ما حكمة ارسال الرسل السؤال السادس. ما حكمة ارسال الرسل؟ اولا معرفة الله. حكمة ارسال الرسل اولا معرفة الله على الاجمال. ثانيا تعلم حقيقة العبادة. ثالثا اطلاع الخلق على بعض الغيب. رابعا سعادة. خامسا اقامة الحجة. سادسا تقديم القدوة الحسنة. ستة اهداف ابدأ بالاول معرفة الله. معرفة الله معرفة اسمائه وصفاته. واذا لم يعرف الناس هذه الاسماء والصفات الربانية عن طريق الرسل. فمن اين سيعرفونها؟ وكيف يعبد الناس من لا يعرفهم؟ ولن الا عن طريقه وجعل الله طريق معرفته انبياءه ورسله. ثانيا تعلم حقيقة العبادة. الغاية العظمى التي خلق الله الناس من اجلها هي عبادته. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولا يستطيع عبد ان يعرف حقيقة العبادة من فعل ما يحب الله وترك ما يكره الله ولا تفاصيل الحلال والحرام الا عن طريق الرسل. فلولا الانبياء ما عرفنا كيف نعبد الله تعالى. ولا كيف نتقرب منه. ولا ما يحبه ولا لا يكرهوه. ثالثا اطلاع الخلق على بعض الغيب. الناس لا يدركون بعقولهم القاصرة كثيرا من الغيبيات بل كل الغيبيات. كمعرفة الانبياء السابقين. ومعرفة الملائكة والجن الشياطين ومعالم القيامة كالصراط والحوض والقنطرة وغيرها. ثم الجنة والنار. لذا فحاجتهم الى من حقائق الغد ويطلعهم على مشاهد الدار الاخرة لا مفر منها. فلو لم يبعث الله الرسل لما عرفنا هذه الغيبيات ولما امنوا الا بما تحيط به وتدركه حواسهم. عالم الغيب لم يطلع الله عليه الا من ارتضى من رشده. فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والنار رأي العين. ثم اوحى الله اليه ان يخبر امته بما رأى ليكون هذا ابلغ في دعوتهم وارجى الى اجابتهم فليس من رآك من سمع. واشار ابن تيمية الى ان هذه الاصول الثلاثة عليها مدار الخلق والامر والسعادة والفلاح موقوفة عليها. ولا سبيل الى معرفتها الا من جهة الرسل فان العقل لا يهتدي الى تفاصيلها ومعرفة حقائقها. وان كان قد يدرك وجه الضرورة اليها. من حيث الجملة الذي يذيك وجه الحاجة الى الطب ومن يداويه. ولا يهتدي الى تفاصيل المرض وتنزيل الدواء عليه. رابعا السعادة كل العصاة والمنحرفين ظلوا في متاهات الشقاوة. والله لو ترك الناس هملا بلا انذار او تخويف لاعترفوا من اللذات وما وصلوا مع ذلك الى راحة القلب والمسرات. فمن رحمته جل وعلا بالناس قد من عليهم بان بعث فيهم رسلا يرشدونهم الى سر سعادتهم في الدنيا والاخرة. والا عانوا ضنك العيش اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا قال ابن كثير في تفسيرها معيشة ضنكا اي في الدنيا. فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره. بل صدره ضيق حرج لضلاله. وان تنعم ظاهره ولبس ما شاء واكل ما شاء وسكن حيث شاء فان قلبه ما لم يخلص الى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك. فلا يزال في ريبة يتردد. فهذا من بنك المال عيشة. خامسا اقامة الحجة. ارسل الله الرسل وانزل الكتب كي لا يكون للناس حجة يوم القيامة. قال الله عز وجل في حكمة ارسال الرسل رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل نعم اراد الله ان يخضع بالرسل احتجاج من يقول لو بعث الله الي رسولا لامنت به. في الحديث وليس احد احب اليه العذر من الله لكن كيف يكون لمن له الى الله في كل نفس حاجة؟ كيف يكون له على الله بحجة صحيح لكن الله هنا خاطب الناس بحسب عقولهم. وتلطف في دعوتهم وابلاغهم اللطف ومن رحمته بعباده انه لم يدعهم بعقولهم ليتعرفوا بها عليه. الامد هذه العقول بانوار رسل الله والنبيين. ما قيمة العقل ودوره مع الرسالة؟ افاد صاحب الظلال ما رخصوه لو كان الله سبحانه وهو اعلم بالانسان وطاقاته كلها. لو كان يعلم ان العقل البشري الذي وهبه للانسان كاف لبلوغ الهداية لوكله الى هذا العقل وحده. ولما ارسل اليه الرسل ولما جعل حجته على عباده ارسال رسوله اليهم. لكن لما علم الله سبحانه ان عقل الانسان اداة قاصرة بذاتها عن الوصول الى الهدى شاءت حكمته رحمته ان يبعث للناس الرسل ودور العقل هنا ان يتلقى عن الرسالة ويفهم ما يتلقاه عن الرسول ومهمة الرسول ان يبلغ ويبين وينبه العقل الانساني الى تدبر دلائل الوحي ومحيات الايمان في والافاق ويرسم له المنهج الصحيح. وليس دور العقل ان يكون حاكما على الدين ومقرراته من حيث الصحة الله والقبول او الرفض بعد ان يتأكد من صحة صدورها عن الله. فهو اذا ملزم بقبول مقررات الدين متى بلغت اليه عن طريق صحيح. ان العقل ليس الها ليحاكم بمقرراته الخاصة ما قرره الله فالحق ما قاله سبحانه. وليس للعقل ان يقول ولكنني ارى المصلحة في كذا وكذا مما يخالف امر الله فما يراه العقل مصلحة يحتمل الخطأ والصواب. وتدفع اليه الشهوات والنزوات. واما ما يقرر الله سبحانه فلا يحتمل الا الصحة والصلاح. ثم ختم الله الاية ببيان الصفات الالهية المتجلية على عباده في هذا المقام. فاخبر انه سبحانه عزيز لا يغلبه شيء. ولا لاحد عليه. ولو شاء لاخذ الناس بغير اقامة الحجة عليهم ولعذبهم دون ان يبعث فيهم رسله مبشرين منذرين اذ ليس لاحد ان يراجع الله ولا ان يعترض على ما يريد. لكنه مع هذه العزة الغالبة حكيم لا يفعل الا ما تقضي به حكمته. ومن علامات حكمته. قطع حجة الناس بارسال الرسل كان الله عزيزا حكيم فمن كفر بالله وحاد عن طريقه فليس ذلك عن نقص حجة وبيان بل بسبب العناد واتباع الهوى والشيطان. فاذا الكافر بكفره. فذلك هو الحكم الذي حكم به الكافر على نفسه. فلا عذر لمعتذر ولا حجة. ولو لم يرسل الله الى الناس الرسل لجاءوا يوم القيامة يخاصمون الله عز وجل ويقولون كيف تعذبنا وتدخلنا النار وانت لم ترسل الينا من يبلغنا الرسالة. كما قال تعالى ولو انا اهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لو ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك من قبل ان نذل ونقز علم الله طبيعة ما خلق. وبانهم سيجادلون في هذا حتى يوم القيامة. عندما يجمع الله الاولين والاخرين اخريف ويأتي الله بكل امة برسولها ليشهد عليها بانه بلغها رسالة ربه. واقام عليها الحجة فتظهر ارى خصال الجدال ومحاولات التخلص من العذاب ولو بالكذب والبهتان. قال النبي صلى الله عليه وسلم يجيء نوح وامته فيقول الله هل بلغت؟ فيقول نعم اي رب. فيقول لامته هل بلغكم يقولون لا ما جاء لنا من نبي. فيقول لنوح من يشهد لك فيقول محمد وامته وهو قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس والوسط العدل فيدعون فيشهدون له بالبلاغ. ثم اشهد عليكم