الفصل الرابع رد الشبهات واحد ربط الصلاة بفعل طاعة او ترك معصية لما اكون كويس هصلي ولما ابطل سجاير هصلي ولما اقطع علاقتي بالبنات هصلي هذا رجل ربط الصلاة بترك معصية فلا هو يترك المعصية ولا هو يفعل الطاعة والحل ان تعلم اتفاق العلماء على ان العبد اذا تاب من بعض الذنوب مع اصراره على اخرى قبلت توبته مما تاب منه وسر المسألة ان التوبة تتبعض كالمعصية. فيكون العبد تائبا من وجه دون وجه الصلاة لا يجب ان تتعلق بمستوى ايمانك الذي يزيد وينقص. بل يجب ان ترتبط بكونك مسلما اي مستسلما لامر الله. وتتعلق بخيط العلاقة مع رب البرية وهي علاقة اكبر من ان يقطعها الشيطان. الصلاة ممحاة الذنوب فان رميت بالممحاة فكيف تنتظر محو الذنوب واخر يخدعه الشيطان فيقول جلوسي في مجالس الحرام ثم انتقالي لمجالس الصالحين هو لون من الوان النفاق. واني شخص ذو وجهين والرد عليه جلوسك مع الصالحين سبب تنزل الرحمة. فالرحمة تتنزل على مجالس الذكر وحلق الصالحين. هم القوم لا يشقى جليسهم. وفي هذه العبارة النبوية مبالغة في نفي الشقاء عن جليس الذاكرين. فلو قيل لسعد بهم جليسهم لكان ذلك في غاية الفضل. لكن التصريح بنفي ابلغ من هو اقوى. اثنان سوف سوف سوف. التسويف من اسلحة ابليس الفتاكة يغريك به ليوردك المهالك فينزل بك الموت وانت على هذه الحال من ترك الصلاة والتهاون في اوامر الله واعلم ان التسويف اقصر سكة الى تراكم الذنوب. وتراكم الذنوب يؤدي لصعوبة التوبة. واذا تراكمت الذنوب اثقلت القلب واحتار حيرة شديدة بايها يبدأ مما يؤدي الى استثقال التوبة وتأخيرها قال ابن الجوزي يجب على من لا يدري متى يبغته الموت ان يكون مستعدا ولا يغتر بالشباب والصحة فان اقل من يموت الاشياخ واكثر من يموت الشبان. ولهذا يندر من يكبر وقد انشدوا يعمر واحد فيغر قوما. وينسى من يموت من الشباب ومن الاغترار طول الامل وما من افة اعظم منه فانه لولا طول الامل ما وقع وغالبا ما يموت المسوف قبل ان يحقق ما تمناه. وذلك لان ارادته ضعفت بسبب كثرة تسويفه. بينما شيطانه قوي عليه بتأخيره. قال ابو حامد الغزالي وما مثال المسوف الا مثاله من احتاج الى قلع شجرة فرآها قوية لا تنقلع الا بمشقة شديدة. فقال اؤخرها ثم اعود اليها وهو يعلم ان الشجرة كلما بقيت ازداد رسوخها. وهو كلما طال عمره ازداد ضعفه. فلا حماقة في الدنيا اعظم من حماقته اذا عجز مع قوته عن مقاومة ضعيف فاخذ ينتظر الغلبة عليه فضعف هو في نفسه وقوي الضعيف ثلاثة مش هصلي وقت الشدة عشان ما اكونش منافق. مش هصلي لما اكون في امتحانات مش هصلي لما اقع في مشكلة مش عاوز اكون منافق لا يلجأ الى الله في الشدة ولا يلجأ اليه عند الرخاء. فاختار ان يكون اعمى بدلا من ان يكون اعور. وقرر ان يغلق الابواب كلها بدلا من ان يكون له باب واحد مفتوح نحو السماء. لا الشدة الى الله قربته. ولا النعمة استدعته. ومعلوم ان من فوائد الشدة انها تقرب من الله لان اغلاق ابواب الخلق في وجهك يجعلك تقف على باب الله. والتضييق عليك يدفعك لالتماس الفرج من الله اربعة عندما اكبر واتفرغ تجد شابا فتيا فتأمره بالصلاة فيعتذر لك بصغر سنه. وان اباه لم يصلي الا في سن متقدمة. ويمني نفسه بانه اذا كبر صلى اخر يقول ساصلي اذا تزوجت. يرد الشيخ عبدالفتاح ابو غدة على هذه الشبهة فيقول كلما كبرت سنك كبرت مسؤولياتك وزادت علاقاتك وضاقت اوقاتك ونقصت طاقاتك. فالوقت في الكبر اضيق والجسم فيه اضعف والصحة فيه اقل والنشاط فيه ادنى. والواجبات والشواغل فيه اكثر واشد. فبادر ساعات العمر وهي سانحة. ولا تتعلق بالغائب فكل ظرف مملوء بشواغله واعماله ومفاجآته خمسة التعلل بسوء احوال المصلين. فلان يصلي لكنه مرتش وفلانة تصلي لكن تؤذي جيرانها. وجارنا يصلي لكنه كلوا اموال الناس بالباطل. واما انا فقد نجاني الله من كل هذا. مع اني لا اصلي. وهذا منطق عجيب. ان اترك الصلاة لان هناك مصليا سارقة او اترك الحجاب لان هناك امرأة سيئة السلوك ترتدي الحجاب. ومثل هذا الرجل من يلوم العنب لان الخمر تصنع منه ولا ذنب للعنب ستظل الازدواجية موجودة على مر الزمان ومخالفة بعض الظاهر للباطن وهي موجودة في كل واحد منا ولكننا نرى الشعرة في عين غيرنا ولا نرى جذع الشجرة في عيوننا ستة الصلاة مظهر والاهم الجوهر القلب هو الذي يوجه الجوارح وهو القائد لها. فان كان سليما صلحت معه الجوارح كلها وينشأ عن ذلك المواظبة على الطاعات واجتناب المحرمات. وان كان القلب فاسدا استولى عليه اتباع الهوى. وفسدت حركات الجوارح كلها الى المعاصي والشبهات ولهذا يقال القلب ملك الاعضاء. والاعضاء جنود له كما هو مفهوم من الحديث. الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت ضحى الجسد كله الا وهي القلب فبالتالي يمكن الاستدلال على صلاح القلب من صلاح الظاهر. ولو رأينا احد الرجال يتشبه بالنساء ويقول قلبي سليم قلنا له لا. بل هناك مرض كن في قلبك ويدل عليه تشبهك بالنساء. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء. وكذلك في المتشبهات بالرجال رأى سعيد بن المسيب رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه. هذا انسان غير خاشع وظاهره يفضحه كذلك ترك الصلاة مظهر لسوء الباطن سبعة تلبيس ابليس هذه شبهات ابليسية يستهدفك الشيطان بها مع بداية انتظامك في الصلاة الله لا يحبك ولذلك لن تستمر في الصلاة. انت تصلي بلا احساس ولا روح. لذا لن يقبل الله صلاتك فاتتك صلوات بالامس فلا فائدة من تكرار المحاولة اليوم وغيرها من الشبهات الشيطانية. وهذا امر متوقع من عدوك اللدود. ولكن الغريب بحق هو استسلامك لمحاولاته واصغاؤك لوسواسه