حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى انا ان نصر الله قريب حين تثور اسئلة استبطاء الفرج في داخلك؟ فاعلم ان الفرج قريب وما تفعلوا من خير فان الله به عليم يكفيك ان رب العالمين وملك الملوك قد علم ما فعلت. وسيجزيك عنه بما يليق بكرمه وفضله وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم قال ابن القيم فان العبد اذا علم ان المكروه قد يأتي بالمحبوب والمحبوب قد يأتي بالمكروه لم يأمن ان توافيه المضرة من جانب المسرة ولم ييأس ان تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعواقب فان الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد. قد لا يرجح ميزان حسناتك ولا يستقيم دينك الا بعد معاناة البأساء والضراء. فلربما اتسع المضيق ولربما ضاق الفضا ولرب امر محزن لك في عواقبه الرضا وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى تحبوا شيئا وهو شر لكم مصيبة تقبل بها على الله خير من نعمة تلهيك عنها. قال ابن عقيل تستبطل الاجابة من الله تعالى لادعيتك في اغراضك التي يجوز ان يكون في باطنها المفاسد في دينك ودنياك. وتتسخط بابطاء مرادك مع القطع على انه سبحانه. لا يمنعك شحا ولا ولا نسيانا لكن انما اخر رحمة لك وحكمة ومصلحة. وقد تقدم اليك بذلك تقدمة فقال سبحانه عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون كل اقدار الله خير سواء طابت بها روحك ام ضاقت يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه. والقتال فيه كبير وصد ما سبيل الله وكفرا به والمسجد الحرام. واخراج اهله منه اكبر الله سبب نزولها ان سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلوا المشركين وقد اهل هلال رجب وهم لا يعلمون ذلك. فقالت قريش قد حل محمد الشهر الحرام شهرا يأمن فيه الخائف. قال ابن عباس كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يظنون تلك الليلة من جمادى كانت اول رجب والقتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفرا به والمسجد الحرام حرام وافراج اهله منه اكبر عند الله. دائما ما يتصيد اهل الباطل لاهل التدين جزئيات من الدين فرطت منهم دون قصد وهم واقعون فيما هو اعظم عند الله جرما واشد اثما. كان شهر رجب يدعى عند العرب الشهر الاصم لانه لم يكن يسمع فيه للسلاح قعقعة تعظيما لهذا الشهر وكانوا يعظمونه اكثر من باقي الاشه الحر ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله يمتحن الله ايمانك بان يأمرك بهجر ما تحب كما امتحن احب خلقه اليه بالهجرة من ديارهم التي يحبون ويسألونك ماذا ليس العفو هنا ضد العقوبة بل ما تيسر. والعفو في لغة العرب يطلق على ضد الجهد. والمراد ما تيسر من فضول اموالكم لا تكلفوا انفسكم انفاق ما لا تطيقون والله يعلم المفسد من المصلح مهما خفيت نواياك فالله اعلم بخفاياك ولو اعجبكم مهما تعددت دواعي الاعجاب بين الناس فلا شيء يعدل الاعجاب بالايمان وليست التوبة الا بعد ذنب. الذنب اذا ليس نهاية المطاف ولا خاتمة القصة. استر بعملك النهاية السعيدة ندمك على الذنب يوجع قلبك. لذا عوضك الله عن الالم بهذا الحب ليخفف عنك نساءكم حرث لكم فاتوا حرفكم ما شئتم قال جبريل كانت اليهود تقول اذا جامعها من ورائها جاء الولد احول فنزلت نسائكم حرف لكم فاتوا حرفكم الناشئ. جاء عمر او ابن الخطاب رضي الله عنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله هلكت؟ قال وما الذي اهلكك؟ قال حولت رحل الليلة لم يرد عليه شيئا فاوحي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية نساؤكم حرث لكم فاتوا حرفكم انا شئتم يقول اقبل واجبر واتق الدبر والحيض نساءكم حرث لكم فاتوا حرفكم انا شئتم اشعاره بان من مقاصد الزواج حفظ النسل لا مجرد قضاء الشهوة ولا تجعلوا روضة لايمانكم ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم تنهى الاية المؤمنة عن الحفاظ على يمينه اذا كانت مانعة من فعل الخير. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير والمكفر عن يمينه لا يعاقبكم الله بالعوث ايمانكم قالت عائشة انزلت هذه الايات في قول الرجل لا والله وبلى والله وهذا دليل على اعتبار الشرع للمقاصد في الاقوال التي لا قصد فيها لا اثم فيها ولا كفارة عليها. قال ما لك لغو اليمين ان يحلف على شيء يظنه كذلك ثم تتبين خلاف ظنه للذين يؤذون من نساءهم تربص اربعة اشهر فان وان عزموا الطلاق ان الله سميع عليم جاء الاسلام ثورة لتحرير المرأة. فقد كان الرجل في الجاهلية لا يريد المرأة ولا يحب ان يطلقها لكي لا يتزوجها غيره فيحلف الا يقربها للاضرار بها ثم استمر المسلمون في فعل هذا بعد الاسلام فابطر الشرع ذلك. وامهل الزوج اربعة اشهر لتأديب بالهجر فاذا انقضت الاشهر الاربعة امر الرجل بالرجوع الى زوجته فان امتنع اجبر على الطلاق فان امتنع اوقع القاضي الطلاق فان الله غفور رحيم الايلاء فوق اربعة اشهر حرام فان المغفرة لا تكون الا في مقابل ذنب