الرزاق اولا معنى اسم الله الرزاق. قد ورد اسم الرزاق في القرآن مرة واحدة في قوله تبارك وتعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. لكنه ورد بصيغة التفضيل خير الرازقين وخمس مرات ووردت مادة رزق اكثر من مائة مرة قال الراغب في المفردات الرزق يقال للعطاء الجاري تارة دنيويا كان ام اخرويا. وللنصيب تارة ولما يصل الى الجوف به تارة يقال اعطى السلطان رزق الجند ورزقت علما. والراسق يقال لخالق الرزق ومعطيه. والمسبب له. وهو الله تعالى ويقال للانسان الذي يصير سببا في وصول الرزق. والرزاق لا يقال الا لله تعالى. والرزق رزقان وخاص فالرزق العام هو رزق الابدان. وهذا متاح لجميع الخلق. فسهل الله لهم الارزاق التي تقوم بها حياتهم. وهو حزب عام للبر والفاجر والمسلم والكافر بل للادميين وغيرهم من الجن والملائكة والحيوانات والخلائق كلها. ويطلق عليه رؤية الارزاق وهو رزق عام كذلك من وجه اخر. باعتبار احوال المكلفين تجاه الحلال والحرام. فقد يكون رزقا حلالا لا التبعة على العبد فيه وقد يكون رزقا حراما يعاقب عليه. وكلاهما سماه الله رزقا. فيقال رزقه الله سواء رزق من حلال او من حرام الرزق الخاص وهو رزق القلوب بكنوز الايمان وثروات الطاعة البدنية والقلبية. فان القلوب في غاية الافتقار اليهما. وهذا الرزق لا ينال الا الابرار وان كانوا افقر الناس مالا وارقهم حالا ونستطيع ان نطلق على هذا الرزق رؤية الرزاق في الارزاق فينبغي للعبد اذا دعا ربه في حصول الرزق ان يستحضر بقلبه هذين الرزقين ومن هنا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الكفر والفقر. فالكفر ذهاب رزق الدين وهو الاخطر. والفقر ضياع رزق الدنيا ثانيا لماذا الله خير الرازقين؟ عشرة اسباب لكن لماذا سمى الله نفسه خير الرازقين؟ لان الله سبحانه خير من رزق وافضل من اعطى. ولان رزق الله باعتباره للعبد وشدة احتياج العبد له هو خير الارزاق على الاطلاق. ولان الله يرزق من امن به وعبده. ومن كفر به وجحده ويعطي لمن سأله ومن لم يسأل ولان خير الرازقين هو من ينفق من خزائن لا تفنى بل ولا ينقص منها شيء مهما انفق منها. ولان خير الرازقين من يخرج الرزق من العدم. واما غيره فما هم الا وسطاء في توصيل رزقه. وانما اطلق عليهم رازقين على سبيل المجاز. ولان ان خير الرازقين يعطي عطاء لا يدخله عد ولا يحويه حد. ولان خير الرازقين يعلم ما يصلح كل عبد من رزق وما يفسده فيعطيه ما يعلم انه يناسبه. ولان خير الرازقين يسخط ومع ذلك لا يقطع رزقه. واما المخلوق فاذا سخط قطع رزقه ولان خير الرازقين يرزق الخلق باصول الرزق من تربة وماء وهواء وبذور وهم يسخرونها زراعة وحرثا تصنيع لتخرج اليك الاطعمة والالات التي تنتفع بها. ولو حرم الله الخلق من اصول رزقه لما وصل اليهم من ارزاقهم شيء ولان خير الرازقين لا يؤخر رزقه عن وقت الحاجة ولا ينغصه عليك بطلب المقابل ثالثا خمسة مواضع في القرآن فيها خير الرازقين الاية الاولى ادعوني به. وفيها توجيه الى التوسل الى الله والدعاء بهذا الوصف. خير الرازقين. قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون نورنا عيدا لاولنا واخرنا واية منك وارزقنا وانت خير لما علم عيسى صحة قصد الحواريين وانهم لا يسألونه تعجيزا ولا تجربة. دعا الله بهذا الدعاء فنادى ربه مرتين. مرة وصف الالوهية اللهم ومرة بوصف الربوبية الدال على الملك وحسن التدبير والاحسان. ربنا وقد ختم عيسى دعاءه بالتوسل الى باسم من اسمائه وصفة من صفاته وهي خير الرازقين. اظهارا منه لغاية التضرع ومبالغة في الرجاء واستدعاء الرزق. وحتى يكون دعاؤه ارجى للقبول والاجابة. ولاحظ ان الحواريين قدموا هنا بشريتهم على ايمانهم فطلبوا من المائدة