ما الذي تفرد به النبي صلى الله عليه وسلم؟ عن سائر الانبياء. السؤال الخامس. ما الذي تفرد به النبي صلى الله عليه وسلم عن سائر الانبياء. قال النبي صلى الله عليه وسلم اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة الشهر. وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا. فايما رجل من امتي ادركته الصلاة. فقال لي يوصل عليه واحلت لي الغنائم ولن تحل لاحد قبلي. واعطيت الشفاعة. وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة وفي حديث ابن عباس قال لا اقولهن فخرا وبين في رواية احمد عن عمرو بن شعيب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا في غزوة تبوك وهي اخر غزوات النبي صلى الله وعليه وسلم. قال القرطبي وقوله في حديث جابر اعطيت خمسا لم يعطهن احد قبلي وفي حديث ابي هريرة ستا وفي حديث حذيفة ثلاثا لا يظن الباحث ان فيه تعوضا وانما يظن هذا ان توهم ان ذكر الاعداد يدل على الحصر. وانها لها دليل خطاب وكل ذلك باطل. فان القائل عندي خمسة دنانير مثلا لا يدل هذا اللفظ على انه ليس عنده غيرها. ويجوز له ان يقول تارة اخرى عندي عشرون. وتارة اخرى عندي ثلاثون فان من عنده ثلاثون صدقة عليه ان عنده عشرين وعشرة. فلا تناقضا ولا ويجوز ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اعلم في وقت بالثلاث وفي وقت بالخمس وفي وقت بالست والله سبحانه وتعالى اعلم. والى التفصيل. الاول نصرت بالرعب مسيرة شهر وزن الامام احمد من حديث ابي امامة رضي الله عنه يقذف في قلوب اعدائي اي الرعب. الحافظ ابن حجر شرح هذا فقط اختصاصه به مطلقا وانما جعل الغاية شهرا لانه لم يكن بين يديه وبين اعدائه اكثر منه. وهذه الخصوصية حاصلة في الاطلاق حتى لو كان وحده بلا عسكر لكن هل هي حاصلة لامته من بعده في قال له المزية الثانية وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا فايما رجل من امتي ادركته الصلاة فليصلي. قال من قبله؟ انما ابيحت لهم الصلوات في اماكن مخصوصة كالبيع والصوامع. وتؤيده رواية عمرو بن شعيب لفظ وكان من قبلي انما كانوا يصلون في كنائسهم. ويؤيده ايضا ما اخرجه البزار من حديث ابن عباس وفيه ولم يكن احد من الانبياء يصلي حتى يبلغ محرابه. وتفسير هذا الحديث في صحيح مسلم ولفظه. جعلت لنا الارض كلها مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا اذا لم نجد الماء وفي رواية ابي امامة عند البيهقي فايما رجل من امتي اتى الصلاة فلم يجد ماء وجد الارض طهورا ومسجدا وفي مسند احمد فعنده مسجده وعنده طهوره الثالث واحلت لي الغنائم ولم تحل لاحد قبلي كان وقبلنا اذا غنموا شيئا لم يحل لهم ان يأكلوه وجاءت النار فاحرقته. يدل على هذا ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا نبي فجمعوا ما غنموا فاقبلت النار لتأكله فابت ان تطعمه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيكم غلول. نبي هذه الامة. فيكم غلول. فاخرج مثل رأس بقرة فوضعوه في المال واقبلت النار فاكلته فلم تحل الغنائم لاحد ممن قبلنا ذلك بان الله تعالى رأى ضعفنا وعجزنا لنا الرابع واعطيت الشفاعة ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم ان الله يعطيه يوم القيامة مقام الوسيلة وهو المقام المحمود. قال صلى الله عليه وسلم فاذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي ثم سلوا الله لي الوسيلة. فانها منزلة في التي لا ينبغي ان تكون الا لعبد صالح. وارجو ان اكون انا هو فالوسيلة حق له صلوات الله وسلامه عليه من ربه. وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم والمراد بالشفاعة هنا الشفاعة العظمى في راحة الناس من هول الموقف. الناس يقفون في الموقف لا يبدأ حسابهم الا بعد شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وقبول الله لها. وقد وقع في حديث ابن عباس واعطيت الشفاعة فاخرتها لامتي فهي لمن لا يشرك بالله شيئا وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال هو المقام الذي اشفع فيه لامتي وقال ابن عباس عن هذا المقام مقاما يحمدك فيه الاولون والاخرون. وتشرف فيه على جميع الخلق تسأل فتعطى وتشفع فتشفع ليس احد الا تحت لوائك الخامسة وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة وفي لفظ اخر وبعثت الى الاحمر والاسود اي الى العرب والعجم. لان الغالب على الوان العجم الحمرة والبياض. وعلى الوان العرب وشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم نسخت كل شريعة قبلها. وقد كان يجتمع في العصر الواحد النبيان ثلاثة يدعوك كل واحد منهم الى شريعة تخصه. ولا يدعو غيره من الانبياء اليها. ولا ينسخها بخلاف نبيه صلى الله عليه وسلم فانه دعا الكل ونسخه وشريعته هي الباقية الى يوم القيامة. السادس اخو النبي ومما تفرد به النبي صلى الله عليه وسلم الميثاق الذي اخذه الله من النبيين للايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى قال اقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقرع الان قال ابن عباس ما بعث الله نبيا الا اخذ عليه الميثاق. ما هذا الميثاق؟ هذا الميثاق ان بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه. وهذه الاية منقبة لنبينا صلى الله عليه وسلم لان الانبياء رؤوس الناس والذي اخذه الله منهم هو متى ظهر النبي صلى الله عليه وسلم في زمانهم وجب عليهم ان يتبعوه واذا كان هذا الحكم الانبياء فاممهم اولى بذلك واحرى. والاصر بمعنى العهد. قالوا اقررنا قال فاشهد وانا معكم من الشاهدين وفي الحديث لو كان موسى حيا بين اظهركم ما حل له الا ان يتبعني وزادها البعض الى اكثر من ذلك. اي خصال النبي صلى الله عليه وسلم التي تميز بها عن غيره من الانبياء منهم من جعلها اقل من ذلك. ومنهم الزين العراقي. حيث قال ويحصل بما في مجموع الاخبار احدى عشرة ده خصلة وهي اعطاؤه جوامع الكلم ونصرته بالرعب واحلال الغنائم وجعل الارض ظهورا ومسجدا وارساله الى الكافة وختم الانبياء به وجعل صفوف امته كصفوف الملائكة واعطاؤه الشفاعة وتسميته احمد وجعل امته خير الامم وايتاءه خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش