وبركاته الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد حدثني جماعة من المسندين وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قاوس مولى عبد الله بن عمر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في ارض يرحمكم من في السماء ومن هكذا الرحمة في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين للمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم. بايقاء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية. ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذه تتمة شرح الكتاب السادس من برنامج مهمات العلم في مرحلته الاولى وهو كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد بامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة كست بعد المائتين والالف وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله باب بيان شيء من انواع السحر نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد. قال رحمه الله تعالى باب بيان شيء من انواع مقصود الترجمة بيان شيء من انواع السحر المندرجة تحت معناه في اللغة وتلك الانواع قد تكون من المعنى المصطلح عليه وفق ما تقدم وقد لا تكون منه وانما ادرجت في اسم السحر باعتبار الاصل اللغوي فان السحر في لسان العرب ما خفي ولطف سببه فال في كلمة السحر في هذه الترجمة للجنس لا للعهد بخلاف الترجمة السابقة فان الفيها عهدية يراد بها السحر المصطلح عليه وهي الرقى التي ينفث فيها مع الاستعانة بالشياطين نعم قال احمد حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عوف عن حيان بن العلاء قال حدثنا قطن بن قبيصة عن ابيه انه سمع النبي صلى الله وعليه وسلم قال قال ان العياثة والطرق والطيرة من الجب قال عوف العيافة زجر الطير فالطرق الخط يخط في الارض والجبت قال الحسن رنة الشيطان اسناده جيد ولابي داوود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر. زاد ما زاد. رواه ابو داوود باسناد صحيح وللنسائي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر. ومن سحر فقد اشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه وعن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم ما العرض هي النميمة القالة بين الناس؟ رواه مسلم وله ما عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان لسحرا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول حديث قبيصة الهلالي عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم حديث قطن بن قبيصة الهلالي عن ابيه قبيصة رضي الله عنه ان النبي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العيافة والطلق الحديث رواه ابو داوود والنسائي والعزو اليهما اولى زيادة على رواية احمد له واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان العيافة والطلق والطيرة فذكر ثلاثة انواع من السحر احدها العيافة وهي زجر الطير اي بعثها وتحريكها والاعتبار باسمائها واوصافها والوانها ومساقطها بالاستدلال بها على ما سيكون وكان من العرب من له معرفة مشهورة في ذلك وربما اطلقت العيافة على معنى الحدس والتخمين الا انها في الاول اظهر وهي بذلك المعنى عند العرب اشهر وثنيها الطرق وهو الضرب بالحصى والخط في الرمل لمعرفة المغيبات وقول عوف الطرق هو الخط يخط بالارض بعض معناه والا فالطرق شامل الخط في الرمل والضرب بالحصى والمختص عندهم بالخط من الارض هو الرمل فانهم كانوا يقصدون الرمل دون غيره فيرسمون عليه خطوطا يستدلون بها على المغيبات ومنه قيل لمن ادعى علم الغيب بهذا رمالا وثالثها الطيرة وهي اسم لكل ما يحمل على الاقدام او الاحجام وجعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الثلاثة كلها من الجبت وتقدم ان عمر رضي الله عنه فسره بالسحر فمعنى الحديث ان العيافة والطرق والطيرة من السحر فظهر مقصود الترجمة فيه وقول الحسن رحمه الله مفسرا الجد رنة الشيطان يرجع الى ما ذكره عمر رضي الله عنه فان الظنة لها معنيان احدهما الصوت الشديد والاخر الصيحة الحزينة فان قيل ان الرنة الصوت الشديد فمعناه ان هؤلاء المذكورات في الحديث من عمل الشيطان صوت بهن وحث عليهن وان كانت الرنة هي الصيحة الحزينة فمعناه ان حزن الشيطان باخراجه من الجنة عمله على الكيد في اضلال الخلق ومن كيده في اضلالهم هؤلاء المذكورات ويصدق هذا قوله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر فالسحر من عمل الشيطان الذي بثه بين الخلق ووقع في طبعة المسند انه الشيطان في قول الحسن فالدعي ان ما في كتاب التوحيد مصحب منه والاشبه ان المصحف هو ما في طبعة المسند لانه لا يحتاج في تفسيرها الى ان يقول الحسن انه الشيطان بل كان يكفيه ان يقول مفسرا له الجبت الشيطان والواقع في اكثر الكتب تفسيره بقوله رنة الشيطان فالمحقق ان الصواب فيها رنة الشيطان واما ما وقع في المسند وغيره انه الشيطان فانه تصحيف والدليل الثاني حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم. الحديث رواه ابو داود وابن ماجة باسناد صحيح لكن بلفظ من اقتبس علما من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر فدلالته على مقصود الترجمة في قوله من اقتبس علما من النجوم مع قوله فقد اقتبس شعبة من السحر فجعل علم المغيبات بالاستدلال بالنجوم من السحر فالتنجيم من شعب السحر واجزائه والجامع بينهما هو وجود تأثير خفي فيهما ومتعلقه تنجيم التأثير لا تنجيم التسيير وسيأتي باذن الله باب مفرد في التنجيم والدليل التالت هو حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر الحديث رواه النسائي بهذا التمام واسناده ضعيف والصواب انه مرسل عن الحسن البصري والجملة الاخيرة تقدمت من حديث عبدالله بن عكيم باسناد ثابت عنه كما سلف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من عقد عقدة ثم نبث نفث فيها فقد سحر اي نفث فيها مستعينا بالشياطين وعقد عليها ويسمى هذا سحر العقد ورده الى حقيقة السحر الاصطلاحية المتقدمة ظاهر والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم ما العضد الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ما العضه اي ما السحر فانه من اسمائه ثم بينه فقال هي النميمة القالة بين الناس اي المقولة الكائدة التي تفرق بين الناس المقولة الكائدة التي تفرق بين الناس وعدت من السحر باعتبار معناه اللغوي لوجهين احدهما باعتبار مبدأها فان النميمة تكون في السر كالسحر اذا عمل فانه يكون سرا والثاني باعتبار منتهاها لانها تفرق بين الناس كالسحر الذي يفرق بينهم والدليل الخامس حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ان من البيان لسحرا وهو عند البخاري دون مسلم اذ ليس عند مسلم لا باصله ولا بلفظه ودلالته على مقصود الترجمة في جعل البيان المعرب عن المقصود من جملة السحر وهذا الحديث في هذا المحل خرج مخرج الذم فان القصة الواردة فيه دالة على ان المتكلم الموصوف بذلك تكلم بكلام شبه به على الخلق فذم فعله وجعل من قبيل السحر باعتبار اثره الناشئ عنه فان البيان الذي يلتبس به الحق يلتبس بسببه الحق بالباطل يفرق بين الناس ويخرجهم من دائرة الاجتماع على الحق الى الاختلاف فيه فصار سحرا باعتبار اثره فكما ان السحر يفرق بين الخلق فان البيان الملبس يفرق بين الخلق وهذه هي صفة الاهوال وهذه هي صفة الاهواء ولاجل هذا نسبت الى التشبيه فسميت الشبهات واصحاب الباطل يشبهون على الخلق باطلهم بالحق ليشتبه على الناس ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله وفي معناه قال تلميذه ابن القيم في اغاثة الله فان كل صاحب باطل لا يتمكن من اظهار باطله الا في ثوب حق انتهى كلامه اي الا في الباسه ثوب الحق ليروج عند الخلق ومجموع ما ذكره المصنف في هذا الباب من انواع السحر سبعة هي العيافة والطرق والطيرة والتنجيم التأثيري والعقد المنفوث فيها والنميمة والبيان الملبس وكلها محرمة وسميت الثلاثة الاخيرة سحرا باعتبار المعنى اللغوي لا الاصطلاحي بل معنى الاصطلاحي للسحر مختص بالاربعة الاولى وهي العيافة والطرق والطيرة والعقد التي ينفث فيها بالاستعانة بالشياطين نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى ان العيافة والطرق والطيرة من الجبت الثانية تفسير العيافة والطرق الثالثة ان علم النجوم من نوع السحر قوله رحمه الله الثالثة ان علم النجوم من نوع السحر المراد تنجيم التأثير منه دون تنجيم التسيير كما سيأتي نعم الرابعة العقد مع النفث من ذلك الخامسة ان النميمة بين الناس من ذلك السادسة ان من ذلك بعض الفصاحة قوله رحمه الله السادسة ان من ذلك بعض الفصاحة اي الفصاحة الملبسة للحق بالباطل فانها من جملة السحر لما يترتب عليها من تفريق الخلق عن الحق واحداث اختلافهم فيه نعم باب ما جاء في الكهان ونحوهم مقصود الترجمة بيان ما جاء في الكهان ونحوهم من الوعيد الشديد والتغليظ الاكيد والكهان جمع كاهن وهو الذي يخبر عن المغيبات بالاخذ عن مفترق السمع من الجن وهو الذي يخبر عن المغيبات بالاخذ عن مستلق السمع من الجن سمي كاهنا لانه يتكهن الاخبار اي يتوقعها ويستشرفها والمراد بقولهم ونحوهم اي ممن ممن لهم ذكر في الباب عنده وهم العراف والمنجم والرمال وكلهم يشتركون في ادعاء علم الغيب مستعينين بالجن ويفترقون في طرق ابتغائه وطلبه فالعراف يستدل بامور ظاهرة معروفة على اشياء غائبة والمنجم يستدل بالنظر في النجوم هو الرمال يستدل بالخط في الرمل والكاهن كما سبق يستدل بالاخذ عن مستلق السمع فخلف بين اسمائهم لاختلاف الطرائق التي يدركون بها بغيتهم من علم الغيب فهم مشتركون في دعوى علم الغيب ومفترقون بالطرائق المفضية الى ما ادعوه فخلف بين الاسماء لاختلاف تلك الطرائق نعم روى مسلم في صحيحه عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه ابو داوود وللاربعة والحاكم وقال صحيح على شرطهما عن من اتى عرافا او كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم ولابي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفا. وعن عمران ابن ابن حصين رضي الله عنه مرفوعا. ليس منا من تطير او له او تكهن او تكهن له او سحر او سحر له. ومن اتى كاهنا فصدقه بما يقول. فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه البزار باسناد جيد ورواه الطبراني في في الاوسط باسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله ومن اتى الى اخره. قال البغوي العراف الذي معرفة الامور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك وقيل هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل. وقيل الذي يخبر عما في الظمير. وقال ابو العباس ابن تيمية عرفوا اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الامور بهذه الطرق وقال ابن عباس في قوم يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم ما ارى من فعل ذلك له عند الله من خلاق ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة فالدليل الاول حديث بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عنه قال من اتى عرافا فسأله عن شيء الحديث رواه مسلم دون قوله فصدقه فان هذه الزيادة عند احمد وعزوها الى مسلم بهذا اللفظ على ارادة اصل الحديث وهي زيادة صحيحة كاصل الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من اتى عرافا مع قوله لم تقبل له صلاة اربعين يوما اي لم يثب عليها وان صحت منه وملئت ذمته بادائها واذا كان هذا