الولي جاء ذكر اسم الله الولي في القرآن خمس عشرة مرة. ومن ذلك قوله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. وقوله انا وكفى بالله وليا. وقوله عز وجل وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد. وقوله سبحانه والله ولي المؤمنين. وقوله تبارك وتعالى انت وليي في الدنيا والاخرة. وقوله عز وجل ام اتخذوا من دونه اولياء فالله هو الولي اول معنى اسم الله الولي. معناه في اللغة. الولي القرب والدنو. يقال تباعد بعد وليه وكل مما يليك اي مما يقاربك. والولي ضد العدو والموالاة ضد المعاداة. يقال فيه تولاه والمولى المعتق والمعتق وابن العم والناصر والجار والصديق والتابع والمحب والحنيف والشريك وابن الاخت والولي المولى والولي الصهر وكل من ولي امر احد فهو وليه. والولاية بالكسر السلطان والولاية الولاية النصرة وعرف العلماء اسم الولي فقال الخطابي والولي ايضا المتولي للامر والقائم به كولي يتيم وولي المرأة في عقد النكاح عليها. واصله من الولي وهو القرب. فالولاية هي النصرة وهي رعاية المصالح هي القرب في المكان او النسب او المنزلة. ولذا تلحظ ان كلمة مولى تطلق مرة على السيد وتطلق مرة على الخادم ولذا يقول البحتري مولاك يا مولى يا طالب لوعة في يومه وصبابة في امسه اي عبدك يا سيدي يطلب منك معاونته. فاذا كان العبد في حاجة لشيء فمن اقرب الناس اليه واول من سيلبي طلبه له سيده. واذا استغاث السيد بمن حوله فمن اول من سيستجيب له؟ انه خادمه. فكلمة المولى تطلق على السيد وعلى العبد لقرب كل منهما من الاخر. قال الزجاجي الولي في كلام العرب على دروب عشرة مخرجها كلها من قولهم هذا الشيء للشيء واوليت الشيء الشيء اذا جعلته يليه لا حاجز بينهما. وانت لا تقرب احدا منك الا ان وثقت به. ورأيته اقرب لنفسك وقلبك ولا يكون الاقرب الى نفسك وقلبك الا ان رأيت منه حرصا عليك. ونفعا فوق ما لديك وقوة فوق قوتك وعلما فوق علمك ومعلوم ان الولي يفعل لمولاه الاصلح له والاحسن في علاقاتنا اليومية وواقعنا الحياتي نعرف اثر الولي جيدا. الولي من البشر فلا يخاف الطفل في مدرسته اذا احتمى بوليه امره. واما الطفل اليتيم فمنكسر ولا سند له ولا ظهير. فمن ليس له ولي مسكين مكروب. والعروس يوم زفافها واثناء عقد يقف بجوارها وليها ومن ليس لها ولي تتألم غاية الالم ليلة زفافها وتشعر انها وحيدة يوم فرحها غاب ولي البشر فشعرت بالالم والوحشة والحرمان فكيف اذا غابت عنك رعايته وولاية الرب الولي سبحانه وتعالى الله هو الولي. فما تظن انه فاعل بك؟ واذا لم يتولى امرك فكيف تكون حالتك ثانيا نوعا الولاية الاول الولاية العامة. فالله يتولى بها شؤون جميع خلقه قال الله عز وجل وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين فهو ولي السماء وما فيها والارض وما فيها وحافظ لكل شيء وراع لكل مخلوقاته ومدبر لشؤون هذا الكون افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت تولى امور خلقه فامدهم بما يحتاجون. كما يقال قام فلان على كذا وكذا. فهو قائم على كل نفس بما كسبت ان يرزقها ويحفظها ويرعاها. والمعنى انه حافظ لا يغفل. وجواب العبارة محذوف. وتقديره افمن هو حافظ لا يغفل كمن يغفل. افمن قام على خلقه كمن لا يستطيع ان يقوم بامر نفسه فضلا عن امر غيره. فالاستفهام انكاري. فايهما احق بالعبادة والتوكل عليه واللجوء اليه. من هو قائم على كل النفوس بما كسبت فيعلم سرها وجهرها ويجازيها على ما عملت من خير خير وشر؟ ام تلك الالهة والشركاء الذين لا يملك احدهم امر نفسه فضلا عن ان يتولى امر غيره الثاني الولاية الخاصة وهي ولاية المحبة والتوفيق والنصرة. وهي بهذا المعنى خاصة بالمؤمنين المتقين. وهي التي تثمر في قلوب اولياء الله الطمأنينة والثقة في نصرته سبحانه وكفايته كما قال ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين مولانا هم وهذا يثمر اليقين بذهاب الكفار وقطع دابرهم. فانهم وان انتصروا في حقبة من الزمان فهم الى زوال. لان الولي لا يتولاهم وقد نهانا الله عن اتخاذ اي ولي غير الله ما لهم من دونه من ولي فالله وحده هو الذي يتولى امور الخلق بالاصلاح او بالنصر او بالاعانة. فلا يتوكل على غير الله ولا يصلح الامور الا الله ومن تولى غير الله فقد وكل نفسه الى العجز والضياع والخسران بين ولاية الله وولاية الناس لا وجه للمقارنة بين ولاية الله وولاية البشر فاي انسان قد يكون قريبا منك بعض الوقت لكنه لا يستطيع ان يكون بجوارك في كل الاوقات فستمر عليك اوقات يغيب فيها عنك رغم شدة احتياجك اليه. اما لغياب او انشغال او مرض او وفاة. اما ولاية الله لك فهي لا تنفك عنك طرفة عين. ولاية الانسان تكون على عدد محدود ممن يتولاه. فالاب ولي اسرته والزوج ولي زوجته ومدير الشركة ولي على العاملين بها. والمحافظ على سكان محافظته. والحاكم على شعبه. ولكن الولي سبحانه ان امر الخلائق جميعا جملة واحدة وفي وقت واحد. فهو ان التفت اليك لم يلتفت عن غيرك. وان رزقك لم ينشغل عن رزق الاخرين. فلا تشغله صوت عن صوت ولا سؤال عن سؤال سبحانه. لا تختلف عليه اللغات ولا تختلط عليه الاصوات ثالثا من ولي الله الولي له تعريفات. احدهما هو الذي تتوالى طاعته دون ان يتخللها عصيان. وهو قول القشيري الولي وزن سعيد مبالغة من الفاعل. وهي من توالت طاعاته من غير ان يتخللها عصيان والثاني من تولاه الله. فتولى حفظه وحراسته ورعايته وهو يتولى الصالحين ومن تولاه الله انعم عليه برائع الخصال ومن ضمنها ما قاله القشيري في تعريف جامع مانع للولي من المؤمنين الولي من لا يقصر في حق الحق ولا يؤخر القيام بحق الخلق. يطيع لا لخوف عقاب ولا على ملاحظة حسن مآل. او تطلع في الاقتراب ويقضي لكل احد حقا يراه واجبا. ولا يقتضي من احد حقا له. ولا ينتقم ولا ينتصف. لا يقتص بل يعفو مفوض امره لله ولا يشمت ولا يحقد ولا يقلد احدا منة. لا يمن على احد باحسانه. ولا يرى لنفسه ولا لما قدرا ولا قيمة ان ولي الله ليس كما يصوره الجاهلون هو الدرويش الابله المنسحب من صخب الحياة الى صومعته. وفاقد الاحساس العاجز عن العمل. والخانع امام الاعداء وانما هو المجاهد في بحار الحياة المتلاطمة. الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم. ويأخذ بايدي الخلق ناحية الحق بعيدا عن اجواء الباطل ولقد اجاد الاستاذ ماجد عرسان الكيلاني رحمه الله في تعريفه الجامعي للولي. وكيف انه يشمل كل مناحي الحياة والذين يحسنون هذه الولاية والرعاية كل في ميدانه ويلتزمون في ولايتهم ورعايتهم في ظل القيم والتوجيهات التي جاءت بها الرسالة الاسلامية لشؤون غيرهم اوامر الله توجيهاته حق الالتزام دون ان تفتنهم المغريات هم اولياء الله وبذلك يكون ولي الله هو من يلتزم اوامر الله حق الالتزام في ميادين الاجتماع والسياسة. والادارة العسكرية والاقتصاد والتربية والفكر والثقافة والتوجيه والجهاد والامن وغير ذلك. وبهذا المعنى كان ابو بكر وعمر بن الخطاب وليين لله في ميدان الحكم والسياسة. وكان خالد بن الوليد ولي الله في ميدان العسكرية. وكان معاذ بن جبل ولي الله في ميدان التربية والتعليم. وكان عبدالرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وليين لله في ميدان التجارة والاعمال. وكان عبدالرحمن بن عوف وعثمان بن عفان لله في ميدان التجارة والاعمال. وكان هناك ولي الله الزارع وولي الله الصانع وولي الله الشرطي وولي الله الاداري وهكذا ما دام الكل يعملون حسب اوامر الله ونواهيه. ويتقونه حق تقاته الله وليهما. وهنا نعرض لاثر اسم الله الولي مع قدوتين رائعتين. الاول نبي والثاني ولي والنبي هو يوسف عليه السلام عندما ارتقى سدة الحكم بعد حياة حافلة بتولي الله لامره دعاه رب قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السماوات