واما الذين كفروا فيقولون ماذا؟ اراد الله بهذا مثلا ديدن الكافرين الاعتراض على حكم رب العالمين. والتساؤل باستمرار حول حكمة الله في الاحداث بغرض بث في الشهوات كلما رزقوا منا من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من من قبل واتوا به متشابها. ثمار الجنة رائعة ومتجددة. الشكل هو شكل لكن الطعم مختلف. واللذة متزايدة يوما بعد يوم الى ما لا نهاية. قال ابن عباس ليس في الدنيا مما في الجنة الا اساميهم لهم جنات تغني من تحتها الانهار كلما رزقوا منا من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من متشابها ولهم فيها ازواجا مطهرة وهم فيها خالدون مجامع اللذات في ثلاثة المسكن والمطعم والمنكح. فجمعها الله في هذه الاية. لكن هذه النعم اذا اقترن بها خوف كان التنعم بها منغصا فبشرهم الله بالخلود ليزيل عنهم هذا الخوف. فصارت الاية دالة على كمال التنعم والسرور ان الله لا يستح ان يظلم مثلا ما بعوضة فما فوقها تحداهم باحقر ما رأته اعينهم. ان يخلقوا مثله. وقيل فما فوقها. اي في الحقائق. فيكون المعنى احقر من البعوضة. فان لستم عن الحقير فماذا عن العظيم ويقطعون ما امر الله به ان يوصل يدخل في الاية كل قطيعة لا ترضي الله كقطع الرحم وهجر المؤمنين وعدم موالاة الصالحين وترك حضور الجماعات المفروضة والمعاملة بالمثل. ففي الحديث الصحيح من وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم من رحمة الله بنا ان قرب لنا مشاهد الغيب بامر حسي مشاهد. فمن استبعد البعث بعد الموت فليذكر بدء خلقه من نطفة مهيبة محتقرة هي اقرب الى الموت منها الى الحياة هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا كل ما في هذا الكون مسخر لخدمتك. فيا لسمو مكانتك وعظيم رتبتك. وفي الاية اشارة خفية الى شجاعة كفر الكافرين رغم احسان رب العالمين. اشارة الى ان الاصل في الاشياء المخلوقة الاباحة حتى يقوم دليل او نص على التحريم خلق لكم ما في الارض جميعا. حتى الملائكة وهم اطهر الخلق تحرسك وترعاك له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا اعطاك عطاء لا ينقطع دون سعي منك او سؤال. فهل شكرت ذلك؟ ام تأخذ كل شيء دون ان تعطي كالمحتال كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم. اصل النعم الحياة واول ما انعم الله به على عباده ان خلقهم احياء. من النعم المنسية انك حي الان وغيرك مات وان قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء. ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال اني اعلم ما لا تعلمون مهما علت رتبتك ستظل بعض حكمة الله غائبة عنك. وهل هناك اعبد واطهر من الملائكة؟ ومع ذلك غاب عنهم حكمة خلق ادم قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء كلما طهر القلب زادت حساسية صاحبه تجاه المعصية. قالت الملائكة هذه المقالة اما على طريق التعجب من خلاف الله لمن يعصيه او التعجب من عصيان من يستخلفه الله في ارضه وعلم ادم الاسماء كلها هذه واحدة من اربع خصال شرف الله بها ادم عليه السلام. فقد علمه اسماء كل شيء وخلقه بيده ونفخ فيه من روحه وامر ملائكة بالسجود له وهذه لم تجتمع لاحد غيره. قال سبحانك سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم حكيم كل علم لدينا انما هو مما اذن الله لنا ان نعلمه. ثم يأتي بعد هذا ملحد يجادل في وجود الله بسبب ما وصل اليه من علم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض. واعلم ما تمد وما كنتم تهتمون معاتبة للملائكة على تركهم الاولى. حيث بادروا بالسؤال عن الحكمة. وكان الاولى ان يأخذوا بالادب اللائق بمقام الالوهية فيترك السؤال عنها حتى يظهرها الله او لا يظهرها فسجدوا الا ابليس اذا واستكبر وكان من الكافرين الكبر يقود الى الكفر ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين الظلم وضع الشيء في غير موضعه. لذا كانت المعصية ظلما. لان العبد يضع نعمة الله في غير مكانها. واول ظلم وقع كان من ادم وحواء وكنا منا رعدا حيث شئتما. وقال بعدها فكلوا منها حيث شئتم رغدا. وكلتا الايتين البقرة فقدم الرغد في الاولى لانها في قصة ادم وهذا في الجنة واخرها في الثانية لانها في بني اسرائيل وهذا في الدنيا ورغد ذو الجنة مقدم على رغد الدنيا ولكم في الارض مستقرون ومتاع الى حين الى حين فلستم بخالدين. لذا ينبغي الزهد في الدنيا وعدم الاغترار بنعيمها فاذلهما الشيطان عنها. كل معصية زلل والزلل الانزلاق على الارض دون اختيار او ارادة. وهو مجاز مشهور في وقوع خطيئة فهي سبب اخراج ادم وحواء من الجنة. وسبب تنحيتهما عن المرتبة التي شرفهما الله بها فاذلهما الشيطان عنها احذر عدوك ان يغرك كما غر الابوين فلا ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ادم عليه السلام ابو الانبياء. ومن خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه. ومع هذا لن يستغني عن التوبة. فكيف يستغني عنها مثلي ومثل لوك فتلقاه ادم من ربه كلمات فتاب عليه ذكر ابن القيم ان ترك المأمور اشد من فعل المحظور. فذنب ادم عليه السلام كان بفعل المحظور. فكان عاقبته ان اشتباه فتاب عليه وهدى وذنب ابليس كان بترك المأمور. فكان عاقبته ما ذكر الله تعالى فلا ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم قال سعيد بن جبير والحسن ومجاهد تلقى ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين اولى الهامه له بالتوبة ما تاب ما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون نفى الله عمن اتبع هداه الخوف والحزن. والفارق بينهما ان المكروه ان كان قد مضى احدث الحزن وان كان منتظرا في مستقبل احدث الخوف. فنفاهما الله عن كل مهتد. واذا انتفيا حصل ضدهما وهو الامان التام