محكوما به على من اتاه فسأله فصدقه فان الحكم على المسؤول وهو العراف اشد وافظع فظهر وجه دلالتها على مقصود الترجمة والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى كاهنا فصدقه بما يقول الحديث رواه الاربعة الا النسائي فانه رواه في الكبرى لا الصغرى واسناده ضعيف وله شواهد تقويه يحسن بها ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من اتى كاهنا مع قوله فقد كفر بما انزل على محمد والحكم بهذا على المسؤول وهو الكاهن احق من الحكم به على السائل فاذا كان السائل محكوما عليه بالكفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم فان الكاهن المسئول اسوأ منه حالا واقبح مآل والكفر هنا هو الاصغر جمعا بين الحديثين السابق وهذا لان صحة الصلاة منه دالة على كونه مسلما فلما صحت الصلاة منه قطع ببقائه على الاسلام وحمل حينئذ الكفر المذكور في الحديث على الكفر الاصغر ولا محيدا من الجمع بين الحديثين على هذا الوجه وهو احد قولي اهل العلم ولو لم تصح زيادة فصدقه لامكن المصير الى التفريق بين حالين احداهما من اتى الساحر او الكاهن او العراف فسأله فلم يصدقه فهذا لا تقبل له صلاة اربعين يوما ويكون مسلما والثانية من اتى كاهنا فسأله فصدقه فهذا كافر كفر اكبر الا ان الزيادة الثابتة في حديث بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فصدقه بعد وجود السؤال دالة على استواء الحال وان من سأله فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما وقد كفر بما انزل على محمد ويكون الكفر حينئذ كفرا اصغر لانه قد صحت منه الصلاة لكن لم يثب عليها والدليل الثالث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ايضا وبيض المصنف لراويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى عرافا او كاهنا فصدقه بما يقول الحديث وعزاه المصنف للاربعة والحاكم وهو عند الحاكم بهذا اللفظ دون الاربعة وهم اصحاب السنن لكن عزو الحديث اليهم صحيح باعتبار اصله فان اصل الحديث عندهم وقد عزاه اليهم قبل المصنف الحافظ ابو الفضل ابن حجر رحمه الله في فتح الباري مريدا اصل الحديث وملاحظة ذلك معتد بها عند اهل العلم واسناد هذا الحديث صحيح ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه في قوله فقد كفر بما انزل على محمد والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه مثله موقوفا اخرجه ابو يعلى الموصلي في مسنده واسناده حسن وله حكم الرفع لان خبر الصحابي عن كون شيء شركا او كفرا لا يقال من قبل الرأي فله حكم الرفع ذكره ابو عمر ابن عبدالبر في التمهيد ودلالته على مقصود الترجمة كالحديثين السابقين والدليل الخامس حديث عمران ابن حصين رضي الله عنهما مرفوعا ليس منا من تطير او تطير له الحديث رواه البزار في مسنده واسناده ضعيف والاحاديث الاخرى في الباب تقويه وتشهد له ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وصرح بكفره والاخر في قوله ليس منا وعد اشياء ذكر منها او تكهن او تكهن له فالمتكهن هو الكاهن والمتكهن له هو السائل الذي يسأله ومعنى ليس منا نفي الايمان الواجب عنه وما نفي عن صاحبه الايمان ففعله محرم على وجه التعظيم فهو كبيرة من كبائر الذنوب والدليل السادس حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي رواه الطبراني في الاوسط نحو حديث عمران السابق دون قوله في اخره ومن اتى كاهنا الى اخره واسناده ضعيف لكن يتقوى بسابقه فيعضد احدهما الاخر ويدخل في جملة الحديث الحسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليس منا مع قوله او تكهن او تكهن له والقول فيه كالقول في نظيره المتقدم بان نفي الايمان الواجب عنهما دال على كون فعلهما كبيرة من كبائر الذنوب والدليل السابع اثر ابن عباس رضي الله عنهما ايضا قال يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم الاثر رواه البيهقي بالسنن الكبرى بسند صحيح وروي مرفوعا ولا يصح وكتابة حروف ابا جاد المراد بها ترتيب الحروف المشهور عند العرب ابجد هوز حطي الى اخره وتقطيعها اي فصلها بعضها عن بعض والنظر في النجوم للاستدلال بها على المغيبات وهذا هو المراد عند اهله المسمى بعلم الحرف فعين الحرف مركب من شيئين احدهما تقطيع حروف الهجاء والثاني النظر بالنجوم للاستدلال بتلك الحروف على المغيبات وهذا هو الذي اراده ابن عباس اما تقطيع حروف التهجي لتعلم الهجاء وحساب الجمل فلا بأس به وليس هو المراد في هذا الاثر ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ما ارى من فعل ذلك له عند الله من خلاق وتقدم ان نفي الخلاق يراد به نفي الحظ من الخير في الاخرة ومن لا حظ له من الخير في الاخرة هو الكافر كما تقدم تقرير هذا المعنى فيما سلف نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى انه لا يجتمع تصديق الكاهن مع الايمان بالقرآن الثانية التصريح بانه كفر الثالثة ذكر من تكهن له الرابعة ذكر من تطير له الخامسة ذكر من سحر له السادسة ذكر من تعلم ابا جاد. قوله رحمه الله السادسة ذكر من تعلم ابا جاد اي الادعاء علم الغيب بتقطيعها وربطها بحركة النجوم لا لارادة التهجي وحساب الجمل نعم السابعة ذكر الفرق بين الكاهن والعراف باب ما جاء في النشرة مقصود الترجمة بيان حكم النشرة والنصرة اصطلاحا حل السحر بسحر مثله وربما جعلت اسما لكل ما حل به السحر ولو بالرقى الشرعية ملاحظة للمعنى اللغوي فانها انما سميت نشرة لانها تنشر عن المريض علته فيصح ويبرأ من سقمه فال بالنشرة هنا للعهد اي النشرة التي تعرفها العرب في الجاهلية وهي حل السحر بسحر مثله نعم عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال هي من عمل الشيطان. رواه احمد بسند جيد وابو داود. وقالت سئل احمدوا عنها فقال ابن مسعود يكره هذا كله وفي البخاري عن قتادة قلت لابن المسيب رجل به طب او يؤخذ عن امرأته ايحل عنه او ينشر؟ قال لا بأس لا بأس به ما يريدون به الاصلاح فاما ما ينفع فلم ينهى عنه انتهى وروي عن الحسن انه قال لا يحل السحر الا ساحر قال ابن القيم النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان احدهما حل بسحر بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن فيتقرب الناشر والمنتشر الى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور والثاني النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والادوية المباحة. فهذا جائز ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول حديث جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن نشرة الحديث رواه ابو داوود واسناده جيد ودلالته على مقصود الترجمة في قوله هي من عمل الشيطان لانهم يحلون السحر عن المسحور بتسخير الشياطين وسحرهم والسحر حلا وعقدا كله من عمل الشيطان كما قال الله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا فعمل السحر من عمل الشيطان وعمل الشيطان محرم ومنهي عنه فكل ما اضيف في الخطاب الشرعي الى الشيطان فانه منهي عنه نهي تحريم والدليل الثاني ان ابن مسعود يكره هذا كله ومراد الامام احمد رضي الله عنه في قوله ابن مسعود يكره هذا كله ما روي عن اصحابه رضي الله عنهم فان ابن ابي شيبة روى باسناد صحيح عن ابراهيم يعني الناخعي قال كانوا يكرهون التمائم والرقى والنشر كانوا يكرهون الرقى والتمائم والنشر وتقدم ان الكراهة موضوعة في عرف المتقدمين للتحريم وابراهيم يريد بقوله كانوا اصحاب ابن مسعود فلما كان هذا مذكورا عن اصحاب ابن مسعود علم انه مما تلقوه عنه فعزاه الامام احمد رحمه الله الى ابن مسعود وان كان لا يوجد منقولا عنه فيما وصلنا من المروية لكنه لما كان منقولا عن اصحابه مستفيضا بينهم مستقرا عندهم نسب الى شيخهم وامامهم الذي كانوا يقتدون به وهو عبدالله بن مسعود والدليل الثالث اثر سعيد بن المسيب لما قال له قتادة رجل به طب اي سحر لان ابتداء السحر كان على ارادة التطبيب كما سلف او يؤخذ عن امرأته اي يحبس عنها فلا يصل الى جماعها ايحل عنه او ينشر اي تفك عقد سحره ويرقى لكشف علته فقال لا بأس به اي لا بأس بحل السحر عنه انما يريدون به الاصلاح اي بدفع علته فاما ما ينفع اي من الرقى فلم ينهى عنه لانه انما نهي عما لا نفع فيه وهي الرقى الشركية اما الرقى الشرعية فلم ينهى عنها هذا معنى كلام ابن المسيب وتتبع الفاظ الاثر يدل عليه فمن ظنه في حل السحر بالسحر فقد اخطأ على ابن المسيب في فهمه وانما هو في حل السحر بما ينفع والذي ينفع مما يحل به السحر هو الرقى الشرعية اما الرقى الشركية فانها لا تنفع وقد علق البخاري هذا الاثر مجزوما به في صحيحه ووصله ابو بكر الاكرم في كتاب السنن باسناد صحيح والنشرة المذكورة هنا سميت نشرة باعتبار المعنى اللغوي لا الاصطلاحي. لان الاصطلاحي كما تقدم حل السحر بسحر مثله وهو الذي جاء في حديث جابر المتقدم لكن قوله هنا او ينشر عنه اي يطلب له ما يكشف علته ويدفع عنه ما اعتراه من الداء فسماه نشرة باعتبار المعنى اللغوي للاصطلاحي والدليل الرابع اثر الحسن البصري لا يحل السحر الا ساحر ولم يعزه المصنف الى احد. وهو عند ابن ابي شيبة بسند حسن عن الحكم بن عطية قال سمعت الحسن وسئل عن النشر فقالا سحر هذا هو المروي عن الحسن في الكتب التي بايدينا مسندا اما باللفظ الذي ذكره المصنف فانما اورده ابن الجوزي في جامع السنن والمسانيد لكن بلا سند ولم اقف عليه موصولا الا باللفظ المذكور الوارد عند ابن ابي شيبة في المصنف ودلالته على مقصود الترجمة في خبره رحمه الله ان النصرة لا تتحقق الا بكون الناشر متعاطيا السحر فيحل السحر بسحر مثله ومراده النصرة المصطلح عليها عند العرب التي كانوا يستعملونها. اذ يسلطون على سحر الساحر الذي عقد ساحرا يسحر فيحل سحر الساحر الاول ثم ذكر المصنف رحمه الله كلام ابي عبد الله ابن القيم رحمه الله في تحرير حكم النشرة وجعلها قسمين اولهما مختص بالنشرة الاصطلاحية المحرمة اولهما مختص بالنشرة الاصطلاحية المحرمة والثاني سمي نشرة باعتبار مأخذه اللغوي فقول ابن القيم النشرة حل السحر عن المسحور اي باعتبار وضعها اللغوي لا باعتبار وضعها الاصطلاحي فانها باعتبار وضعها الاصطلاحي مختصة بحل السحر بسحر مثله ولهذا اعدها النبي صلى الله عليه وسلم من عمل الشيطان ولا تكونوا من عمل الشيطان الا اذا كانت من حل السحر بمثله نعم الله منكم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى النهي عن عن النشرة قوله رحمه الله الاولى النهي عن النشرة اي المعهودة عند اهل الجاهلية وهي من عمل الشيطان كما سبق نعم ثانية الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه. مما يزيل الاشكال. قوله رحمه الله الثانية الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه مما يزيل الاشكال لان المنهي عنه هو حل السحر بسحر مثله فهي نشرة شركية محرمة والملخص فيه هو حله بالرقى والدعوات والتعوذات والادوية المباحة وهذا سمي نشرة باعتبار المعنى اللغوي لا باعتبار الحقيقة الاصطلاحية التي علق بها الحكم الشرعي نعم باب ما جاء في التطير مقصود الترجمة بيان حكم التطير وهو تفعل من الطيرة والطيرة ما يقصده العبد للحمل على الاقدام او الاحجام في امر ما ما يقصده العبد للحمل على الاقدام او الاحجام في امر ما واكثره عند اهل الجاهلية يكون بالطير فنسب اليها ولا تختص بالتشاؤم بل هو فرد من افرادها وهي شرك اصغر لانها تتضمن ركون القلب الى المقصود فيها وضعف التوكل على الله مع الاخذ بما ليس سببا شرعيا ولا قدريا وتقدم ان من فروع قاعدة الاسباب ان جعل شيء سببا وهو ليس كذلك لا بطريق الشرع ولا بطريق القدر فانه شرك ايش اصغر نعم وقول الله تعالى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون فقوله قالوا طائركم قالوا طائركم معكم الاية وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفا. اخرجه زاد مسلم ولا نوى ولا غول ولهما عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة. ويعجبني الفأل. قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة ولابي داوود بسند صحيح عن عقبة ابن عامر قال ذكرت ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سنها الفاء ولا ترد مسلما. فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك وعن ابن مسعود مرفوعا الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل. رواه ابو داوود والترمذي وصححه وجعل اخره وجعل اخره من قول ابن مسعود ولاحمد من حديث ابن عمرو من ردته الطيرة عن حاجته عن حاجته فقد اشرك. قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان يقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك. وله من حديث الفضل ابن العباس رضي الله عنهما. انما الطيرة ما امضى او رده ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة فالدليل الاول قوله تعالى الا ان مطائرهم عند الله ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا انما طائرهم عند الله اي ما قضي لهم وكتب عليهم وهؤلاء هم ال فرعون كانوا يتطيرون بموسى عليه الصلاة والسلام ومن معه ويجعلونهم سببا لاصابة السيئة لهم فابطل الله اعتقادهم ورده الى قدره ومشيئته المشار اليه بقوله انما طائرهم عند الله فالطائر هو القدر المقضي ففيه ابطال تأثير الطيرة لانه لا اثر لها في تغيير قدر الله وتحويله والدليل الثاني قوله تعالى قالوا طائركم معكم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله قالوا طائركم معكم اي قدركم الملازم لكم كما قال تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه اي ما قدرنا عليه فهو ملازم له وهذه المقالة هي قولة المرسلين الى اهل القرية لما قال اهل القرية لهم انا تطيرنا بكم فردوا عليهم بقوله ان اقالوا طائركم معكم ففيه ابطال الطيرة واثبات القدر فالايتان هما في اثبات القدر المتضمن ابطال تصرف غير الله فيه واذا ثبت ان القدر كله بيد الله كما يتوهم من تأثير غيره لا حقيقة له ومن جملة ذلك الطيرة فالايتان دالتان على ابطال الطيرة لما فيهما من اثبات القدر والدليل الثالث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولا طيرة فنفى الطيرة التي كان اهل الجاهلية يعتقدونها والنفي دال على بطلانها وعدم تأثيرها وهو ابلغ من النهي لان النفي نهي وزيادة والزيادة في التأكيد على نفي الوجود والدليل الرابع حديث انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولا طيرة على ما تقدم بيانه والدليل الخامس حديث عروة بن عامر لا عقبة ابن عامر رواه ابو داوود وعروة تابعي على الصحيح فيكون هذا الحديث مرسلا والمرسل من نوع الحديث الضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولا تردوا مسلما فمن كمل دينه لم يتعلق قلبه بها ولا اثرت فيه ومن اثرت فيه نقص دينه ومن قواعد الشرع ان كل فعل اختياري يرجع على العبد بنقصان دينه فهو محرم كل فعل اختياري يرجع على العبد بنقصان دينه فهو محرم وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث احسنها الفأل ليس معناه ان الفأل من الطيرة والا تناقضت الاحاديث لان النبي صلى الله عليه وسلم نفاها فقال لاطيرة ثم قال يعجبني الفأل كما في حديث انس السابق والطيرة كلها لا خير فيها فقوله في الحديث احسنها لا يراد به حقيقة التفضيل بالمشاركة من كل وجه بل باعتبار قدر مشترك وهو وجود التأثير. فالطيرة فيها وجود التأثير وكذلك الفأل فيه وجود التأثير لكن الطيرة تحمل على الاقدام او الاحجام اما الفأل فانه لا يؤثر في الاقدام او الاحجام وانما يكون فيه تيمنا بما وقع من كلمة قولية او فعل والغالب ان الفأل يكون بالكلمة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ويعجبني الفأل فقيل له وما الفأل قال الكلمة الطيبة الكلمة الطيبة هي اكثر انواع الفأل فلاجل هذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الفأل لوجود معنى التأثير فيه مشاركا للطيارة وان كان ليس منها لانهما يفترقان في امر عظيم وهو ان الطيرة تحمل على الاقدام او الاحجام اما الفأل فانه لا يحمل على الاقدام او الاحجاب وانما يكون محركا ومنشطا مقويا للعبد على العمل الذي اراده فاصل العمل متقدم بنية العبد لكن وقع له ما تيمن به وجعله فألا فزاده نشاطا في مقصوده والدليل السادس حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا قال الطيارة شرك الحديث رواه ابو داوود والترمذي وابن ماجة واسناده صحيح واخره وهو قوله ولكن الله يذهبه بالتوكل مدرج من كلام ابن مسعود رضي الله عنه على الصحيح فليس هو من كلامه صلى الله عليه وسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الطيرة شرك والتكرار للتأكيد وهي شرك لما فيها من تعلق القلب بغير الله واعتقاد تأثير سبب متوهم لا حقيقة له والدليل السابع حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك الحديث رواه احمد واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من ردته الطيرة عن حاجته لقد اشرك فجعلها صلى الله عليه وسلم شركا ومعناه في حديث ابن مسعود المتقدم وهو حديث صحيح فيه التصريح بان الطيرة شرك والدليل الثامن حديث الفضل ابن عباس رضي الله عنهما انما الطيرة ما امضاك او ردك. الحديث رواه احمد واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله انما الطيرة ما امضاك او ردك وهو في بيان حقيقة الطيرة لكن النبي صلى الله عليه وسلم قالها لا على ارادة بيان حقيقتها بل على ارادة التبرأ منها فلفظ الحديث عند احمد عن الفضل ابن عباس رضي الله عنهما قال خرجت يوما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرح ظبي فمال النبي صلى الله عليه وسلم في شقه فقال له الفضل تطيرت فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما الطيرة ما امضاك او ردك فالفضل ابن عباس لما رأى ميل النبي صلى الله عليه وسلم عليه لما برح الظبي بين يديه ظنه تطير به والعرب كانت تتطير بالظبي اذا برح اي ولى مياسره واذا سنح تفائلت به فقال النبي صلى الله عليه وسلم الطيرة ما امضاك او ردك متبرأ من ذلك وانه صلى الله عليه وسلم لم يفعله على ما كانت العرب تعتقده فلم يكن ميله في شق الفضل ابن عباس لاجل ان الظبي برح ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لما رآه مال عنه خشية ان يصطدم بالنبي صلى الله عليه وسلم نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى التنبيه على قوله الا انما طائرهم عند الله مع قوله طائركم معكم قوله رحمه الله الاولى التنبيه على قوله الا انما طائرهم عند الله مع قوله قالوا طائركم معكم اي انهما في اثبات القدر فقوله طائرهم اي قدرهم وقوله طائركم اي قدركم وكلاهما متضمن اثبات القدر وابطال تصرف غير الله فيه فينتفي بذلك الاعتقاد في الطيرة نعم ثانية نفي العدوى ثالثة نفي الطيرة الرابعة نفي الهامة الخامسة نفي السفر السادسة ان ان الفأل ليس من ذلك بل مستحب السابعة تفسير الهاء الثامنة ان الواقع في القلب من ذلك مع كراهته لا يضر بل يذهبه الله بالتوكل. قوله رحمه الله الثامنة ان الواقع في القلب من ذلك مع كراهته لا يضر بل يذهبه الله بالتوكل المراد به ما وقع في القلب دون اعتقاد له فهو وارد قلبي غير مستقر فاذا كان بهذه المنزلة فانه لا يضر العبد وانما يضره اذا استحكم فيه نعم التاسعة ذكر ما يقول من وجده العاشرة التصريح بان الطيرة شرك الحادية عشرة تفسير الطيرة الطيرة المذمومة قوله رحمه الله الحادية عشرة تفسير الطيرة المذمومة المذمومة وصف كاشف فكل طيرة مذمومة وليس وصفا احترازيا يفيد ان من الطيرة ما يذم ومنها ما لا يدنبل الطيرة كلها مذمومة على كل حال وهو نظير قوله تعالى وقتلهم الانبياء بغير حق فان هذا وصف لازم فقتل الانبياء جميعا كله بغير حق ولا يراد منه ان في قتل الانبياء ما هو بحق وان منه ما هو بغير حق بل هو وصف كاشف مبين ان وقوع قتلهم هو دائما على غير حق او بغير حق نعم باب ما جاء في التنجيم مقصود الترجمة بيان حكم التنجيم وهو النظر في النجوم للاستدلال بها على التسيير او التأثير النظر في النجوم للاستدلال بها على التسيير او التأثير فالتنجيم نوعان احدهما تنجيم التسيير وهو الاستدلال بحركات سيرها على الجهات والاحوال وهو الاستدلال بحركات سيرها على الجهات والاحوال وهذا جائز عند الجمهور والاخر تنجيم التأثير وهو النظر فيها لاعتبار تأثيرها في الحوادث الكونية وهو النظر فيها لاعتبار تأثيرها في الحوادث الكونية وهذا النوع قسمان فالقسم الاول اعتقاد كونها سببا غير مستقل بالتأثير بل هو تابع لتقدير الله وهو مختلف فيه بين اهل العلم فمنهم من يرى ان النجوم من الاسباب القدرية التي تؤثر في الحركات الكونية كوقوع المد والجزر باعتبار قرب القمر وبعده من الارض او وقوع الكسوف والخسوف باعتبار ما يكون من الاجتماع والافتراق بين حركات الشمس والارض والقمر فمن اهل العلم من يرى كونها كذلك ومنهم من لا يرى انها مؤثرة في الحوادث الكونية واصح القولين انها مؤثرة بالحوادث الكونية فهي سبب من الاسباب المندرجة في قدر الله اختار هذا ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله والقسم الثاني ما اطبق اهل العلم على كونه كفرا بالاتفاق ما اطبق اهل العلم على كونه كفرا بالاتفاق وذلك في حالين احداهما اعتقاد كونها مستقلة بالتأثير اعتبار كونها مستقلة بالتأثير مدبرة للكون بحركاتها والاخرى اعتقاد كونها مرشدة الى الغيب دالة عليه مفصحة عنه بحركاتها ائتلافا وافتراقا نعم قال البخاري في صحيحه قال قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول فيها غير ذلك اخطأ واضاع نصيبه. وتكلف ما لا علم له به انتهى. وكره قتادة تعلم منازل منازل القمر ولم يرخصوا ابن عيينة فيه ذكره حرب عنهما ورخص في تعلم المنازل احمد واسحاق وعن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر. رواه احمد وابن حبان في صحيحه ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول اثر قتادة رحمه الله قال خلق الله هذه النجوم لثلاث. الاثر علقه البخاري في صحيحه ووصله عبد ابن حميد في تفسيره باسناد صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في حصره مقاصد خلق الله النجوم في ثلاثة اشياء ثم قوله بعد ذلك فمن تأول فيها غير ذلك اخطأ واضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به يريد ابطال الاستدلال بها على التأثير فهو خطأ اضاع العبد به نصيبه اي حظه وهذا في معنى لا خلاق له المتقدم وذكرنا فيما سلف انه الحظ في الاخرة وقوله وتكلف ما لا علم له به اي تجشم امرا ذا كلفة لا علم له به لان الله يقول ولا تقف ما ليس لك به علم والدليل الثاني اثر قتادة ايضا انه كره تعلم منازل القمر رواه حرب ابن كرمان في مسائله ودلالته على مقصود الترجمة في كراهته تعلم منازل القمر فان الكراهة في عرف السلف يراد بها التحريم ومنازل القمر هي مواضع نزوله المقدرة في سيره هي مواضع نزوله المقدرة في سيره وعدتها ثمان وعشرون منزلة وتختلف باختلافها الاحوال والاهوية وهذا من علم