وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى. تلك اماني قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين كل صاحب دعوة مطالب بالدليل والبرهان والا فلا عبرة لدعواه قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. يؤخذ من الاية بطلان التقليد في اصول الدين وعدم قبول قول الغير من غير دليل. فلا ينبغي للانسان ان يتبنى رأيا الا بدليل بلى من اسلم وجهه لله اسلم مأخوذ من شدة الامتثال لان اسلم معناها القى السلاح وترك المقاومة وهل هذا حالنا اليوم مع اوامر الله اسلم وجهه لله لما خص الوجه بالذكر؟ لانه اكرم الاعضاء واعظمها حرمة. فاذا خضع اكرم الاعضاء الله فغيره من الاعضاء اكثر خضوعا. فالمراد الخضوع الشامل اسلم وجهه لله وهو محسن لابد مع اعلان الاستسلام من الاحسان. ولابد للقول من برهان. والاحسان هو عمل باتقان. وعندها يستحق العبد مكافأة الرب فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم تلاوة اهل الكتاب لكتبهم لا ينبغي ان تكون سببا لرد الاسلام. فان كل فريق منهما يهاجم الاخر وسبيله في رد الاسلام مثل سبيل المشركين الذين انكروه عن جهالة. وهذا توبيخ شديد لاهل الكتاب. حيث نظموا انفسهم مع علمهم في سلك المشركين الذين لا لا يعلم ومن اظلم ممن عبسنا الله ان يذكر في عسى وسعى في في خرابها اختلفوا في هؤلاء الظلمة. هل هم الرومان مع بيت المقدس ام الكفار مع المسجد الحرام؟ قال الامام القرطبي. وقيل المراد من منع من كل مسجد الى يوم القيامة وهو الصحيح لان لفظ عام ورد بصيغة الجمع فتخصيصها لبعض المساجد وبعض الاشخاص ضعيف والله تعالى اعلم. قال مساجد الله بصيغة الجمع رغم ان المنع والتخريب وقع على مسجد واحد وهو بيت المقدس او المسجد الحرام. اشارة الى ان الحكم عام رغم ان السبب ولله المشرق والمغرب. فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله و عليم تسلية للمؤمنين بعد خروجهم من مكة واغاظة للمشركين الذين ابتهجوا بخروج المؤمنين منها وانفرادهم بمزية جوار الكعبة ظالم فاجر مجاور للبقاع المقدسة هو عبد المطرود. وطائع بعيد عن هذه البقاع هو عبد مقرب رغم والحدود وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ما احلم الله. في الحديث ليس احد اصبر على اذى سمعه من الله تعالى. انهم لا يدعون له ولدا ويجعلون له اندادا وهو ذلك يعافيهم ويرزقهم تعددت صنوف الكفار وتشابهت الافكار. قال النصارى المسيح ابن الله وقالت اليهود عزير ابن الله. وقال المشركون الملائكة من له ما في السماوات والارض كله قد توب حاجة الانسان للولد لاحد سببين ان يبقى به نوع افتقاره الى نسل يخلفه ولما كان الله هو الباقي الدائم لم يكن هناك سبب لاتخاذه الولد. ولذا قال سبحانه ان يكون له ولد او ان يقوم الولد على خدمته ونصرته. فبين الله ان كل الخلق له قانتون اي خاضعون فما حاجته لمساندة الولد؟ ولذا قال كل له قانطون كن له قانتون كيف كل مع انه لم يخضع له الكافرون؟ قال مجاهد طاعة الكافر في سجود ظله وهو كاره واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون المراد من كلمة كن سرعة نفاذ قدرة الله في امضاء الاشياء وتمثيل حدوث ما اراد الله بلا مهلة فلا يستعصي عليه شيء ولا يمتنع عن قدرته شيء تشابهت قلوبهم كم من مختلفين في الشكل متشابهين في القلب. تشابه الظاهر من تشابه الباطن ووحدة المشاعر ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم لاحظ تكرار النفي وذلك لان رضا اليهود غير رضا النصارى. فلو صادفت رضا اليهود فلن ترضى عنك النصارى. ولو صادفت رضا فلن ترضى عنك يهود يتلونه حق تلاوته قال مجاهد يعملون به حق عمله. وذلك باشتراك اللسان والعقل والقلب. فاللسان يرتل والعقل يتدبر والقلب يلين ويخشع يا بني اسرائيل ان كنا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين التكرار يعلم الابرار لا الفجار. لذا تكررت هذه الاية في نفس السورة لتذكر بني اسرائيل بنعم الله عليهم. لكنه من اذانهم وعاندوا ربهم ورأى الامام الالوسي ان هذه الاية هي فزلكة القصة والمقصود منها واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفع شفاعة ولا هم ما سر تقديم العدل على الشفاعة في هذه الاية بينما تقدمت الشفاعة على العدل في الاية السابقة رقم ثمان واربعين. وما واستعمال لفظ عدم قبول الشفاعة هناك واستعمال عدم نفع الشفاعة هنا؟ الجواب. الحديث في الاية الاولى رقم ثمانية واربعين عن النفس الاولى الشافعة فالضمير في منها راجع الى النفس الاولى. فبين في الاية الاولى. ان النفس الشافعة الجزية عن غيرها لا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل. وقدمت الشفاعة لان الشافع يقدم الشفاعة على بذل العدل اي الفدية عن من يشفع له. ولذا قال في الاية الاولى ولا يقبل منها شفاعة. ولم يقل ولا تنفعها لان الكلام عن الشافع. الحديث في الاية الثانية رقم مائة وثلاثة عن النفس الثانية المشفوع له. فالضمير فيه منها راجع الى النفس الثانية. فبين في الاية الثانية ان النفس المطلوبة بجرمها الا يقبل منها عدل اي فدية عن نفسها ولا تنفعها شفاعة شافع. قدم العدل لان اول ما يلجأ اليه المجرم هو ابتداء نفسه بفدية عدل ثم تكون الشفاعة حلا اخيرا عند عدم قبول الفدية. وقال ولا تنفعها ولم يقل ولا يقبل لان تنفع المشفوع له. والحديث هنا عن المشفوع له لا عن الشافعي وان ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال الحسن ابتلاه الله بذبح ولده فصبر على ذلك. وابتلاه بالكوكب والشمس والقمر فاحسن في ذلك. وعرف ان ربه دائم لا يزول ثم ابتلاه بالهجرة من وطنه فخرج مهاجرا الى الله ثم ابتلاه بالالقاء في النار فصبر