الاكل والطعام. نريد ان نأكل منها وتطمئن قلوبنا. اما عيسى ابن مريم بصفاء قلبه وعلو همته فقد اخر طلبة الطعام عن المطالب الايمانية فقال اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا واية منك وارزقنا وانت خير الرازقين. فوصف عيسى عليه السلام فوائد هذه المائدة بقوله تكون كان عيدا لاولنا واخرنا اي عيدا خاصا بنا معشر المؤمنين دون غيرنا. لاول من امن منا واخر من امن. واية منك اي علامة من على صدق نبوتي ودعوتي ليهتدي الناس ويؤمنوا وارزقنا وانت خير الرازقين فكل عطاء من سواك لا يغني ولا يشبع جاء عيسى عليه السلام بهذه الكلمة العامة التي يدخل فيها الاكل وتتسع لغيره. لان الرزق يشمل رزقا المادي والمعنوي. قال فخر في اداب الدعاء الذي رفعه عيسى عليه السلام الى ربه. ثم ان عيسى لشدة صفاء دينه لما ذكر رزق انتقل الى الرازق بقوله وارزقنا ولم يقف عليه بل انتقل من الرزق الى الرازق فقال وانت خير الرازقين. فقوله ربنا ابتداء منه بذكر حق وقوله انزل علينا انتقال من الذات الى الصفات. وقوله تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا. اشارة من ابتهاج الروح بالنعمة لا من حيث انها نعمة بل من حيث انها صادرة من المنعم وقوله واية منك اشارة الى كون هذه المائدة دليلا لاصحاب النظر الايماني والاستدلال. وقوله ارزقنا اشارة الى حصة النفس. ثم قال الامام الرازي فانظر كيف ابتدأ بالاشرف فالاشرف نازلا الى الاردون فالادون. ثم قال انت خير الرازقين. وهو عروج مرة اخرى من الخلق الى الخالق. ومن غير الله الى الله الاية الثانية اطمئنوا. طمأن الله بها من هاجر في سبيل الله بان ارزاقهم لن تنقص. لان الله خير الرازقين. فقال والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا او ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا اه وان الله لهو خير الرازقين. فهو سبحانه يرزق الخلق عامة البر ومنهم والفاجر فكيف بمن هاجر اليه وضحى من اجله وفي سبيله. لما امر الصحابة بالهجرة قال بعضهم كيف نقدم بلدة ليس لنا فيها معيشة ورزق فنزلت الاية دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم. وهي طمأنة لقلوب المدعوين الى الهجرة او الذين بالفعل وانقطعت موارد رزقهم. فاعلمهم سبحانه انه الذي يرزق الدواب في البر والطيور في الجو. وتكفل بارزاق الخلق وما سعيهم في وجوه الارض الا مجرد اسباب موصلة الى ما قدره الله منذ الازل لهم من رزق. ولن ينال احد مهما جد وسع غيره وما قدر له واياكم فبدأ الله بذكر الدواب وقدمها على الانسان المكرم. مع انه هو الاصل. لماذا؟ لاننا نتوهم بقصورنا البشرية ان هذه الدواب لن تستطيع تدبير رزقها. فلفت القرآن انظارنا الى ان الله يرزقها قبلنا. ولذا قدمها علينا معنى كما يرزق الله هذه الدواب التي لا حيلة لها في تحصيل رزقها. فكذلك ترزقون يا معشر المهاجرين. وان بدا لكم انقطاع واسباب عيشكم واقرب مثل لهذا ما ذكره ابن كثير في التفسير. وقد ذكروا ان الغراب اذا فقس عن فراخه البيض خرجوا وهم فاذا رآهم ابواهم كذلك نفر عنهم اياما حتى يسود الريش. فيظل الفرق فاتحا فهو يتفقد ابويه. فيقيد الله تعالى على تيرا صغارا كالبرغش فيغشاه فيتقوت به تلك الايام حتى يسوى داريسه. والابوان يتفقدانه كل وقت. فكلما رأى ابيض الريش نفر عنه. فاذا رأوه قد اسود ريشه عطف عليه بالحضانة والرزق رزقك من اين؟ اورد القرطبي في تفسيره قيل لبعضهم من اين تأكل؟ فقال الذي خلق الرحى يأتيها بالطحين والذي سبق فاشداقه وخالق الارزاق. وقيل لابي اسيد من اين تأكل؟ فقال سبحان الله والله اكبر. ان الله يرزق الكلب. افلا يرزق وابا اسيد وقيل لحاتم الاصم من اين تأكل؟ فقال من عند الله. فقيل له الله ينزل لك دنانير ودراهم من فقال كانما له الا السماء. يا هذا الارض له والسماء له. فان لم يؤتيني رزقي من السماء ساقه لي من الارض ثم انشد وكيف اخاف الفقر والله رازقي ورازق هذا الخلق في العسر واليسر تكفل بالارزاق للخلق كلهم وللضب في البيداء والحوت في البحر الاية الثالثة استغني عن الخلق انكر الله بهذه الايات على المعرضين عن نبيه ودعوته. وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سألهم اجرا او طلب منهم ثمنا فانصرفوا عنه ام تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين. والاستفهام هنا استنكاري اي ما تسألهم اجرا فيعتذرون لك بسبب ذلك. بخلا باموالهم. والصحيح ان عطاء الخلق خير لك من عطاء اولئك الضعفاء الذين فلا يملكون شيئا ولا يستغنون لحظة عن عطاء خير الرازقين. المالك لارزاق الخلائق اجمعين الاية الرابعة انفق ولا تخف طمأن الله بها كل من بذل ماله في سبيل الله لئلا يخاف من نقصان ماله فقال شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. قال ابن كثير موضحا طبيعة الاخلاف يخلفه عليكم بالبدل وفي الاخرة بالجزاء والثواب والاية الخامسة لا تنشغل عنه واذا رأوا تجارة او لهوانا فضوا اليها وتركوك قائما والما عند الله خير من اللهو ومن التجارة. والله خير الرازقين كان تحية ابن خليفة الكلبي قد قدم بالتجارة من الشام. وذلك قبل ان يسلم وضرب لها طبل يعلم الناس بقدومها. وكانت هذه اعادتهم اذا قدمت عير وكان ذلك اثناء الخطبة. فترك الصحابة النبي يخطب حتى ما بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم الا اثنا عشر صحابيا منهم ابو بكر وعمر رضي الله عنهما. وهنا قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى منكم قم احد النسال الوادي عليكم نارا. فاعلمهم الله ان ما عنده من ثواب صلاتهم واستماع الخطبة خير لهم من لذة لهوهم وفوائد وان حصل منها بعض المقاصد فان ذلك قليل منغص مفوج لخير الاخرة وليس الصبر على طاعة الله مفوتا للرزق فان الله خير الرازقين. فمن اتقى الله رزقه من حيث لا يحتسب. ومن قدم الاشتغال بالتجارة على طاعة الله لم يبارك له في ذلك وكان هذا دليلا على خلو قلبه من ابتغاء الفضل من الله وانقطاع قلبه عن ربه وتعلقه بالاسباب. وهذا ضرر محض يعقب الخسران رابعا سمات الرزق رزقك قديم وليس بحديث. قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة رزقك يطلبك. ان الرزق ليطلب العبد اكثر مما يطلبه اجله فهل رأيت احدا قط نجح في الهروب من الموت؟ فكذلك لن يفلح احد في الهروب من الرزق. وهو تعبير نبوي بلاغي معجز. فقد تركه خلف رزق لتدركه وربما طلبت الرزق كذلك. لكنكما لن تلتقيا ابدا الا ان يشاء الرزاق وصدق علي ابن هشام حين قال المرء يسعى ويسعى الرزق يطلبه وربما اختلفا في السعي والطلب حتى اذا قدر الرحمن جمعهما للاتفاق اتاك الرزق عنك ثبي لكن افة المرء الاستعداد والله اعلم بما فطرنا عليه. ولذا اوحى الى نبينا صلى الله عليه وسلم لينصحنا. لا تستبطئوا الرزق فانه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغ اخر رزق هو له. فاتقوا الله واجملوا في الطلب. واستبطاء الرزق هو الذي دفع الناس اليوم للحرام والتهاون في الرشوة والتعامل بالربا واكل اموال بعضهم بالباطل. مع ان رزق كل واحد منا مقسوم لن يموت حتى يستوفي يا اخرة ولكن القوم لا يوقنون. ولقول نبيهم لا يصدقون. فيسرقون ويعتدون وفي الحرام يرتعون رزقك في السماء. قال تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون. وهي اية تشير الى ففائدتين عظيمتين. الاولى ان رزقك في السماء فلا تذل نفسك لمن في الارض. الثاني ان ما عند الله لا يبتغى الا قال القشيري في السماء رزقكم والى السماء يرفع عملكم. فان اردت ان ينزل عليك رزقك فاصعد الى السماء عملك ولهذا قالوا الصلاة قرع باب الرزق. وقال تعالى وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك وقال الحسن البصري وهو يشرح السبب الحقيقي لحرمان الرزق فيها والله رزقكم. ولكن تحرمون بخطاياكم مالكه ثم اقسم الله على هذا فما الذي احوجهه الى القسم؟ وما هذا الا لينزع الشك من قلوب المترددين ويغرس اليقين في وبالمرتابين فورب السماء والارض انه لحق مثل ما انتم انكم تنطقون قال بعض الحكماء فكذلك كل انسان يأكل رزقه ولا يمكنه ان يأكل رزق غيره تذكر كتب السير ان الامام عفان ابن مسلم الصفار احد شيوخ الامام احمد دعي الى القول بخلق القرآن. فامتنع ان يجيب فقيل له يحبس عطاؤك وكان يعطى في كل شهر الف درهم. فقال وفي السماء رزقكم وما توعدون فلما رجع الى داره عدله نساؤه ومن في داره. اي لامه وعاتبوه. وكان في داره نحو اربعين انسانا. فدق عليه دقن الباب فدخل عليه رجل شبهته بسمان او زياد ومعه كيس فيه الف درهم فقال يا ابا عثمان ثبتك الله كما ثبت الدين وهذا في كل شهر وقوع الاضطراب في كتاب القصد الى الله سبحانه للمحاسبي قال قلت لشيخنا من اين وقع بالتراب في القلوب وقد جاءها الضمان من الله عز وجل؟ قال من وجهين احدهما قلة المعرفة بحسن الظن والقاء التهم عن الله. والوجه الثاني ان يعارضها خوف الفوت. فتستجيب النفس للداعي. ويضعف اليقين ويعدم الصبر فيظهر الجزع. قلت شيء غير هذا؟ قال نعم. ان الله عز وجل وعد الارزاق وضمن وغيب الاوقات ليختبر اهل العقول. ولولا ذلك لكان كل المؤمنين راضين صابرين متوكلين. لكن الله عز وجل اعلمهم انه رازقهم وحلف لهم على ذلك وغيب عنهم اوقات العطاء. فمن ها هنا عرف الخاص من العام. وتفاوت العباد في الصبر والرضا واليقين التوكل والسكون. فمنهم كما علمت ساكن ومنهم متحرك. ومنهم راض ومنهم ساقط. ومنهم جزع. فعلى قدر ما تفاوتوا في المعرفة تفاوتوا او في اليقين وعلى قدر ما تفاوتوا في اليقين تفاوتوا في السكون والرضا والصبر والتوكل رزقك المادي احقر الارزاق. قال ابو الدرداء يا بني لا تتبع بصرك كل ما ترى في الناس. فانه من يتبع بصره كل ما يرى في ناسية تحزنه ولا يشفي غيظه. ومن لا يعرف نعمة الله الا في مطعمه او مشربه فقد قل علمه. وحضر عذابه وما هو خير الارزاق واوسعها على الاطلاق؟ انه ما شهد به اصدق الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم في الحديث ما رزق عبد خيرا له ولا اوسع من الصبر. ولذا لما دعا الفاروق بالرزق دعا بان يموت شهيدا في سبيل الله. والشهادة هي ضياع الدنيا في سبيل كسب الاخرة فقال رضي الله عنه اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال الشاعر المؤمن محمود الوراق وقد فهم ما لم يفهمه غيره وملأ قلبه من كنز اليقين. كم كافر بالله امواله تزداد على كفره ومؤمن ليس له درهم يزداد ايمانا على فقره رزقك ليس بالكد فقط تجنيه. فلابد من ان يأذن الرزاق الذي بيده وحده مفاتيح الرزق. فلربما افتقر ساع قطع قاعد وربما اغتنى بليد وافتقر نشيط يا ربما جاءني ما لا اؤمله وربما خاب مأمول ومنتظر. لو زاد في الرزق حرص او مطالبة ما كان من قد يطيل الكد يفتقر جلس قوم عند سفيان بن عيينة فذكروا الفضل من الربيع ودهائه فانشدهم سفيان ليعلمهم انه لابد مع السعي والكد والعقل من عامل اخر وهو الاهم وهو ارادة الله الذي يأذن للرزق ان ينزل من خزائنه على من يشاء من عباده. كم من قوي قوي في تقلبه مهذب الرأي عنه الرزق منحرف. وكم ضعيف ضعيف العقل مختلط كانه من خليج البحر يغترف خامسا فادعوه بها عبادة وعملا. واحد محبة الله قال عز وجل السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وميت يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون فنبه الله سبحانه عباده الى نعمه المرئية لكنها مخفية عن اصحاب القلوب الغافلة الشقية. وهذا متكرر في القرآن. ليغرس الحب في في قلوب العباد لله وحده المستحق وحده للحمد. ولذا قال سبحانه في سورة الروم الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل منكم ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون والمحبة ثمرة من ثمار العمل بهذا الاسم الكريم الرزاق. فتنزل في قلوب اولياء الله واصفيائه. وقد من عليهم باعظم الرزق وانفعه الا وهو العلم النافع والعمل الصالح. وهو الرزق الحقيقي الباقي. واما رزق الكفار والفجار فهو منقطع وزائد. ولذا قال سبحانه اولئك من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض الاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. فيرزق الرزاق الشقي والتقي الى ان يبلغ الامل ويستوفي الاجل ثم تتفاوت احوالهما بعد الموت وتتفرق بهما السبل. فمن اراد العاجلة فالى جهنم. واما مريد الاخرة فالى ان وما كان عطاء ربك محظورا ممنوعا فلا يمنع الله عطاءه الدنيوي عاص لعصيانه. لان عطاء الربوبية يناله المؤمن والكافر والطائع والعاصي. واما عطاء الايمان والعبودية فهو عطاء المؤمنين لا يفوز به غيرهم. فانظر يا محمد كيف فضلنا بعضهم على بعض على بعض في الرزق فمن مقل ومكثر وموسع عليه ومقتر عليه. هذا في الدنيا وللاخرة اكبر درجات واكبر الى من الدنيا الفانية الزائلة. فاذا دخل اهل الجنة الجنات اقتسموا المنازل والدرجات. وما بين الدرجة والدرجة مسيرة عشرات السنوات بل وابعد ما بين الارض والسماوات. فرب فقير في الدنيا هو ملك من ملوك الاخرة. وكم من ملك في الدنيا صعلوك في الاخرة فاحب الله لما حباك به من نور الايمان ونعمة الهداية. فهي النعمة الكبرى والجائزة العظمى والرزق الحقيقي اثنان توكل في الرزق سبحانه الرزاق المتفرد برزق عباده المتكفل باقواتهم. فلا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولا مقرب لما باعد ولا مباعد لما قرب. وان اليقين بذلك يثمر التوكل الصادق على الله. والتعلق به وحده مع الاخذ بالاسباب. وهو ما يثمر القلب عند اضطراب الخلق وعدم الهلع والخوف مهما اشتد. لانك لن تموت حتى تستوفي رزقك واجلك. يقول الاستاذ محمد قطب رحمه الله يقول سبحانه وتعالى ذو القوة المتين. ولو انك سألت انسان في الطريق من الذي يرزقك؟ لقال لك على البديهة الله. ولكن انظر الى هذا الانسان اذا ضيق عليه في الرزق. يقول مال يريد قطع رزقي فما دلالة هذه الكلمة؟ دلالتها ان تلك البديهة ذهنية فحسب وبديهة تستقر في وقت السلم والامن لكن تهتز اذا تعرضت للشدة لانها ليست عميقة الجذور. فلا يصلح لتلك الاعباء الا شخص قد استقر في قلبه الى درجة اليقين ان الله اهو الرزاق ذو القوة المتين وان الله هو المحيي المميت وان الله هو الضار النافع وان الله هو المعطي والمانع وان الله هو وان الله هو الذي بيده كل شيء. ولنتعلم من عجوز البادية التي اتى البرد على زرعها. فاخرجت رأسها من الخباء ونظرت الى الزرع وقد احترق فقالت ورفعت رأسها الى السماء اصنع ما شئت فان رزقي عليك لا تخف قطع الرزق ويدخل هذا الاستعلاء على الباطل واهله عندما يساومون المؤمن على رزقه في ترك الحق او يهددونه لكي يسكت عن الباطل او ويميل معه وهذه شنشنة المنافقين التي لا تتغير قديما او حديثا. قال عز وجل هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والارض ولكن المنافقين لا يفقهون فتهديد المؤمن في رزقه هو ديدن الفجار على مر الازمان. يقول سيد قطب عن هذه الاية وهي قولة يتجلى فيها خبث الطبع