. مسألة عجيبة جدا والله. من باب عدم الفهم. افات قلبي وذنوب خفية. فتخلص من حواجز فهم القرآن. فحب الظهور ابو الجاه او المال او فناء الناس او صرف وجوههم اليك. كل هذا يحرمك من فهم القرآن وقطف معانيه قال الله تعالى في عقوبة اهل الكبر ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق قال سفيان ابن عيينة شيخ الاسلام في تفسيرها احرمهم فهم القرآن وعرض سفيان توري لسبب اخر من اسباب ضعف فهم القرآن. وهو قبول الهدايا من الحكام. فقال رحمه الله كنت اوتيت فهم القرآن فلما قبلت الصرة اي سرة المال سلبته. وصدق ذو النون المصري حين قال ابى الله الا ان يحرم قلوب البطالين مكنون حكمة القرآن. والرسالة هنا كلما كثرت الذنوب على القلوب ضعوف فهمها للقرآن. وكلما طهرت القلوب قوي فهم كتاب الله. ومن هنا قال عثمان الله عنه لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام ربنا. وهذا الشبع يشمل شبع القراءة وشبع الفهم والتدبر وما الطف ما استدل به بعض العلماء على هذا اذ استدلوا بقوله تعالى لا يمسه الا المطهرون مطهرون فقال قال ابو حامد الغزالي وكما ان ظاهر الجلد والورق محروسين عن بشرة اللامس الا اذا كان متطهرا فباطن معناه ايضا محجوب عن باطن القلب الا اذا كان متطهرا عن كل مستنيرا بنور التعظيم والتوقير. وكما لا يصلح لمسه لكل يد لا يصلح لنيل معانيه له قلب. الواجب السادس تدبر اياته. ما التدبر؟ ما معنى تدبر؟ قال الامام مصيبتي سيفك التدبر ان يشغل القارئ قلبه بالتفكر في معنى ما يتلفظ به. فيعرف معنى كل اية ويتأمل الاوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك. فان كان قصر عنه فيما مضى من عمره اعتذر واستغفر. واذا مر باية عذاب اشفق وتعوذ او تنزيه نزه وعظمه او دعاء تضرع وطلب. ان التدبر هو الغاية الاساسية من ايثار القرآن كتاب انزلناه اليك مبارك لماذا؟ ليدبروا اياته. وليتذكر اولوا الالباب ولاننا لا نتدبر القرآن فقد كثرت في رمضان الختمات. دون ان تتحسن فينا الاخلاق والمعاملات. ولذا جاء في القرآن التوبيخ العظيم لمن ترك تدبر القرآن. فقال عز وجل افلا يتدبرون القرآن ام على قلوبنا اقفالها ولو لم تكن الاقفال على القلوب لوجدوا القرآن زاجرا لهم عن كثير من ذنوبهم. انك بتدبرك لما تقرأ من القرآن تعرف مراد الله منك. وهذا اولى من تدبرك لتعليمات مجردك في العمل. تتلقاها للتنفيذ او اوامر الامير او الوزير التي تسارع دائما الى العمل بها. قال الحارث المحاسبي اذا كان كلام العالم اولى بالاستماع من كلام جاهل وكلام الوالدة الرؤوم احق بالاستماع من كلام غيرها. فالله اعلم العلماء وارحم الرحماء. فكلامه او كلام بالاستماع والتدبر والفهم. حين عرض التابعي الكوفي مسروق بن الاجدع لفضل سورة الواقعة فقال من سره ان ليعلم علم الاولين والاخرين وعلم الدنيا والاخرة فليقرأ سورة الواقعة. لماذا علق الامام الذهبي على هذا القول؟ قال معلقا على قول لمسروق هذا قاله مسروق على المبالغة لعظم ما في السورة من جمل امور الدارين. ومعنى قوله فليقرأ الواقعة اية بتدبر وتفكر وحضور ولا يكن كمثل الحمار يحمل اسفارا. وسيقول التدبر الصادق الى البكاء. وهذه نصيحة الامام النووي لك اثناء تلاوة القرآن. فاحرص على العمل بها خاصة ان شكوت يوما قسوة القلب وقحط العين. قال رحمه الله وطريقه في تحصيل البكاء. ان يتأمل ما يقرؤه من التهديد الوعيد الشديد والمواثيق والعهود. ثم يفكر في تقصيره فيها. فان لم يحضره عند ذلك حزن وبكاء فليبكي على فقد ذلك فانه من المصائب. ومن اسباب ضعف التدبر الاسراع بالتلاوة والحرص على الكم كيف والكثرة لا الجودة مما ادى لعدم حدوث التأثر المطلوب بالقرآن. هنا تشخيص دقيق قام به الحسن البصري حين قال متعجبا يا ابن ادم كيف يرق قلبك وانما همتك في اخر السورة. الوصية الذهبية هنا هل تمهل لا تتعجل. اعط قلبك الفرصة كي يتأمل. وما احوجك الى العمل بكلام سفيان ابن الينا انما ايات القرآن خزائن. فاذا دخلت خزانة فاجتهد الا تخرج منها حتى تعرف ما فيه من هنا نهى الصحابي الجليل الغلام المعلم عبدالله بن مسعود عن التعجل في قراءة لا تنثروه نثر الدقل. ولا تهزوه هذا الشعر. قفوا عند عجائبه. قال النووي واتفقوا على راحة الافراط في الاسراع ويسمى الهذ. قالوا وقراءة جزء بترتيل افضل من قراءة جزئين في قدر ذلك الزمان بلا ترتيل ولذا كان كثير من السلف الصالح يخصص ختمة تدبر غير ختمة تلاوة. فهذا ابن عطاء الزاهد العابد المتاله كما جاء عنه في سير اعلام ولاء كان له في كل يوم ختمة وبقي في ختمة مفردة بضع عشرة سنة يتفهم ويتدبر