المحسن اولا معنى اسم الله المحسن لم يرد ذكر اسمه سبحانه المحسن في القرآن الكريم. وانما ورد بصيغة الفعل. فقال الله تعالى واحسن كما احسن الله اليك. ولكن ورد اسم المحسن في السنة المطهرة. فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حكمتم فاعدلوا واذا قلتم فاحسنوا فان الله محسن يحب الاحسان قال المناوي في قوله صلى الله عليه وسلم ان الله محسن اي الاحسان له وصف لازم لا يخلو موجود عن احسانه طرفة فلابد لكل مكون من احسانه اليه بنعمة الايجاد ونعمة الامداد. وفي حديث شداد بن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى كتب الاحسان على كل شيء. فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة. واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح ادى احدكم شفرته وليرح ذبيحته وقوله كل شيء اشارة الى تعدد وجوه الاحسان وعدم حصرها كان يعديها كما تشير اليه كلمة كل شيء فكل عمل مهما ظهر بسيطا او لا قيمة له داخل في دائرة الاحسان. لكن اي احسان في القتل والذبح؟ والجواب عليك ان تحد شفرتك عند الذبح ولا تقوم بذلك امام حيوان اخر كي لا يتأذى. وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته. وهي تلحظ اليه ببصرها فقال افلا قبل هذا اتريد ان تميتها موتتين في الرجم مثلا يسن ان تكون الحجارة التي سيتم بها الرجم وسطا. لا كبيرة تهلك بضربة واحدة ولا صغيرة تؤذي وتطيل وقتك ازهاق الروح وفي الجلد ضرب بين ضربين فلا ضرب يهلك ولا خفيف لا يؤلم. ووقته بين وقتين فلا في وقت البرد الشديد ولا في الحر الشديد والخلاصة ان استحكام خلق الاحسان في النفس يجعلها تعتاد الاحسان والاتقان في كل الامور في صغائرها وعظائمها. والاحسان على وجهين. الاول الانعام على الغير. فيقال احسن الى فلان. ومنه وقد احسن بي اذ اخرجني من مسجد والثاني الاتقان في الفعل. ومن ذلك قوله تعالى الذي احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الانسان من طين. وقوله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. وقال فتبارك الله احسن الخالقين. من عظيم احسان الله احسان الله اليك فاق كل الحدود يا جحود. حتى المصيبة التي تبتلى بها لا تخلو من احسان. فما اصيب عبد بمصيبة الا وكان له فيها اربع نعم. ارشدنا اليها الفاروق بن الخطاب رضي الله عنه فقال ما ابتليت ببلاء الا كان لله تعالى فيه اربع نعم اذ لم يكن في ديني واذ لم يكن اعظم واذ لم احرم الرضا به واذ ارجو الثواب عليه ولذا قالوا العطاء من الخلق حرمان والمنع من الله احسان احسان كل لحظة قال ابن القيم لا احد اعظم احسانا من الله سبحانه. فان احسانه على عبده في كل نفس ولحظة وهو يتقلب في احسانه في جميع احواله ولا سبيل له الى ضبط اجناس هذا الاحسان. فضلا عن انواعه او عن افراده. ويكفي ان من بعض انواعه النفس التي لا تكاد تخطر ببال العبد. وله عليه في كل يوم وليلة فيه اربعة وعشرون الف نعمة. فانه يتنفس في اليوم والليلة اربعة وعشرين الف نفس. وكل نفس نعمة منه سبحانه. فاذا كان ادنى نعمة عليه في كل يوم اربعة وعشرين الف فنعمة فما الظن بما فوق ذلك واعظم منه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. هذا الى ما يصرف عنه من المضرات وانواع الاذى التي تقصد ولعلها توازن النعم في الكثرة. والعبد لا شعور به باكثرها اصلا. والله سبحانه يكلؤه منها بالليل والنهار قال تعالى المضادة في المعاملة والمحض وما احسان المحسن اليك رغم مخالفتك لامره وحلمه عنك مع اعراضك عن ذكره. وستره وعليك مع قلة حيائك منه. وغناه عنك مع شدة افتقارك اليه وقد مر بك حديث ما احد اصبر على اذى سمعه من الله يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم فاحسان الله لهؤلاء على كفرهم وعلى ضلالهم لم ينقطع. وقد امتن الله على كفار قريش بنعمة الامن. فقال او لم نمكن انهم حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم وما اعظم قول ابي الوفاء ابن عقيل الحنبلي في كتاب الفنون عن بعض ملامح احسان الله. لقد عظم الله ابن ادم حيث اباحه الشركة عند الاكراه فمن قدم حرمة نفسك على حرمته حتى اباحك ان تتوقى عن نفسك بذكره بما لا ينبغي له سبحانه لحقيق ان تعظم شعائره وتوقر اوامره وزواجره وعصم عرضك بايجاب الحد بقذفك. وعصم ما لك بقطع يد مسلم في سرقته واسقط شطر الصلاة في السفر لاجل مشقتك. واقام مسح الخف مقام غسل الرجل اشفاقا عليك من مشقة الخلع واللبس واباحك الميت تسلل لرمقك وحفظا لصحتك. وزجرك عن مضارك بحد عاجل ووعيد اجل. وخرق العوائد لاجلك وانزل الكتب اليك ايحسن لك مع هذا الاكرام ان يراك على ما نهاك عنه منهمك؟ ولما امرك تاركا. وعلى ما زجرك وعن داعيه معرضا ولداعي عدوه فيك مطيعا. يعظ وهو هو وتهمل امره وانت انت حط رتبة عباده لاجلك. واهبط الى الارض من امتنع من سجدة يسجدها لابيك. فان لم تعترف اعتراف العبد للموالي فلا اقل من ان تقتضي نفسك للخالق سبحانه. اقتضاء وكافيا مساوي ما اوحش زوال النعم وتغير الاحوال والحور بعد الكور. لا يليق بهذا الحي الكريم الفاضل على جميع الحيوانات ان يرى الا عابدا لله في دار التكليف او مجاورا لله في دار الجزاء والتشريف. وما بين ذلك فهو واضع نفسه في غير موضعه ثانيا فادعوه بها عبادة وعملا. واحد احسان العبادة. جاء في حديث جبريل في تعريف الاحسان ان تعبد الله تعالى كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان الاحسان هنا على مرتبتين واحدة اعلى من الاخرى. المرتبة الاولى الاعلى ان تعبد الله كانك تراه بان يبلغ بك اليقين كانك تشاهد الله عيانا فليس عندك ادنى تردد او شك. بل كان الله امامك تراه بعينيك. والله جل وعلا لا يرى في هذه الدنيا. وانما يرى في الاخرة ولكنك تراه هنا ببصيرة قلبك حتى كانك تنظر اليه بعينك ولذلك يجازى اهل الاحسان الذين رأوه ببصائرهم في الدنيا بان يروا ربهم في الاخرة. للذين احسنوا الحسنى وزيادا فقد عبدوه في دنياهم وكأنهم يرونه فمن عليهم برؤيته حين يلقونه المرتبة الثانية الادنى. اذا لم يبلغ العبد هذه المرتبة العظيمة فليعبد ربه بالمراقبة. بان يعلم ان الله يراه ويعلم كل احواله وما في نفسه فلا يليق به ان يخالف امره وهو يراه مطلعا عليه. وهذه حالة جيدة لكنها اقل من الاولى والمتأمل في عبادة النبي صلى الله عليه وسلم يجد ان عبادته في غاية الاتقان والاحسان. ففي حديث عائشة رضي الله عنها في صفة قيام النبي صلى الله عليه وسلم وركعاته بالليل قالت فلا تسأل عن حسنهن وطولهن. وحث على احسان العبادات وعظم اجرها لذا تجد اعمالا يسيرة صارت بالاحسان ذات اجور عظيمة. ونأخذ الوضوء هناك مثال. من ثواب احسان الوضوء مغفرة الذنوب كما في الحديث من توضأ فاحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت اظفاره. ومن احسان الوضوء اسباغه اي بلوغ الماء بصورة تامة وافية. ولذا لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم قوما واعقابهم تلوح ولم يبلغها ماء الوضوء قال لهم محذرا ويل للاعقاب من النار اسبغوا الوضوء. ورغبك الحبيب في احسان الوضوء بابلغ العبارات. وعرض عليك اعظم المكافآت حتى تبلغ بالماء قدر استطاعتك فقال تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء. والمقصود بها حليتك التي ترتنيها في الجنة. وقبلها جعل من ثواب احسان الوضوء فتح ابواب الجنة في استقبالك من توضأ فاحسن الوضوء فقال اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. فتحت له ابواب الجنة يدخل من ايها شاء ولضعف العبد وشدة افتقاره الى معونة ربه في تحقيق الاحسان فقد امده النبي صلى الله عليه وسلم بمدد دعائي. يستعين به على كل يوم خمس مرات وعلمه لمعاذ رضي الله عنه وجعله من علامات محبته له فقال يا معاذ والله اني لاحبك. اوصيك يا معاذ لا تدعنا في دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اثنان الاحسان في الامور الصغيرة فكيف بالكبيرة ان اهتمام الاسلام بالاحسان في دقائق الامور يفرض عليك الاحسان في عظائمها. وقد مر بك الامر باتقان الذبح. وقد روى مسلم في صحيحه في شأنه لتكفين المسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا ولي احدكم اخاه فليحسن كفنه فانهم يبعثون في اكفانهم يتزاورون في اكفانهم وحتى في شأن حفر القبر اوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالاحسان. فعن هشام بن عامر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم احد احفروا واوسعوا واعمقوا واحسنوا. وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد. وقدموا اكثرهم قرآن وهي كلها اشارات لا تخفى على عاقل ان التنبيه على الاحسان ولو في صغائر الامور دال على اهمية الامر في عوائمها ثلاثة الاحسان الى الخلق. قال الشيخ عبدالرحمن السعدي وهذا يشمل جميع انواع الاحسان بالمال كما تقدم. ويدخل فيه نسأل بالجاه والشفاعات ونحو ذلك. ويدخل في ذلك الاحسان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتعليم العلم النافع. ويدخل في ذلك قضاء حوائج الناس من تفريج كرباتهم وازالة شدائدهم وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم وارشاد ضالهم واعانة من يعمل والعمل لمن لا يحسن العمل ونحو ذلك في الاحسان الذي امر الله به. ويشمل هذا الاحسان التعامل مع الخلق باحسن الاخلاق ابتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان احسن الناس خلقا فقد كان صلى الله عليه وسلم كان احسن الناس واجود الناس واشجع الناس. واولى الناس باحسانك القريب منك سكنا او نسبا فجار السكن اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي شريح الخزاعي رضي الله عنه من كان يؤمن بالله واليوم في الاخر فليحسن الى جاره. وقريب النسب كذلك اولى باحسانك. قال عطاء لدرهم اضعه في قرابتي احب الي من الف اضعها في فاقة قال له قائل يا ابا محمد وان كان قرابتي مثلي في الغنى؟ قال وان كان اغنى منك. وقد اجمل قول ابن ابي زمرة كيف تكون صلة الارحام ولمن تكون؟ فقال تكون صلة الرحم بالمال وبالعون على الحاجة وبرفع الضرر وبطلاقة الوجه وبالدعاء وهذا انما يستمر اذا كان اهل الرحم اهل استقامة. فان كانوا كفارا او فجارا فمقاطعتهم في الله هي صلتهم. بشرط بذل الجهد في وعظه ثم اعلانهم اذا اصروا ان ذلك بسبب تخلفهم عن الحق. ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب ان يعودوا الى الطريق المثلى اربعة لا تعتذر عن الاحسان بفقر او ضعف. هذا يوسف عليه السلام يخاطبه صاحباه في السجن نبئنا بتأويله انا نراك من المحسنين. فلم يتعامل بقلة امكاناته وفقر املاكه بل احسن اليهم وهو في سجنه وهو لا يملك من حطام الدنيا شيئا. فلا اهل يزورونه ولا اصحاب يمدونه. ولاحظوا انهم لم يكونوا في وصف يوسف رأيناك تحسن. بل رأوا حالته الدائم واحسانه المتكرر. فاستحق ان يصفوه بانه من المحسنين. فما هو نوع وهذا الاحسان الذي قام به يوسف السجين. قال الماوردي فيه ستة اقاويل. احدها انه كان يعود مريضهم ويعزي حزينهم وسعوا على من ضاق مكانه منهم. قاله الضحاك الثاني انه كان يأمرهم بالصبر ويعدهم للثواب والاجر. الثالث انا اراك ممن احسن العلم حكاه ابن جرير الطبري. الرابع انه كان لا يرد عذر معتذر ان يقبل الاعذار. الخامس انه كان يقضي حق غيره ولا يقضي حق نفسه. السادس انا نراك من المحسنين ان انبأتنا بتأويل رؤيانا هذه. قاله ابن اسحاق فالاحسان ان تحسن بما لديك ولو كان قليلا. وتبذل المشاعر والاحاسيس اذا عدمت الاموال والاملاك. واسمع خبر ابن الجوزي عن هارون الرقي كان هارون الرقي قد عاهد الله الا يسأله احد كتاب شفاعة الا فعل. فجاءه رجل فاخبره ان ابنه قد اسر بالروم وسأله ان يكتب الى ملك الروم في اطلاقه فقال ويحك. ومن اين يعرفني؟ واذا سأل عني قيل هو مسلم. فكيف يقضي حقي فقال له السائل اذكر العهد مع الله تعالى. فكتب له الى ملك الروم. فلما قرأ الكتاب قال من هذا الذي قد شفع الينا؟ قيل لهذا رجل قد عاهد الله لا يسأل كتاب شفاعة الا كتبه الى اي من كان فقال ملك الروم هذا حقيق بالاسعاف. اطلقوا اسيره واكتبوا جواب كتابه وقولوا له اكتب بكل حاجة تعرب. فانا نشفعك فيها خمسة ينسب الفضل لربك. قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله هل تذكر هذه الاية في حياتك؟ وخاصة ساعة تباهيك وافتخارك. اسمع فعل الصحابة وحلق مع القدوات اقبل بلال ابن رباح واخوه ابو رويحة عبدالله ابن عبدالرحمن الخسعمي الى قوم فقال انا قد اتيناكم خاطبين وقد كنا كافرين فهدانا الله ومملوكين فاعتقنا الله وفقيرين فاغنانا الله. فان تزوجونا فالحمد لله وان تردونا فلا حول ولا قوة الا بالله. فزوجوهما فغنى بلال رضي الله عنه لم يمنعه من تذكر حالته الاولى. مع ما انتقل اليه من خير بفضل المحسن سبحانه وهذا شأن المحسنين من عباد الله. ينسبون الفضل في كل ما هم فيه الى ولي النعم وموجودها ستة كلما زاد احسانه زاد احسانك. ان زاد احسان المحسن لك فاعطاك ما لم يعطي غيرك فقد وجب عليك من الشكر ما لا يجب على غيرك وعاظ شبيب بن شيبة ابا جعفر المنصور فقال ان الله عز وجل لن يجعل فوقك احدا. فلا تجعل فوق شكرك شكرا سبعة اتقن العمل كل خلق الله يتجلى فيه احسان المحسن. واتقانه صنع الله الذي اتقن كل شيء فلا تجاوز ولا قصور ولا زيادة ولا نقصان ولا افراط ولا تفريط. فكل شيء بحكمة بالغة من اصغر الذرات الى اكبر الاجرام. وكلها مقدرة تقديرا دقيقا في موعدها وفي عملها وفي مآلها. وهذه الدقة والاتقان هي ما يجب ان تسير عليه في حياتك. وهذا مما يحب الله منك. قال ابن القيم وهو يحب اسماءه وصفاته ويحب ظهور واثارها في خلقه فان ذلك من لوازم كماله. فانه سبحانه وتر يحب الوتر. جميل يحب الجمال. عليم يحب العلماء جواد يحب الاجواد. محسن يحب المحسنين. وفي الحديث ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه تنكير كلمة عملا اشارة الى كل الاعمال دنيوية او اخروية. قال المنوي مشيرا الى سبق المحسنين ورجحان كافة المتقنين. وذلك لان الامداد الالهي ينزل على العامل بحسب عمله. فكل من كان عمله اتقن واكمل. فالحسنات تضاعف اكثر. واذا اكثر العبد احبه الله تعالى. وقال وهو يقص قصة عجيبة عن اهمية الاتقان ذكر ان صانعا عمل عملا تجاوز فيه ودفعه لصاحبه فلم ينم ليلته كراهة ان يظهر من عمله عملا غير متقن. فشرع في عمل بدله حتى اتقن ما تعطيه الصنعة. ثم غدى به صاحبه فاخذ الاول واعطاه الثاني فشكره فقال لم اعمل لاجلك بل قضاء لحق الصنعة ان يظهر من عملي عمل غير متقن. فمتى قصر الصانع في العمل لنقص الاجرة؟ فقد كفر ما علمه الله. وربما سلب الاتقان وكم منا اليوم من يتذرع بضعف راتبه ليكون مبررا لاهماله وعدم احسانه. ويستسيغ بذلك اكل الحرام واطعامه وعياله ثمانية قابل الاساءة بالاحسان. من عرف ربه المحسن رأى احسانه الى خلقه رغم اساءاتهم وعصيانهم. فسار في اضطريت راد الاساءات الخلق له بالاحسان اليهم. وبذا يستل مشاعر العداوة ويقلم اظافر الحقد فتحل المحبة بدلا منهما وللمحسن الذي يلقى الازاءة في مقابل الاحسان عزاء في ان الله ناصره ومؤيده. وهو وعد الله الذي لا يتخلف. كما في قصة الصحابي الذي جاء يشكو الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعوني واحسن اليهم الي واحلم عليهم ويجهلون علي. فقال لان كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. فهذا المحسن كمن يرمي في وجوه الجاحدين التراب والرماد الحار. والمعنى اذا لم يشكر هؤلاء خيرك واحسانك فان عطاءك لهم مؤلم. ويضعهم في موقف الخزي والعار. وكأنه نار تشوي بطونهم. وهذا دلالة على ان هذا الرجل باحسانه منتصر عليه. ثم وعده الصادق المصدوق بانه لا يزال معه من الله ظهير اي معين وناصرا ما دام على احسانه واستمروهم على اساءتهم وحين سأل صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا يا رسول الله الرجل امر به فلا يقريني ولا يضيفني فيموت افأجزيه؟ قال لا اي لا تعامله بالمثل وقدم له القراء وهو طعام الضيف. وان لم يضفك اولا. وتعلمها الفاروق عمر فقال ليس الوصل ان نصل من وصلك ذلك القصاص ولكن الوصل ان تصل من قطعك. تسعة حسن ظنك بربك. قال ابن عطاء الله السكندري من عبر من بساط باحسانه اصمتته الاساءة ومن عبر من بساط احسان الله اليه لم يصمت اذا اساء فمن رأى عظيم احسان المحسن ودوامه لم ييأس ابدا من رحمة الله ولم يستدرجه الشيطان يوما للهاوية عبر فخ اليأس والقنوط عشرة افرح بشريعة الله. وما الافضل من شريعة المحسن التي كفلت الخير والمصالح العظيمة للناس كل الناس. قال الله تعالى ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. وهو انكار وتعجب من حال اهل الكتاب وتوبيخ لهم في ذات الوقت ولم يقل لهم ان الاحسن في الحكم هم المسلمون. ولعل سبب هذا جواز انحراف بعض المسلمين عن الحكم لله فرد الله الامر الى ما لا يتغير وهو حكمه سبحانه. وهو بهذا يعلم ما في الغيب انه سيأتي زمان ينحرف فيه المسلمون عن المنهج الالهي ويميلون الى غيره والاستفهام هنا والله يعلم جوابه يجعل من السؤال تقريرا. ولا يفهم هذا الاحسان في شرع الله الا من نزل قلبه بساحة اليقين فهو الذي تبين له عدل الله وحكمته في كل احكامه. لكن هل الانقياد لحكم الله سار فقط على احكام الميراث والطهارة فاس دون غيرها من احوال الناس؟ هل نبتغي بنظام الاسلام الاحسن؟ بديلا وضعيا قاصرا عاجزا عن فهم نفوس الخلق فضلا عن التعامل معهم وما معنى ايمان العبد اذا لم يستسلم لحكم ربه ويخضع له؟ قال السعدي دليل على ان الايمان ليس هو مجرد القول حتى يقترن به ولهذا نفى الايمان عمن تولى عن الطاعة ووجوب الانقياد لحكم الله ورسوله في كل حال. وان من ينقض له دل على مرض في وريب في ايمانه وانه يحرم اساءة الظن باحكام الشريعة. وان يظن بها خلاف العدل والحكمة ثالثا فادعوه بها مسألة وطلبا اسألك باسمك المحسن اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اسألك باسمك المحسن اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي اسألك باسمك المحسن اجعلنا ممن اذا احسن الناس ان نحسن. واذا اساءوا ان نجتنب اساءتهم. اسألك باسمك المحسن اجعلنا من سنين لكل من حولنا ممن عرفنا وممن لم نعرف. اسألك باسمك المحسن ارزقنا الاحسان في القول والعمل. وفي السر والعلن اسألك باسمك المحسن اعنا على الاحسان بمن اساء الينا والعفو عمن ظلمنا وصلة من قطعنا