التحيز وهي خطة التجويع التي يبدو ان خصوم الحق والايمان يتواصلون بها على اختلاف الزمان والمكان. وفي حرب العقيدة نهضت الاديان. ذلك انهم لخسة مشاعرهم يحسبون لقمة العيش هي كل شيء في الحياة. كما هي في حسهم فيحاربون بها المؤمنين انها خطة قريش وهي تقاطع بني هاشم في الشعر لينفضوا عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسلموه للمشركين. وهي خطة المنافقين كما تحكيها هذه الاية. لينفض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه تحت وطأة الضيق والجوع. وهي خطة الشيوعيين في حرمان المتدينين في بلادهم من بطاقات التموين يموت جوعا او يكفر بالله ويترك الصلاة. وهي خطة غيرهم ممن يحاربون الدعوة الى الله وحركة البعث الاسلامي في بلاد الاسلام. بالحصار تجويع ومحاولة سد اسباب العمل والارتزاق. وهكذا يتوافى على هذه الوسيلة الخسيسة كل خصوم الايمان. من قديم الزمان الى هذا الزمان نسينا الحقيقة البسيطة التي يذكرهم القرآن بها قبل ختام هذه الاية ولله خزائن السماوات والارض ولكن المنافقين لا يفقهون ومن خزائن الله في السماوات والارض يرتزق هؤلاء الذين يحاولون ان يتحاكموا في ارزاق المؤمنين. فليسوا هم الذين يخلقون رزق انفسهم. فما اغباهم واقل فقههم وهم يحاولون قطع الرزق عن الاخرين. وهكذا يثبت الله المؤمنين ويقوي قلوبهم على مواجهة هذه الخطة لئيمة والوسيلة الخسيسة التي يلجأ اعداء الله اليها في حربهم. ويطمئنهم الى ان خزائن الله في السماوات والارض هي خزائن الارزاق جميع اربعة اكل الحلال واجتناب الحرام من امن بالرزاق لم يمد يده نحو الحرام من الارزاق. ولو صبر العبد على اللقمة الحرام لسعت اليه من طريق الحلال. قال ابن عباس وهو يرسي ايمانية هامة استقادها من فهمه لكتاب الله ومن كثرة ملازمته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مؤمن ولا فاجر الا وقد كتب الله تعالى له رزقه من الحلال. فان صبر عليه حتى يأتيه اتاه الله تعالى. وان جزع فتناول شيئا من الحرام نقصه الله منه رزقه الحلال والصبر عن الحرام هو قمة البطولة في زمن شاع فيه الرزق الخبيث ودخل كل بيت. وهو زمن صدقت فيه نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على الناس زمن لا يبالي المرء بما اخذ المال. امن حلال ام من حرام؟ وهم الابطال لانهم يسبحون ضد التيار ويرفعون التعفف كاسمى شعار فلا تزيغ ابصارهم ولا قلوبهم ببريق الذهب او اغراء الدولار. قال سفيان الثوري عليك بعمل ابطال الاكتساب من الحلال والانفاق على العيال. وما قست قلوب العباد بمثل اكل الحرام. ولا لانت قلوب المتقين ولا جوارحهم لامر ربهم بمثل اكل الحلال ولذا لما سئل الامام احمد بن حنبل بما تلين القلوب؟ لم يجبهم بانه الذكر والقيام؟ والصدقة والصيام وانما اطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال يا بني باكل الحلال خمسة عليك مفتاح خزائن الرزق التقوى والصدقة قال سبحانه ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فالتقوى مفتاح المفاجآت السعيدة. وكلما كنت اتقى جاءك رزقك الرائع من حيث لا تحتسب. واحلى الارزاق ما كان فجأة فيا مستفتحا ابواب الرزق بغير مفتاح التقوى. كيف توسع طريق الخطايا ثم تشكو ضيق الارزاق؟ اما علمت انك لو اتقيت الله لما عسر عليك فالتقوى مفتاح من غلق فالتقوى مفتاح من غلق من الابواب. وسر تجاوز كل الصعاب. قال ابن تيمية وهو يرد على شبهة وقول القائل قد نرى من يتقي وهو محروم ومن هو بخلاف ذلك وهو مرزوق. فجوابه ان الاية تقتضت ان بقي يرزق من حيث لا يحتسب ولم تدل ان غير المتقي لم يرزق بل لابد لكل مخلوق من الرزق. قال الله تعالى في الارض الا على الله رزقها. حتى انما اوله العبد من الحرم هو داخل في هذا الرزق. فالكفار قد يرزقون باسباب محرمة. ويرزقون رزقا حسنا. وقد لا يرزقون الا بتكلف واهل التقوى يرزقهم الله من حيث لا يحتسبون. ولا يكون رزقهم باسباب محرمة. ولا يكون خبيثا. والتقي لا يحرم ما يحتاج اليه من وانما يحمى من فضول الدنيا رحمة به واحسانا اليه. ومفتاح الرزق الثاني هو الصدقة. فالمال كلما اخذت منه بالصدقة زاد تزداد الارزاق ويجود الرزاق. ومن هنا قال جعفر بن محمد اني لاملق فاتاجر الله بالصدقة فاربح. وليست العبرة بكثرة الرزق ولكن ببركته والعكس صحيح. فان المعصية باب واسع الى نقصان الرزق او محق بركته. او جعله طريقا الى المتاعب والمشاق وقد ورد في حديث ثوبان وان الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه قصة طريفة في التقوى والرزق قال الشيخ علي الطنطاوي اما القصة الاخرى فلعل الطرافة فيها اكثر من المنفعة منها. وهي واقعة اعرف اشخاصها وظروفها وهي ان ان شابا فيه تقن وفيه غفلة طلب العلم. حتى اذا اصاب منه حظا قال الشيخ له ولرفقائه لا تكون عالة على الناس. فان الذي يمد يده الى ابناء الدنيا لا يكون فيه خير. فليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان ابوه يشتغل بها. وليتق الله فيها وذهب الشاب الى امه فقال له ما هي الصنعة التي كان ابي يشتغل بها؟ فاضطربت المرأة وقالت ابوك قد ذهب الى رحمة الله فما لك وللصنعة التي كان يشتغل بها. فالح عليها وهي تتملص منه. حتى اذا اضطرها الى الكلام اخبرته وهي كارهة ان اباه كان للصوت فقال لها ان الشيخ امرنا ان يشتغل كل بصنعة ابيه ويتقي الله فيها. قالت الام ويحك وهل في السرقة تقوى؟ وكان في الولد كما قلت غفلة. فقال لها هكذا قال الشيخ. ثم ذهب فسأل وتسقط الاخبار حتى عرف كيف يسرق اللصوص. فاعد عدة السرقة وصلى العشاء وانتظر حتى نام الناس وخرج ليشتغل بصنعة ابيه كما قال الشيخ فبدى بدار جاره ثم ذكر ان الشيخ قد اوصاه بالتقوى وليس من التقوى ايذاء الجار فتخطى هذه الدار ومرة باخرى فقال لنفسه هذه دار ايتام والله حذر من اكل مال اليتيم وما زال يمشي حتى وصل الى لتاجر غني ليس له الا بنت واحدة. ويعلم الناس ان عنده الاموال التي تزيد عن حاجته. فقال ها هنا وعالج الباب بالمفاتيح التي اعدها ففتح ودخل فوجد دارا واسعة وغرفا كثيرة فجال فيها حتى اهتدى الى مكان المال وفتح الصندوق فوجد من الذهب والفضة والنقد شيئا كثيرا. فهم يأخذه ثم قال لا. لقد امرنا الشيخ بالتقوى ولعل هذا التاجر لم يؤدي زكاة امواله. لنخرج الزكاة اولا واخذ الدفاتر واشعل فانوسا صغيرا جاء به معه وراح يراجع الدفاتر ويحسب وكان ماهرا في الحساب خبيرا بامساك الدفاتر فاحصى الاموال وحسب زكاتها فنحى مقدار الزكاة جانبا واستغرق في الحساب حتى مضت ساعات. فنظر فاذا هو الفجر فقال تقوى الله تقضي بالصلاة اولا وخرج الى صحن الدار فتوضأ من البركة واقام الصلاة فسمع رب البيت فنظر فرأى عجبا فانوسا مضيئا ورأى صندوق امواله مفتوحا رجلا يقيم الصلاة فقالت له امرأته ما هذا؟ قال والله لا ادري ونزل اليه فقال ويلك من انت؟ وما هذا؟ قال اللص الصلاة اولا ثم الكلام. فتوضأ ثم تقدم فصلي بنا. فان الامامة لصاحب الدار. فخاف صاحب الدار ان يكون معه سلاح ففعل ما امر والله اعلم كيف صلى. فلما قضيت الصلاة قال له خبرني ما انت وما شأنك؟ قال لص. قال وماذا تصنع بالفاتر؟ قال احسب الزكاة التي لم تخرجها من ست سنين وقد حسبتها وفرزتها لتضعها في مصارفها. فكاد الرجل يدن من العجب وقال له ويلك ما خبرك هل انت مجنون فخبره خبره كله. فلما سمعه التاجر ورأى جمال صورته وضبط حسابه ذهب الى امرأته فكلمها ثم رجع اليه. فقال له ما رأيك لو زوجتك ابنتي وجعلتك كاتبا وحاسبا عندي واسكنتك انت وامك في داري ثم جعلتك شريكي. قال اقبل واصبح فدعي بالمأذون وبالشهود وعقد العقد وهذه قصة واقعة ستة لا تركن لعبد الرزاق. استعن بربك الرزاق على فقرك وضيق رزقك. ولا تبذل ماء وجهك ذلا واستعطافا لاحد. قال الوراق يا ايها الطالب من مثله رزقا له اجرت عن الحكمة لا تطلب الرزق الى طالب مثلك محتاج الى الرحمة وارغب الى الله الذي لم يزل في يده النعمة والنقمة وكلما قويت الاستعانة بالخلق ضعف التعلق بالله. وانما تكسب باستعانتك بهم بقدر ما تخسر من صلتك بربك. ولذا قال بعضهم لا تضر عن لمخلوق على طمعيه فان ذلك وهن منك بالدين. واسترزق الله رزقا من خزائنه فانما هو بين الكاف والنون قال الجيراني مخاطبا غلامه وهو يربيه على عزة النفس والتعلق بالرزاق. يا غلام اخدم الحق عز وجل ولا تشتغل عنه بخدمة هؤلاء الصلاة الذين لا يضرون ولا ينفعون. ايش يعطونك؟ ايعطونك ما لم يقسم لك؟ او يقدرون يقسمون لك شيئا لم يقسمه الحق عز وجل لا شيء من عندهم ان قلت ان عطاءهم من عندهم كفرت. اما تعلم انه لا معطي ولا مانع ولا ضار ولا نافع ولا مقدم ولا مؤخر الا الله عز وجل. فان قلت اني اعلم ذلك قلت كيف تعلم هذا وتقدم غيره عليه سبعة الدعاء باسم الرزاق الدعاء بما يناسب اسم الله الرزاق ما صح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم اللهم اغفر ان شئت ارحمني ان شئت ارزقني ان شئت وليعزم مسألته انه يفعل ما يشاء لا مكره له وابشر مع دعائك برزق رب يرزق من يشاء بغير حساب. وحلق عاليا مع وصف يرزق من يشاء وبغير حساب. فمن معانيه؟ يرزق دون ان يحاسبه محاسب او يسأله سائل لما انفق يرزق بغير تقدير ولا يخاف من نفاذ ماله عند انفاقه. يرزق من يشاء من حيث لا يتوقع ولا يحتسب. يرزق دون ان يعاتبه احد على من ساقه او يناقشه في عطائه يرزق رزقا كثيرا لا يدخل تحت حصر ولا عد تمانية الرضا بالرزق والا فالصبر عليه يقول من ضيق عليه رزقه امامك مع مطالعة القدر الالهي درجتان. اما اعتبار ان قضاء الله في التضييق هو الافضل لك. علمت ذلك ام لم تعلمه فان كنت محظوظا لمحت عطاءه في منعه ولطفه في شدته فاورث كذلك الرضاعة عنه. وان كنت اقال درجة واضعف ايمانا لمحت الثواب فاورثك ذلك الصبر على قضائه. ولذا كتب عمر بن الخطاب الى ابي موسى الاشعري يوصيه بالاهم فالمهم فقال اما بعد فان الخير كله في الرضا. فان استطعت ان ترضى والا فاصبر سادسا فادعوه بها مسألة وطلبا. اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علما تنفعني به. اللهم اغفر لي وارحمني واعفني وارزقني تشفي اللهم ارزقني عينين هبطالتين تشفيان القلب بذرف الدمع من خشيتك قبل ان يكون الدمع دما والاضراس تمرق اللهم ارزقني لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك. اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك اللهم ما رزقتني مما احب فاجعله قوة لي فيما تحب. اللهم وما زويت عني مما احب فاجعله فراغا لي فيما تحب. اللهم ارزقني حلال لا تعاقبني عليه وقنعني بما رزقتني. اللهم ارني الحق حقا وارزقني اتباعه وارني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه. ولا تجعله متشابها علي فاتبع الهوى. يا رزاق ارزقنا الزهد في الدنيا ووسع علينا منها. ولا تزولها عنا فترغبنا فيها. يا رزاق ارزقنا خير ما رزقت اوليائك الصالحين وعبادك المتقين من الاستغناء بك عن الخلق اجمعين. وارزقنا حسن الافتقار اليك يا خير الرازقين. يا رزاق ارزقنا من الخير اكثر مما نطلب واصرف عنا كل شر في ديننا ودنيانا. يا رزاق كيف استرزق من لا يرزقني الا من فضلك يا رزاق ارزقنا نفوسا تقنع بعطائك وترضى بقضائك وتصبر على بلائك وتوقن بلقائك وتشكر لنعمائك