اقسام ثلاثة ثم تأمل اقسام الخلق الثلاثة بالنسبة الى الهداية واحدة منعم عليهم بحصولها لهم واستمرارها وتذكر هؤلاء في صلاتك واستشعر الرابطة الروحية والصلة الاخوية بينك وبينهم وتجول بقلبك بين جموع المنعم عليهم ففي ركعة من الركعات اذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله الخلفاء الراشدون وفي ركعة اذكر احمد بن حنبل وثباته على الحق وفي ركعة ثالثة يذكر عبد الله ابن المبارك وعلمه مع جهاده في سبيل الله والربيع بن خثيم ووجله وبكاءه من خشية الله وعمر بن عبدالعزيز وعدله وورعه وفي ركعة رابعة اذكر رجالات القرن العشرين فما امتنا بعقيم بل انجبت البنا واحمد ياسين نموذجين للذين انعم الله عليهم من المعاصرين وادعوا الله ان يهديك سبيلهم وان يزاحم كتفك اكتافهم في ساحة الحشر والمراد بالنعمة هنا النعمة التي لا يشوبها كدر ولا تكون عاقبتها السوء فهي شاملة لخيرات الدنيا الخالصة من العواقب السيئة ولخيرات الاخرة التي لا تنفد وهي الاهم ولاحظ انه قال انعمت عليهم فلولا انعام الله ما اهتدوا ولولا فضل الله ما ثبتوا على الهداية مما ينزع جذور الغرور من كل مراء بعمله ليرد الفضل الى الله ويرجع خاشعا متواضعا وانوي بابراز ضمير مانح النعمة انعمت بدلا من قولك المنعم عليهم ذكر الله وشكره باللسان والقلب ليكون هذا الدعاء مقترنا بالشكر والذكر ها هي النعمة ما هي النعمة هل النعمة ملبس فاخر وقصر مشيد هل النعمة زوجة حسناء جميلة وابناء كثر هل النعمة عمل مريح وراتب مغر هل النعمة صحة وقوة ومنعة وسطوة هل النعمة صحة وقوة ومنعة وسطوة اسمعوا بماذا امتن الله تعالى على نبيه واصحابه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ويحق لك ان تتساءل اي نعمة ورسول الله كان يمر عليه الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة اهلة في شهرين وما يوقد في ابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تسعة نار اي نعمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا جاع فلم يجد ما يأكله ربط على بطنه الحجر من شدة الجوع ويوم الخندق ربط حجرين اي نعمة والفاروق رضي الله عنه يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتوي في اليوم من الجوع ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه والدقل هو رديء التمر اي نعمة وما شبع ال محمد من خبز الشعير يومين متتاليين بل وقبض صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير فاي نعمة اذا هي المقصودة النعمة الحقيقية يا اتباع النبي الخاتم هي نعمة الطاعة نعمة القرب من الله نعمة الفوز في الاخرة وما ينفع الغني ماله اذا كانت العاقبة سقر وماذا تجديه عزته وسطوته اذا كانت اللقطة الاخيرة جهنمية اثنان مغضوب عليهم عارفون بالهداية علما منسلخون منها عملا قد عرفوها ولم يعملوا بها ولذا غضب الله عليهم واخرجهم من رحمته وقد جاءت الصيغة عامة ليدخل مع غضب الله غضب الملائكة والانبياء والمؤمنين فهؤلاء ملعونون بكل لغة ومن الجميع وهنا كذلك مزج بين مقام الخوف ومقام الرجاء خشية ان يستغرقك مقام الانعام فتذهل عن المقام الاخر ثلاثة وضالون حائدون عن الهداية حائرون لا يهتدون اليها سبيلا لم يعطوا هذه الهداية ولم يوفقوا اليها فادعوا الله في صلاتك ان يهديك صراط الذين انعم عليهم لا صراط من عرف الحق ورفض اتباعه او صراط من ضل الطريق وتاه فلم يرى الحق ابتداء ولم يوفق للعمل به انتهاء ويذهب ابن القيم محللا فيقول صحة الفهم وحسن القصد من اعظم نعم الله التي انعم بها على عبده بل ما اعطي عبد عطاء بعد الاسلام افضل ولا اجل منهما بل هما ساق الاسلام وقيامه عليهما وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت افهامهم وقصودهم وهم اهل الصراط المستقيم الذين امرنا ان نسأل الله ان يهدينا صراطهم في كل صلاة وتأمل ما في اسناد فعل الانعام الى ضمير الجلالة من اشادة بشأن