صفراء فاقع اللون وتسوء الناظرين الالوان المبهجة اثر على النفوس. فلون حياتك بالوان الفرح فذبحوها وما كانوا يفعلون طلبوا الحيلة ما امكنهم للتهرب من التكليف الالهي. فلما ضاق عليهم الخناق استسلموا للحكم. ليتخلصوا من المطالبات وكم يعيش بيننا اليوم امثال هؤلاء والله مخرج ما كنتم تكتمون ما تكتمه في صدرك سيخرجه الله لا محالة. فزين باطنك كما زينت ظاهرك ثم قست قلوبكم من بعد ذلك قست قلوبهم بعد ان رأوا معجزة احياء الله لقتيل بني اسرائيل والدرس لا تأمن قسوة قلبك بعد اليقظة ما يهبط من خشية الله حجر سقط من رأس جبل من خشية الله. فكان الين من كثير من القلوب القاسية وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه عرفونهم يا بعد ما عقلوا وهم يعلمون النهي عن الطمع في ايمانهم لا يعني ابدا ترك دعوتهم. فالمؤمنون مأمورون بدعوتهم لاقامة الحجة عليهم. وتفنيد قائمة اعذارهم في الاخرة والمؤمن ينال الاجر بفعل الامر دون النظر الى الاجابة من عدمها واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض يا قانون اتحدثونهم؟ قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم افلا تعقلون ما كان اليهود يوما على قلب رجل واحد. كان بعض منافقي اليهود اذا لقوا المؤمنين قالوا امنا. واذا رجع بعضهم الى بعض تلاوموا. وقال بعضهم اتحدثونهم بما جاء في كتابكم ان محمدا حق وقوله صدق اولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون. اليهود اغبياء في زي اذكياء واجسام بلا افهام ومنه اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني. قال ابن تيمية ذلك كمتناول لمن ترك تدبر القرآن ولم يعلم الا مجرد تلاوة حروفه فوين للذين ينتمون الكتاب بايديهم ثم يقولون يقولون هذا من ليشتعوا به ثمنا قليلا فويل له مما كتبت ايديهم وويل لهم من ما يكسبون قال الرافض فان قيل لما ذكر يكسبون بلفظ المستقبل وكتبت بلفظ الماضي قيل تنبيها على ما قال النبي صلى الله عليه وسلم من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة. فدبه بالاية الى ان ما اثبتوه من التأويلات الفاسدة التي الجهلة هو اكتساب وزر يكتسبونه حالا فحال. وعبر بالكتابة دون القول بانها متظمنة له وزيادة. فهي كذب باللسان واليد وكلام اليد يبقى رسمه. اما القول فقد يضمحل اثره ام تخونون على الله ما لا تعلمون. هذا ادب النبوة العالي والخلق السامي بدلا ان يقول لهم اتفترون على الله الكذب مع ان الذي يخترق الكلام يعلم في قرارة نفسه انه كذاب وقالوا لا تمسنا الا اياما معدودة ليتهم اكتفوا بالاساءة لكنهم جمعوا معها امن العقوبة. فكل من امن عقوبة الذنب فقد شابه اليهود منام كسب سيئة واحاطت بي خطيئة فهناك اصحابهم في النار هم فيها خالدون سأل رجل الحسن عن الخطيئة فقال سبحان الله الا اراك ذا لحيتي وما تدري ما الخطيئة؟ انظر في المصحف. كل اية نهى فيها الله عنها واخبرك انه من عمل بها ادخله النار فهي الخطيئة المحيطة والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة يا خالدون قال صلى الله عليه وسلم يؤتى بالموت كانه كبش املح حتى يوقف على السور بين الجنة والنار فيقال يا اهل الجنة فيشرئبون ويقال يا اهل النار فيشرئبون فيقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت فيضجع ويذبح. فلولا ان الله قضى لاهل الجنة الحياة البقاء لماتوا فرحا. ولولا ان الله قضى لاهل النار الحياة فيها لماتوا ترحا وقولوا للناس حسنا للناس كل الناس ولو كان غير مسلم. قال ابن عباس لو قال لي فرعون خيرا لرددت عليه مثله وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلاة قدم الله القول الحسن على الامر باقامة الصلاة وان اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون قال ابن عاشور واشارت هذه الاية الى وصيتين من الوصايا الالهية الواقعة في العهد المعروف بالكلمات العشر المنزلة على موسى عليه السلام من قوله لا تقتل لا تشتهي بيت قريبك. فان النهي عن شهوة بيت القريب بقصد سد ذريعة السعي في اغتصابه منه فرض الله عليهم ثلاثة امور الا يسفك بعضهم دم بعض ولا يخرجوا ولا يخرج بعضهم بعضا ومن ديارهم واذا وجدوا اسيرا منهم وجب عليهم افتداؤه. فعملوا بالامر الاخر فقط. وتركوا الاول والثاني. فانكر الله عليهم ذلك فقال افتؤمنون ببعض الكتاب وهو فداء الاسير وتكفرون ببعض وهو القتل والاخراج تبعيد الدين وتجزئة الشريعة كان بنو قريظة خلفاء الاوس وكان بني النظير خلفاء الخزرج فكان كل فريق يقاتل مع واذا غلبوا خربوا ديار بعضهم واخرجوهم. واذا اسر رجل من الفريقين جمعوا له حتى يفتدوه عيرتهم العرب وقالت كيف تقاتلونهم؟ ثم تفدونهم؟ فيقولون امرنا الله ان نفديهم وحرم علينا قتالهم ولكنا نستحي ان نذل حلفائنا فما يفعل ذلك منكم الا خزي الا خزي في الحياة الدنيا جعل الله الخزي مصير من امن ببعض الكتاب وترك بعضه نفس العذاب كان من نصيب فرعون. ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة. فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون اختاروا النار على العار. قالت اليهود انهم ان لم يعينوا حلفاؤهم حصل لهم من وراء ذلك العار. فاختاروا النار على عار واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس روح القدس هو جبريل عليه السلام. فالملك الذي نزل على عيسى عليه السلام هو الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رسالة واحدة ودين واحد من رب واحد عن طريق ملك واحد. وايدناه بروح القدس وسمي جبريل بروح القدس لانه بمنزلة الارواح للابدان. فيحيي الله بالوحي الذي ينزل به جبريل من مات قلبه افكلماكم رسول بما لا تقوى انفسكم استكبرتم استكبرتم ففريقا كم ابتم وفريقا اقتلوه ممن كذب من الانبياء عيسى ومحمد عليهما السلام. وممن قتل يحيى وزكريا عليهما السلام. فاذا كان هذا قوبل به الانبياء والرسل. فماذا يتوقع ورثتهم من الدعاة