اسم الله الجبار. يا جبار اجبر كسرنا. الجبار معنى بسم الله الجبار الاصلاح الاكراه والقهر الارتفاع والامتناع والعلو والشموخ هو المتكبر الواجب العملي لاسم الله الجبار. عليك بالدعاء بسم الله الجبار واجبرني. لا تنازع الله جبروته ولا كبرياءه اعتز به توكل على الجبار واحتم به. محبة الجبار. جبر كسر المنكسرين. ثالثا فادعوه بها مسألة وطلبا. رابعا حاسب نفسك تعرف ربك اولا معنى اسم الله الجبار. لفظ الجبار مأخوذ من الجبر. ومعاني الجبر اربعة اولا الاصلاح ثانيا الاكراه والقهر. ثالثا الارتفاع والامتناع والعلو والشموخ. رابعا المتكبر. اولا الاصلاح الاصلاح. قال الامام الطبري الجبار يعني المصلح امور خلقه المصرفهم فيما فيه صلاحه. اصل الجبر اصلاح الشيخ بضرب من القمر اي بنوع من القوة والقدرة. ومنها جبر العظم اذا اصلح كسره. وجبر الفقير يعني اغداه. وجبر الخاسر اي عوضه وجبر المريض اي عالجه. وفي الحساب جبر الكسر اي تكميله. وذلك بتحويل اي كسر الى واحد ولذا قالوا من جبر الله مصيبته رد عليه ما ضاع منه وعوضه. والمعنى الشامل للجبر هو الاصلاح الجبار صيغة مبالغة لفعل الجبر. اي متصف بكثرة جبر حوائج الخلق فهو الذي يجبر الفقر بالغنى والمرض بالصحة والخيبة والفشل بالتوفيق والامل والخوف والحزن بالامن والفرح. الجبار يجبر اصحاب المصائب ويعينهم على الثبات ويعوضهم بالحسنات ويكافئهم في الدنيا على صبرهم بالنعم السابقات الجبار يجبر كسر المظلوم بقسم ظهر الظالم. ويسترد للمظلوم حقه من بين فكي الظالم الجبار يجبر التوابين بالقبول. بل ويسخر لهم حملة العرش يدعون لهم ولوالديهم وازواجهم وذرياتهم بالوقاية من الذنب في الدنيا ودخول الجنة في الاخرة. وان تصورت احد الخلق قادرا على اصلاح شيء من حياتك تكن عندها جاهلا بربك وصفات خلقه فلا يملك الناس اصلاح ما لا يصلحه الله. ولا جبر كسر لم يأذن به الله ولو ذلك في اهون الامور كاصلاح بين زوجين متخاصمين. قال تعالى ان يرينا يوفق الله بينهما الاية تتحدث هنا عن الحكمين حكم من اهله وحكم من اهلها. لكن هل هؤلاء سيصلحان ما فسد بين الزوجين كلا بل فعل الاصلاح منسوب هدى الى الله عز وجل. فهو الذي يوفق بينهما. قال ابن طيب وهو يعرفنا بربنا الجبار لنزداد له حبا من كمال احسان الرب تعالى ان يذيق عبده مرارة الكسر قبل حلاوة الجبر. ويعرفه قدر نعمته عليه بان يبتليه بضدها. فما كسر عبده المؤمن لا ليجبره ولا منعه الا ليعطيه. ولا ابتلاه الا ليعافيه. ولا اماته الا ليحييه ولا نغص عليه الدنيا الا ليرغبه في الاخرة ولا ابتلاه بجفاء الناس الا ليرده اليه. الثاني الاكراه والقهر ومثال ذلك قولك اجبرته على شيء. وقال تعالى ان فيها قوما جبارين والذي يجبر الناس على ما يريدون رغم انفهم ويكرههم عليه. وقد قال الله لنبيه وما انت عليهم بجبار بجبار اي لست بالذي تجبرهم على الهداية؟ فالجبار هنا بمعنى القهار الذي يقهر ولا يقهر ويغلب ولا يغلب وهو يجير ولا يجاور عليه وهو الذي دان له كل شيء وخضع له كل شيء ولا يقع في هذا الكون تسكينة ولا تحريكة الا بمشيئته سبحانه فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فلا يستطيع احد مهما بلغت قوته وعظمته ان يخرج عن ارادته الله عز وجل. فارادته فوق كل ارادة فلا معقب لحكمه ولا راد لقضائه. ولذا قال ابو العتاهية قد يدرك كن راقد الهادي برقدته وقد يخيب اخو الروحات والدلج. اورد البخاري في كتاب الرقائق. باب يقبض الله الارض يوم القيامة. في حديث تتعرف به على الجبار وما يكون منه يوم القيامة. تكون يوم القيامة خبزة واحدة يتكفأها الجبار بيده. كما يكفأ احدكم خبزته في السفر نزلا لاهل الجنة يتكفأها اي يقلبها من كفاءة الاناء اذا قلبتها. وفي رواية مسلم يكفأها. كما يكفأ احدكم خبزة في السفر اي انه كخبزة المسافر التي يجعلها في الرماد الحار ويقلبها من يد الى يد حتى تنضج وتستوي والمعنى ان الله عز وجل يجعل الارض يوم القيامة كالرغيف العظيم ليأكل المؤمن من تحت قدميه حتى يفرغ من الى الحساب نزلا لاهل الجنة يستفاد من الحديث ان المؤمنين لا يعاقبون بالجوع في طول زمان الموقف بل يقلب الجبار لهم بقدرته الارض حتى يأكلوا منها من تحت اقدامهم ما شاء الله الارتفاع والامتناع والعلو والشموخ النخلة الجبارة هي التي لا تنال ثمارها بيد من فرط علوها وهو بمعنى العلي على كل شيء الذي له جميع انواع العلوم علو الذات وعلو القدر وعلو القهر. الرابع المتكابر المتكابر بربوبيته عن كل سوء ونقص وعن مماثلة احد من خلقه وعن ان يكون له كفوا او ضدا او سميا او شريكا في خصائصه وصفاته ثانيا فادعوه بها عبادة وعملا. واحد عليك بالدعاء باسم الله الجبار واجبرني. وكلنا ذو قصر، بل كسور. فمن ذلك كسر الفقد وكسر الغربة وكسر المرض وكسر الفشل وكسر الذم. ولذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم طريق الجبر الامثل كما في حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بين السجدتين اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واجبرني واهدني وعافني وارزقني واذا قلت اللهم اجبرني فاقصد بهذا الجبر اصلاحك ودفع جميع المكاره الايمانية والدنيوية والمادية والمعنوية. في حديث اخر عن ابي امامة رضي الله عنه قال ما دنوت من نبيكم صلى الله عليه وسلم. في صلاتنا مكتوبة او تطوع الا سمعته يدعو بهؤلاء الكلمات لا يزيد فيهم ولا ينقص منهن. اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي. اللهم انعشني واجبرني واهدني لصالح الاعمال والاخلاق فانه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها الا انت. الا انت. الا انت ومعنى ان عشني ارفعني وقوي جئشي وانعشه اذا تداركه وانقذه من ورطته وانتعش بعد ان تعثر اي نهض من عثرته. فعامل الله تعالى في كل نقص وعند كل عجز باسم الجبار. لكي يجبر نقصك وعجزك فان فعلت لقيت من الجبر فوق ما تتمنى. ايمانك باسم الله الجبار يجعلك لا تغتر بالاسباب بل يجعل قلبك من الاسباب يائسا وبحسن الظن بالله متعلقا. لماذا؟ لم يجبر الله كسري قد يقول قائل انا اسأل الله باسمه الجبار ان يعطيني ولكن لا اعطى والجواب اولا عطاء الله تعالى وجبره لكسرك موافق لحكمته. فهو يجبر كسرك بحكمته البالغة. فيعطيك ما يناسبك في الوقت الذي سيبك ثانيا ربما كان الذي نقص عليك في نقصه كمال لك والحديث بذلك يشهد. ان الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب. تخافون عليه فقد يفسد المال صاحبه ويصرفه عن طاعة ربه ويلهيه عن الصلوات بالصفقات وعن الاستغفار في الاسحار مضاربة في البورصة وفروق الاسعار. ولذا كان من اروع ما قال محمود الوراق قدر الله كائن حين يقضي قد مضى فيك علمه وانتهى ما يريده فارد ما يكون ان لم يكن ما تريده. وشاهدي من هذه الابيات فارد ما يكون ان لم يكن ما تريده. فان لم يفعل الله ما يريده العبد جعل الله عبده راضيا بما يفعل وراحة الرضا في القلب اعظم واتم من راحة العطاء فيه. ويأتي سؤال هل كل جبر يجب ان من نفس نوع كسر والجواب قد يكون من نفس النوع وقد لا يكون. لكن كلما قوي ايمانك كلما كان جبر الله اسرع واكمل. فما تشعر معها بالنقص بل يمتلئ قلبك بالرضا ويفتح الله لك من محبتك وتوفيقه والوان معارفه ما ينسيك كل كسر. ويشغلك عن كل مر. واعلم كذلك ان الجبار حكيم حكيم فلا تستعجل الجبر. فربما كان الخير في التأخير ومزيد الاجر والفضل في اطالة ادي الكسر اثنان لا تنازع الله جبروته ولا كبريائه. في الحديث في الحديث قال الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة ازالي فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار في النار وفي الحديث في الحديث قال الله تعالى الكبرياء ردائي فمن نازعني في ردائي قسمته اي اذللت واهنتني وقربت هلاكه. الكبرياء هو الترفع عن الانقياد. وذلك لا يستحق الى الله سبحانه لان كبرياء الوهيته هو في استغنائه عما سواه. واما كل عبد فلا يستغني لحظة عن بر مولاه واما العظمة فهو ان يستعظمه غيره. وذلك اذا كثر ما تعلق به من الخدم والحشم. واذا كان الامر كذلك كانت صفة من كبرياء ذاتية وصفة العظمة اضافية. والذاتي اعلى من الاضافي. لكن لماذا شبه الكبرياء النداء وشبه صفة العظمة بالازار. الرداء هو ما يلبسه الرجل على رأسه وكتفيه. وهذه الاعضاء مختصة بالترفع التكبر والظهور. واما الازار فما يلبسه الرجل من وسطه الى قدميه. وهذه الاعضاء مختصة بالنزول والانحطاط والخفاء ومعلوم ان الرداء ارفع درجة من الازار. فوجب ان تكون صفة الكبرياء ارفع من العظمة. ووجه اخر للتمييز بين الكبرياء والعظمة. الكبرياء في حق البشر اشد قبحا واعظم جرما وبالتالي عقوبة. لانه يستدعي عليه. ولذلك فسر الكبر بانه بتر الحق وغمط الناس. فالمتكبر عليه هنا هو الحق او الخلق واما العظمة فلا تقتضي ذلك. فالمعظم لنفسه يلحظ كمال نفسه ولو لم يترفع على غيره. قال الشيخوخ محمد سعيد رمضان المعطي. في احد خطبه عن احد اولئك المتجبرين. مرض واشتد المرض ثم وقع في سياق الموت فصاح يقول لمن حوله من افراد اسرته اتوني مسدسا اين اتوني بالمسدس لاقتل هذا الذي جاء يقصد ملك الموت. وقضى نحبه وهو اتوني المسدس وانظروا هذا الكبر الذي صاحب صاحبه حتى اخر لحظات حياته لم يفارق فاي شؤم اعظم من هذا واي عقوبة اشد ثلاثة اعتز بالله. يا من الوذ به فيما اؤمله ومن اعوذ به مما احاذره لا يجبر الناس عظما انت كاسره ولا يهيضون عظما انت جابروه. ما شاء الجبار كاد وما لم يشأ لم يكن يقول الشيخ علي الطنطاوي حدثني بعض مشايخي عن من رأى بعينه وسمع باذنه فقال وقعت الصيحة في حي الميدان اجل احياء دمشق واكبرها. صبيحة يوم من ايام سنة الف وثمانمائة وواحد وثلاثين للميلاد. بان يا ابراهيم باشا قادم لزيارة عالم الشام الشيخ سعيد الحلبي في مسجده. وابراهيم باشا من قد علمت في ببطشه وجبروته ومن يده الى السيف اسرع من لسانه الى القول. وعينه الى النظر. ومن كان جبار سوريا وفاتحه وسيدها وقد لقي الشيخ سعيد الحلبي عالم الشام في عصره. وقد كان في درسه مادا رجله فدخل عليه ابراهيم ابن محمد علي صاحب مصر. فلم يتحرك ولم يقبض رجله ولم يبدل قعدته علم الباشا ولكنه كتم المه وذهب فبعث اليه بصرة فيها الف ليرة ذهبية. وكانت يومئذ مليون ريال الان فردها الشيخ وقال للرسول الذي جاءه بها قل للباشا ان الذي يمد رجله لا يمد يده اربعة توكل على الجبار باري جباري واحتم به. فيعلم انه يركن الى ركن شديد. وانه يلجأ الى رب اواصي الخلق كلهم بيده. وانه لو اجتمعت عليه الامة على ان ينفعوه بشيء. لن ينفعوه الا بشيء قد كتبه الله له. ولو اجتمعوا على ان يضروه بشيء لم يضروه الا بشيء قد كتبه الله عليه. فلا يخاف من الخلق ان طغوا. فان الذي الذي عظمه في قلبه انما هو الشيطان الشيطان يخوف اولياءه وكلما كان العبد اكثر افتقارا الى ربه وعبودية له كلما كان جبر الله لكسره اعظم. وكلما كان القلب ملتفتا الى الخلق كلما نحت ذلك من افتقاره الى ربه وعبوديته. فكان جبره اقل. خمسة محبة جبار جبنت القلوب على حب من احسن اليها. فكيف وانت ليس محسن اليك على الحقيقة الا الله فهو الذي يصلح لك شأنك كله. وكل احسان وصل اليك هو من انعام الله عليك. وما البشر الا وسطاء في لو لم يصل الخير لك من طريقهم لوصل عن طريق غيرهم. قال ابن القيم من تدبر حكمته سبحانه لطفه وبره بعباده واهل طاعته في كسره لهم. ثم جبره بعد الانكسار كما يكسر العبد بالذنب ويذله به ثم يجبره بتوبته عليه ومغفرته له. وكما يكسره بانواع المصائب والمحن ثم بالعافية والنعمة انفتح لك باب عظيم من ابواب معرفته ومحبته. وعلمت انه ارحم بعباده من الوالدة بولدها وان ذلك الكسر هو نفس رحمته به وبره ولطفه. وهو اعلم بمصلحة عبده منه. ولكن العبد لضعف بصيرة ومعرفته باسماء ربه وصفاته لا يكاد يشعر بذلك. ولا ينال رضا المحبوب وقربه والابتهاج والفرح الدنو منه والزلفة لديه الا على جسر من المذلة والمسكنة. وعلى هذا قام امر المحبة فلا سبيل الى الوصول الى المحبوب الا بذلك. ستة اجبر اجبر كسرا منكسرا جبر الله كسرك فادي شكر هذه النعمة واجبر كسر من حولك وتلطف بمن كسرته محنة او فقر او مصيبة وعامله وبما تحب ان يعاملك الناس به اذا انكسرت. قال ابن عربي وهو يشرح سر قرب العبد من ربه في سجوده في معنا بعيد. لكنه لطيف. لما جعل الله الارض لنا ذلولا نمشي في مناكبها فهي تحت اقدامنا تطأها بها. وذلك غاية المذلة فامرنا ان نضع عليها اشرف ما عندنا وهو الوجه. وان نمرغه عليها جبرا لانكسارها. فاجتمع بالسجود وجه العبد ووجه الارض فانجبر كسرها. وقد قال الله تعالى انا عند المنكسرة قلوبهم فلذلك كان العبد في تلك الحالة اقرب الى الله تعالى من سائر احوال الصلاة. لانه سعى في حق الغير لا في حق نفسه. وهو جبر انكسار الارض من ذلتها اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة. اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي اللهم انعشني واجبرني واهدني لصالح الاعمال والاخلاق. فانه لا ديني صالحها ولا يصرف سيئها الا انت. اللهم باسمك الجبار. اجبر كسرنا. واكشف ضرنا اجعل بعد الكسر جدرا. وبعد العسر يسرا. وبعد الضيق والشدة اللهم اجعلني سببا في جبر كسر مريض او يتيم او مسكين او مكروه او اسير. يا جبار السماء السماوات والارض يا رب العالمين