التسيير فقتادة رحمه الله يمنع الاستدلال بالنجوم مطلقا حتى في علم التسيير وهو احد قولي اهل العلم والقول الثاني جوازه وهو الصحيح والحديث والدليل الثالث اثر سفيان بن عيينة رحمه الله انه لم يرخص في تعلم المنازل القمر رواه حرب ايضا ودلالته على مقصود الترجمة في عدم الترخيص اي عدم الاباحة فهي عنده ممنوعة والجمهور كما سلف على خلاف هذا القول فسفيان يريد به علم التسيير كما اراده قتادة والدليل الرابع حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة الحديث رواه احمد وابن حبان واسناده ضعيف ويروى معناه في احاديث عدة باسانيد ضعاف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومصدق هو مصدق بالسحر لان التنجيم على اعتقاد التأثير هو من السحر كما تقدم في حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند ابي داود في باب بيان شيء من انواع السحر وفيه من اقتبس علما من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر وتوعد في هذا الحديث بعدم دخول الجنة الدال على كونه محرما فان الوعيد على شيء بعدم دخول الجنة يفيد كونه محرما على وجه التعظيم فيكون كبيرة من كبائر الذنوب وذكر المصنف رحمه الله تعالى قول احمد واسحاق فقال ورخص في تعلم المنازل احمد واسحاق ولم يذكرا دليلا لان جادة المصنف وهي الطريقة المسلوكة عند اهل العلم ان الدلائل تنتهي الى كلام تبع الاتباع واحمد واسحاق لم يكونوا منهم بل هم في طبقة بعدهم فنقل كلامهم فنقل كلامهما بمنزلة نقل المصنف في مواضع متقدمة كلاما للبغوي ولابي العباس ابن تيمية وابن القيم يريد بذلك بيان بعض المعاني المنتظمة فيما يريده من الادلة لا يريد كونها دليلا نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى الحكمة في خلق النجوم الثانية الرد على من زعم غير ذلك الثالثة ذكر الخلاف في تعلم في تعلم المنازل. قوله رحمه الله الثالثة ذكر الخلاف في تعلم المنازل اي لارادة معرفة علم التسيير المتعلق بالاحوال والاهوية فهذا هو الذي اختلف فيه اهل العلم والصحيح جوازه وانما الممنوع من علم النجوم هو علم التأثير نعم الرابعة الوعيد في من صدق بشيء من السحر ولو عرف انه باطل باب ما جاء في الاستسقاء بالانوار مقصود الترجمة بيان حكم الاستسقاء بالانواء والمراد به هنا نسبة السقيا بنزول المطر اليها نسبة السقيا بنزول المطر اليها والانواء هي منازل القمر اذا سقط واحد منها سمي نوءا فهو نوء باعتبار المسقط لا المطلع نعم وقول الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون وعن ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة وقال النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب رواه مسلم ولهما عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على اثر سماء كانت من الليل فلما انصرف اقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله اعلم. قال قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر مؤمن بالكوكب ولهما من حديث ابن عباس معناه وفيه قال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا. فانزل الله هذه الايات فلا اقسم بمواقع النجوم الى قوله تكذبون ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون ودلالته على مقصود الترجمة في قوله انكم تكذبون فالرزق المطر كما دل عليه سبب نزول الاية وتكذيبهم هو في استسقائهم بالانواء لما قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا ونسبة المطر اليها من الاعتداد بما ليس سببا شرعيا ولا قدريا وهو شرك اصغر كما تقدم مع ما فيه من نسبة النعمة الى غير مسديها المتفضل بها وهو الله والدليل الثاني حديث ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في عد الاستسقاء بالنجوم من امر الجاهلية واضافتها اليها خرجت مخرج مخرج الدم المفيد للتحريم والمراد بالجاهلية الزمن الذي كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم سموا بذلك لفرط جهلهم وما نسب الى الجاهلية من قول او فعل او حال فهو محرم فاذا وجدت في شيء من النصوص نسبة شيء الى الجاهلية فاعلم انه محرم والدليل التالت حديث زيد بن خالد رضي الله عنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله في قولهم مطرنا بنوء كذا وكذا وتسمية من قال ذلك كافرا فالاستسقاء بالنجوم كفر بالله فان اعتقد ان النوء هو مسببه يعني الذي قام به واثر فيه فهو كفر اكبر لانه شرك في الربوبية وان لم يعتقد كونه مسببا بل جعله سببا فهو من الشرك الاصغر والواقع منهما في الحديث ايهم الاكبر ام الاصغر ما الدليل باء سببية احسنت الواقع في الحديث الاصغر لانهم قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا فهم ارادوا كونه سببا لا مسببا مستقلا. ولو انهم ارادوا كونه مسببا مستقلا لقالوا ايش امطرنا نوءك ذا وكذا فلما عدلوا عن هذه الجملة الى سابقتها علم انهم ارادوا السببية اشار الى هذا المعنى حفيد المصنف سليمان بن عبدالله في تيسير العزيز الحميد خلافا لما ذكره كثير من شراح كتاب التوحيد بعده والدليل الرابع حديث ابن عباس رضي الله عنهما بمعنى حديث زيد وهو عند مسلم وحده دون البخاري ودلالته على مقصود الترجمة كدلالة سابقه فانه في معناه نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى تفسير اية الواقعة الثانية ذكر الاربع التي من امر الجاهلية الثالثة ذكر الكفر في بعضها الرابعة ان من الكفر ما لا يخرج من الملة الخامسة قوله اصبح من من عبادي مؤمن بي وكافر بسبب نزول النعمة السادسة التفطن للايمان في هذا الموضع السابعة التفطن للكفر في هذا الموضع الثامنة التفطن لقوله لقد صدق نو كذا وكذا. قوله رحمه الله الثامنة التفطن لقوله لقد صدق نوء كذا وكذا لانهم لم يريدوا ان النوء انزل المطر بل نزل بسببه الباء للسببية ولو ارادوا الخلق والايجاد لقالوا امطرنا نوء كذا وكذا واضافة احوال الجو والاهوية الى الانواء تقع على ثلاثة انحاء احدها اضافة تسديد بان يعتقدها مستقلة بالتأثير عاملة فيه وهذا شرك اكبر والثاني اضافة سبب بالا يعتقدها مستقلة بالتأثير بل يعتقد كونها سببا من الاسباب وهذا كفر اصغر والثالث اضافة ظرف وهي جائزة لانها خبر عن حال صحيحة فاذا اضيفت الى ظرف من احوال الانواع مما تعرفه العرب بتقدير الايام والليالي كان ذلك صحيحا ومنه حديث اذا طلع النجم ارتفعت كل عاهة والمراد بالنجم في هذا الحديث نجم الثريا وكانت العرب تعرف في تحول الاهوية والاجواء انه اذا طلعت الثريا فان العلل والامراض ترتفع لصفاء الزمن حين اذ ومنه قول الناس اذا طلع سهيل برد الليل يعني اذا طلع هذا النجم فقد انتهى الصيف وبدأ الجو في التغير الى البرودة فمثل هذه الاضافة وهي اضافة الظرف جائزة لا شيء فيها نعم التاسعة اخراج العالم للمتعلم المسألة بالاستفهام عنها. لقوله اتدرون ماذا قال ربكم العاشرة وعيد النائحة باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. الاية. مقصود الترجمة بيان ان محبة الله من عبادته بل هي اصلها بكمالها يكمن توحيد العبد وبنقصها ينقص والمراد بالمحبة هنا المحبة المقتضية لتأليه القلوب لله وتعظيمها له نعم وقوله قل ان كان اباؤكم وابناؤكم الى قوله احب اليكم من الله ورسوله الاية عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. اخرجه وله ما عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذا انقذه الله منه كما يكره ان يقدم في النار وفي رواية لا يجد احد حلاوة الايمان حتى الى اخره وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من احب في الله وابغض في الله ووالى في الله وعاد في الله. فانما تنال ولاية الله بذلك ولن يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك. فقد صارت عامة مؤاخاة الناس على امر الدنيا وذلك لا يجدي على اهله شيئا. رواه ابن جرير وقال ابن عباس في قوله تعالى وتقطعت بهم الاسباب. قال المودة ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ستة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله يحبونهم كحب الله فذكر ان من حال المشركين اتخاذهم الهة يحبونها كحب الله فيسوونها بالله في المحبة فمن احب غير الله محبة تأليه وتعظيم فهو من المشركين وعمله شرك اكبر فالمحبة القلبية المشتملة على التأليه والتعظيم لا تكون الا لله ولا تصلح الا له والاخر في قوله والذين امنوا اشد حبا لله فذكر ان المؤمنين يخلصون محبتهم لله فلا يشركون فيها فمدحهم بكمال المحبة والاخلاص فيها والدليل الثاني قوله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم الاية ودلالته على مقصود الترجمة ما فيها من الوعيد في جعل الاباء والابناء ولاخواني والازواج والعشيرة والاموال والتجارة والمساكن احب الى النفوس من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وجهاد في سبيله فتوعدهم الله بقوله فتربصوا حتى يأتي الله بامره اي انتظروا ما يحل بكم من العقاب فالتربص موضوع في الخطاب الشرعي للدلالة على الوعيد بالعقاب فالتربص موضوع في الخطاب الشرعي للدلالة على الوعيد بالعقاب فمن احب هذه الاعراض المذكورة محبة يتأله قلبه بها فليس له الا العقاب الشديد لانه اشرك في محبة الله سبحانه وتعالى وحب الرسول صلى الله عليه وسلم وما امر الله به من الاعمال مندرج في محبة الله ولذلك ذكر في الاية معه لانه مما يتأله الله ويعبد به فحب النبي صلى الله عليه وسلم وحب الجهاد في سبيل الله مندرج في حب الله عز وجل والدليل التالت حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في نفي الايمان ولا ينفى الايمان الا في ترك واجب فمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم عند العبد يجب ان تكون احب اليه من محبة غيره من ولده ووالده والناس اجمعين. وهي كما تقدم من محبة الله لان الله امرنا بها والدليل الرابع حديث انس رضي الله عنهما قال ثلاث من كن فيه الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في تعليق وجدان حلاوة الايمان بان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم تابعة محبة الله والدليل الخامس حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال من احب في الله الى اخره رواه ابن جرير واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله من احب في الله وابغض في الله حتى قال فانما تنال ولاية الله بذلك فعد اعمالا تتحقق بها ولاية الله المتضمنة لمحبته لعبده ومرد جميع هذه الاعمال الى محبة الله لانه هو الذي امر بها والاخر في قوله ولن يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك تعلق وجدان طعم الايمان عليها فهي مما يكمن به الايمان لتقوية محبة الله عز وجل في القلب والدليل السادس اثر ابن عباس رضي الله عنهما ايضا في تفسير قوله تعالى وتقطعت بهم الاسباب قال المودة رواه ابن جرير بسند صحيح ومعنى تقطعت بهم المودة اي انقطعت المحبة التي كانت بين المتبوعين واتباعهم ممن كان يزعم ان محبتهم تنفعهم وكانوا يتخذونهم اولياء من دون الله فلم ينتفعوا بهم بل تبرأوا منهم ففيه ابطال محبة غير الله لانها لا تنفع في الاخرة بل لصاحبها عذاب اليم نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى تفسير اية البقرة ثانية تفسير تفسير اية براءة الثالثة وجوب محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والاهل والمال قوله رحمه الله الثالثة وجوب محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والاهل والمال اي تقديم محبته عليهم نعم. الرابعة ان نفي الايمان لا يدل على اعلى الخروج من الاسلام. قوله رحمه الله ان نفي الايمان لا يدل على الخروج من الاسلام ولكن يدل على وجوب المذكور في المنفي فان الاخبار الواردة بنفي الايمان يكون ما بعدها واجبا مأمورا به. سواء تعلق باصل الايمان او بكماله ذكر ذلك ابو العباس ابن تيمية الحفيد في كتاب الايمان وحفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب في فتح الباري نعم الخامسة ان للايمان حلاوة قد يجدها الانسان وقد لا يجدها السادسة اعمال القلب الاربع التي لا تنال ولاية الله الا بها. ولا يجد احد طعم الايمان الا بها السابعة فهم الصحابي للواقع ان عامة المؤاخاة على امر الدنيا الثامنة تفسير وتقطعت بهم الاسباب التاسعة ان من المشركين من يحب الله حبا شديدا. رحمه الله التاسعة ان من المشركين من يحب الله حبا اذا لقوله يحبونهم كحب الله فهم يحبون اندادهم محبة مثل محبة الله وفيهم من يظهر لتلك الانداد محبة شديدة فتكون محبته لله كمحبته لتلك الاجداد هي شديدة ايضا نعم العاشرة الوعيد على من كانت الثمانية عنده احب من دينه الحادية عشرة ان من اتخذ ندا تساوي محبته محبة الله فهو من الشرك الاكبر باب قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين مقصود الترجمة بيان ان خوف الله من العبادة فخوف الله شرعا هو هروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا ها وقوله انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله الاية قوله ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. الاية وعن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا ان من ان من ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخط الله. وان تحمدهم على رزق الله وان تذمهم على ما لم يؤتيك الله ان رزق الله لا يجره حرص حرص حريص ولا يرده كراهية كاره وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضاه وارضى عنه الناس ومن التمس رظا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس. رواه ابن حبان في صحيحه ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة الدليل الاول قوله تعالى انما ذلكم الشيطان. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في تعليق الايمان بالخوف منه في قوله وخافوني ان كنتم مؤمنين وما علق عليه الايمان فهو عبادة والدليل الثاني قوله تعالى انما يعمر مساجد الله الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولم يخش الا الله فالخشية خوف مقرون بعلم وجعلها الله من وصف عامري مساجد الله مدحا لهم بعد ان نفاها عن المشركين فهي من عبادات المؤمنين التي يتقربون بها الى الله والدليل الثالث قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله ودلالته على مقصود الترجمة انها تتضمن ذم من جعل فتنة الناس كعذاب الله لخوفه منهم ان ينالوه بما يكره وذلك من جملة الخوف من غير الله وهذا التركيب في القرآن ومن الناس من يقول امنا موضوع للدلالة على المنافقين فدل ذلك ان الخوف المذكور هنا هو خوف تأله وتعظيم فهم خافوا لحوق الضرر بهم وجعلوه بمنزلة خوف التأله والتعظيم اذ اعتقدوا ان اولئك لهم من القدرة ما يتمكنون به من انزال الضرر بهم وهذا كفر اكبر والدليل الرابع حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا ان من ضعف اليقين الحديث ولم يعزه المصنف وهو عند ابي نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء واسناده ضعيف جدا والاشبه انه من كلام ابن مسعود اخطأ بعض الرواة فرفعه فالموقوف اصح من المرفوع واسناد الموقوف ضعيف ايضا وقوله في الحديث ضعف يجوز فيه الضم والفتح فيقال ضعف وضعف لكن الضم احسن واشهر ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان من ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخط الله وهو كقوله تعالى فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله وضعف اليقين يكون بضعف الايمان وانما يضعف الايمان بترك واجب او فعل محرم والمؤثر فيه هنا في هذا الحديث هو فعل المحرم لانهم اثروا رضا المخلوقين على رضا الله فيدخل في نوع من الشرك والدليل الخامس حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضى الله الحديث رواه الترمذي والعزو اليه اولى من ابن حبان واختلف في رفعه ووقفه والوقف اصح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من التمس رضا الله رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس وهو في معنى الحديث السابق لتضمنه ذكر عقوبة من اثر رضا المخلوق على الخالق وهو سخط الله عليه واسقاطه الناس عليه فعاقبه الله بنقيض قصده والعبد ينبغي ان يخلص خوفه المشتمل على التأليه والتعظيم لله وحده فاذا صرفه الى غيره كان في ذلك نوع شرك ومنه ملتمس رضا الناس بسخط الله اذ وقع في قلبه نوع من التشريك اذ جعل طلبه رضا الناس بمنزلة طلبه رضا الله فسخط الله عز وجل عليه واسخط عليه الناس نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى تفسير اية ال عمران الثانية تفسير اية براءة الثالثة تفسير اية العنكبوت الرابعة ان اليقين يضعف ويقوى الخامسة علامة ضعفه ومن ذلك هذه الثلاث السادسة ان اخلاص الخوف لله من الفرائض السابعة ذكر ثواب من فعله الثامنة ذكر عقاب من تركه نعم كتاب قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين مقصود الترجمة بيان ان التوكل على الله عبادة والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عجزه واعتماده على الله نعم فقوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم الاية وقوله يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. وقوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم عليه السلام حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين حين حين قالوا ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل رواه البخاري ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين ووجه دلالته على مقصود الترجمة في تعليق الايمان على التوكل وما علق عليه الايمان فهو عبادة فصار التوكل عبادة لله والدليل الثاني في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تمام الاية وعلى ربهم يتوكلون فجعل التوكل من صفات المؤمنين وقربهم التي يعبدون بها الله وما عبد المؤمنون به ربهم واثنى عليهم به فهو عبادة والدليل الثالث قوله تعالى يا ايها النبي حسبك الله الاية ودلالته على مقصود الترجمة هو ان معنى الاية يا ايها النبي كافيك الله ومن اتبعك من المؤمنين كافيهم الله فهو اغراء بلزوم التوكل لان الكفاية تحصل به والدليل الرابع قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما ان من توكل على الله فهو حسبه اي كافيه والكفاية عنوان المحبة فاستفيد منه ان التوكل عبادة لان صاحبها محبوب ومحبة العامل رضا بعمله وما احبه الله من العمل فهو عبادة والاخر ان تحصيل الكفاية مشروط بالتوكل والعبد مأمور بطلب ما يحقق استغناءه بربه ومن جملته التوكل وما امر به فهو عبادة فيكون التوكل عبادة للامر به المنتظم بامر العبد بطلب تحصيل استغنائه بالله والدليل الخامس حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال حسبنا الله ونعم الوكيل. الحديث رواه البخاري ودلالته على مقصود الترجمة في قوله حسبنا الله ونعم الوكيل اي كافينا الله فهم متوكلون عليه لاجل اصول الكفاية به سبحانه وتعالى واورثهم ذلك زيادة الايمان والايمان انما يزيد بالعبادات وكل ما زاد الايمان فهو مأمور به وهو عبادة من العبادات التي يتقرب الى الله بها نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى ان التوكل من الفرائض ثانية انه من شروط الايمان الثالثة تفسير اية الانفاد الرابعة تفسير الاية في اخرها الخامسة تفسير اية الطلاق السادسة عظم شأن هذه الكلمة قوله رحمه الله السادسة عظم شأن هذه الكلمة اي حسبنا الله ونعم الوكيل والعرب بلسانهم اطلاق الكلمة على الجملة التامة كما قال ابن مالك في صدر الفيته وكلمة بها كلام قد يؤم اي قد يقصد بها انها جملة تامة فتكون كلاما نعم سابعا انها قول ابراهيم عليه الصلاة والسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم في الشدائد نعم. باب قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون مقصود الترجمة بيان ان الامن من مكر الله والقنوط من رحمته امران محرمان ينافيان كمال التوحيد والامن من مكر الله الغفلة عن عقوبته مع الاقامة على موجبها الغفلة عن عقوبته مع الاقامة على موجبها وهو المحرمات والقنوط من رحمة الله هو استبعاد الفوز بها في حق العاصي هو استبعاد الفوز بها في حق العاصي نعم وقوله قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والامن من مكر الله وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال اكبر الكبائر الاشراك بالله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله. واليأس من رح الله رواه عبد الرزاق ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى افأمنوا مكر الله الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله افأمنوا مكر الله لانه استفهام استنكاري يتضمن ذمهم على ما اقترفوه والذم دليل التحريم وان ذلك مناف لما ينبغي من اجلال الله واعظامه والاخر في قوله الا القوم الخاسرون لانه جعله سببا في خسرانهم وما انتج خسرا فهو محرم مباين لتعظيم الله واجلاله والدليل الثاني قوله تعالى ومن يقنط من رحمة ربه الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا الضالون لانه جعله سببا لضلالهم وما انتج ضلالا فهو محرم يضعف توقير الله واعظامه في القلوب والدليل الثاني حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر الحديث ولم يعزه المصنف وهو عند البزار في مسنده والطبراني في المعجم الكبير بسند حسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله واليأس من روح الله والامن من مكر الله لانه عدهما في الكبائر واليأس من رح الله من افراد القنوط فان اليأس من رح الله هو استبعاد فرجه عند نزول المصائب هو استبعاد فرجه عند نزول المصائب والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال اكبر الكبائر الاشراك بالله الحديث رواه عبدالرزاق واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله ودلالته كسابقه في عدهن من الكبائر لكن ينبغي ان تعلم ان بين رحمة الله وروحه فرقا فان الروح هو الفرج ففيه معنى اخر غير معنى الرحمة اذ يختص بوروده في الخطوب والمصائب ولاجل هذا قرن الفرج عند العلماء بالشدة فقالوا الفرج في الشدة لان روح الله تختص بهذه الحال اي اذا وردت الشدائد وتقدم من قبل ان صفات الله عز وجل واسمائه لا تقع احداهما بمعنى الاخرى على وجه الترادف المطلق بل لا بد ان يكون في كل واحدة منهما معنى اخر غير معنى تلك الصفة وحينئذ فلا يكون روح الله هو رحمته كما فسره بعض اهل العلم بل روح الله هو فرجه نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى تفسير اية الاعراف ثانية تفسير اية الحجر الثالثة شدة الوعيد في من امن مكر الله الرابعة شدة الوعيد في القنوط باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله مقصود الترجمة بيان ان الصبر على اقدار الله من الايمان به والمراد بالاقدار هنا الاقدار المؤلمة للاقدار الملائمة لان القدر الملائم الموافق ميل النفس لا يفتقر