جمال بيانه فينا يروينا ويحيينا جمال بياني فينا يروينا ويحيينا هو القرآن معجزة الى الافلام علينا هو القرآن. معجزة الى الافلاك سورة البقرة اذلل المتقين. فلا يهتدي بانوار القرآن غير المتقين لانهم اطفئوا نور الطاعة في قلوبهم واثروا ظلمة الذنب فكانوا كالعميان. كشف الله وسر عدم انتفاع اكثر الناس بالقرآن. فقال هدى للمتقين. وما اقل من اتقى ولذا ما اقل المهتدين. هذه اول صفة مدح الله بها عباده في كتابه. وبهذا يتمايز الخلق فاشدهم ايمانا اعظمهم تصديقا طيب ولهذا سبقنا ابو بكر الذين يؤمنون بالغيب لا تخسر هذه الصفة بكثرة تتبعك لاخبار الاعجاز العلمي التي تؤيد ما جاء به القرآن. بل اجعل شعارك ان كان قال فقد صدق ويقيمون الصلاة. قال ابو العالية ارحل الى الرجل مسيرة ايام. فاول ما اتفقد من امري صلاته. فان وجدته يقيمها ويتمها اقمت وسمعت منه. وان وجدته يضيعها رجعت ولم اسمع منه وقلت هو لغير الصلاة اضيع اولئك على هداه. جاء بلفظ على اي مستعلين بهدايتهم. وذكر الله واهل الضلالة فقال اولئك في ضلال مبين اي منغمسين به ومما رزقناهم ينفقون. المال مال الله ثم يمدحنا على انفاقهم انذرهم لا يؤمنون من كتب الله عليه الشقاوة في ام الكتاب لن تجدي معه بشارة ولا نذارة ولا عتاب. لما ذكر النذارة ولم يذكر البشارة. قال الامام الرازي وانما ذكر الانذار دون البشارة بان تأثير الانذار في الفعل والترك اقوى من تأثير البشارة. لان صغار الانسان بدفع الضرر اشد من اشتغاله بجلب المنفعة ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة جمع القلوب والابصار ووحد السمع لسببين. الاول ان السمع لا يمكن ان يدرك عددا من المسموعات فهما وضبطا في وقت الواحد بعكس البصر الذي يرى اكثر من شيء في الوقت نفسه. الثاني من جهات اللغة وهو ان السمع مصدر. والمصدر لا يجمع كونه يدل على الحدث المطلق. واما الابصار والقلوب فاسماء تجمع ومن الناس من يخون بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين تقييم كل انسان بافعاله لا باقواله وما يخدعون الانفسهم وما يشعرون. قال ابن عرفة نفى عنهم الشعور وهو مبادئ الادراك فبنفي مبادئ الادراك ينتفي كل الادراك من باب احرار وما يخدعون الانفسهم اسلوب الحصر يدل على ان خداعهم مرتد عليهم فلن يضروا الله شيئا ولا رسوله ولا المؤمنين وما يشعرون شدة الغفلة وتتابع الذنوب تجعل من صاحبها بلا شعور ولا احساس يشفي الاكرام. هذا القرآن في قلوبهم مرض المريض يجد طعم الطعام على خلاف ما هو عليه. فيرى الحلو مرا وكذلك المنافقون يرون الحق باطلا والباطل حقا فزاده وهو رضا. البعض يستعجل نزول عقوبة الله بالمنافقين. وما درى ان اعظم عقوبات هي مرض قلوبهم فكيف بزيادة المرض واشتداده. واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض القائل هنا مبهم ليفيد العموم فيشمل ذلك اي قائل في اي زمان ومكان فلن ينقطع يوم الناس المنافقين ولا المجرمين قالوا انما نحن مصلحون. الا انهم هم المفسدون نادرا ما يشعر المفسد انه مفسد ولو شعر بذلك لانحلت المشكلة الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون اخطر اثار الذنوب هو نزع احساس القلب بوقعها عليه. اي موته الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون لا عدا اشد من عداء المنافقين للمؤمنين. ولا افساد اعظم من افساد المنافقين في ديار المسلمين. ولذا جاءت الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات. الا وانهم وهم وهو من ابلغ صيغ التوكيد. مرض القلب هو السبب الذي رأوا به الصور مقلوبة. وظنوا افسادهم اصلاحا. الم اقل لكم امراض القلوب مهلكة قالوا انما نحن مصلحون. الا انهم هم المفسدون من ادعى منزلة ونسبها لنفسه عوقب بالحرمان منها قانون انما نحن مصلحون. هذا من الجهل المركب. ان تجمع بين الوقوع في ذنب مع اعتقاده حقا وصاحبه اعظم جناية واصعب شفاء ممن يعمل الذنب مع اعتقاد انه ذنب. فمثل هذا اقرب للشفاء انؤمن كما امن السفهاء من صفات المنافقين احتقار الصالحين فضلا عن المصلحين والتقليل دوما من شأنهم. الكبر من اهم اسباب عدم اتباع الحق. هل فهمت الان لما لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة ذرة من كبر واذا خلوا الى شياطينهم تحذير مهم بعض الاصحاب شيطان في هيئة انسان لكن لا يراه على حقيقته الا اهل الايمان الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون لا تتعدب من املاء الله للمستهزئ بالحق فان الله يبغضه لذا يملي له ليزداد اثما فيتضاعف عذابه الذين اشتروا الضلالة بالهدى. اشتروا الضلالة مع انها شر سلعة ودفعوا ثمن الشراء وضحوا في سبيله بالهدى وهو غاية ما يتمناه عاقل. فبئست الصفقة وما اعظم الخسارة. شغف المنافقين بالنار عجيب كانهم يشترونها خسروا كل شيء. الربح ورأس المال. فما ربحوا دنيا ولا اخرة. ولا نال العاجل ولا الاجل. وهذا جزاء من قدم على الله سواه واثر شهوته وهواه