المنعم عليهم ورفعة قدرهم خلافا لغيرهم من المغضوب عليهم والضالين وفيه ايضا ادب مع الله حيث نسب الانعام والهداية الى الله تعالى والغضب حذف فاعله ادبا. واسند الضلال الى العبيد لاول مرة لاول مرة اراجع ذاكرة ايامي وصحيفة اعمالي واشعر بالخوف من ان اكون ممن عرف شيئا من الحق ثم نكص عنه فيغضب الله علي او ممن زين له الشيطان باطله فرآه حقا وسيء عمله فرآه حسنا فاكون من الضالين التأمين ورفع اليدين ثم اشرع في التأمين اخر هذا الدعاء تفاؤلا باجابته وحصوله وطابعا عليه واصغي لتأمين الملائكة معك الركوع ثم ارفع اليدين عند النزول للركوع تعظيما لامر الله ولتمكين اليدين من المشاركة في هذه العبودية الخاصة كعبودية باقي الجوارح واتباعا كذلك لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم اشرع في التكبير الذي هو في انتقالات المصلي من ركن الى ركن كالتلبية في انتقالات الحاج من مشعر الى مشعر فهو شعار الصلاة كما ان التلبية شعار الحج ثم اهبط له راكعا والركوع خضوع بظاهر الجسد ولهذا كانت العرب لشرفها ومكانتها تأنف منه ولا تفعله حتى روي ان حكيم بن حزام رضي الله عنه بايع النبي صلى الله عليه وسلم الا يخر الا قائما اي لا يركع لله فانزل برأسك استكانة لهيبة الله وتذللا لعزته وهو ما تعبر عنه حركة جوارحك حين تحني له صلبك وتخفض قامتك وتنكس هامتك وتكبره معظما له ناطقا بتسبيحه مقترنا بتعظيمه لذا ان شئت سميت الركوع ركنا الخضوع للعظمة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه فاما الركوع فعظموا فيه الرب ففي الركوع خضوع القلب وخضوع الجوارح وخضوع اللسان على اتم الاحوال وانشد كمال العبودية في الركوع بان تتصاغر وتتضاءل لربك بحيث يمحو تصاغرك لربك كل تعظيم في قلبك لنفسك او للخلق ويثبت مكانه تعظيمك لله وحده الذي لا شريك له وكلما استولى على قلبك تعظيم الرب وقوي خرج منه تعظيم الخلق وتصاغرت لديك نفسك فالركوع في الحقيقة ركوع القلب وانما الجوارح اتباع له وجنود مفتاح الخضوع اذكار الركوع واحفظ اذكار الركوع عن ظهر قلب لانها نعم المعين لك على استحضار عظمة الرب الجليل والخضوع له وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل الركوع كاطالته للقيام تماما لانه كان يكرر هذه الاذكار في تأن وتدبر ولقد اخترت لك منها اربعة ادعية تضاف الى سبحان ربي العظيم يوصلك الى الهدف واحدة سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة والجبروت من الجبر بمعنى القهر والغلبة فيقسم الجبارين والمتكبرين او بمعنى جبر الكسر فيرحم المظلومين ويجبر خواطر المكروبين او بمعنى العلو فلا تناله الافكار ولا تصل الى كنهه العقول والملكوت وهو الملك الظاهر لنا من اثار قدرته ودلائل عظمته والملك الغائب عنا عن الكرسي والعرش والجنة والنار وسائر مشاهد الغيب والكبرياء هو الترفع عن الانقياد وهو صفة مذمومة في حق البشر لكنها صفة مدح في حق الرب سبحانه وهو نابع من كمال الذات وكمال الوجود لذا فهو سبحانه المتفرد بالكبرياء وحده فقد قال الكبرياء ردائي فمن نازعني في ردائي قسمته ولذا لا يسمح الله لاحد من خلقه ان يشاركه ولو في ذرة من هذا الكبرياء بل وحرم عليه ان يدخل الجنة عقوبة مغلظة لمن كان في قلبه ولو مثقال ذرة من كبر نعم مثقال ذرة اثنان اللهم لك ركعت وبك امنت ولك اسلمت قشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي بك امنت وفي تقديم بك اشارة الى التخصيص ولك اسلمت اي لك ذللت وانقذت وخشع اي خضع وتواضع وسكن لك سمعي فلا يسمع الا ما يرضيك. فلا اسمع لغوا ولا غيبة ولا فاحش قول او غناء وبصري فلا يخون من يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ولا ينظر الى الحرام وتخصيص السمع والبصر من بين الحواس لان اكثر الافات والشواغل والملهيات منهما فاذا خشعتا قلت الوساوس ثم يأتي كمال الخشوع والخضوع في ظهور اثره على المخ والعظم والعصب وكل خلية في الجسد واحذر ان يخالف حالك خارج الصلاة قولك داخلها فتتمرد على الله ولا تخضع لاوامره ونواهيه واياك ان تظل مصرا على مخالفة امر من اوامره صغيرا كان او كبيرا وان توالت منك المخالفات والخروقات فماذا كان معنى ترديدك في الصلاة؟ خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي انسيت بعد الصلاة ما عاهدت الله عليه في الصلاة ام ظننت الخضوع كلمة تلوكها الالسنة دون ان تعرف طريقها الى العمل الا تستطيع ان تكون رجلا وعلى مستوى الكلمة التي وعدت بها الله اما حان لك ان تعلن خضوع كل عباداتك ومعاملاتك واخلاقك لشرع الله اكنت تكذب على ربك وانت بين يديه ام كنت تردد ما لا تفهم معناه لو كنت اجنبيا لا تفهم العربية لكان لك بعض العذر فكيف والقرآن نزل بلسانك لذا كان كتاب الله في حقك ايها العربي حجتين اثنتين لا حجة واحدة مرة لانه خطاب ربك ومرة ثانية لانه انزله بلغتك ايها الراكعون راجعوا ركوعكم قبل ان ترفعوا رؤوسكم ايها الراكعون احميتم ظهوركم ونسيتم قلوبكم والقلب اولى يا من ركع وما ركع لانه ما خضع وتاها عن طريق هداية وما رجع انقذ نفسك الكون كله والخلائق باسرها خضعت ولم يبق الا انتم ايها البشر فمتى تتأدبون وتقدرون الله قدره وتخشعون لاول مرة لاول مرة اعرض حصائد سمعي وبصري ومخي على قلبي واحاسب نفسي عن كل ما دخل سمعي هل هو مما يرضي الرب سبحانه وهل صمت بصري من صور العري التي عمت حولي وطغت واعيت وهل قطعت على الشيطان طريقه واحبطت محاولات افساده من البداية حين حميت مخي من التفكير في الحرام والشغف بالحرام والتخطيط للحرام فان معرفة الداء اولى خطوات العلاج المتمردون يا من لم ترتدي الحجاب او ارتديتيه دون ان تتأدبي بآدابه وتراعي قدسيته فتزينت للرجال وتعطرت لتلفتي الانظار هل خضعت لله يا من تلوث ماله بالربا وجنى منه ما يسميه بالفوائد وهو اصل المضار هل خضعت لله يا من اطلق العنان لبصره وارخى الزمام لشهوته وتتبع خطى هواه واقتفى اثر الشيطان هل خضعت لله يا من كنز ما له فما اخرج زكاته وبخل عن نفسه فما جاد بالصدقة هل خضعت لرب المال ورازقه يا من ساء خلقه واذى جيرانه واقرانه حتى هجروه واجتنبوه وما كلموه هل خضعت لله ثلاثة سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبوح هو المسبح اي المبرأ من النقائص والشريك والولد وكل ما لا يليق به قدوس من القدس والتقديس هو التطهير والارض المقدسة الارض المطهرة وسميت الجنة حظيرة القدس لانها مطهرة عن افات الدنيا وسمي جبريل روح القدس لانه طاهر من العيوب في تبليغ الوحي المطهر من كل ما لا يليق بالخالق ومن عجيب ما جاء في تعريف القدوس انه المنزه عن اوصاف الكمال فانت اذا اردت ان تثني على ربك نسبت اليه الكمالات التي تعرفها لكنه سبحانه منزه عن الكمالات البشرية التي يتصورها عقلك القاصر والتي قد تصلح ان تنسب لنفسك او للبشر حولك لكنها لا تليق بالخالق سبحانه وهذا القصور في تصور الكمال لانك بشر وتفكيرك تفكير بشر لكنه سبحانه لا تصل الى عظمته العقول والافهام فكلما خطر ببالك من درجات الكمال فالله بخلاف ذلك لانه اعلى واجل من ذلك وقريب من هذا قول الشاعر الم تر ان السيف يزري به الفتى اذا قلت ان السيف امضى من العصا وقوله رب الملائكة والروح كذلك مما يساعدك على تعظيم الرب التأمل في عظمة خلقه وهل اعظم من خلق الملائكة والروح هو جبريل عليه السلام وهذا من التخصيص بعد التعميم ويكفيك قراءة هذا الحديث لتعلم عظمة خلق ملك واحد من الملائكة قال صلى الله عليه وسلم اذن لي ان احدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الارض السفلى وعلى قرنه العرش وبين شحمة اذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام وكأن المعنى كيف لا تخضع له وقد خضع له من هو اعظم منك خلقا. حتى ازدحمت بهم السماوات فما من موضع قدم الا وملك واضع جبهته ساجد لله الخضوع المؤقت اسأل نفسك في جلسة صفاء وحضور قلب ونقاء هل اخضع لله بكل جوارحي وكياني في رمضان ثم انساه بعد رمضان هل ارتدي الحجاب في موسم الحج والعمرة ثم اقلعه بعدهما هل ارجع الى الله تائبا مستغفرا تحت وطأة المرض والفقر حتى اذا شفاني واغناني نسيته وهجرته هل ابكي ويرق قلبي عقب موت قريب او دفن حبيب؟ ثم ما اسرع ما يلهيني الدينار وتعاقب الليل والنهار وامام بريق الذهب اكتشف ان اثر الذكرى قد ذهب اربعة سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي وهو الدعاء الذي ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة قط كما روت ذلك ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم منذ نزل عليه اذا جاء نصر الله والفتح يصلي صلاة الا قال فيها سبحانك ربي وبحمدك اللهم اغفر لي يعلمنا بذلك الثبات على الطاعة وعدم التراجع عنها مهما تكن الظروف وطلب المغفرة نتيجة عملية وثمرة طبيعية للخضوع لله وقولك وبحمدك اي يسبح الله متلبسا بحمدي له على توفيقه فبقوتك التي هي نعمة تستحق الحمد سبحتك لا بحولي وقوتي والتسبيح اشارة الى صفات الجلال والتحميد اشارة الى صفات الكرم ومن معاني هذا الدعاء انزه الله عن جميع نقائصي واحمده بجميع الكمالات وهو من تقديم التخلية على التحلية فقدم التسبيح الدالة على التخلية على التحميد الدال على التحلية وتقديم الثناء والمدح ارجى لاجابة دعاء اللهم اغفر لي ومع ان هذا الدعاء مشروع في الركوع والسجود الا ان طعمه في الركوع مختلف عن طعمه في السجود ففي الركوع يرتبط هذا الدعاء ارتباطا وثيقا بهدف الركوع وهو الخضوع للعظمة وهو بمعنى ان الله بعظمته لا يعجزه ان يغفر لك ذنوبك. ولو كانت كالجبال الشاهقات ومن شك في امكانية غفران الله له ذنبه فقد اتهم الله في عظمته وطعن عليه في قدرته اما عن ترديد هذا الدعاء في السجود فهو مرتبط بالتذلل لله والافتقار اليه ولشرف التسبيح وفضله سميت صلاة النافلة سبحة لاحتوائها على التسبيح ومنه قوله صلى الله عليه وسلم واجعلوها سبحة ومنه سميت صلاة الضحى سبحة الضحى حتى روي ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جلد رجلين سبحا بعد العصر اي صليا النافلة وبتقلبك بين هذه الادعية الاربعة اضافة الى سبحان ربي العظيم تصل الى هدف الركوع الذي اسميناه انيفا الخضوع للعظمة وان لم تصل الى هذا المعنى في ركوعك فلا ترفع رأسك منه حتى تتذوقه لاول مرة اراجع نفسي في تحقق خضوعي لله هل هو في سر مثل جهري ام اني خائن له في السر هل هو في جده مثل هزلي ام ان هزلي يعتريه الافراط والاعتداء والكذب هل هو في حالات هدوءه مثل غضبي؟ ام ان غضبي من النوع الاعمى الذي اطيح فيه بادب الايمان واجرح من حولي وهكذا في سائر احوالي واوقاتي وبذا احدد الخروق والتجاوزات ثم اسعى حثيثا فور ان اسلم في رتقها ومعالجتها بعون الله وتوفيقه اشراقة نورانية قال اويس القرني لاعبدن الله في الارض كما تعبده الملائكة في السماء فكان اذا استقبل الليل قال يا نفس هذه ليلة القيام في صف قدميه حتى يصبح ثم يستقبل الليلة الثانية فيقول يا نفس هذه ليلة الركوع فلا يزال راكعا حتى يصبح ويستقبل الليلة الثالثة فيقول يا نفس هذه ليلة السجود فلا يزال ساجدا حتى يصبح القيام من الركوع ثم انتقل الى مقام الاعتدال والاستواء رافعا يديك واقفا في خدمة ربك وبين يديه كما كنت في حالة القراءة واستبشر بقولك سمع الله لمن حمده فمعناه سمع سمع قبول واجابة ثم احمد الله على ما حرم منه غيرك كما فعلت في الفاتحة ولهذا الاعتدال طعم خاص وحال يتذوقه القلب غير طعم الركوع وحاله وهو ركن مقصود لذاته كركن الركوع والسجود سواء ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيله كما يطيل الركوع والسجود ويكثر فيه من الثناء والحمد والتمجيد ويقول فيه ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملئ ما شئت من شيء بعد اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد