الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين قال الحافظ المنذري رحمه الله تعالى في مختصره على صحيح الامام مسلم باب التداوي باللدود عن عائشة رضي الله عنها قالت لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض فاشار الا تردوني فقلنا كراهية المريض للدواء فلما افاق قال لا يبقى احد منكم الا لد غير العباس فانه لم يشهدكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب التداوي باللدود اللدود بفتح الدال هو الدواء الذي يصب باحد جانبي فم المريض ويسقاه او يدخل هناك في الجنب باصبع وغيره ويحنك به وهو نوع من العلاج جاءت به السنة اورد هنا هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فاشار الا تلدوني اي لا تفعلوا بي ذلك لكنهم استمروا في الفعل اي لذ النبي عليه الصلاة والسلام مع انه اشار اليهم الا يفعلوا لانهم ظنوا انه عليه الصلاة والسلام منعه من ذلك لكراهية المريض للدواء ولهذا قالوا فقلنا كراهية المريظ للدواء يعني المريظ قد يمتنع من الدواء كراهية له لكن عادة اهله وذووه يلزمونه به مع كراهيته له لمنفعة الدوالة وحاجته اليه فهم من هذا الباب استمروا في ذلك اشار لهم الا تلدوني لكنهم مع ذلك فعلوا فلما افاق عليه الصلاة والسلام وجاء في بعض الروايات انه قال لهم الم انهكم ان تلدوني فذكروا له عليه الصلاة والسلام العلة التي جعلتهم يستمرون مع منعه لهم وهي قولهم كراهية المريض للدواء يعني ظننا انك منعت لهذا منعته من اجل كراهية المريض للدواء والعادة انه يكره الدواء لكن ذووه يلحون عليه ويلزمونه باخذه لحاجته اليه فقال عليه الصلاة والسلام لا يبقى احد منكم الا لد غير العباس فانه لم يشهدكم فانه لم يشهدكم. امرهم ان كل واحد منهم يصنع به هذا واستثنى منهم العباس لانه لم يكن حاضرا معهم يقول النووي رحمه الله وانما امر صلى الله عليه وسلم بلدهم جميعا ما عدا العباس الذي لم يكن حاضرا عقوبة لهم حين قال فوه باشارته اليهم الا تلدوني وجاء في رواية لهذه القصة رواية اخرى توضح شيئا من معانيها. والرواية من حديث ام سلمة انها قالت بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرظه في بيت ميمونة وكان كلما خف عليه خرج وصلى بالناس وكان كلما وجد ثقلا قال مروء ابو بكر فليصلي بالناس واشتد شكواه حتى غمر عليه يعني اغمي عليه من شدة الوجع فاجتمع عنده نساؤه وعمه العباس وام الفضل بنت الحارث واسماء بنت عمير فتشاوروا في لده فلدوه وهو مغمور يعني مغمى عليه فلما افاق قال من فعل بي هذا؟ هذا من عمل النساء جئنا به من ها هنا اشار بيده الى ارض الحبشة وكانت ام سلمة واسماء لذتاه فقالوا يا رسول الله خشينا ان يكون بك ذات الجمع قد جاءت السنة بانه يولد من ذات الجنب قال فبما لددتموني؟ قالوا بالعود الهندي وشيء من ورس وقطرات من زيت فقال ما كان الله ليقذفني بذلك ثم قال عزمت عليكم الا يبقى في البيت احد الا لد الا عمي العباس والاستثناء لانه لم يكن حاضرا عندما صنعوا ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم فالحاصل ان اللدود دواء ونوع من العلاج والاشفية النافعة قال رحمه الله باب في الحجاب والسعود عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم واعطى الحجام اجره واستعاط قال باب في الحجاب والسعوط الحجام والسعود كلاهما نوعان من العلاج اما الحجامة جاء فيها احاديث كثيرة عن نبينا عليه الصلاة والسلام من قوله وفعله ارشد الى الحجامة وذكر عليه الصلاة والسلام فائدتها واحتجم هو عليه الصلاة والسلام واعطى الحجام آآ اجره كما في هذا الحديث حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم واعطى الحجام اجره والحجام كغيره من اصحاب الحرف والمهن اذا فعل شيئا استحق عليه الاجر لكن لكن كسبه خبيث كما ثبت بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعني انه خبيث انه حرام لانه لو كان حرام ما اعطاه النبي صلى الله عليه وسلم واجرة ولكن اه المراد انه من المكاسب الرديئة وقوله واستعط ايظا استعمل هذا العلاج الذي هو السعوط والسعود