الارض انت وليي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني الصالحين لم ينسى يوسف شكر ربه الذي تولاه في جميع مراحل حياته. فقال عليه السلام يا رب قد توليت امري فيما مضى وانت من البئر الذي القيت فيها عند الصبا. وتوليتني عندما لقيت فتنة امرأة العزيز. وقد ارادت غوايتي وغلقت الابواب. وتوليت عند سجني الذي حبست فيه ظلما بلا اسباب. وتوليتني فرددتني الى والدي بعد طول غياب. فاحسن بي يا وليي وانا على مشارف في الاخرة كما احسنت لي وليي في كل ما مر بي من دنياي لقد رأى يوسف كيف تولاه الولي في كل الاوقات فظل متعلقا بهذا الاسم العظيم حتى اخر لحظة له في دنياه. فما غاب عنه حتى عند احتضانه وموته. ولقد رأى ان الله تولاه في الدنيا فطمع في الولاية الاعظم ولاية الاخرة. وذلك بان يدخله الله الجنة ليلحق فيها بركب الصالحين والولي عمر ابن عبدالعزيز واسمع تجربته مع اسم الله الولي. فما تمنى من وليه شيئا الا واعطاه اياه حتى طمع في الجائزة الكبرى والنعمة العظمى الجنة قال دكيل راجس اتيت عمر بن عبدالعزيز بعد ما استخلف. استنجز منه وعدا كان وعدنيه وهو والي المدينة. فقال لي يا دكيل ان لي نفسا تواقة لم تزل تتوق الى الامارة فلما نلتها تاقت الى الخلافة فلما نلتها تاقت الى الجنة اما وظل هذا الاسم عالقا في ذهنه حتى احتضاره. فلما كان احتضاره دخل عليه مسلمة بن عبدالملك. فقال يا امير المؤمنين انك افقرت افواه ولدك من هذا المال وتركتهم عيلة لا شيء لهم. فلو وصيت بهم الي والى نظرائي من اهل بيتك. فقال عمر واما قولك لو اوصيت بهم فان وصيي ووليي فيهم الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين بني احد الرجلين اما رجل يتقي الله فسيجعل الله له مخرجا. واما رجل مكب على المعاصي فاني لم اكن اقويه على اعصي الله فكما تولاه الله فسيتولى الصالحين من ابنائه. وما هذا الا عن سابق تجربته التي جربها في حياته. فاطمئن ان ولاية الله ابنائه خير من ولايته لهم. فوكلهم الى ربهم رابعا جوائز الولاية واحد لا خوف ولا حزن ماذا يعطيك الله اذا تولى امرك؟ قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فليس هناك خوف في الدنيا ولا حزن في الاخرة او لا خوف عليهم في الاخرة ولا هم يحزنون عند الموت او لا يخافون على ذريتهم فان الله تعالى يتولاهم ولا هم يحزنون على دنياهم لان الله تعالى يعوضهم عنها اثنان يخرجهم من الظلمات الى النور. اهم فوائد الولاية الربانية للعبد هدايته واخراجه من الظلمات الى النور الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. والظلمات جمع والنور مفرد لان الحق لا يتعدد. اما الباطل فتتعدد سبله. ومن هنا خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مستقيما للصراط المستقيم وخط حوله خطوطا من حواليه هي سبل الشيطان وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وضرب الله ثلاثة نماذج للانتقال من الظلمات الى النور. قصة ابراهيم مع النمرود وقصة عزير مع حماره وطعامه وقصة ابراهيم مع احياء الموتى عن طريق الطير وهي كلها نماذج عملية لاخراج العباد من الظلمات الى النور. والولي يتولى المؤمنين. فالولاية الخاصة مفاتيحها بيد العبد ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. فكل من لم يتق الله فقد حرم نفسه ولاية ربه ثلاثة كرامات الاولياء. ما هي الكرامة كثير من الناس يظنون الولي هو من يمتلك قدرات خارقة تخرق العادات. ومن غير هذا لا ينال شرف الولاية. وهذا غير صحيح اليكم هذه النقاط التوضيحية مذهب اهل الحق اثبات كرامات الاولياء بشرائطها. وانها واقعة موجودة مستمرة في جميع العصور. شرط الكرامة ان يكون صاحبها موافقا للكتاب والسنة فينظر الى عبادته والتزامه بالشرع. فان وجد صالحا والا كان دجالا خلط الناس بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان من السحرة والدجالين والمشعوذين وارباب الطرق الصوفية المنحرفة. فهؤلاء تحصل لهم خوارق العادات ويستخدمون الجن في مثل هذا لا يجوز ان يكون مقصود العبد بالعبادة تحصيل الكرامة. بل عبادة الله لطلب مرضاته وثوابه. وخوفا من عقابه والكرامات قد تبعا لذلك وقد لا تأتي قد تحصل الكرامة للمفضول ولا تحصل للفاضل. تحصل الكرامة لفريقين. الاول من بلغ في التصفية والعبادة والمجاهدة درجة عالية فتكون الكرامة بمثابة الجائزة او الهدية والعطية للعبد الصالح. والثاني من كان ايمانه مزعزعا يوشك ان ينهار فتأتيه الكرامة تأييدا وتشجيع. اعظم الكرامة ليس في ظهور خوارق العادات الحسية. بل في الكرامة الايمانية بلزوم الاستقامة اربعة النصر ان تولى الله امرك فانت منصور لا محالة. بل الله مولاكم وهو خير الناصرين وقوله عز وجل اه هم الغالبون خامسا طريق الوصول الى الولاية. واحد التقوى. قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا ويتقون اسهل واجمل تعريف للتقوى هو ان يجدك حيث امرك. ويفتقدك حيث نهاك. وللتقوى تمام. كما قال ابو الدرداء رضي الله عنه تمام التقوى ان يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة. وحتى يترك بعض ما يرى انه حلال خشية ان يكون حراما يكون حجابا بينه وبين الحرام فالاتم تقوى هو الاحسن عملا. واحسانه وتمام تقواه بان يجتنب المكروهات بعض المحرمات. ويحافظ على المستحبات بعد الواجبات. ومن جميل ما قاله الجيلاني في حقيقتها حقيقة التقوى انك لو جمعت ما في قلبك وتركته في طبق مكشوف وطفت به في السوق لم يكن فيه شيء يستحى منه اثنان المحافظة على الفرائض والنوافل. ففي حديث الولاية من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب. وما تقرب الى اي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه ومن سادة الاولياء كل من علم علما فعمل به كما رآهم الشافعي فقال ان لم يكن الفقهاء العاملون اولياء الله فما لله اي ولي سادسا فادعوه بها عبادة وعملا واحد موالاة المؤمنين. من اراد ان يعلم هل هو من اولياء الله فلينظر كيف ولاؤه لمن والاه. وعداوته لمن عاداه والموالاة هي القرب والنصرة ورعاية المصالح روى البخاري من حديث عمرو بن العاص ان ال ابي ليسوا باوليائي انما وليي الله وصالح المؤمنين. ولكن لهم رحم ابو لها ببلاها قال ابن بطال ابلهى بمعروفها والبل هو الترتيب والتندية بالمعروف. وشبه صلة الرحم بالمعروف بالشيء اليابس يندد فيرضى وذلك ان العرب تصف الرجل اذا وصفته باللؤم بجمود الكف وانه لحجر صلب. يعني انه لا يطمع في معروفه كما لا يرجى من الحجر الصلد ما يشرب. فاذا وصل الرجل رحمه بمعروفه قالوا بل رحمه بلا وبلالا وهذا الكلام يفيد ان القريب له حق الصلة ولو كان كافرا لكن ليس له حق الولاية من المحبة والنصرة. فلا يوالى ولا يناصر لما هو عليه من الباطل. فالمؤمن من يوالي المؤمنين ويحمل همهم ويتألم لالمهم ويسعد لسعادتهم ويدفع عنهم. واما اقرباؤه ان كانوا غير مسلمين فلهم عليه حق واجب يؤديه. وهذا موقف متوازن معتدل تؤدى فيه الحقوق لغير المسلمين. اما قلبك فمع المؤمنين والصادقين والمحبين لله ورسوله الولاء للمؤمنين واجب ولو كانوا من غير ارضك ولا جنسك ولا لغتك. فالايمان عليه معقد الولاء والبراء. وليس الوطن ولا الجنس اللغة وكل من اراد من الولي ان يواليه فليوالي من احب الله ويدنيه اثنان عدم موالاة الكافرين. ومن والى الله كيف يوالي اعدائه قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم كنه منهم. ان الله لا يهدي القوم الظالمين. اي لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء تنصرونهم وينصرونكم. وتؤاخونهم وتعاشرونهم. بل وتعينونهم على اخوانكم. ثم علل فهي بقوله بعضهم اولياء بعض. فكل هؤلاء اعداء للمؤمنين ولا فارق بينهم. وفيه دليل على ان الكفر ملة واحدة ثم هدد الله من خالف هذا الامر. ومن يتولهم منكم فانه منهم. وهذا تغنيهم من الله وتشديد في وجوب عدم موالاة اعداء الدين مطلقا. والاولياء هم الانصار والاتخاذ هنا يفيد معنى التعمد والمثاب وفيه مكاشفتهم بالاسرار الخاصة بمصلحة الدين واحوال المسلمين. وقوله من دون المؤمنين قيد فيه هذا الاتخاذ اي لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء وانصارا في شيء تقادم فيه مصلحتهم على مصلحة المؤمنين. وذلك كما فعل حاطب بن ابي بلتعة في فتح مكة لان فيه اعانة للكافرين على المسلمين وخيانة للمؤمنين. وقد تأول المفسرون قوله ومن ان يتولهن منكم فانه منهم باحد تأويلين. الاول بحمل الولاية على الولاية الكاملة التي فيها الرضا بدينهم والطعن في دين الاسلام. فمن تولاهم في هذه الحال فهو منهم في الكفر والخلود في النار. والثاني ان يتولاهم بافعاله من المساعدة والعون دون ان يعتقد معتقدهم. ولا ان يخل بمقتضيات الايمان. فهو مشارك لهم في المقت والذم الواقع عليهم. واما ما عدا ذلك كالتجارة والمعاملات الدنيوية فلا تدخل في ذلك النفي. لانه ليس فيها محادة لله ورسوله ثم قال ربنا بعدها انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة فتواهم راكعون. ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله الغالبون وجملة انما وليكم الله ورسوله. الى اخرها متصلة بجملتي. يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض فموضعها موقع التعليل بهذا النهي. لان ولاية المؤمنين لله ورسوله ثابتة. ومن كان الله وليه لا يكون اعداء الله اولياء وتفيد الجملة تأكيد النهي عن موالاة اليهود والنصارى. وانظروا ماذا فعل عمر بن الخطاب حين شعر ان النصارى يحتكرون مهنة من المهن دون المسلمين عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قلت لعمر رضي الله عنه ان لي كاتبا نصرانيا. قال ما لك قاتلك الله اما سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء ماء بعضهم اولياء بعض الا اتخذت حنيفا؟ قلت يا امير المؤمنين لي كتابته وله دينه. قال لا اكرمهم اذ اهانهم الله ولا اعزهم اذ اذلهم الله ولا اذنيهم اذ اقصاهم الله وروي ان ابا موسى قال لا قوام للبصرة الا به. فقال له عمر مات النصراني والسلام. يعني هب انه قد مات. فما كنت صانعا حينئذ فاصنعه الساعة واستغني عنه بغيره من المسلمين ثلاثة تولى امور الناس ليتولى الله امرك. اخي تولى امر ارملة او فقير او يتيم او مسكين. وخاطب ربك بلسانك الحال قد وليت امر هؤلاء فتولى انت امري يا ولي الاولياء ان الولي مصلح في الارض وليس راهبا في صومعة. بل صومعته بين الناس ومحرابه ساحة المجتمع. وصيده قلوب الغافلين. وهي ثقيلة على كل مسلم علم ما لم يعلم غيره ورزقه الله ما لم يرزق به غيره فماذا لو كنت مكلفا بولاية بعض المسلمين؟ مثل المدير او المحافظ او الحاكم المسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من امير يلي امر المسلمين ثم لا يجهد لهم ولا ينصح. الا لم يدخل معهم الجنة وهي عقوبة شديدة ان يحرم الله هذا الامير من دخول الجنة لانه لم يتولى امر المسلمين كما ينبغي له. وكما يفرض عليه الواجب اربعة سكينة القلب. تخيل ان الله هو ولي امرك فكيف يكون حالك؟ من قام بحق الله تولى الله امره على وجه الكفاية فلا يحوجهه الى احد من الناس ولا يدع شيئا من احواله الا اجراه له على ما يتمناه. فاطمئن لرعاية الولي لك سابعا فادعوه بها مسألة وطلبا يا ولي الاسلام واهله مسكني الاسلام حتى القاك عليه اللهم فاطر السماوات والارض انت وليي في الدنيا والاخرة. توفني مسلما والحقني بالصالحين. اسألك باسمك الولي اجعلني سلما لاوليائك وحربا على اعدائك. احب بحبك من احبك واعادي بعداوتك من عاداك. اسألك باسمك الولي تولى امري ولا تتخلى عني. اسألك باسمك الولي اجعل ولائي وولايتي للمؤمنين. واجعل عداوتي للظالمين والمعتدين