الى صبر كالمطعم والمشرب وغيرهما والصبر على اقدار الله من كمال التوحيد الواجب وضده من السخط والجزع محرم ينافي كمال التوحيد وينقص تمام العبودية لله نعم قول الله تعالى فمن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت وله ما عن ابن مسعود مرفوع ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية وعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا واذا اراد بعبده شر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط حسنه الترمذي ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة والدليل الاول قوله تعالى ومن يؤمن بالله يهد قلبه ودلالته على مقصود الترجمة في كون العبد المصاب جعل صبره على المصيبة الواقعة بقدر الله عبادة يتعبد الله بها فهدى الله قلبه ووفقه لتسليم امره له وعد ذلك من الايمان فهو من كمال توحيده والدليل الثالث الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان في الناس هما بهم كفر الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله والنياحة على الميت وهي رفع الصوت بالبكاء عليه وتعداد شمائله وقد جعلت من شعب الكفر لمناقضتها الصبر على اقدار الله وهي من شعبه التي لا يخرج العبد بها من الملة والدليل الثالث الثالث حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ليس منا من ضرب الخدود الحديد متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليس منا فانه نفى كمال الايمان الواجب عمن طرف هذه الذنوب الدالة على الجزع وعدم الصبر على قدر الله لمناقضتها كمال التوحيد الواجب والجيوب جمع جيب وهو الذي يدخل فيه الرأس من الثوب وهو الذي يدخل فيه الرأس من الثوب يعني من اعلاه هذا يسمى ثم سمي ما وضعه الناس هنا جيبا باعتبار كونه يدخل فيه والا حقيقة الجيب منصرفة الى ما يدخل فيه الثوب من اعلى الجسد وشقه اكمال فتحه ودعوى الجاهلية اسم يشمل كل مقالة من مقالات اهلها وتقدم ان الجاهلية اسم لما كان قبل البعثة النبوية وكل ما اضيف اليها من قول او فعل او حال فهو محرم والدليل الرابع حديث انس رضي الله عنه قال اذا اراد الله بعبده الخير الحديث رواه الترمذي واسناده حسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله عجل له العقوبة في الدنيا اي عاقبه على ذنوبه ورزقه الصبر على تلك العقوبة لانه اريد به الخير فلا تتجدد له معاصي جديدة اذا عوقب بما اتى بل يوفق الى الصبر فالخير المذكور في حديث انس مركب من شيئين احدهما المعاقبة على الذنب والثاني التوفيق للصبر على ما نزل به من البلاء جزاء ذنبه التوفيق له على الصبر على ما نزل به من من بلاء جزاء ذنبه وكل قول او عمل من شعب الخير فهو من الايمان فيكون الصبر على قدر الله حينئذ من الايمان بالله كما ترجم له المصنف رحمه الله. والدليل الخامس حديث انس رضي الله عنه ايضا قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء الحديث رواه الترمذي وابن ماجه واسناده حسن ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله فمن رضي فله الرضا الرضا حظ من رضي بما كتب عليه من البلاء الرضا الظو من رضي بما كتب عليه من البلاء والرضا بالاقدار يتضمن الصبر وزيادة لان القلب يكون مع وجودها في طمأنينة وسكون وسلامة من منازعة القدر فهو موافق لمقصود الترجمة من جهة ان الرضا يتضمن الصبر وزيادة والاخر في قوله ومن سخط فله السخط لان ترتيب العقوبة عليه على جهة الذم له دال على كون فعله منقصا لكمال التوحيد. فمن سخط من قدر الله نقص توحيده وايمانه ومن لم يتسخط قدر الله كمل توحيده وايمانه فكان الحديث دالا على ان الصبر على اقدار الله من الايمان به كما ترجم له المصنف نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى تفسير اية التغابن الثانية ان هذا من الايمان بالله الثالثة الطعن في النسب الرابعة شدة الوعيد في من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية الخامسة علامة ارادة الله بعبده الخير السادسة علامة ارادة الله بعبده الشر السابعة علامة حب الله للعبد الثامنة تحريم السخط التاسعة ثواب الرضا بالبلاء باب ما جاء في الرياء مقصود الترجمة بيان حكم الرياء والرياء هو اظهار المرء عبادته ليراها الناس فيحمدوه عليها هو اظهار المرء عبادته ليراها الناس فيحمدوه عليها وهو نوعان احدهما رياء في اصل الايمان بابطان الكفر واظهار الاسلام ليراه الناس فيجعلوه مسلما وهذا شرك اكبر مناف اصل التوحيد وليس هو المراد اذا اطلق الرياء والاخر رياء في كمال الايمان وهو الواقع من المؤمن الذي يظهر عمله للناس ليحمدوه عليها وهذا المعنى هو المراد في النصوص اذا اطلق الرياء نعم الله اليكم وقول الله تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد. الاية وعن ابي هريرة مرفوعا قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي في معي فيه غيري تركته وشركه رواه مسلم وعن ابي سعيد مرفوعا الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل. رواه احمد ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى قل انما انا بشر مثلكم ودلالته على مقصود الترجمة من اربعة وجوه احدها في قوله انما انا بشر مثلكم فالوصف بالبشرية يتضمن ابطال ملك احد منهم لشيء من الربوبية او استحقاق الالوهية فملاحظة البشر بالعمل لن تورث حمدهم ومدحهم لانهم لا تصرف لهم في ذلك وثانيها في قوله انما الهكم اله واحد فاذا كان كذلك فحقيقة توحيده الا يقع في القلب شهود غيره عند العمل فلا يجتمع التوحيد الكامل والرياء في قلب عبد وثالثها في قوله فليعمل عملا صالحا لان العمل الصالح يفتقر الى الاخلاص وحقيقة الاخلاص شرعا تصفية القلب من ارادة غير الله ولا تحققت تصفية الا بانتثاء الرياء ورابعها في قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا اي كائنا من كان والرياء شرك وهذه الاية هي الاية التي تجتث عروق الرياء من القلب لما تضمنته من الوجوه الاربعة المبطلة له والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال قال الله انا اغنى الشركاء عن الشرك الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اشرك معي فيه فهذا وصف الرياء لان المرائي يقصد بعمله الله وغيره فقد جعل لله شريكا وجزاؤه بطلان عمله وهذا معنى قوله تركته وشركه اي ابطلت عمله والرياء في افراد العمل من الشرك الاصغر فروى الحاكم بسند حسن عن شداد ابن اوس رضي الله عنه قال كنا نعد الرياء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر والدليل الثالث حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي الحديث رواه احمد وهو عند ابن ماجة فالعزو اليه اولى وفي اسناده ضعف لكن له شاهد من حديث محمود ابن لبيد رضي الله عنه عند ابن خزيمة واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لانه وصفه بما يطابق حقيقة الرياء وجعله شركا فدل على كون الرياء من الشرك وانما وصفه صلى الله عليه وسلم بالخفاء وقال الشرك الخفي لانه لا عليه والشرك باعتبار ظهوره وخفائه ينقسم الى قسمين احدهما شرك جلي وهو الظاهر البين والثاني الشرك الخفي وهو الغامض المستتر وكلاهما يقع فيه الشرك الاكبر والشرك الاصغر فلا يختص الشرك الخفي بالاصفر بل ربما كان الشرك خفيا ويكون اكبر مثل ايش ما الجواب شرك ويكون اكبر مثل الخوف من غير الله الخوف من غير الله عمل قلبي باطن ام عمل ظاهر على الجوارح عمل باطل فيكون شركا خفيا فالخفاء لا يختص بالاصغر بل يكون في الاصغر والاكبر طيب ما وجه ان بعض اهل العلم يقول احيانا الشرك الخفي وهو الشرك الاصغر كيف نعتذر عنه لانه يقطع بان الخوف من غير الله والتوكل على غير الله شرك اكبر مع كونه خفيا فلماذا يجري في عرف اهل العلم قول بعضهم الشرك الخفي وهو الشرك الاصغر نعم تفضلوا طيب لماذا يقول بعض اهل العلم وهو الشرك الاصغر ها محمد ومجاراة للفظ الحديث طيب لماذا وقعت هذه المجاراة لان الغالب من الشرك الخفي في الامة هو الشرك الاصغر لان الغالب من الشرك الخفي في الامة هو الشرك الاصغر ففسروه حينئذ به طيب تجدون في كلام بعض اهل العلم قولهم الشرك ثلاثة اقسام احدها الشرك الاكبر والثاني الشرك الاصغر والثالث الشرك الخفي هذا موجود في كلام جماعة من اهل السنة فما مأخذ هذه القسمة؟ وهل منضبطة ام لا ما الجواب مم فاذا اذا هل هذا القسمة منضبطة وما وجهها لجمعا لما ورد في النصوص صحيح ولكن هم فعلوا ذلك لان الشرك باعتبار قدره ينقسم الى اكبر واصعب وباعتبار ظهوره وخفائه ينقسم الى جلي وخفي واقتصروا على الخفي تنبيها الى غموضه لان الجلي ظاهر لا يحتاج الى الى تنبيه وانما الذي يغضب هو الذي يحتاج الى تنبيه والاكمل في القسمة ان نفرق بينها باختلاف الاعتبار والمتعلق فالشرك باعتبار قدره ينقسم الى اكبر واصغر وباعتبار ظهوره وخفائه ينقسم الى شرك جلي وشرك خفي. نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى تفسير اية الكهف الثانية هذا الامر العظيم العظيم في رد العمل الصالح اذا دخله شيء لغير الله الثالثة ذكر السبب الموجب لذلك وهي كمال الغنى وهو وهو كمال الغنى الرابعة ان من الاسباب انه تعالى خير الشركاء الخامسة خوف النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه من الرياء السادسة انه فسر ذلك بان يصلي المرء لله لكن يزينها لما يرى من نظر رجل اليه تاب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا مقصود الترجمة بيان ان ارادة الانسان بعمله الدنيا من الشرك بيان ان ارادة الانسان بعمله الدنيا من الشرك والمراد بذلك انجذاب روحه اليها وتعلق قلبه بها حتى يكون قصد العبد من عمله الديني اصابة حظه الدنيوي وهذا شرك مناف للتوحيد وارادة الانسان بعمله الدنيا نوعان احدهما اي يريد الانسان ذلك في جميع عمله ان يريد الانسان ذلك في جميع عمله وهذا لا يكون الا من المنافقين فهو متعلق باصل الايمان ويحكم عليه بانه شرك اكبر والاخر ان يريد العبد ذلك في بعض عمله ان يريد العبد ذلك في بعض عمله وهذا شرك اصغر لتعلقه بكمال الايمان لا اصله قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها. الايتين في الصحيح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعيش عبد الخميصة تعيش عبد الخميلة ان اعطي رظي رظي وان لم يعط ساخط تعس وانتكس واذا شيك فلنتاقش لعبد اخذ بعنان فرسه في سبيل الله اشعث رأسه مغبرة قدماه كان في الحراسة كان في الحراسة. وان كان في الساقة كان في الساقة. ان استأذن لم يؤذن له. وان شفع لم يشفع ذكر المصنف رحمه الله في تحقيق مقصود الترجمة دليلين الدليل الاول قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اي لا يظلمون بانقاصهم حقهم فجعل جزاءهم توفير ثواب اعمالهم في الدنيا بما يصيبون من اغراضها ويتمتعون بها به من اعراضها ثم توعدهم بجزاء الاخرة فقال اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا وباطن ما كانوا يعملون وهؤلاء ارادوا الدنيا بعملهم كله وتلك هي حال اهل النفاق وهو القسم الاول من قسمي ارادة العبد بعمله الدنيا. والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعس عبد الدينار الحديث اخرجه البخاري بنحوه قريبا من لفظه مختصرا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعس عبد الدينار الى قوله واذا شيك فلنتقش وذلك من وجهين احدهما في جعل من اراد بجهاده اعراض الدنيا عبدا لها بجعل من ارام بجهاده الدنيا عبدا لها فهو عبد دينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة وعبد الخميلة وتعبيده لما ذكر اشارة الى ما وقع فيه من الشرك فان العبودية لله توحيد والعبودية لغيره شرك وتنديد والاخر في الدعاء عليه بالتعس وهو الهلاك وبالانتكاس وهو الخيبة وانه اذا شاكته شوكة لم يقدر على انتقاشها اي اخراجها بالمنقاش والدعاء عليه دليل على ذم حاله وهذا متعلق بعمل خاص فيكون عائدا الى القسم الثاني من اقسام ارادة العبد بعمله الدنيا نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى ارادة الانسان الدنيا بعمل الاخرة الثانية تفسير اية هود الثالثة تسمية الانسان المسلم عبد الدينار والدرهم والخميصة الرابعة تفسير ذلك بانه ان اعطي رضي وان لم يعط سخط الخامسة قوله تعس وانتكس السادسة قوله واذا شيك فلا انتقش السابعة الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات قوله رحمه الله السابعة الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات اي المذكورة في اخر الحديث وهو قوله اشعث رأسه من برة قدماه الى اخره نعم باب من اطاع العلماء والامراء في تحريم ما احل الله او تحليل ما حرمه فقد اتخذهم اربابا من دون الله مقصود الترجمة بيان ان طاعة العلماء والامراء وسائر المعظمين في تحريم الحلال او تحليل الحرام من اتخاذهم اربابا من دون الله اي الهة فعبادة الله ناشئة عن طاعته وليس لاحد من الخلق ظاعة الا اذا كانت مندرجة في طاعة الله وطاعة المعظمين في خلاف امر الله نوعان احدهما طاعتهم فيما خالفوا فيه امر الله طاعتهم فيما خالفوا فيه امر الله مع اعتقاد صحة ما امروا به وجعله دينا مع اعتقاد صحة ما امروا به وجعله دينا وهذا شرك اكبر والاخر طاعتهم فيما خالفوا فيه امر الله مع عدم اعتقاد صحته ولا جعله دينا بل قلب العبد منطو على اعتقاد خلافه لكنه وافقهم لهوى او شبهة او شهوة وهذا شرك اصغر نعم وقال ابن عباس رضي الله عنه عنهما يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء. اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر وقال احمد بن حنبل عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته يذهبون الى رأي سفيان والله تعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان فتنة او يصيبهم عذاب اليم اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله اذا رد بعض قوله ان يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك وعن علي ابن ابن حاتم انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. الاية. قال فقلت له انا لسنا نعبدهم. قال اليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه اتوا يحلون ما حرم الله فتحلونه فقلت بلى. قال فتلك عبادتهم. رواه احمد والترمذي وحسنه ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول اثر ابن عباس رضي الله عنهما قال يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء الاثر اخرجه احمد في المسند بنحو هذا اللفظ وعزاه اليه ابو العباس ابن تيمية الحفيد بهذا اللفظ وساق اسناده وليس موجودا في النسخة التي بايدينا من المسند والظاهر انه بهذا اللفظ في كتاب اخر للامام احمد هو كتاب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان تنزل عليكم حجارة من السماء اي عذابا لكم جزاء معارضة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول ابي بكر وعمر رضي الله عنهما وتقديم طاعتهما على طاعته واذا كان هذا في حق من قدم طاعة الشيخين ابي بكر وعمر رضي الله عنهما على طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون الامر في حق من قدم طاعة غيرهما من العلماء والامراء على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والدليل الثاني قول الله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره وساقه المصنف مضمنا قول الامام احمد لانه جار مجرى تفسيره ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان تصيبه فتنة او يصيبهم عذاب اليم فتوعد من خالف امر النبي صلى الله عليه وسلم بالفتنة او العذاب الاليم ومن مخالفته طاعة المعظمين من العلماء والامراء فيما خالفوا فيه ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والفتنة الشرك والكفر فمخالفته صلى الله عليه وسلم تفضي الى الكفر اذا اقترن بالمخالفة ما يناقض اصل طاعته كاعتقاد صحة طاعة غيره على خلاف امره وتفضي الى العذاب الاليم اذا لم تناقض اصلها فتكون مجرد معصية والدليل الثالث حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم ارباب ومن دون الله الحديث رواه الترمذي واسناده ضعيف وله شواهد يحتمل التحسين بها وقد حسنه ابو العباس ابن تيمية في كتاب الايمان ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه مع قوله فتلك عبادتهم فجعل طاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال عبادة لهم لانه من شرك الطاعة وقد يكون اكبر او اصغر على ما تقدم فاذا اعتقد صحة من دعوه وجعله دينا فهذا شرك اكبر وان لم يجعله كذلك بل اعتقد خلاف ما دعوه اليه لكنه وافقهم لمقصد له من شبهة او شهوة فانه شرك اصغر نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى تفسير اية النور الثانية تفسيرة اية براءة الثالثة التنبيه على معنى العبادة التي انكرها عدي الرابعة تمثيل ابن عباس بابي بكر وعمر وتمثيل احمد ابي سفيان الخامسة تغير الاحوال الى هذه الغاية حتى صار عند الاكثر عبادة الرهبان هي افضل الاعمال هي افضل الاعمال وتسميتها تسميتها ولاية وعبادة الاحبار هي العلم والفقه ثم الحال الى ان عبد من ليس من الصالحين وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين قوله رحمه الله الخامسة تغير الاحوال الى هذه الغاية اي في الازمنة المتأخرة وقوله حتى صار عند الاكثر عبادة الرهبان هي افضل الاعمال اراد ما يعتقده كثير من الناس في من ينسب الى العلم والعبادة من الضر والنافع مما سموه سرا وولاية وقوله وعبادة الاحبار هي العلم والفقه اراد ما يعتقده كثير من الناس في من ينسب الى العلم والفقه من وجوب تقليديه وحرمة الخروج عليه ابدا وقوله ثم تغيرت الحال الى ان عبد من دون الله من ليس من الصالحين اي اعتقد في الفساق والاشجار والاحجار وقوله وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين اي قل لذا الجهلة العارون عن العلم فصار الامر باخرة اشد مما كان عليه قبل ولا يزال هذا البلاء في تزايد ولا سيما في الامر الثاني نعم باب قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريدوا الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. الايات مقصود الترجمة بيان ان التحاكم الى غير الشرع يناقض التوحيد لان التوحيد يتضمن ويستلزم رد الحكم الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم في موارد والخروج عن ذلك من شرك الطاعة وله حالان احداهما ان ينطوي قلب العبد على الرضا بالتحاكم الى غير الشرع ان ينطوي قلب العبد على الرضا بالتحاكم الى غير الشرع وقبوله ومحبته. وهذا شرك اكبر والاخرى الا يرضاه العبد ولا يحبه وانما اجاب اليه لاجل الدنيا او لعروض شبهة او موافقة في شهوة وهذا شرك اصغر نعم وقوله واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون وقوله ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. وقوله افحكم الجاهلية يبغون؟ الاية؟ عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به قال النووي حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح وقال الشعبي كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة. فقال اليهودي نتحاكم الى محمد عرف انه لا يأخذ وقال المنافق نتحاكم الى اليهود لعلمه انهم يأخذون الرشوة. فاتفقا ان ياتي كاهنا في جهينة في جهينة فيتحاكم فنزلت المتر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك. الاية وقيل نزلت في رجلين اختصما فقال احدهما فقال احدهم نترافع الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الاخر الى كعب الى كعب ابن الاشرف ثم ترافع الى عمر ترى له احدهما القصة فقال للذي لم يرضى برسول الله صلى الله عليه وسلم اكى ذلك؟ قال نعم فضربه بالسيف فقتله ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة الدليل الاول قول الله تعالى المتر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به لانهم امروا ان يكفروا بالطاغوت فلم يمتثلوا وارادوا التحاكم اليه وسياق الايات في المنافقين فارادة التحاكم الى الطاغوت نفاق وكفر والارادة تتضمن الرضا به ومحبته وقبوله كما تقدم والدليل الثاني قوله تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تفسدوا في الارض وهي في المنافقين ومن اعمالهم التحاكم الى غير الشرع وقد جعله الله فسادا واخبر عن دعواهم انهم انما يريدون الاصلاح فاكذبهم الله وقال الا انهم هم المفسدون والدليل التالت قوله تعالى ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها فنهاهم عن كل فساد والنهي يقتضي التحريم ومن الفساد في الارض التحاكم الى غير الشرع وصار منهيا محرما صار منهيا عنه محرما والدليل الرابع قوله تعالى افحكم الجاهلية يبغون ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه احدها استنكار ابتغائهم غير حكم الشرع فان الاستفهام في قوله افحكم الجاهلية الاستنكار وثانيها تسمية ما ابتغوه غير الشرع جاهلية تسمية ما ابتغوه غير الشرع جاهلية وهي كما عرفت اسم لما كان عليه الخلق قبل البعثة النبوية وكل ما اضيف اليها فهو محرم وثالثها في قوله ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون فاخبر انه لا احد احسن من الله حكما لمن لمن ايقن ان الله احكم الحاكمين واحسن هنا ليست على بابها في افعل التفظيل فان الله عز وجل لا يشاركه احد في الحكم كما قال تعالى ان الحكم الا لله والدليل الخامس حديث ابن عمرو رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم الحديث وعزاه المصنف تبعا للنووي الى كتاب الحجة لابي نصر المقدسي وهو عند من هو اشهر منه كابن ابي عاصم في كتاب السنة والبغوي في شرح السنة واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا يؤمن احدكم فنفى عنه الايمان حتى يكون هواه اي ميله تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والايمان المنفي هنا يجوز ان يكون اصل الايمان اذا كان المراد به اذا كان المراد بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم اصل الدين ويجوز ان يكون المراد نفيك ماله اذا اريد بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بقية شرائع الاسلام لا اصله والدليل السادس حديث الشعبي قال كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود الحديث رواه الطبري في تفسيره واسناده ضعيف لكونه مرسلا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فنزلت المتر الى الذين يزعمون انهم امنوا؟ الاية لانه سبب نزولها فيعين على فهمها كما قدمنا وفيه التصريح بان التحاكم الى غير الشرع من افعال النفاق والكفر لان المتحاكمين احدهما منافق والاخر يهودي والدليل السابع حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت في رجلين اختصما فقال احدهما نترافع الى النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه الكلبي في تفسيره وهو متهم بالكذب واسناده ضعيف جدا ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه والصحيح في سبب نزول هذه الاية ما رواه الطبراني في المعجم الكبير بسند قوي عن ابن عباس قال كان ابو بردة الاسلمي كان ابو بردة الاسلمي كاهنا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون اليه فيه فتنافر اليه اناس من المسلمين فانزل الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا الاية وعدهم ابن عباس من المسلمين باعتبار ظاهرهم فانهم يعدون في الظاهر منهم اما بالنسبة لحقيقتهم فانهم منافقون كما يدل عليه سياق الايات وبهذا لا يكون بين ما ذكره ابن عباس وبين سياق الايات اختلاف فان سياق الايات دال على ان الاية في المنافقين وما جاء في قول ابن عباس تنافر اليه ناس من المسلمين يعني باعتبار الظاهر وهذا يوجد في جملة من الاحاديث المروية يذكر فيها الصحابة ناسا من المسلمين يقصدون باعتبار الظاهر لا باعتبار حقيقتهم التي هم عليها نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى تفسير اية النساء وما فيها من الاعانة على فهم الطاغوت ثانية تفسير اية البقرة واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض والثالثة تفسير اية الاعراف ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها الرابعة تفسير افحكم الجاهلية يبغون الخامسة ما قال الشعبي في سبب نزول الاية الاولى السادسة التفسير الايمان الصادق والكاذب. قوله رحمه الله السادسة تفسير الايمان الصادق والكاذب لما في الايات من فضح ايمان المنافقين وانهم كاذبون في دعواهم فيه لانهم يتحاكمون الى غير الشرع وصاحب الايمان الصادق لا يريد الا التحاكم الى شرع الله ولا يرضى الا به نعم السابعة قصة عمر ومع المنافق الثامنة كون الايمان لا يحصل لاحد حتى يكون هواه تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم باب من؟ باب من؟ باب من جحد شيئا من الاسماء والصفات. وقول مقصود الترجمة بيان ان جحد شيء من الاسماء والصفات كفر او بيان حكمه بيان ان جحد شيء من الاسماء والصفات كفر او بيان حكمه فمن يجوز ان تكون شرطية وجواب الشرط محذوف تقديره فقد كفر فيصير تقدير الكلام من جحد شيئا من الاسماء والصفات فقد كفر ويجوز ان تكون موصولة بمعنى الذي اي الذي جحد شيئا من الاسماء والصفات والمعنى بيان حكم الذي جحد شيئا من الاسماء والصفات والمراد بهما اسماء الله وصفاته فهما المرادان عند الاطلاق فتكون الفيهما عهدية دالة على تعلق ما ذكر بالله وحده والاسم الالهي هو ما دل على الذات مع كمال تتصف به ما دل على الذات مع كمال تتصف به والصفة الالهية هي ما دل على كمال يتعلق بالله هي ما دل على كمال يتعلق بالله هو جهد الاسماء والصفات نوعان احدهما جحد انكار بنفي ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا كفر اكبر والاخر جحد تأويل وهو ما كان الحامل عليه التأويل للانكار وهذا كفر اصغر لان صاحبه له شبهة من اثر او نظر او لغة تستدعي ان يكون تأويله محتملا لقلة لقوة العابض له ومحل هذا النوع ما كان فيه المأخذ قويا اما ما ضعف فيه المأخذ فانه يلحق بجحد الانكار تقول لمن قال من الفلاسفة واتباعهم في قول الله تعالى بل يداه منشوطتان يعني السماوات والارض فمثل هذا هو في الحقيقة جحد انكار. لا جحد تأويل لضعف المأخذ المتعلق به في تفسيره بالمعنى الذي ذكروه نعم قول الله تعالى وهم يكفرون بالرحمن الاية ففي صحيح البخاري قال علي حدث الناس بما يعرفون اتريدون ان يكذب الله ورسوله وروى عبد الرزاق عن معمل عن ابن طاووس عن ابيه عن ابن عباس انه رأى رجلا انه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه سلم في الصفات استنكارا لذلك فقال ما فرقوا هؤلاء يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه انتهى ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن انكر ذلك فانزل الله فيهم وهم يكفرون بالرحمن ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول قول الله تعالى وهم يكفرون بالرحمن ودلالته على مقصود الترجمة في كون جحود اسم الله الرحمن كفرا وجحود غيره من اسماء الله وصفاته كفر مثله كفر مثله لان الباب واحد والدليل الثاني اثر علي رضي الله عنه قال حدثوا الناس بما يعرفون الاثر اخرجه البخاري ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اتريدون ان يكذب الله ورسوله فجحد شيء من الاسماء والصفات من تكذيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لان العلم بها مبني على خبرهما والدليل الثالث اثر ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات الاثر اخرجه عبدالرزاق في المصنف نحوه باسناد صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قول ابن عباس في حق من استنكر حديثا من احاديث الصفات ما فرق هؤلاء يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه فمراده الانكار على من جحد شيئا من الصفات وقوله طرق يجوز ان يكون اسما اي ما خوف هؤلاء ويجوز ان يكون فعلا تشدد راءه او تخفف ما فرق هؤلاء او ما فرق هؤلاء اي لم يفرق هذا واضرابه بين الحق والباطل والدليل الرابع اثر مجاهد رحمه الله بسبب نزول قوله تعالى وهم يكفرون بالرحمن ان قريشا لما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن انكروا ذلك الاثر رواه ابن جرير في تفسيره واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في كونه سببا لنزول الاية يعين على تفسيرها اذ سمى جحودهم كفرا كما سلف وجحد بقية الاسماء والصفات كجحد الرحمن لان الباب واحد نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى عدم الايمان بشيء من من الاسماء والصفات كيف عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات ما معنى قوله عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات ايش هذا صحيح بس كيف جئت به من عبارة المصنف يقول عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات كيف من اين جئت بها وهو الان قال الشيخ قال عدم الايمان بشيء من الاسماء والصفات يعني انكار الاسماء والصفات ايش جحد من اين جئت بها لأ من الباء الباء قال عدم الايمان بشيء يعني بسبب شيء متعلق بالاسماء والصفات ما هو الشيء المتعلق بالاسماء والصفات الذي يزول معه الايمان الجحد الجحد هذا معنى عبارة الشيخ وفي العبارة غموض ولاجل الغموض فيها عمد بعض متأخر العلماء فغيروها وهو الموجود في النسخ التي بايدي الناس الى قولهم عدم الايمان بجحد شيء من الاسماء والصفات هذا الموجود بالنسخ التي بايدي الناس لكنها ليست عبارة المصنف فعبارة المصنف عدم الايمان بشيء يعني بسبب شيء هكذا هو في نسختين بخط تلميذه ابن حبشان. نعم ثانيا تفسير اية الرعد ثالثا ترك التحديد بما لا يفهم السامع الرابعة ذكر العلة انه يفضي الى تكذيب الله ورسوله. ولو لم يتعمد المنكر الخامسة كلام ابن عباس لمن استنكر شيئا من ذلك وانه اهلكه باب قول الله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها الاية. مقصود الترجمة بيان ان اضافة النعم الى غير الله مناف توحيده بيان ان اضافة النعم الى غير الله مناف توحيده فان اقر قلبه بانها من الله ونسبها بلسانه الى غيره فهذا شرك اصغر وان اعتقد بقلبه انها من غير الله فهذا شرك اكبر وبه يعلم ان اضافة النعم الى غير الله قسمان احدهما اضافة ذلك باللسان مع عدم اعتقاده بالقلب وهذا شرك ايش اصغر وثانيهما اضافة ذلك الى غير الله مع اعتقاد القلب انها من غيره وهذا شرك اكبر نعم قال مجاهد ما معناه هو قول الرجل هذا مالي ورثته عن ابائي. وقال عون ابن عبد الله يقولون لولا فلان لم يكن كذا. وقال ابن قتيبة يقولون هذا بشفاعة الهتنا. وقال ابو العباس بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه ان الله تعالى قال اصبح عبادي مؤمن بي وكافر. الحديث وقد تقدم وهذا كثير في الكتاب والسنة يذم سبحانه من من يضيف انعامه الى غيره ويشرك به قال بعض السلف هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاح حاذقا ونحو ذلك مما هو جار على السنة كثير ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين فالدليل الاول قوله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها فنسب اليهم معرفة النعمة ووصفهم بانكارها ثم قال في بيان حالهم واكثرهم الكافرون اي جميعهم الكافرون وهذا نظير قوله تعالى في وصف الكفار في ايات عديدة ولكن اكثرهم لا يعلمون ثم قال في سورة التوبة ذلك بانهم قوم لا يعلمون فعدم العلم وصف لجميعهم وعبر عنه في بعض المحال بكونه وصفا لاكثرهم اخراجا لمن ليس محلا للعلم كالصغار وغيرهم وكذلك هذه الاية واكثرهم الكافرون يعني وجميعهم الكافرون ومن الانكار ما ذكره مجاهد وابن عون فيما مجاهد وعون ابن عبد الله فيما رواه ابن جرير عنهما ونقله المصنف هنا واثر مجاهد صحيح الاسناد واثر عون اسناده ضعيف وهما يقعان في حق من ينكر النعمة بالكلية باطنا وظاهرا وفي حق من يقر بقلبه ان المنعم هو الله لكن يجري على لسانه نسبتها الى غيره والاول كما سلف شرك اكبر والثاني شرك اصغر وهذه الاية يراد بها المنكرون بالكلية باطنا وظاهرا والاستدلال بها على من ينكر انكارا جزئيا فيعتقد بقلبه ان النعمة من الله ويجري لسانه بخلاف ذلك هو استدلال صحيح لان الجزئية من افراد الكلي وصح الاستدلال بها في هذا وذاك يعني ان الاية اصل في الانكار الكلي. الذي هو حظ الكفار لكن يجوز الاستدلال بها في الانكار الجزئي لانه مندرج في ضمنها اما ما ذكره المصنف من كلام ابن قتيبة رحمه الله في تفسير الاية يقولون هذا بشفاعة الهتنا فهو شرك اكبر لان اتخاذ الشفعاء شرك اكبر واعتقاد ان ما وصلهم من النعم هو بشفاعتهم من الشرك الاكبر والدليل الثاني حديث زيد ابن خالد رضي الله عنه ان الله تعالى قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر الحديث متفق عليه وقد تقدم وساقه المصنف في ضمن كلام ابي العباس ابن تيمية لما في كلامه من ايضاح معناه وسلف بيانه في باب ما جاء في الاستسقاء بالانواء. وان الكفر الوارد فيه اصغر فهم مسلمون جرى على السنتهم نسبة النعمة الى غير مستيها ومن جنسه قول بعض الناس كانت الريح طيبة والملاح حاذقا او كان الوضع خطيرا والطيار ماهرا واشباه هذا وهذا كثير في كلام الناس قديما وحديثا تجري على السنتهم نسبة النعمة الى غير الله مع اعتقاد قلوبهم ان المنعم بها حقيقة هو الله وهذا من غلبة الحال على الخلق فانهم لاجل شدة ما يجدون من الامر الظاهر من ملاحظة النعمة يبادرون بنسبتها الى من رأوا منه تلك النعمة ويغفلون على ان النسبة يجب ان تكون لله ظاهرا كما انها مستقرة في بواطنهم فالمؤمنون يستقروا في باطنهم ان النعم تسدى جميعا من الله سبحانه وتعالى. فينبغي ان تجري السنتهم بما يقتضي ظهور هذا الباطن عليها لا بخلافه وهذا اخر شرح هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله سبحانه وتعالى ومما ينبغي ان يطلب الانسان نفسه فيه تصبرها على الخير فان طول الجلوس في مجالس العلم مما يتقرب به العبد الى الله لانه يمتثل قوله يا ايها الذين امنوا وصابروا ورابطوا. وكثير من الناس تتوق نفسه الى المرابطة في في الجهاد واعظم المرابطة في الجهاد الجهاد في جهاد الحجة والبيان لان الامر كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى لان القائم به قليل والمساعد عليه نزر يسير وصدق رحمه الله تعالى فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يلهمنا رشدنا وان يرزقنا الصبر على ما ينفعنا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم مع العبد ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين