وقالوا قلوبنا غلس يشبه سلوك هؤلاء اليهود سلوك الذي اذا نصح ودعي الى الحق قال ما هداني الله او لم يكتب الله لي الهداية بعد وقالوا قلوبنا غلف. بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون عدم الهداية نتيجة فبسبب كفرهم حرمهم الله من الهداية والايمان والبادئ اظلم. العقوبة على الذنب قد تكون بذنب اعظم ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم. وكانوا قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما ما عرفوا كفروا به. فلعنة الله على الكافرين ما سبب كفر اليهود؟ اولا كان اليهودي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يسألون الفتح والنصرة قائلين. اللهم افتح علينا وانصرنا بالنبيين امي وكانوا يظنون انه سيكون من بني اسرائيل. ولما بعث الله محمدا من نسل اسماعيل اظهروا التكذيب. وثانيا اعترافهم نبوته كان يوجب عليهم زوال رئاساتهم واموالهم فابوا الا الانكار كفريقا كذبتم وفريقا تقتلون. اليهود قتلة الانبياء اقتلوني ولم يقل قتلتم كما قال كذبتم وكانه احضر سورة قتل الانبياء امام كل سامع وجعله ينظر اليها عينه ليكون انكاره لذلك ابلغ واستفظاعه اعظم بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزلتم الله ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فما او بغضب على غضب وللكافرين عذاب تحليل نفسي لسبب الكفر. البغي هو الظلم. والظلم هنا هو الحسد والحسد هو ما قاد اليهود الى الكفر سبب حب الرئاسة والتعصب لقومهم اختاروا الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم على الايمان بها بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا. عبر عن كفرهم بصيغة المضارع ان يكفوا اشارة الى ان الكفر طبيعة مستقرة في نفوس اليهود. وانهم متمسكون بهذه الطبيعة المنحرفة على مر العصور فلما تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين اسند الله اليهم القتل مع انه فعل ابائهم لانهم راضون به. فولاية القاتل تصنع منك قاتلا فلماذا تقتلون انبياء الله من قبل قوله تعالى من قبل طمأنة للنبي صلى الله عليه وسلم الى ان قتل الانبياء قد انتهى. وقضاء على امال اليهود في قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قل فلما تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين افحم خصمك بالدليل القاطع. اذ قال اليهود نؤمن بما انزل علينا فقل لهم يا محمد. فلما قتلتم انبياء الله الذين جاءوا بما انزل عليكم والدرس لا يرد الكذب الصراح الا المواجهة الصريحة ونقني جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده انتم ظالمون ابلغ من الواو في تقريع بني اسرائيل. اي بعد النظر في كل هذه الايات البينات اتخذتم العجل الها. وهذا دليل على انه فعلوا هذا بعد مهلة كافية للنظر في الايات للاعتبار. فقرار الكفر اتخذوه بعناد واسرار واجرموا في قلوبهم العجل. عالج هواك في اوائله قبل ان يتغلغل. فاذا تغلغل تشربه القلب وعميت البصيرة واجرموا في قلوبهم العجل تذكر ان من الفتن والمعاصي ما تمر عليه امور الغافلين. فيتشربها قلبك دون ان يشعر فيغذي بها جوارحك ايمانكم الايمان سلطة نافذة تأمر وتنهى. وليس مجرد مشاعر باردة لا تغير سلوكا ولا تشفي قلبه ولن يتمنوا ابدا بما قدمت ايديهم قال ابن رجب فدل على انه يكره الموت بل له ذنوب يخاف القدوم عليها. كما قال بعض السلف ما يكره الموت الا مريب. المسيء لا يتمنى الموت خوفا من عقوبته. والمحسن يتمناه ان تمناه ليلقى عاقبة احسانه وحلاوته وتمثوبته. هذه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم. اعجز بها اليهود. فقد دعاهم الى تمني الموت واخبر انهم لا يتمنونه ابدا اذ لم ينطق احد منهم ابدا بتمني الموت ولو كذبا. وهذا من اعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ولتجدنهم احرص الناس على خيار حياة اي حياة. فاليهود يحرصون على اي حياة ذليلة كانت او كريمة اهم شيء الا يموتوا يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحه من العذاب ليس طول العمر محمودا دوما بل هو مذموم ان كان سبيلا للاستزادة من المعاصي يؤذ احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحزح من العذاب وعمر كره الامام احمد ان يقول الرجل للرجل اطال الله بقاءك. لان طول البقاء قد ينفع العبد وقد يضره. والاولى ان تدعو له بطول البقاء مع صلاح العمل فانه نزله على قلبك نزل على القلب ليتدبره القلب. فهل استقبلنا ايات القرآن بقلوبنا من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكان ان الله عدو للكافرين قال الامام ابن جليس اجمع اهل العلم بالتأويل جميعا على ان هذه نزلت جوابا ليهود من بني اسرائيل. اذ زعموا ان جبريل عدو لهم وميكائيل ولي لهم. قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله مع قلبك باذن الله في صحيح البخاري سمع عبدالله بن سلام بقلوب النبي صلى الله عليه وسلم وهو في ارض يختلف ان يجني ثمارها. فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن الا نبي. فما اول اشراف الساعة؟ وما اول طعام اهل الجنة وما ينزع الولد الى ابيه او الى امه. قال اخبرني بهن جبريل انفا قال جبريل؟ قال نعم. قال ذلك عدو اليهود من الملائكة. فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك ولقد انزلنا اليك ايات بينات وما يكفر الا الفاسقون قال ابن عباس هذا جواب لابن سورية احد احبال اليهود حيث قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه وما انزل عليك من اية بينة فنتبعك بها. فانزل الله هذه الاية ذكره الامام الطبري اوكلما عاهدوا عهدا نبده فريق منهم. بل اكثرهم لا يؤمنون هي عرش اليهود كانت وظلت وستستمر ولما رسول من عند الله مصدق لما معهم مدفني من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله ظهورهم كان انهم لا يعلمون عرفوا الحق وحادوا عنه. لذا غضب الله عليهم. فالعصيان مع العرفان قمة الخذلان