ما علامة حبنا له؟ ايثاره على ما سواه اربعة ايثاره على ما سواه. من علامات المحب ان يؤثر محبوبه على نفسه. وقد جعل الله نبيه احق الخلق ان يؤثر على غيره. ما الدليل؟ الله تعالى في سورة الاحزاب النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم شديدة من انفسنا هذه الاية اخبار عن المكانة التي جعلها الله لنبيه بين المؤمنين. وهي ايضا اخبار عن الحال والشعور الذي يجب ان يشعره المسلمون تجاه النبي صلى الله عليه وسلم. هو اولى بهم من انفسهم ان كانوا مؤمنين حقا. ولا يكون هذا الايمان تام الا اذا كان النبي احب اليه من انفسه. ابن القيم بين ان هذه الاية تتضمن امرين. الاول ان يكون احب الى عبدي من نفسه لان الاولوية اصلها الحب. ونفس العبد احب اليه من غيره. ومع هذا يجب ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اولى به منه واحب اليه منها فبذلك يحصر له اسم الايمان. الثاني الا يكون للعبد حكم اصلا عليه نفسي بل الحكم على نفسه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم يحكم عليها حكما اعظم من حكم السيد على عبده او الوالد على ولده فليس له في نفسه تصرف قتل الا ما تصرف فيه الرسول الذي هو اولى به من نفسه. لاحظ ان ربنا هنا هؤلاء الناس بالمؤمنين يعني كل واحد النبي صلى الله عليه وسلم ليس اولى به من نفسه يجب ان يراجع ايمانه. المؤمن وحده راحة نبيه مقدمة على راحته. سلامة نبيه مقدمة على سلامته. اذا انت كنت دايما حريص على ان تحمي نفسك نفسك من الاضرار من الاذى من اي خدش. فالنبي صلى الله عليه وسلم اولى بهذه الحماية. والا ففي ايمانك نقص وشك او خشم سمه ما تشاء. هذا معنى هذه الاية. الامام الشوكاني بيقول في تفسير الاية اي هو احق بهم في كل نور الدين والدنيا. واولى بهم من انفسهم فضلا عن ان يكون اولى بهم من غيره. فيجب عليهم ان يؤثروه بما اراده من اموالهم وان كانوا محتاجين اليها. ويجب عليهم ان يحبوه زيادة على حبهم انفسهم. ويجب عليهم ان يقدموا حكمه عليهم على حكم بهم لانفسهم وبالجملة. فاذا دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم لشيء ودعتهم انفسهم الى غيره وجب عليهم ان يقدموا ما دعاهم ويؤخر ما دعتهم انفسهم اليه ويجب عليهم ان يطيعوه فوق طاعتهم لانفسهم ويقدموا طاعته على ما تميلب اليه انفسهم وتطلبه خواطرهم. محتاجين نصدق مع نفسنا نصدق كما صدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما اخذ النبي يده فقال له عمر يا رسول الله انت احب الي من كل شيء الا من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا والذي نفسي بيده حتى اكون احب اليك من نفسك قال له عمر فانه الان والله لانت احب الي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم الان ايه معنى الكلام؟ معنى الكلام ان حب الانسان لنفسه طبع وحبه لغيره اختيار لتوسط الاسباب وانما اراد النبي صلى الله عليه وسلم حب الاختيار. يعني لو خيرت بين محبة النبي ومحبة نفسك تختار محبة النبي صلى الله عليه وسلم. اذ لا سبيل الى باتباع وتغييرها عما جبلت عليه. فعلى هذا فجواب عمر اولا كان بحسب الطبع. ثم تأمل فعرف بالاستدلال ان النبي صلى الله عليه وسلم احب اليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والاخرى. فاخبر بما اقتضاه الاختيار وقف وقف مع نفسه وقفة وراجع نفسه وعرف ان النبي صلى الله عليه وسلم هو سبب النجاة. لو لم يكن رسول الله موجودا لهلك جميعا ولا ما وصلنا اليها اي خير. هو الذي اخرجنا من الظلمات الى النور وهو سبب السعادة الابدية في الجنة ولهذا يجب ان يحب اكثر من اي شيء اخر. تخطير كلام النبي في الحديث ايه؟ يعني لا تصدق في حبي يا عمر حتى فتؤثر رضاي على هواك. وعشان كده امتثل عمر بن الخطاب لهذه الوصية. اسمعوا الموقف اللي حصل معي. موقف عجيب. سيدنا عمر فرض يوما للنهي عبدالله ثلاثة الاف. ولاسامة بن زيد في ثلاثة الاف وخمسمئة. عبدالله بن عمر قال لابيه عمر بن الخطاب لم فضلت اسامة؟ فوالله ما سبقني الى مشهد. خدوا بالكم. التفضيل مش تفضيل على اساس المحبة والبغض والكره والاستلطاف والاستزراف. لأ. تفضيل الذي فعله عمر بن الخطاب والذي كان يفعله الصحابة انه يقدم اهل الفضل. هو بيقول له ما سبقني الى مشهد. يبقى هو عارف ان سيدنا عمر السابق الى المشاهد يعني الى الغزوات اي الى القتال مع النبي صلى الله عليه وسلم. بس هو ما لم يسبقني في اي مشهد فلما فضلته علي بالمال فقال عمر لان زيدا كان احب الى رسول الله من ابيك. واسامة احب اليه منك فاثرت حب رسول الله على حبه. خلاص. انت المقصود بقى ان انت بالحديث دوت ان تنعش عبادة التفكر في قلبك لازم تقارن بين النفع الذي اصابك. عن طريق مديرك عن طريق والدك عن طريق والدتك عن طريق اي حد ممن تحب والنفع الذي اصابك من النبي صلى الله عليه وسلم. عشان تتوصل الى قناعة الى ان انتفاعك من النبي صلى الله عليه وسلم اعظم من كل وجوه الانتفاع الصادرة من غيره ولهذا يجب ان يكون حظه من المحبة اعظم نصيب. ويجب عليك ان تقدم الدليل العملي على اثبات صدق هذه المحبة. والحقيقة انه نفوس العباد بتتأرجح بين محبة النبي واذا لمحبة النفس. اذا رجحت كافة محبة النفس على محبة النبي فهذه النفس امارة بالسوء. اذا رجحت كفة محبة النبي فهذه علامة النفس المطمئنة. هذا هو الذي قرره الامام ملوي قال في الحديث فيه تلميح الى قضية النفس الامارة والمطمئنة. فان من رجح جانب المطمئنة كان حبه للنبي الله يسلم راجحا ومن رجح جانب النفس الامارة كان حكمه بالعكس. زن نفسك واعلم قدرك ومكانك عند الله