والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب فيها خالدون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما اهل النار الذين هم اهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون ولكن اقوام اصابتهم النار بخطاياهم فاماتتهم اماتة حتى اذا صاروا فحما اذن في الشفاعة والمراد باهل النار الكفار فلا يموتون فيها ولا يحيون. واما الاقوام الذين اصابتهم النار بذنوبهم فهم عصاة الموحدين يا بني اسرائيل يذكروا نعمتي التي انعمت ان لم تطيعوه لانه المستحق للطاعة فاستحيوا ان تعصوه باستعمال نعمه التي انعم بها عليكم. الذكر هو الحفظ من النسيان والله تعالى غير لن نراه الا في الجنة. لكننا نرى نعم الله فنذكره وبذكره يكون حاضرا في ضميرنا كأن اننا نراه اعادة تعريف النعمة. قال القشيري النعمة ما اشهدك المنعم او ما ذكرك بالمنعم او ما او الى المنعم او ما لم يحجبك عن المنعم اذكروا نعمتي طلب منكم تذكر نعمة واحدة للاشارة الى ان استحضار النعم كلها محال. فلا تطيقون الا شكر نعمة واحدة يا بني اسرائيل هو يعقوب عليه السلام. وفي نسبتهم الى ابيهم اسرائيل حث لهم على الاقتداء به وامتثال اوامر الله ونواهيه. كانه قيل النبي الكريم كونوا مثل ابيكم في الطاعة والعبادة وامنوا بما انزلتم صدقا لما معكم قال الامام الرازي وهذه الجملة الكريمة تدل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم من وجهين. اولهما ان الكتب السابقة قد بشرت وشهادتها لا تكون الا حقا. والثاني هما انه عليه الصلاة والسلام قد اخبرهم عما في كتبهم بدون معرفة سابقة لها وهذا لا يتأتى الا عن طريق الوحي ولا تكونوا اول كافر به احذروا ان تكون اول فريق يكفر بالقرآن فيقتدي بكم اخرون فتكونوا ائمة في الكفر واعظم الخلق في الوزر من سن في الاسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها ولا تلمسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون قال الامام الرازي واعلم ان اضلال الغير لا يحصل الا بطريقين ان كان قد سمع دلائل الحق فاضلاله بتشويش تلك الدلائل عليه وان كان ما سمعها فاضلاله باخفاء تلك الدلائل عنه. فقوله ولا تلبسوا الحق بالباطل اشارة الى القسم الاول وهو تشويش الدلائل عليه وقوله وتكتم الحق اشارة الى القسم الثاني وهو منعه من الوصول الى الدلائل واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين الخطاب لليهود مما يدل على ان الكفار مخاطبون كما المسلمون بفروع الشريعة. ليس هنا تكرار. فالامر الاول هو امر باقامتها. والامر الثاني بالركوع هو باداءها في الجماعة وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب بعض من يتلو الايات يخاطب بها الناس وينسى نفسه واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين قد ينفد زاد الصبر. لذا امرنا الله ان نستعين بالصلاة الخاشعة لتعين الصبر وتقويه واستعينوا بالصبر والصلاة كثيرا ما نوصي من اصيب بمصيبة ان يصبر. لكن ننسى ان نوصيه بقرينة الصبر وهي الصلاة. كما صلى الله عليه وسلم اذا قزبه امر فزع للصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين خفت عليهم عظائم الامور بخشوعهم في الصلاة فالخشوع قوة وانها لكبيرة الا على الخاشعين. الذين انه ملاقو ربهم الصلاة ثقيلة على كل من لم يخشع فيها. واكثر ما يجلب الخشوع فيها اليقين باليوم الاخر وانها لكبيرة الا على الخاشعين. الذين انه لاقوا ربهم وانهم اليه راجعون اكثر ما يعين على الخشوع استحضار القلوب للموت. ولذا كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم اذكر الموت في صلاتك فان الرجل اذا ذكر الموت في صلاته لحري ان يحسن صلاته اصلي صلاة رجل لا يظن انه يصلي صلاة غيرها اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم ليكن لسانك رطبا بذكر ما تتابع من نعم الله عليك واني فظلتكم على العالمين فضل الله بني اسرائيل على العالمين لما امنوا واتقوا فلما اعرضوا وعصوا سلبهم الله هذا الشرف والتفضيل واحل انه اللعنة والعذاب الوبيل ليس بنو اسرائيل وحدهم في هذا المضمار واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا يوم حذرك الله منه. كم مرة يخطر ببالك؟ وما استعدادك له؟ في الحديث يا معشر قريش اشتروا انفسكم من الله لا اغني عنكم من الله شيئا. يا بني عبد مناف اشتروا انفسكم من الله الله لا اغني عنكم من الله شيئا. يا عباس ابن عبدالمطلب لا اغني عنك من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله لوني عنك من الله شيئا. يا فاطمة بنت محمد سليني من مالك ما شئت. لا اغني عنك من الله شيئا واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها كشفاه ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم العدل هو الفدية والذي يخفف العذاب واحد من ثلاثة. شفاعة او فدية او نصر. وثلاثتها مستحيلة في الاخرة قال الرازي في الاية اعظم تحذير عن المعاصي. واقوى ترغيب في تلاف الانسان ما يكون منه من المعصية بالتوبة. لانه اذا يتصور انه ليس بعد الموت استدراك ولا شفاعة ولا نصرة ولا فدية علم انه لا خلاص له الا بالطاعة. والاية كانت في بني اسرائيل فهي مخاطبة للكل. لان الوصف الذي ذكر فيها وصف لليوم وذلك يعم كل من يحضر في ذلك اليوم ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل قدم الله هنا الشفاعة على اخذ الفدية. لكنه في الاية المئة والثالثة والعشرين من نفس السورة قدم الفدية على الشفاعة. فقال ولا يقبل منها ولا تنفعها شفاعة. فما السبب؟ قيل من كان ميله الى حب المال اشد من ميله الى علو النفس فانه يقدم بالشفعاء على دفع الفدية. ومن كان بالعكس قدم الفدية على الشفاعة ففائدة تغيير الترتيب الاشارة الى كلا الصنفين