هو الذي يوضع في الانف يتداوى به يوضع في في الانف ويتداوى به ومما يفيد وينفع جدا في آآ مشاكل الجيوب الانفية ونحوها اه استخدام العود الهندي استخدام العود الهندي ان يستعط به ان يستعاط به اما ان يؤخذ اه قليل من اه منه مطحونا قليل جدا ويستنشقه المرء او ان يمزج بالماء او بقطرات من الزيت قليل من الزيت يسير جدا ويدخله ويدخله المريض في انفه بان يستلقي على قفاه ويرفع رأسه الى الوراء يقطر فيه قطرات فهذا نافع في نافع جدا والسعود من الاشفية والعلاجات التي جاءت بها سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله باب التداوي بالحجامة والكي عن عاصم ابن عن عاصم ابن عمر ابن قتادة قال جاءنا جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في اهلنا ورجل يشتكي خراجا او جراحا فقال ما تشتكي؟ قال خراج بي قد شق علي فقال يا غلام ائتني بحجام فقال له ما تصنع بالحجام يا ابا عبدالله؟ قال اريد ان اعلق فيه محجما قال والله ان الذباب ليصيبني او يصيب ثوبي او يصيبني ثوبي فيؤذيني ويشق علي فلما رأى تبرره من ذلك قال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان كان في شيء ان كان في شيء من ادويتكم خير ففي شرطة محجم او شربة من عسل او لذعة بنار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما احب ان اكتوي؟ قال فجاء بحجاب فشرطه فذهب عنه ما يجد وقال باب التداوي بالحجامة والكي الحجامة هو الكي فيهما شفاء كما في هذا الحديث ان الشفاء في ثلاث شرطة المحجم وشربة العسل وكية النار ففيهما فيهما شفاء وفيهما نفع عظيم والحجامة جاء فيها احاديث كثيرة عن نبينا صلى الله عليه وسلم من فعله وقوله وتقريره صلوات الله وسلامه عليه واورد هنا هذا الحديث عن عاصم ابن عمر ابن قتادة قال جاءنا جابر في اهلنا ورجل يشتكي خراجا او جراحا فقال ما تشتكي قال خراج بي قد شق علي الخراج اذا كان ملتهب اي شيء يلمسها يتألم منه ويتوجع حتى لو الثوب او اي شيء يلمس الخراج اذا كان ملتهبا يتأذى منها المريض فقال جابر يا غلام ائتنا بحجام قال له ما تصنع بالحجام يا ابا عبد الله؟ اريد اه اه قال اريد ان اعلق فيه محجما اني اضع لك محجم في هذا المكان حتى يسحب هذه المواد المؤذية له قال والله ان الذباب لا يصيبني او او يصيبني الثوب فيؤذيني. يعني اي شيء يلمس لو ذباب يلمس هذا المكان اتألم. كيف تضع محجم ما تحمل ذلك فلما رأى تبرمه مع يعني عدم تقبله هذه الطريقة للعلاج قال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان كان في شيء من ادويتكم خير ففي شرطة محجم او شربة من عسل او لذعة بنار اي كية ذكر هذه الثلاث بهذه الصيغة. صيغة الشرط من غير تحقيق الامر ان كان لكن جاء من حديث ابن عباس ذكر هذه الثلاث مجزوما آآ بانها شافية. قال الشفاء في ثلاث الشفاء في ثلاث ثم ذكرها فحقق الخبر ولم يأتي به به على صيغة الشرط كما في هذا الحديث وقوله ان كان في في ان كان في شيء من ادويتكم خير المراد بالخير هنا الشفاء والعافية والعافية من المرظ قال ففي شرطة محجم او شربة عسل او لذعة من نار اي في هذه الثلاث كلها شفاء والحديث ليس حاصرا للشفاء في هذه الثلاث ولكن فيه التنبيه على عظم منفعة هذه الثلاثة اما شرطة المحجم فكما تقدم ورد فيها احاديث كثيرة عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام بذكر فائدة الحجامة ومنفعتها العظيمة لانها تخرج دما بقاؤه في البدن مضرة على البدن وفي اخراجه عادة لنشاط البدن وحيويته وزوال الاذى والمرض عنه باذن الله سبحانه وهي تستعمل في العلاج والوقاية يعني الحجامة يستعملها المريض للعلاج ويستعملها السليم للوقاية يستعملها المريض للعلاج ويستعملها السليم للوقاية قال او شربة عسل والعسل جعل الله فيه شفاء وقال في القرآن فيه شفاء للناس فالعسل فيه شفاء ونفع عظيم قال او نذعة بنار اي كية وجاء في رواية قال او لذعة بنار توافق داء اي توافق مرضا فتكون سببا في الشفاء وزواله باذن الله والكي لا يلجأ اليه ابتداء بل اذا اعيت الحيلة في العلاج اذا اعيت الحيلة في العلاج ولهذا يقال اخر الدواء الكي وفي حديثنا هذا اخر العلاج الكي ذكر قبله الحجامة وذكر قبله شربة العسل ثم ذكر هو اخرا ويؤخر العلاج به حتى تلجأ اليه الضرورة لان فيه تعذيب البدن وايلاما له فلا يلجأ اليه الا في الضرورة وقول النبي عليه الصلاة والسلام وما احب ان اكتوي فيه ما تقدم ان الكي في تعذيب للنفس وايلام لها فلا يلجأ اليه الا في اخر الامر نعم قال رحمه الله عن جابر ان ام سلمة رضي الله عنهما استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة فامر النبي صلى الله عليه وسلم ابا طيبة ان يحجمها. قال حسبت انه قال كان اخاها من الرضاعة او غلاما لم يحتلم ثم اورد هذا الحديث عن جابر رضي الله عنه ان ام سلمة رضي الله عنها استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجامة فامر النبي عليه الصلاة والسلام ابا طيبة ان يحجمها فافاد ذلك ان الحجامة مباحة للمرأة وجائزة اذا كانت محتاجة اليها والمرأة لا يحجمها الا امرأة الا امرأة او رجل قريب له من محارمها مثل زوجها او اخيها او غلاما لم يحترم صغيرا واذا اضطرت المرأة واشتدت الاعياء بها ولم يوجد الا رجل فعلت ذلك للضرورة لا حرج عليها لكن الاصل الا يقوم بحجامتها الا امرأة نعم رحمه الله باب التداوي بقطع العرق والكي. عن جابر رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ابي ابن طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه عليه قال باب التداوي بقطع العرق والكي واورد هذا الحديث حديث جابر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ابي ابن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه عليه كواه عليه اي ليقف الدم الذي كان ينزف من العرق وهذا يدل على ان الكي يعد من الادوية المشروعة وان الرسول عليه الصلاة والسلام جاء عنه ما يدل على ذلك من قوله وفعله صلوات الله وسلامه عليه. نعم قال رحمه الله باب التداوي للجراح بالكي عن جابر رضي الله عنه قال رمي سعد بن معاذ رضي الله عنه في اكحله قال فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بمشقص ثم ولمت فحسمه الثانية هذا الحديث يتعلق اه سعد بن معاذ اورده رحمه الله في هذه الترجمة باب التداوي للجراح بالكي وسعد بن معاذ هو سيد الاوس اصيب يوم الاحزاب في اكحله فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بيده والمعنى انه امسك عليه الصلاة والسلام حديدة واحماها النار امسكها بيده واحماها بالنار وكواه بها وذلك ليتوقف نزيف الدم ثم ورمت فحسمها الثانية رسمها الثاني حصل لها تورم بعد ما حسمها في المرة الاولى فحسمها الثانية كواها الثانية برئ رضي الله عنه وارضاه قال رحمه الله تعالى باب التداوي بالخمر فيه حديث وائل ابن حجر رضي الله عنه وقد تقدم في كتاب الاشربة قال رحمه الله تعالى باب التداوي بالخمر قال فيه حديث وائل بن حجر وقد تقدم في كتاب الاشربة والحديث المشار اليه تقدم في باب التداوي بالخمر في كتاب الاسربة واورد حديث وائل رظي الله عنه ان طارق بن سويد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه او كره ان يصنعها فقال انما اصنعها للدواء يعني العلاج فقال عليه الصلاة والسلام انه ليس بدواء ولكنه داء فمنعه من صنعها وان كان الغرض كما ذكر العلاج لكن بين عليه الصلاة والسلام ان الخمر ليس فيها شفاء بل هي مضرة ونظير هذا الحديث الذي جاء في سنن ابي داوود ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ان الله ما انزل داء الا وجعل له دواء ان الله انزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتدابوا ولا تتداووا بحرام فتداووا ولا تتداووا بحرام يعني الاشياء المحرمة ليس فيها شفاء بل فيها مضرة الناس والتداوي يكون بالاشياء المباحة المجربة التي جرب نفعها واستفادة الناس منها للاستشفاء او الشفاية من الامراض ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يشفي مرضانا ومرضى المسلمين وان يرحم موتانا وموتى المسلمين وان يغفر لنا اجمعين اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين