ما حكمة ارسال الرسل سادسا الهدف السادس من ارسال الرسل. تقديم القدوة الحسنة الانبياء نبراس الهدى. ومصابيح الدجاج يقتدي بهم الخلق. ويتخذون من سيرتهم وحياتهم قدوة يسيرون على منوالهم حتى يبلغوا دار السلام. ويحط رحالهم في جنة رب الانام ومن لم يتخذ من الانبياء قدوات فسيتخذ من التافهين والفاسقين. ومن فاته الاستضاءة بانوار المرسلين فسيحترق بنار اعداء المرسلين. قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا وهذا ما وضحه شيخ الاسلام ابن تيمية. فقال وليست حاجة اهل الارض الى الرسول كحاجتهم الى الشمس والقمر والرياح والمطر. ولا كحاجة الانسان الى حياته ولا كحاجة العين الى ضوئها. والجسم الى الطعام والشراب بل اعظم من ذلك واشد حاجة من كل ما يقدر ويخطر بالبال. فالرسل وسائط بين الله وبين خلقه في امره ونهيه. وهم الشفراء بينه وبين عباده. نعم اضطرار عبادي للمرسلين لا يعادله اضطرار. وحاجتهم الى المبشرين والمنذرين لا تماثله حاجة. وللعلامة ابن القيم كلام نفيس يشبه كلام شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية. ولا عجب فكلاهما يصدر عن مشكاة واحدة. قال رحمه الله فانه لا سبيل الى السعادة والفلاح لا في الدنيا ولا في الاخرة الا على ايدي الرسل ولا سبيل الى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل الا من جهتهم. ولا رضا الله البتة الا على ايديهم. فالطيب من الاعمال والاقوال والاخلاق ليس الا هديهم وما جاءوا به فهم الميزان الراجح الذي على اقوالهم واعمالهم واخلاقهم توزن الاقوال والاخلاق والاعمال. وبمتابعة يتميز اهل الهدى من اهل الضلال. فالضرورة اليهم اعظم من ضرورة البدن الى روحه والعين الى نورها والروح الى حياتها. فاي ضرورة وحاجة فرضت فضرورة العبد وحاجته الى الرسل فوقها بكثير