ما الذي تفرد به الانبياء عن سائر البشر؟ السؤال الرابع ما الذي تفرد به الانبياء عن سائر البشر الانبياء والرسل تفردوا عن غيرهم من البشر بعدة امور. اولا واهمها الوحي. لماذا الوحي؟ الوحي يقتضي عدة امور يفارقون بها الناس. من ذلك مثلا تكريم الله لبعضهم. من ذلك اتصالهم ببعض الملائكة. من ذلك كاطلاع الله لهم على شيء من عالم الغيب. فمن ذلك الاحاديث التي اخبر الله بها عن الجنة. مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة. فاذا انا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ. فضربت بيدي الى ما يجري فيه الماء. فاذا مسك اصفر. قلت ما يا جبريل قال هذا الكوثر الذي اعطاك الله من ذلك حديث اخر دخلت الجنة. النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة. دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا؟ فقالوا حارثة ابن نعمان. كذلكم البر كذلكم البر وكان ابر الناس بامه. حديث ثالث دخلت الجنة فاذا انا بقصر من ذهب الذهب فقلت لمن هذا القصر؟ قالوا لشاب من قريش فظننت اني انا هو فقلت ومن هو؟ قالوا لعمر ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه. حديث رابع دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة فقلت لمن انت؟ قالت انا لزيد ابن حارثة والحديث الاخير دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها فاذا جعفر يطير مع الملائكة واذا حمزة متكئ على سرير مشاهد رآها النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة رأي العين فاخبر بها وليس هذا لاحد الا للنبي اطلاعه على النار. ففي الحديث وعرضت علي النار فجعلت اتأخر رهبة ان تغشاني فعلا تصاعدت السنتها امام النبي صلى الله عليه وسلم فاخذ يتأخر مخافة ان تناله. ورأيت امرأة حميرية طويلة تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها ولم تدعها تأكل من خشاش الارض ورأيت ابا تمامة عمرو بن مالك يجر قصبه في النار ومن ذلك انباء الغيب سماعه للمعذبين في قبورهم. فمن ذلك قوله لولا الا تدافنوا لدعوت الله عز وجل ان يسمعكم من عذاب القبر ما اسمعني وخرج النبي صلى الله عليه وسلم بعدما غربت الشمس يوما فسمع صوتا فقال يهود تعذب في قبولها وهذه معجزة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم. حيث كشف له احواله. فسماعه لهذا الصوت وكشف من عالم الغيب. كما كشفت له اشياء اخرى كثيرة. ومثل هذا لا ينكشف الا لنبيه. قال الله عز وجل عالم غير من الشهادة فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسوله ثانيا عصمة الانبياء. هذا مما يختص به الانبياء على غيرهم من سائر البشر. واتفق العلماء على عصمة الانبياء من تعمد الكبائر قبل الوحي وبعدها. وتنازعوا هل تقع منهم بعض الصغائر مع التوبة منها او لا تقع بحال. والصحيح عند الجمهور انه لا تقع الصغائر منهم عمدا بل سهوا وخطأ. لكن ما اية من عصمة الانبياء الغاية من عصمة الانبياء ان يكون الناس على يقين من دين الله. ولما كان الشرع لا يعرف الا عن طريق الانبياء كان لزاما ان يكونوا معصومين من الخطأ في تبليغ الوحي. قال شيخ الاسلام ابن تيمية فان اهل السنة متفقون على ان الانبياء معصومون فيما يبلغونه عن الله تعالى. وهذا هو مقصود الرسالة. ومن العصمة الا ينسوا شيئا مما اوحاه الله اليهم. وبذلك لا الوحي قال الله تعالى في القرآن سنقرئك فلا تنسى واما ما وقع منهم من اتيان بعض الصغائر او الاجتهادات الخاطئة انما هو لكي يثبت الله بشريته هم لنا ومع هذا فان الله عاتبهم على ذلك. عصمة الانبياء لا ثاني عصمتهم من الاعراض التي تعتري البشر كالخوف النسيان الغضب والامثلة على ذلك في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة. اولا خاف ابراهيم عليه السلام من ضيوفه ثانيا لم يصبر موسى عليه السلام على تصرفات العبد الصالح. ثالثا غضب موسى غضبا شديدا حين رأى قومه يعبدون بل اخذ برأس اخيه وهو نبي يجره اليه ويلقى الالواح وفي نسختها هدى ورحمة. عندما عاد الى قومه بعد ان تم ميقاته فوجدهم يعبدون العجل. واخيرا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عما وقع من نبي من الانبياء من غضب اذ قرصته نملة فامر بقرية النمل فاحرقت فعاتبه الله على ذلك. بل نسي النبي صلى الله عليه وسلم وصلى الظهر ركعتين وحين سئل انسيت ام قصر في الصلاة؟ قال لم انسى ولم تقصر وصرح النبي صلى الله عليه وسلم بطروء النسيان عليه كعادة البشر. فقال صلى الله عليه وسلم ولكني انما انا بشر انسى كما تنسون. فاذا نسيت فذكروني هذا بعد نسيانه في احدى الصلوات. قال ابن تيمية واعلم ان المنحرفين في مسألة العصمة على طرفي نقيض. كلاهما مخالف لكتاب الله من بعض الوجوه. قوم افرطوا في دعوى امتداع الذنوب حتى حرفوا نصوص القرآن المخبرة بما وقع منه من التوبة من الذنوب ومغفرة الله لهم ورفع درجاتهم بذلك وقوم افرطوا في ان ذكروا عنهم ما دل القرآن على برائتهم منه واضافوا اليهم ذنوبا وعيوبا ازاهم الله عنها. وهؤلاء مخالفون للقرآن وهؤلاء مخالفون للقرآن. ومن اتبع القرآن على ما هو عليه من غير تحريف كان من الامة الوسط. مهتديا الى الصراط المستقيم. صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين